طوكيو ومدريد وإسطنبول في السباق الأخير نحو استضافة أولمبياد 2020

ثلاثة قرارات مصيرية تنتظر اللجنة الأولمبية الدولية في اجتماعاتها بالعاصمة الأرجنتينية

TT

بدأت اللجنة الأولمبية الدولية اجتماعاتها أمس في مدينة بوينس آيرس الأرجنتينية والتي تمتد حتى الثلاثاء المقبل لاتخاذ قرارات مصيرية أبرزها الصراع الدائر على حق استضافة أولمبياد 2020 والتي تتنافس عليها العاصمتان الإسبانية مدريد واليابانية طوكيو ومدينة إسطنبول التركية. كما تشهد الاجتماعات انتخاب الرئيس الجديد للجنة ليخلف البلجيكي جاك روج رئيس اللجنة الحالي، إضافة لحسم مستقبل ومصير عدد من الرياضات في الأجندة الأولمبية.

وقال خيراردو ويرثين عضو اللجنة الأولمبية الدولية ورئيس اللجنة الأولمبية الأرجنتينية أمام حشد من المراسلين الصحافيين: «هذا أول حدث أولمبي في تاريخ الأرجنتين.. ما سيشاهده العالم في مدينتنا مهم جدا جدا».

ويشعر ويرثين بنوع من التميز لاستضافة بلاده اجتماعات حاسمة للجنة الأولمبية الدولية واجتماع الجمعية العمومية للجنة (الكونغرس) المخولة بالتصويت على المدينة التي ستنال شرف استضافة أولمبياد 2020، والرياضات الجديدة المرشحة للانضمام للأجندة الأولمبية.

وسيعكف مسؤولو ملفات طوكيو ومدريد وإسطنبول على كسب تعاطف أعضاء لجنة الكونغرس بإبراز أفضل مزايا مدنهم قبل موعد التصويت الحاسم.

وسبق لإسبانيا أن احتضنت الألعاب الأولمبية في مدينة برشلونة عام 1992، كما استضافتها طوكيو بالذات في 1964 لكن تركيا لم تحصل على هذا الشرف حتى الآن في أي من مدنها.

وتفتتح الجمعية العمومية الـ125 أعمالها غدا على أن يجري التصويت لاختيار مكان إقامة دورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2020 في اليوم التالي.

ويشهد يوم الأحد المقبل نقاشات حول برنامج الألعاب في الدورات الأولمبية، حيث من المتوقع أن تتم إضافة ألعاب جديدة وإلغاء أخرى.

ويتوج يوم العاشر من سبتمبر (أيلول) بالتصويت لاختيار رئيس جديد للجنة الأولمبية الدولية خلفا للبلجيكي جاك روغ المنتهية ولايته بعد 12 عاما على رأس أهم منظمة رياضية في العالم.

وفي سباق التنافس على استضافة أولمبياد 2020 أظهرت العاصمة اليابانية طوكيو ثقة كبيرة في فوزها بهذا الشرف، معتمدة في ذلك على عوامل الأمن والاقتصاد والدعم الشعبي وأنظمة النقل، ولكن الكارثة النووية التي ضربت البلاد قبل عامين ما زالت تخيم على الملف الأولمبي للبلاد.

وقال ناوكي أينوسي عمدة طوكيو الذي يرأس أيضا ملف المدينة: «نحن واحدة من المدن الأكثر أمانا في العالم ولدينا ميزانية ضخمة تبلغ 5.‏4 مليار دولار أميركي جاهزة في البنك لاستضافة الأولمبياد».

وتقول طوكيو إن أنظمة الانتقالات لديها تسمح لنحو 7.‏25 مليون شخص بالتنقل يوميا، وإنه تم التخطيط لإنشاء مسارات ذات أولوية تكون جاهزة أثناء الأولمبياد لمسافة 317 كيلومترا.

كما تعهدت طوكيو بإبرام معاهدة أولمبية تتضمن إنشاء 28 من أصل 33 موقعا أولمبيا في محيط قريب من قلب العاصمة.

واستضافت طوكيو دورة الألعاب الأولمبية عام 1964 وتقدمت بطلب الاستضافة للمرة الثانية على التوالي بعد أن خسرت لصالح ريو دي جانيرو ملف استضافة أولمبياد 2016، لتتنافس هذه المرة مع مدريد وإسطنبول.

وعلى عكس الملف السابق لاستضافة الأولمبياد، حظيت العاصمة اليابانية بتأييد واسع من الشعب والحكومة وشركات الأعمال، بحسب ما أكدته اللجنة المسؤولة عن الملف.

لكن ملف طوكيو يواجه تهديدا بسبب أثار الأزمة النووية في محطة فوكوشيما في أعقاب زلزال اليابان الكبير في 11 مارس (آذار) 2011. وأكد أكيرا آماري وزير الدولة لملف الانتعاش الاقتصادي أن الحكومة ستضخ 47 مليار ين (470 مليون دولار) لمعالجة أي أثار متبقية لكارثة فوكوشيما.

في المقابل ظهر التفاؤل واضحا على مسؤولي الملف التركي لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية عام 2020، رغم الأحداث التي هزت البلاد في الأسابيع الماضية، فضائح المنشطات وأعمال الشغب وتطورات الصراع في سوريا.

وقال حسن آرات رئيس الملف التركي: «الأمر لا يتعلق فقط بنا، المنشطات والتلاعب بنتائج المباريات هي قضايا عالمية». وقال آرات: «أعتقد أننا نعمل بشكل جيد، وأعضاء اللجنة الأولمبية الدولية سعداء للغاية بأن تركيا تكافح بكل قوتها، وأن استضافة تركيا لأولمبياد 2020 لن يكون مهما لبلاده فقط ولكن لمنطقة الشرق الأوسط بالكامل».

ورغم الانتقادات الموجهة لردود الفعل من السلطات التركية في أعمال العنف التي اندلعت بالبلاد الأشهر الأخيرة في إسطنبول، امتدح آرات ساسة بلاده، وقال: «إنني فخور للغاية بما يقومون به.. إنهم ينفذون ما يتعهدون به».

ومن المقرر أن يشارك رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في المراسم النهائية لتقديم الملف التركي السبت المقبل، وسيحضر جلسة التصويت الحاسم.

في المقابل تعول مدريد على خبرتها الكبيرة في المجال الرياضي وعلى البنية التحتية الرياضية القوية عبر توفر معظم أو جميع المنشآت المطلوبة، وجهدت لإقناع أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية بالميزانية المحدودة التي أقرتها الحكومة الإسبانية لتنظيم الألعاب وكان شعارها: «نستطيع أن ننظم الألعاب بنجاح في ظل ميزانية محدودة».

وتأثرت إسبانيا كثيرا بالأزمة الاقتصادية التي ضربت العالم قبل أعوام، ولا تزال تعاني من تقشف كبير يحد من عملية بزخ الأموال في استضافة الدورة.

وتعتمد مدريد على نجوم كرة القدم المشاهير في الدوري الإسباني لتسويق ملفها وأبرزهم الأرجنتيني ليونيل ميسي أفضل لاعب بالعالم ووصيفه البرتغالي كريستيانو رونالدو.