الإنتر يسعى لإزاحة يوفنتوس عن الصدارة لأول مرة منذ 17 شهرا

قمة السبت تنتظر مواجهة تحد بين ماتزاري وكونتي

TT

حدث هذا في عام 2012، وبالتالي ليس منذ فترة طويلة. في شهر أبريل (نيسان)، بين المرحلتين الثلاثين والحادية والثلاثين للدوري الإيطالي، حينها انتزع فريق يوفنتوس الإيطالي بقيادة المدرب أنطونيو كونتي الصدارة، ولم يتخل عنها ثانية. الإنتر يفكر في هذا، لأنه لو خرج يوم السبت الواحد الثابت مثلما يقول رونالدو، فسيكون هذا أول تعثر للسيدة العجوز بعد 525 يوما. وهو حدث تاريخي، لتفاصيل كثيرة، وجزئي لأننا فقط في المرحلة الثالثة من الدوري، لكنه تاريخي.

مر 17 شهرا على إمبراطورية اليوفي، وسيعول المدير الفني للإنتر والتر ماتزاري على هذا أيضا، لأن قهر حامل اللقب لموسمين على التوالي لن يكون مجرد إشارة محددة لبطولة الدوري، وإنما أيضا خطوة غاية في الأهمية على أثر الخصوم الكبار. وبعدها، سنرى باقي بطولة الدوري، لكن لا شك أنه بالنسبة لفريق الإنتر سيكون الأمر أشبه قليلا بالتفكير في شيء ما ذي معنى بعد ذلك الانتصار في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) 2012، أو بالأحرى ذلك الفوز في استاد يوفنتوس (1 - 3)، والذي أعطى دفعات مفاجئة وإنما أيضا بداية انزلاق في الترتيب والذي انتهى بالمركز التاسع بختام البطولة (ومع اليوفي الذي فاز في الدور الثاني باستاد سان سيرو 2 - 1).

في تلك المرة كان المدير الفني للفريق هو أندريا ستراماتشوني ولم يكن أليسيو (في مكان كونتي الموقوف) يخسر منذ 49 جولة على التوالي، كان كل شيء يبدو مرسوما مسبقا، وعلى العكس كان الإنتر هو من سجل ثلاثة أهداف بعد تأخره بهدف في بداية المباراة من توقيع فيدال. حينها سجل ميليتو من ركلة جزاء، ثم ضاعف النتيجة من هجمة مرتدة عبر تسديدة تصدى لها غوارين، ثم اختتم بالاسيو الأهداف من تمريرة حريرية لعبها ناغاتومو إلى قلب منطقة الجزاء. في تلك الليلة كان كاسانو يقفز فوق ظهر ستراماتشوني مستمتعا بالنصر، ولم يكن يبدو ممكنا تحديدا أن تسير الأمور مثلما سارت، بين الفريقين وفي الترتيب. وعليه، هذا الانتصار في ذهن الإنتر كقناعة حتى يتمكن من خوض مباراة خاصة مجددا، وهو يعلم جيدا أنه في حالة فوز اليوفي عليه في عقر داره، ستكون ليلة غاية في السوء، وإن كان بشكل جزئي.

يصل الإنتر واليوفي إلى مباراة السبت مع مشاق ما بعد ارتباطات المنتخبات، خاصة بالنسبة للإنتر الذي سيستعيد لاعبيه المقبلين من أميركا الجنوبية وناغاتومو غدا، وهم لاعبون يعلمون ماذا يستطيع يوفنتوس أن يفعل، أو بالأحرى تسجيل 4 أهداف في فريق غير سهل مثل لاتسيو. وهو فريق يوفنتوس الذي - مثلما كان يقال - يعيش قمة الجبل منذ 7 أبريل 2012، وهي فترة طويلة جدا. وهي القمة التي ربما يفقدها في حال التعادل وفوز الآخرين، أو تحديدا باقي المتصدرين للبطولة (روما وفيورنتينا ونابولي). لكن الإنتر يفكر في هذه الفرصة، حيث يعمل ماتزاري على تخفيف الأحمال وعلى النواحي الخططية، وسيقوم بجلسة تدريبية واحدة يوميا والاحتمال الأكبر أن يواجه اليوفي بطريقة اللعب المعتادة، 3 - 5 - 1 - 1، بقليل من النقاط المرجعية في الهجوم وتماسك في الوسط. كما سيصل الإنتر واليوفي إلى الموعد المحدد بنفس رصيد الأهداف (5) لكن مع فارق ضئيل لكن ذي مغزى في الأهداف التي سكنت شباكهما، فلا تزال شباك الإنتر نظيفة، تقريبا مثل اليوفي منذ اعتلائه صدارة الترتيب في أبريل 2012. إنه تحد رائع من قبل أن يبدأ.

من جهة أخرى، سيتوقف كل شيء في الهجوم على كيف سيعود بالاسيو وألفاريز، لأنهما المرشحان الأبرز لقيادة هجوم الإنتر أمام اليوفي. بعدها إذا تعافى ماورو إيكاردي تماما من الكدمة بالقفص الصدري التي تعرض لها أمام جنوا، فسيكون بإمكان ماتزاري الاقتراب بقلب مطمئن أكثر نحو المباراة الكبرى، لأن العودة من المنتخبات دائما ما يصاحبها قلق وشكوك، وبالنسبة للإنتر سيجد الإجابات فقط يوم الخميس. فيما لم تأت الإجابة بعد من إيكاردي، فلم يشارك اللاعب في تقسيمة المران أمس وتدرب خارج الفريق. كل هذا بعدما حضر مباراة إنتر - لوغانو الودية جالسا وعاش عطلة نهاية الأسبوع في جزر «إيوليي» بصحبة صديقيه بيرجيسيو وماكسي لوبيز، ويتحدثون في معسكر الفريق عن تفاؤل كبير حول استعادة خدمات الفتى الأرجنتيني الشاب لمباراة اليوفي المقبلة. ولو حدثت إصابة أخرى سيعني هذا إنذار خطر للهجوم قبلة المباراة المهمة، وإن كان كل شيء يتوقف على «جاهزية» بالاسيو وألفاريز. وبما أن بلفوضيل مرتبط مع منتخب بلاده، فعلى الأقل دييغو ميليتو يواصل التقدم بعد اختبار السبت الماضي المقنع.

كما قام الأرجنتيني بكل شيء أمس مع زملائه، بما في ذلك التقسيمة الأخيرة، وتعد عودته إلى الأهداف (أمام لوغانو) بعد نقاهة دامت 7 شهور خطوة أخرى للوصول إلى أول استدعاء رسمي في الموسم الجديد والتالي لآخر استدعاء، الملعونة، لمباراة 14 فبراير (شباط) الماضي والتي أعطت فيها ركبته اليسرى أخبارا سيئة فقط. توقف ميليتو وماتزاري أمس للدردشة طويلا على ملعب أبيانو جنتيلي، أحدهما يتكلم والآخر يشير بتحركات وفق طرق لعب تم تحديدها أولا. وشريطة عدم وجود مفاجآت الساعات الأخيرة، فإن ميليتو يتجه للدخول في قائمة اللاعبين الذين سيحاولون قهر يوفنتوس. بالتأكيد لا يستطيع المهاجم العملاق لعب 90 دقيقة، لكن العلم بوجود لاعب مثل ميليتو على مقعد البدلاء يطمئن الجميع، بمن فيهم ماتزاري. ويكون الإنتر أكثر «تسليحا».