نداءات تطالب بتعديل نظام سوق الانتقالات الصيفية «غير الصحي».. وغلقه مبكرا

اللاعبون أصبحوا ملكا للوكلاء والشركات وليس للأندية.. وإجراء التعاقدات في اللحظات الأخيرة يرفع من قيمة الصفقة

TT

يتعرض نظام انتقال اللاعبين في عالم كرة القدم، وخصوصا في فترة الصيف، إلى انتقادات شديدة في الوقت الذي طالب فيه مدربو الفرق الأوروبية الكبيرة بتقديم موعد إقفال باب الانتقالات الصيفية لأن القواعد الحالية تسمح بانتقال لاعبيه إلى أندية منافسة في خضم الموسم. ودعا الفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) إلى مراجعة نظام الانتقالات مع التطور الذي يشهده نظام اللعب المالي النظيف الذي يطبقه اليويفا.

وقال بلاتيني: «لم يعد هناك من يحترم العقود» واصفا نظام انتقالات اللاعبين بأنه «نظام غير صحي» لأن اللاعبين لم يصبحوا ملكا للأندية وإنما أصبحوا ملكا للوكلاء والشركات بشكل أكبر. وأوضح بلاتيني أن تدفق المال في سوق الانتقالات يجب أن يتغير وأنه من الضروري تقليص فترة الانتقالات وأن تبدأ في آن واحد بجميع الدول الأوروبية وألا تشهد مبالغات كالتي تحدث الآن.

المدير الفني لتوتنهام الإنجليزي أندريه فيلاس - بواس شدد على وجود خلاف في الرأي بين المدربين وممولي الأندية، الراغبين برفع قيمة انتقالاتهم من خلال عائدات المشاركة في دوري أبطال أوروبا. وقال فيلاس بواس: «النقاش واسع، لأن الأندية تدافع عن فكرة أن سوق الانتقالات يجب أن تبقى كما هي، لضمان التمويل من التأهل المحتمل إلى دوري أبطال أوروبا، ما يسمح للأندية بتقوية نفسها». وفي الوقت الذي أقفل فيه باب الانتقالات الصيفية هذا الموسم في إنجلترا، كانت الأدوار التأهيلية من دوري الأبطال قد انطلقت. وتابع فيلاس بواس «حذرنا اليويفا وأكدنا على ضرورة اتخاذ أي قرار حتى لا يؤدي طول فترات سوق انتقالات اللاعبين إلى إرباك مراحل استعداد الأندية للموسم الجديد».

وكان سوق الانتقالات الصيفية في الدوري الإنجليزي الممتاز شهد إنفاق 630 مليون جنيه إسترليني. وفقد فيلاس بواس أبرز نجوم فريقه في اللحظة الأخيرة قبل غلق باب الانتقالات هذا الصيف حيث رحل لاعبه غاريث بيل إلى ريال مدريد الإسباني بعد انطلاق المراحل الأولى من الموسم الكروي الحالي في صفقة قياسية عالمية تمثلت في انتقال بيل مقابل 85 مليون إسترليني، إضافة إلى أن أكثر من 100 لاعب انضموا أو رحلوا عن أحد الأندية المنافسة بالدوري الممتاز.

وحتى الآن يبدو أن هناك رغبة متزايدة بين المدربين لغلق سوق الانتقالات الصيفية بمجرد بداية الموسم الجديد. وبالنسبة لحاملي حقوق البث التلفزيوني مثل شبكة «سكاي سبورتس» التلفزيونية، التي تثير ضجيجا كبيرا حول التكهنات بانتقالات اللاعبين واستأثرت بوضع ساعة للعد التنازلي للموعد النهائي لغلق سوق الانتقالات، فإن هذه الفكرة ربما لا تكون جيدة. وهناك الكثير من المشجعين الذين يعيشون على أمل تعاقد النادي الذي شجعونه مع لاعب من أبرز النجوم في صفقة من العيار الثقيل، فهم يحبون هذا الوضع حيث تصبح المسألة محور الحديث داخل المقاهي، وتمتلئ بها الصحف كل يوم طوال شهر أغسطس (آب).

ولكن في السنوات الأخيرة، أصبحت سوق الانتقالات الصيفية قانونا في حد ذاته فيما يتعلق بوسائل الإعلام، حيث تمتلئ أعمدة الصحف وأخبار التلفزيون بالحقائق وأنصاف الحقائق والكذب الصريح فيما يتعلق بسوق اللاعبين، وغالبا ما يكون ذلك على حساب رياضات أخرى. ويمكن القول إن طول فترة الانتقالات الصيفية والنزعة لإجراء أغلب الصفقات في وقت متأخر، ترفع من السعر المدفوع من قبل أندية الدوري الإنجليزي الممتاز إلى اللاعبين، حيث إن الأندية تدرك أنها يمكنها الصبر حتى اللحظة الأخيرة. ولكن يبدو أن المدربين قد فاض بهم الكيل من ذلك.

وقال أرسين فينغر المدير الفني لآرسنال «لقد قلت عدة مرات أن سوق الانتقالات ينبغي أن ينتهي عندما يبدأ الموسم، بما أن الأمور غالبا ما تحدث في آخر 10 أيام». الشعور الذي يراود فينغر، أجمع عليه الكثير من المدربين الآخرين، من بينهم البرتغالي جوزيه مورينهو مدرب تشيلسي ومايكل لاودروب مدرب سوانزي سيتي وآلان باردو مدرب نيوكاسل وبرندان رودجرز مدرب ليفربول، كما تم تبني هذه الدعوة في اجتماع للمدربين الكبار في أوروبا.

وقال رودجرز: «أعتقد أنه شيئا ليس أخلاقيا عندما يكون اللاعبون داخل غرف خلع الملابس مع انطلاق الموسم، وتكون قد بدأت عملك، وبصرف النظر عن أي درجة من الاستعداد وصلت لها، فإنك تجد لاعبين مطلوبين ووكلاء لاعبين يعملون على انتقالهم إلى أندية أخرى». وأضاف: «أعتقد أن المسألة برمتها يجب أن تنتهي بمجرد بدء الموسم، ينبغي أن يعود كل شيء إلى طبيعته وتصبح الأندية في وضع أفضل حينذاك». وبالتأكيد فإن ملاك الصحف ورؤساء التحرير يحبون سوق الانتقالات الصيفية لأنها تمنحهم مادة دسمة دون حد أقصى للشائعات، وأجمل ما في ذلك، أنه إذا لم يحدث فهذا لا يهم.

وقد يكون من الصعب أن يتأكد الصحافيون بنسبة مائة في المائة عندما يتعلق الأمر بتنبؤات سوق الانتقالات. ودائما ما يرغب وكلاء اللاعبين في دفع رغبات اللاعبين، وإبلاغ الصحف بأن لاعبيهم على اتصال مع عدد من الأندية (حتى لو كان هذا غير صحيح) من أجل تعزيز انتقال هذا اللاعب أو ذلك، أو قد تمديد عقدهم مع أنديتهم. واعترف لاعب الوسط الويلزي السابق روبي سافاج بأنه في بعض الأحيان أعطى وسائل الإعلام قصصا مفبركة من أجل زيادة الطلب عليه من جانب الأندية.

ولكن في بعض الأحيان أيضا تختلق الصحف قصصا وهمية، مبنية على الحدس، دون وجود أي دليل مادي على وجود هذه الصفقة من الأساس. وفي النهاية، هناك وجهة نظر تقول، إنه إذا انتهت فترة الانتقالات الصيفية قبل انطلاق الموسم الجديد فإن شائعات وسائل الإعلام لن تتوقف، ولكن بكل تأكيد ستتقلص.