خبراء سعوديون: لوبيز.. هل يعقل أن تجرّب 25 لاعبا في مباراتين بينهم أربعة حراس؟

قالوا لـ «الشرق الأوسط» إن «سرا عجيبا» وراء تدهور «الأخضر» في البطولة الدولية

TT

تغيرت الأسماء, وظلت الروح كما هي, مجرد قمصان داخل الملعب بمثابة أشباح في مدينة من الخيال, مدرجات خاوية على عروشها, جاءت بمثابة رسالة لعدم الرضا عما قدمه الأخضر السعودي سابقا، وما يقدمه حاليا في بطولة «OSN» الودية التي اختتمت منافساتها، أول من أمس، في العاصمة الرياض بهزيمتين دونتا في سجلات التاريخ.

الأخضر والإخفاق قصة ارتباط بدأت تدق أوتادها في ذاكرة المشجعين المتحسرين على أخضر شاكس الخصوم, وصارع باستدامة على زعامة قارته الصفراء بجوار كوريا الجنوبية ثم اليابان, ولكنه اليوم بات حَمَلا وديعا في ملاعب عرفته بطلا لا يرفع راية الهزيمة بسهولة. خسر الأخضر السعودي من نيوزلندا بهدف دون رد، ثم تجرع الخسارة الثانية من ترينيداد وتوباغو بثلاثة أهداف مقابل هدف يتيم ليحتل المركز الرابع في بطولة OSN الودية الدولية، فسهام النقد عادت من جديد, وأصوات المتفائلين بدأت تتلاشى، فالأخضر حقا لا يعطي عشاقه بصيصا من الضوء في نفق الإخفاقات المتتالية.

فجر محمد الدعيع عميد لاعبي العالم لفترة زمنية طويلة غضبه عقب نهاية المباراة، وانتقد بضراوة مسؤولي الأخضر وقال إننا مللنا عبارة «هارد لك», فمتى يشعر اللاعبون بأنهم يذودون عن منتخب بلادهم؟ مضيفا في حديثه إلى قناة «أبوظبي الرياضية»: «شعار السعودية كان حملا ثقيلا على صدورنا عندما كنا نلعب، ولكن مع الأسف لاعبو اليوم لم يقدموا ما قدمه لاعبو الحواري ولم يشعروا بهذه الأهمية».

واختتم الدعيع حديثه بانتقاد المدرب الإسباني لوبيز حيث قال: «في حياتي لم أشاهد مدربا يستبدل أربعة حراس مرمى في مباراتين».

يُذكر أن المدرب الإسباني لوبيز قد أشرك 25 لاعبا في مباراتين، وذلك من أصل 27 لاعبا قام بضمهم إلى قائمته المشاركة في البطولة الودية الدولية التي تأتي في سياق استعداد الأخضر السعودي لمواجهة العراق ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لبطولة «آسيا 2015»، والمقرر إقامتها في الـ15 من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. «الشرق الأوسط» بدورها اتجهت إلى خبراء فنيين لسؤالهم عن كيفية مشاهدتهم الأخضر السعودي في هذه البطولة الودية، والانطباعات التي حملوها عقب مباراتي نيوزلندا وترينيداد وتوباغو.

من جهته، طالب المدرب الوطني أمين دابو بوقفة رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد ومحاسبة الجهازين الفني والإداري في المنتخب السعودي عقب ما حدث في بطولة «OSN» الودية، التي اختتمت منافساتها، أمس، بالعاصمة الرياض.

وقال دابو: «جميل أن يشارك المنتخب في مثل هذه البطولات باستمرار، ولكن سؤالي للجهازين الفني والإداري في المنتخب: ما الفائدة التي حصلنا عليها من هذه البطولة؟ هل تحقق لنا الانسجام والتفاهم بين اللاعبين أم وصل المدرب إلى التشكيلة المثالية أم جمع بين الاثنين؟». ويمضي دابو في حديثه: «مع الأسف ما نشاهده من تخبط أعاد ذاكرتي إلى الوراء قليلا عندما شاركنا بالمنتخب الرديف في بطولة (خليجي 20) باليمن، حينها قال المدرب بيسيرو: هذه البطولة إعدادية لـ(آسيا 2011)، وسنخرج بالكثير من اللاعبين الشباب، وحضرت البطولة الآسيوية بعدها بشهر ولم يحضر من تلك القائمة إلا لاعبان, واليوم الأمر نفسه يتكرر، فمدرب يشرك عددا هائلا من اللاعبين في مباراتين فقط أمر لا يُصدق». ويضيف: «طيلة حياتي الكروية لم أشاهد إعدادا يتم بهذه الطريقة لكل المنتخبات والفرق العالمية, الآن أمامنا ما يقرب من شهر على مواجهة العراق، وأنا أطالب أحمد عيد والمسؤولين بالتدخل والتحدث مع الجهازين الفني والإداري, ولا بد هنا للمدرب لوبيز أن يثبت على تشكيلة جيدة ويحدث التفاهم والانسجام بين اللاعبين، وكل لاعب يعرف المطلوب منه في المباراة».

وواصل حديثه: «بصراحة لم نشاهد في هذه البطولة أي تفاهم أو انسجام حتى ونحن نلعب مع ترينيداد وتوباغو، وهو منتخب ليس قويا، ولكن تشعر بأنك تلعب أمام منتخب عالمي. باختصار يجب أن يتم اختيار عدد معين من اللاعبين والاهتمام بهم لإيجاد الانسجام والتفاهم وهوية المنتخب».

وعن التغييرات المتوقعة في قائمة الأخضر قبل مواجهة العراق قال: «في المجمل سيجري المدرب تغييرات كثيرة بكل تأكيد قبل لقاء العراق، سواء على صعيد ضم اللاعبين أو القائمة الأساسية للمباريات». من جانبه، قال المدرب الوطني تركي السلطان: «كنا نتمنى أن نظهر بفائدة فنية على الأقل، بغض النظر عن الفوز, كنا نريد تحسين الناحية النفسية على الأقل للجمهور واللاعبين، فالفوز عندما يتحقق تحضر الجماهير بلا شك، وتنفتح شهية اللاعبين لمواصلة الانتصارات، كما شاهدنا منتخب الإمارات الذي يقدم مستويات جيدة ونجح في تحقيق البطولة بغض النظر عن مسماها، وأنها ودية، فالعبرة بثقافة الفوز وتقديم المستويات بشكل جيد». وانتقد السلطان كثرة التغييرات التي أجراها لوبيز في قائمته عن المواجهة السابقة حيث قال: «توقعت أن يتم تغيير لاعب أو لاعبين كما حدث في كل الفرق, فمنتخب ترينيداد وتوباغو غير ثلاثة لاعبين ومنتخب الإمارات لم يغير إلا لاعبا واحدا، ولكن نحن الوحيدون بين المنتخبات الذين غيرنا التشكيلة كاملة».

مضيفا: «مستحيل أن يبحث المدرب لوبيز عن انسجام وقد أحدث تغييرا شمل الفريق باستثناء لاعب واحد, أتوقع أنه أراد أن يقف على مستويات اللاعبين، وهذا من المفترض أن يحدث في الدوري وليس في مباريات المنتخب, والمشكلة أنه يتابع الدوري، ولكن هناك أمرا غريبا فعلا؛ يجب على المدرب أن يحضر مباريات وتمارين الأندية وألا يقوم بالتجربة في المنتخب, فالمنتخب ليس للتأهيل أو التجريب. هذا غير معقول!». وأشار السلطان إلى أنه كان يتوقع أن يلعب المدرب لوبيز بالقائمة ذاتها في مباراتي نيوزلندا وترينيداد وتوباغو, مضيفا: «الآن أمامه مباراة العراق ولا يمكنه عمل معسكر طويل, وربما يلعب مباراة ودية واحدة في المعسكر, وقد يفوز في مباراة العراق، فأحيانا اللاعب السعودي يتفوق على نفسه، ولكن إلى متى ونحن نتخبط، نفوز في مباراة ونفرح فيها ثم نخفق مرات عدة ثم نفوز, نريد عملا منظما مؤسسا له يستمر فترة طويلة, شاهد منتخب الإمارات منذ فترة طويلة يفوز ويحقق الانتصارات، هذا الجيل كان منتخب شباب، ثم أولمبي، والآن فريق أول, حقق الكثير من الإنجازات مع ثبات كامل على قائمته ومدربيه، لماذا لم يغير المنتخب الإماراتي أو نيوزلندا أو ترينيداد وتوباغو».

وأضاف السلطان: «للأمانة، ليس المدرب لوبيز وحده من يقوم بالتغيير، فهذا مع الأسف أصبح ملازما للمنتخب مع كل المدربين السابقين؛ أنجوس باكيتا بيسيرو موريس ريكارد والآن لوبيز».

وانتقد السلطان لاعبي الأخضر قائلا: «لا أعلم حقيقة سبب ظهور المستوى بهذا الشكل، ولكن مع الأسف لديه لاعبون بلا روح وليست لديهم رغبة في الفوز أو تحقيق النتيجة كأنهم مقبلون لتأدية واجب، وينتظرون متى ينتهي ويذهبون، وأنا أقول هذا من خلال المباراتين دون اتهام أي أحد، ولكن الروح غائبة في الميدان والمستوى باهت وهناك عدم رغبة في تحقيق الفوز».