نابولي يهزم الميلان في عقر داره لأول مرة منذ 27 عاما

حافظ على صدارته في الدوري الإيطالي بالمشاركة مع روما

TT

عزز فريقا نابولي وروما صدارتهما لبطولة الدوري الإيطالي بعدما نجحا في تحقيق انتصارين ثمينين أول من أمس في المرحلة الرابعة من البطولة ليرفعا رصيدهما إلى 12 نقطة من أربعة انتصارات متتالية. في ميلانو، استطاع فريق نابولي قهر الميلان في معقله سان سيرو بهدفين لهدف، حيث تقدم بريتوس للضيوف في الدقيقة السادسة، ثم ضاعف هيغواين النتيجة لصالح فريقه بعد ثلاث دقائق، بينما سجل بالوتيللي هدف حفظ ماء الوجه في الدقيقة 91.

كما استطاع فريق روما المتألق هذا الموسم أيضا حسم موقعة ديربي العاصمة الإيطالية أمام لاتسيو لصالحه بهدفين دون رد سجلهما بالزاريتي، وليايتش من ركلة جزاء تسبب فيها هو من خطأ ليديزما.

وخلال لقاء القمة في سان سيرو، ضبط الدون بينيتيز نظارته ثم بدأ يقوم بحركات واسعة بيديه، كما لو كان يقول للاعبيه «هيا، لم تحن لحظة الاحتفال بعد»، وذلك حينما كانوا لا يزالون يعانقون هيغواين بعد هدف التقدم الثاني، وهو هدف الطمأنينة. يعلم بينيتيز أن المباريات تنتهي فقط في الدقيقة 90، وفي الواقع فقد علم هو هذا للميلان في نهائي الشامبيونزليغ ذلك والذي أنهى شوطه الأول متأخرا بنتيجة 0-3، ثم فاز فيما بعد بركلات الجزاء. لقد دخل المدير الفني الجديد بالفعل في قلب جماهير نادي نابولي وأيضا في تاريخه. فالفوز على الميلان في سان سيرو هو إنجاز، وترجع آخر مرة نجح فيها نابولي في ذلك إلى عام 1986، وكانت حينها الأعوام الذهبية لمارادونا، وكانت المواسم التي ينافس فيها الفريق على درع الدوري. ويقول بينيتيز «لم يكن مهما منذ متى لا نفوز في ميلانو، وكان الأهم إظهار شخصية. حينما يقهر فريقك خصما مثل الميلان في ملعبه، فإن المدرب يجب أن يكون سعيدا». لقد أصاب المدرب الإسباني الهدف من أول مرة، في استاد الميلان الذي، خلال فترة قيادته الوجيزة للإنتر، كان بخيلا بالسعادة، فقد خسر الديربي الوحيد الذي خاضه بهدف دون رد، وكان ذلك في العام الأول لأليغري وإبراهيموفيتش، في عام الدرع. الآن، يعاني الميلان كي لا يغرق، بينما بينيتيز في صدارة الترتيب. وقد أعرب الرئيس أوريليو دي لاورنتيس عن سعادته بالانتصار بعد دقائق قليلة من نهاية المباراة، وكتب مغردا: «إنه انتصار مذهل لأن الميلان فريق كبير. شكرا للشباب!».

وبصورة مفاجئة، ترك المدرب الإسباني، ماجيو وإنلر على مقعد البدلاء بينما دفع بميستو ودزيمايلي، كما احتفظ بإنسيني في الملعب، حيث قام بتبديل هامسيك وهيغواين أولا، وكان على صواب، ويتابع بينيتيز مازحا: «لقد ألهمتني الوسادة التشكيل، إنها ذكية جدا. لقد قمنا بعمل مهم كفريق، ولم تفاجئني النتائج لأنني أعلم كيف نتدرب. لم يلعب ماجيو لأنه كان مصابا بمشكلة في الركبة وعموما ميستو لاعب كبير. لم أسحب إنسيني لأن هيغواين كان مرهقا، وبوسعه أيضا أن يبدع شيئا ما لك». رفائيل سعيد لكنه غير راض تماما بعد، ويختتم قائلا: «الآن وصلنا لنسبة 73 في المائة، يمكننا التحسن كثيرا، لكن لا يجب التعجل، ولا ينبغي علينا التوقف».

في المقابل، لم يكن إعطاء الظهر لركلة الجزاء مجديا هذه المرة، وتم تكذيب تحليل عشية المباراة على الفور، حينما صرح قائلا: «لا يبدو لي أن بالوتيللي قد تصرف مع الحكام بشكل سيئ إلى الآن». لقد خذل ماريو مدربه أليغري وبعد أربع مراحل بات جليا في ذهنه أن هذا الموسم أيضا سيكون بغرض الانطلاق مجددا. وقال «تلقى ماريو ثلاثة أو أربعة أخطاء، اثنان منها من الخلف، بعدما قدم مباراة رائعة. لكن بعد المباراة يجب أن نخرس وإلا سنرتكب أضرارا فقط. إنني ضد الهجمات الهستيرية، لكنني مع البقاء في التركيز في الملعب، وبمجرد انتهاء المباراة من غير المجدي البقاء في الملعب لإحداث اضطرابات، لأن الحكم ربما يكون قد أخطأ أو لا، لكن ليس بوسعنا تغيير أي شيء إطلاقا. كان ممكنا تجنب الطرد». في الواقع لم يخذل أليغري ماريو فقط، فقد فعل هذا مجددا خط الدفاع، والذي كان كارثة في هدف نابولي الأول (أباتي زاباتا، ميكسيس ومونتاري، هم أربعة تماثيل فعليا)، وأيضا أبياتي متعثر في خطأ آخر، ليفسد فرحة إتمامه 300 مشاركة بالدوري الإيطالي. بعد 360 دقيقة، أصبحت الصدارة بعيدة عن الميلان بثماني نقاط، وفي كوابيس غالياني بدأت تطل النقاط السبع المرعبة في أول ثماني مباريات من الموسم الماضي. وهو الشيء الذي بلا شك لا يخشاه أليغري، البعيد ألف ميل عن غضبه الأشد كما في لقاء فيرونا الأخير. وتابع مدرب الميلان قائلا: «أربع نقاط في الترتيب لا تقلقني، هذه المرة لا يوجد ما ألوم عليه الفريق على المستوى الفني. لقد لعبنا المباراة الأفضل هذا الموسم». إنه مفهوم يتناقض إلى حد ما مع النتيجة، لكن المدير الفني مقتنع به تماما، ويضيف: «شيئا فشيئا مع استعادة المصابين سنواصل التحسن، بعد التوقف سيتم ضبط خط الدفاع أيضا. لقد دافعنا بطريقة ساذجة، وتوقفنا مع الهدف الأول. علينا التحسن، أيضا لأننا تلقينا سبعة أهداف في أربع مباريات». بعدما أكد هذا، تظل الملاحظات الإيجابية (قال «إن هذا الفريق يمكنه المنافسة على المراكز الأولى»)، وأيضا شك آخر، حيث اختتم قائلا: «هل هي مشكلة إعداد؟ لا أدري، لكن الموسيقى لن تتغير، وإن كنا قد عملنا في الصيف بطريقة مختلفة. في العام القادم سيتعين علينا إجراء المزيد من التغيير».

إلى ذلك، يعد هذا أول ديربي يفوز به فريق روما تحت قيادته الأميركية وبإمكان الرئيس جيمس بالوتا أن يشعر بالفخر. بعد أربع هزائم وتعادل جمعها في الموسمين السابقين، وكان بحاجة لانتصار يساعد على إبعاد الأشباح وتضميد الجراح التي لا تزال تنزف منذ 26 مايو (أيار) الماضي. لقد عاش بالوتا الانتصار وفي النهاية ترك نفسه لعناق حار مع المدير الرياضي والتر ساباتيني، والذي أعاد تصميم الفريق له مع جني بعض الأموال أيضا. «خالص تهانيّ، الجميع بارعون. إنه الطريق الصحيح، والآن أريد أن يواصل فريق روما هكذا».. كانت هذه الكلمات التي وجهها الرئيس للإداريين بعد المباراة.

من جهة أخرى، لم يكن أحد يتوقع انطلاقة بهذه القوة (أربعة انتصارات في أربع مباريات، وهو ما حققه روما من قبل فقط في موسمي 52-53 و60-61، لكنه توقف بعدها عند المرحلة الخامسة)، وأقل من ذلك هو وساباتيني. وقال المدير الرياضي نفسه إن «بطولة الدوري الخاصة بنا تبدأ من يوم الأربعاء، إنني سعيد بشيء واحد، أن هذه المرحلة قد أعادت السعادة والهيبة لفيديريكو بالزاريتي». بينما صرح القائد توتي عقب المباراة قائلا: «لقد حققنا هذا الانتصار من خلال التركيز والتماسك الأفضل طوال المباراة، وبقوة الإرادة والفريق. كما أقول دائما، إن الديربي لقاء مختلف عن غيره والفوز به قد يغير موسما بأكمله لأنه يدعم الثقة ويبث الحماس».