غارسيا.. قيصر روما الجديد يدخل التاريخ

حول فريق العاصمة من فريق متهالك إلى أكثر الأندية الإيطالية فعالية

رودي غارسيا أعاد الفرحة إلى كل أرجاء العاصمة (رويترز)
TT

بصعوبة يمكن لجماهير روما أن تخفي ابتسامتها؛ خمسة انتصارات في خمس مباريات، انطلاقة في الدوري لا تشوبها شائبة، انتصار في لقاء «الدربي» المحلي أمام لاتسيو، الصدارة، والتجديد لفرانشيسكو توتي قائده. الوضع الحالي مثالي لفريق العاصمة، الذي أتم الأربعاء أفضل بداية في تاريخه، ببطولة الدوري الإيطالي لكرة القدم. وعاش الفرنسي رودي غارسيا المدير الفني للفريق اللحظات الحاسمة في المباراة الأخيرة بالمدرجات، محاطا بالجماهير، يهتف إلى جوارها، ويحتفل معها بالفوز في النهاية.

ومزح المدرب بعد الفوز 2/ صفر على سمبدوريا، الأربعاء، في الجولة الخامسة، الأمر الذي أشعل الفرحة في صفوف جماهيره: «الآن أصبحت حقا من مشجعي روما». وبعد خمسة انتصارات متتالية، تحلم جماهير روما بالعودة إلى الاحتفال بدرع «السكوديتو»، لكن غارسيا يحتفظ بحذره أمام الكاميرات، على الرغم من أنه يدرك أنه صاحب انطلاقة تاريخية. وطرد المدرب الفرنسي في الدقيقة 60 بعد انتقاده لقرارات تحكيمية وانتقل إلى المدرجات. لكن فريقه لم يفقد هدوءه على أرض الملعب، وفاز بمباراته الخامسة، وعاد إلى بيته روما متصدرا وحيدا لبطولة الدوري.

وقال اللاعب ماركو بورييللو: «لدينا أمل كبير في الاستمرار بهذا المركز». وكتبت صحيفة على صفحتها الأولى، أول من أمس: «روما فوق الجميع»، مضيفة أن «غارسيا يدخل التاريخ». ويحافظ المدرب (49 عاما)، المقبل من تدريب ليل الفرنسي، على تواضعه. وقال: «إنني سعيد للانتصارات الخمسة المتتالية، لكنني أود دخول تاريخ النادي، عندما ينتهي الموسم، وليس الآن».

وبعد المركز السادس الذي تحقق الموسم الماضي، والذي لم يسمح للفريق بالمشاركة في البطولات الأوروبية، والهزيمة المرة في نهائي الكأس أمام الغريم لاتسيو، استرد روما ثقة جماهيره. وبدأت جماهير الفريق تحلم، وللمرة الأولى في أعوام كثيرة تهتف بلقب «السكوديتو» هذا الموسم. ويعود آخر لقب في الدوري حققه روما إلى موسم 2000/ 2001. تلت ذلك النجاح سنوات صعبة اقتصاديا، وهو الوضع الذي أدى إلى بيع النادي لمستثمر أميركي عام 2011.

وبلغت النشوة الحالية حدا أن نحو مائة مشجع ذهبوا، فجر الخميس، إلى المطار من أجل استقبال اللاعبين بعد الفوز على سمبدوريا. وقال غارسيا، محاولا كبح الآمال: «هدفنا هو العودة لأوروبا، إنهاء الموسم بين الخمسة الأوائل»، مضيفا أن ذلك يعني أنه «يمكننا أن نكون في المركز الخامس أو الرابع أو الثالث أو الثاني أو الأول».

وهكذا احتاج غارسيا لخمس مباريات فقط، ولأقل من ثلاثة أشهر، ليحول روما من فريق متهالك يسهل الوصول لمرماه إلى أكثر أندية دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم فعالية. وعندما جاء غارسيا في منتصف يوليو (تموز) الماضي، كان الفريق في حالة من الفوضى. وعلى الرغم من المواهب الكثيرة في التشكيلة التي يأتي على رأسها المهاجم المخضرم توتي قائد الفريق، أنهى روما الموسم الماضي في المركز السادس، ولا يشارك هذا الموسم في أي مسابقة أوروبية بعدما اهتزت شباكه 56 مرة في 38 مباراة، وهو واحد من أسوأ السجلات الدفاعية في الدوري.

وأعاد غارسيا بسرعة الانضباط للتشكيلة، وعزز الدفاع، ومنح اللاعبين مرة أخرى الثقة في أنفسهم. ويخوض توتي الموسم 22 مع الفريق وأكمل 37 عاما أمس، مواصلا تحدي الزمن، بينما أضاف انضمام جرفينيو وادم ليايتش بعدا جديدا في الهجوم.