بلاتر يعترف بخطأ إسناد تنظيم مونديال 2022 لقطر

رئيس «فيفا» يؤيد إقامة البطولة في الشتاء.. واتحاد الأندية الأوروبية يرفض ويجتمع لمناقشة التداعيات

TT

اعترف رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر بأنه «ربما كان من الخطأ» منح قطر حق استضافة كأس العالم 2022، مشددا في الوقت ذاته على التزامه بالتحرك لإقامة البطولة في الشتاء، لتجنب الحر الشديد في فصل الصيف.

ويلتقي اتحاد الأندية الأوروبية (إيكا)، الذي يضم 214 ناديا أوروبيا، في جنيف، الثلاثاء، لمناقشة هذه القضية. ومن جانبه قال نائب رئيس الاتحاد والمدير التنظيمي لنادي ميلان الإيطالي أمبرتو جانديني إن الموافقة على تغيير موعد المونديال للشتاء بات «شيئا شبه حتمي». وكان بلاتر قد صرح بأنه يجب تغيير موعد إقامة كأس العالم في الصيف، حيث تصل درجة الحرارة في قطر في ذلك التوقيت إلى نحو 50 درجة مئوية، قبل أن يعود ويقترح أن يقوم المجلس التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم خلال اجتماعه في الثالث والرابع من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل بالتصويت على تلك الخطوة من حيث المبدأ.

وردا على سؤال من موقع «إنسايد ورلد فوتبول.كوم» عن استضافة قطر لكأس العالم، قال بلاتر: «بالفعل، ربما نكون قد أخطأنا في هذا الوقت».

ومن جهته، قال رئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم غريغ دايك، الذي سيلتقي مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم، الأسبوع المقبل، إنه لأمر حتمي أن تقام بطولة كأس العالم التي تستضيفها قطر في فصل الشتاء. وفي حال موافقة اتحاد الأندية الأوروبية على تغيير موعد المونديال، فإن الدوري الإنجليزي الممتاز، الذي التقى مديره التنفيذي ريتشارد سكودامور بالأمين العام لـ«فيفا» جيروم فالك في زيوريخ، الأسبوع الماضي، سوف يكون معزولا بصورة متزايدة في معارضته لقيام المونديال في الشتاء.

وسيكون لتغيير موعد البطولة تداعيات كبيرة على الدوريات الأوروبية وشركات البث التلفزيوني للمباريات وعلى الرياضات الأخرى، حيث سيتم تغيير كل مواعيد مباريات موسم 2021/ 2022. وفي حديثه لموقع «إنسايد وورلد فوتبول»، قال بلاتر، الذي أكد على إيمانه بحق «فيفا» في تغيير موعد البطولة بموجب اتفاقية الاستضافة، إن الاتحاد الدولي لكرة القدم يجب أن يضع في اعتباره أيضا إمكانية تغيير موعد البطولة في المستقبل، حتى يمكن إقامتها في جميع أنحاء العالم.

وأضاف بلاتر: «لو تمسكنا بالوضع الحالي، فلن تقام بطولة كأس العالم في البلدان الواقعة على جنوب خط الاستواء أو قريبة من خط الاستواء. إننا نقوم بصورة تلقائية بممارسة التمييز ضد البلدان التي يوجد بها فصول مختلفة لا توجد في أوروبا. أعتقد أن الوقت قد حان لكي تعرف أوروبا أننا لا نحكم العالم الآن، وأن بعض القوى الاستعمارية الأوروبية السابقة لم يعد بإمكانها فرض إرادتها على غيرها من الدول في الأماكن البعيدة».

إن فكرة تغيير موعد بطولة كأس العالم اعتمادا على ظروف الدولة التي ستستضيف البطولة ستكون بمثابة تحذير للأندية الأوروبية الكبرى، التي كانت تفكر في الموافقة على تغيير موعد كأس العالم بقطر، على أساس أن ذلك الأمر سيحدث «مرة واحدة فقط».

وقال جانديني: «أعتقد أنه من الأهمية أن يحدث هذا الأمر مرة واحدة فقط، وأن لا يكون شيئا دائم الحدوث إلى الأبد. إذا كان يتعين علينا إيجاد حل لتلك المشكلة لمرة واحدة فقط، فإن الأسرة الدولية لكرة القدم ستتمكن من الوصول لحل، ولكن يجب أن يشارك الجميع في هذا الحل بصورة مناسبة، ويجب علينا أن نفكر في أفضل حل يناسب كرة القدم ويناسب الجمهور».

ولا يزال الدوري الإنجليزي الممتاز مصرا على موقفه الرافض لإقامة البطولة في فصل الشتاء، ولكنه يخشى من موافقة الدوريات الأوروبية الأخرى.

وقالت مصادر مطلعة داخل الاتحاد الدولي لكرة القدم إنه من المرجح أن تقام البطولة التي ستستضيفها قطر في شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) بدلا من يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) حتى يتم تجنب تعارض موعد انطلاق البطولة مع دورة الألعاب الأولمبية الشتوية عام 2022. وكانت بطولة كأس العالم 2022 المقرر إقامتها في قطر أصبحت أحدث حلقة في سلسلة الصراع والخلافات بين السويسري بلاتر والفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا)، بعدما دافع بلاتيني في وقت سابق عن فكرة إقامة هذه البطولة المثيرة للجدل في يناير (كانون الثاني) 2022 بدلا من إقامتها في فصل الصيف.

وصرح بلاتيني لشبكة «سكاي» التلفزيونية، قائلا: «إذا كان إقامة البطولة في نوفمبر وديسمبر ستتسبب في مشكلات، فإن إقامتها في يناير لن تنطوي على أي مشكلة»، في إشارة إلى أن إقامة البطولة في هذه التوقيتات هو ما سيجنبها درجة الحرارة المرتفعة للغاية بمنطقة الخليج في فصل الصيف.

وكان اقتراح بلاتر سابقا أن تقام البطولة في نوفمبر أو ديسمبر 2022 لتجنب الصدام مع دورة الألعاب الأولمبية الشتوية المقررة في العام ذاته، وذلك بعد محادثات مع البلجيكي جاك روج رئيس اللجنة الأولمبية الدولية.

من جهة أخرى، أعلن نادي بايرن ميونيخ بطل ثلاثية الدوري والكأس في ألمانيا ودوري أبطال أوروبا لكرة القدم أمس أن رئيس مجلس إدارته كارل هاينز رومينيغه تم انتخابه في ولاية رئاسية جديدة في اتحاد الأندية الأوروبية (إيكا). ويتولى رومينيغه رئاسة اتحاد الأندية الأوروبية منذ عام 2008، وتم انتخابه لفترة رئاسية جديدة في اجتماع الجمعية العمومية، الذي عقد في جنيف. ويمثل اتحاد الأندية الأوروبية 214 ناديا على مستوى 53 اتحادا من أعضاء الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا).

وظل أومبرتو جانديني مدير نادي ميلان في منصب النائب الأول للرئيس، وكذلك ظل ساندرو روسيل رئيس برشلونة الإسباني في منصب النائب الثاني للرئيس، بينما تولى يفجيني جينر رئيس مجلس إدارة سيسكا موسكو الروسي منصب النائب الثالث للرئيس خلفا لمايكل فيرشورين.