رؤساء اتحادات كرة الخليج ينقلون «خليجي 22» إلى السعودية.. والعراق يحتج وينسحب

وزير الرياضة العراقي ينتقد بقاء «ناجح حمود» في الاجتماع.. ويشيد بأحمد الفهد

صورة جماعية التقطت اليوم لرؤساء الاتحادات الخليجية الـ8 في البحرين
TT

في أول رد فعلي رسمي صادر عن وزارة الشباب والرياضة في العراق، أعلنت الأخيرة، أمس، انسحاب منتخب بلادها من المشاركة في كأس الخليج العربي لكرة القدم الـ22، التي نقلت، أمس، بقرار من رؤساء اتحادات الخليج الستة في اجتماعهم المنعقد في العاصمة البحرينية المنامة.

وأكدت وزارة الشباب والرياضة العراقية انسحاب منتخب بلادها رسميا من بطولة كأس الخليج، احتجاجا على قرار رؤساء الاتحادات الخليجية خلال اجتماعهم، أمس (الثلاثاء)، في العاصمة المنامة.

وأوضحت الوزارة في بيان رسمي: «تعبر وزارة الشباب والرياضة عن استيائها البالغ من قرار رؤساء الاتحادات الخليجية، الذي سلب بموجبه حق استضافة البصرة بطولة (خليجي 22)، ونقلها إلى جدة بالسعودية، التي دخلت على خط التنافس، والوقوف ضد رغبة العراق وجماهيره ورياضييه».

وأضافت أن «قرار الحكومة بالانسحاب من بطولة الخليج لم يكن رد فعل ارتجاليا، كما يتصوره البعض، وإنما عن دراية للمواقف السلبية.

وتابع: «تم التعامل مع ملف خليجي البصرة بكثير من الشدة، على عكس ما حصل مع ملف اليمن الشقيق، حيث تعاضد الجميع لإنجاح البطولة فيه، متجاوزين كل المصاعب والاضطرابات، التي كانت تسودها آنذاك بعد أن تم إقرار إقامتها بقرار سياسي، قبل شهر تقريبا من انطلاق البطولة، وكان أكثر الداعمين لإقامتها في اليمن هي السعودية».

وواصل البيان: «الانسحاب رد اعتبار للكرة العراقية التي نحرص على وجودها في مختلف المحافل العربية والإقليمية والدولية، وهنا تؤكد وزارتنا قدرة العراق على تنظيم بطولات أكبر من بطولة الخليج، ونسعى جاهدين لها، بالتنسيق مع اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية واتحاد الكرة، بعد الانطلاق الجاد صوب رفع الحظر عن ملاعب العراق».

وأشادت وزارة الشباب والرياضة العراقية بموقف الشيخ أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي لمواقفه المشرفة في دعم إقامة البطولة بالعراق، ودعمه حق العراق في استضافة البطولة.

إلى ذلك، ذكر مصدر مقرب من الوزارة أن «وزير الشباب والرياضة استغرب موقف ناجح حمود رئيس الاتحاد العراقي، الذي فضل البقاء داخل الاجتماع، على الرغم من تأكيدات الوزير عليه مساء أمس مغادرته فور الإعلان عن نقل البطولة».

كما أجل جاسم محمد جعفر وزير الشباب والرياضة الحديث عن هذه التطورات إلى وسائل الإعلام إلى الأحد المقبل، أي بعد يوم واحد من افتتاح المدينة الرياضية رسميا في البصرة السبت المقبل، حيث تقام مباراتان وديتان بين الميناء العراقي ومواطنه الزوراء مع العهد اللبناني والزمالك المصري على التوالي، حرصا على سير مراسم الافتتاح.

وكان اجتماع رؤساء الاتحادات الخليجية في البحرين قد قرر بشكل رسمي نقل منافسات بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم في نسختها الثانية والعشرين إلى مدينة جدة (غرب السعودية) بعد أن تم التصويت بالإجماع من قبل رؤساء الاتحاد الخليجي على تأجيل إقامة البطولة في البصرة (جنوب العراق) لأسباب عدة، أبرزها عدم جاهزية بنية المدينة المرشحة لاستضافة النسخة المقبلة، مع تأكيد دعم رغبة العراق في استضافة البطولة، لكن في نسختها الـ23، شريطة أن تكون الأمور مهيأة لذلك من كل النواحي.

وتحاشى الوفد العراقي الذي ترأسه ناجح حمود، رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم، الإعلان بشكل صريح عن الرغبة في الانسحاب، بل اكتفى بالتأكيد على الرغبة الجادة في الاستضافة بمدينة أربيل (شمال العراق)، إن لم يكن البصرة، لكن اقتراحات «الرئيس» لم يجد أي مؤيد له، مما جعل قرار إقامتها في مدينة جدة هو المتفق عليه من قبل الجميع، بمن فيهم الوفد العراقي، حسب علي آل خليفة رئيس الاتحاد البحريني، الذي كشف ذلك لوسائل الإعلام بعد الاجتماع.

وأكد آل خليفة أن الجميع يدعم إقامة النسخة الـ23 في العراق، وتحديدا في حال جاهزيتها.

وعن الاعتراف بالبطولة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، قال إن «فيفا» رد على طلب الاتحادات الخليجية بالاعتراف بالبطولة بوعد دراسة ضمها إلى الروزنامة عام 2018.

من جانبه، أكد طلال الفهد أن لجنة التفتيش هي من حسمت أمر مكان إقامة البطولة المقبلة، من خلال التقارير التي قدمتها عن جاهزية البصرة، مجددا دعم بلاده للعراق لاستضافة بطولة الخليج بعد المقبلة التي كانت مجدولة على أن الكويت هي من يستضيفها بعد النسخة المقبلة في السعودية.

وبيّنت مصادر «الشرق الأوسط» من داخل الاجتماع، أن ناجح حمود رئيس الاتحاد العراقي ألقى كلمة، شدد خلالها على تمسك بلاده باستضافة البطولة المقبلة، إلا أن تقرير ممثل لجنة المهندسين كشف عن عدم جاهزية البصرة للاستضافة، ليقوم ناجح بطرح فكرة إقامة البطولة في أربيل، لكن لم يجد داعمين لاقتراحه، خصوصا أن الوقت ضيق جدا، وهناك حاجة لقرار حاسم.

وبيّن المصدر أن هناك نقاشا حادا حصل في الاجتماع كانت خلاصته تعويض العراق باستضافة النسخة بعد المقبلة في البصرة، شريطة جاهزية المنشآت.

وكان خالد البوسعيدي رئيس الاتحاد العماني قد أعلن، خلال الاجتماع، الجهود التي قام بها كمفوض من الاتحادات الخليجية لإقناع «فيفا» باعتماد البطولة الخليجية ضمن الروزنامة الدولية، لكنه تلقى وعدا بذلك من قبل «فيفا»، بدراسة ضمها في روزنامة 2018.

وبيّن المصدر أن الوفد السعودي الذي رأسه أحمد عيد، رئيس الاتحاد، تجنب الحديث كثيرا عن البطولة المقبلة، تلافيا للحساسيات، لكن ظهرت على محياه علامات البهجة بعد القرار، وأكد الجاهزية لاستضافة البطولة المقبلة.

وكان الاتحاد البحريني لكرة القدم قد أصدر بعد الاجتماع بيانا قال فيه: «قرّر رؤساء الاتحادات الخليجية الستة إضافة إلى اتحادي العراق واليمن بالإجماع، نقل دورة كأس الخليج العربي الـ22 لكرة القدم من مدينة البصرة العراقية إلى مدينة جدة السعودية، وذلك خلال الاجتماع الذي عقد (أمس الثلاثاء) بفندق (الريجنسي) ، برئاسة علي بن خليفة آل خليفة، رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم».

وحضر الاجتماع كل من رئيس الاتحاد الإماراتي يوسف السركال، ورئيس الاتحاد السعودي أحمد عيد الحربي، ورئيس الاتحاد العراقي ناجح الحمود، ورئيس الاتحاد العماني خالد البوسعيدي، ورئيس الاتحاد القطري حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس الاتحاد الكويتي طلال الفهد الصباح، ورئيس الاتحاد اليمني أحمد العيسي.

وألقى علي بن خليفة آل خليفة كلمة رحب فيها بضيوف مملكة البحرين من الاتحادات الخليجية الشقيقة، مشيدا بالجهود المضنية التي تسهم في استمرار النجاح التاريخي لدورة كأس الخليج العربي لكرة القدم، وتم التصديق على محضر الاجتماع العام العادي، الذي عقد في شهر يوليو (تموز) الماضي، ثم انتقل لاستعراض جدول الأعمال. وأضاف البيان: «قرار النقل جاء بالإجماع بعد مشاورات مكثفة امتدت قرابة الأربع ساعات، ناقش فيها المجتمعون أبرز توصيات الأمناء العامين وعرض التقارير الفنية المرفقة من قبل لجنة التفتيش الخليجية التي قامت بزيارات مكثفة إلى البصرة، للاطلاع على جاهزية الملف العراقي، ليقرّر الرؤساء رسميا نقل البطولة إلى جدة، حسب مبدأ المداورة بين الدول بعد الاقتناع بعدم جاهزية البصرة لاحتضان الحدث في كثير من الجوانب، أهمها فيما يتعلّق بالبنية التحتية، إضافة إلى قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم عدم رفع الحظر على إقامة المباريات الرسمية والودية في العراق».

وسيتم تحديد الموعد الرسمي لـ«خليجي 22» في اجتماع يعقد الشهر المقبل للأمناء العامين في السعودية بالتنسيق مع الاتحاد السعودي لكرة القدم لاختيار الموعد الأنسب للبطولة.

كما تقرر في الاجتماع إسناد تنظيم دورة «خليجي 23» للبصرة في إطار حق الدول الثماني باستضافة البطولة، وتوجيه الشكر للاتحاد العراقي على جهوده المكثفة لتعاونه مع لجان التفتيش، وتقديم كل الدعم في سبيل إقامة نسخة من البطولة في العراق.

وتضمن جدول أعمال الاجتماع تقديم عرض خاص حول استضافة قطر كأس العالم 2022، من خلال شرح موجز لرئيس اللجنة التنفيذية حسن الذوادي، الذي أشار إلى جاهزية قطر التامة لأي احتمال بتنظيم البطولة في أي فصل من فصول السنة، في إشارة إلى المطالبات بنقل موعد المونديال ليقام في فصل الشتاء.

وناقش المجتمعون مسألة اعتراف «فيفا» بدورة كأس الخليج العربي، حيث أكد رئيس الاتحاد العماني خالد البوسعيدي أن الاتحاد الدولي لكرة القدم قرّر تأجيل دراسة الموضوع إلى عام 2018، وذلك بسبب اعتماد «فيفا» روزنامة الأحداث الرياضية حتى ذلك التاريخ، وصعوبة إجراء أي تعديلات على ذلك.

بقيت الإشارة إلى أن مجلس الوزراء العراقي أعلن قبل أيام، بحسب قناة عراقية حكومية، انسحاب منتخب بلاده من كأس الخليج الـ22 في حال نقلت إلى جدة، ولم تتضح الصورة بعد بشأن القرار العراقي الرسمي، إثر قرار رؤساء الاتحادات الخليجية أمس.