«الشرق الأوسط» تعيش تجربة يوم كامل مع المدرب السعودي علي كميخ في الأردن

قال إن مهمته الجديدة أجبرته على حياة «التقشف».. وأبدى إعجابه بـ«المنسف»

المدرب السعودي علي كميخ يعد القهوة العربية بنفسه في العاصمة الأردنية عمان
TT

في منزل وديع بمنطقة الشميساني التي تتوسط العاصمة الأردنية عمان، يقيم السعودي علي كميخ مدرب فريق الفيصلي الأردني ومساعده في الجهاز الفني المدرب عبد الرحمن الحمدان؛ حيث يخوضان تجربتهما الاحترافية الأولى في مجال التدريب خارج حدود الوطن.

فبين تدريب الفريق وإنهاء جدول الأعمال اليومي وإعداد وجبات الطعام وترتيب مقر السكن وشراء متطلبات المنزل من مواد غذائية وغيرها يعيش رفيقا الدرب كميخ والحمدان يومهما بعيدا عن عائلتيهما اللتين تقطنان في العاصمة السعودية الرياض.

«تجربة ممتعة جدا، أتمنى من زملائي أن يخوضوها». هكذا وصف علي كميخ الفترة التي قضاها في العاصمة الأردنية عمان حتى الآن، مشيرا إلى أنها حياة ممتعة، منحته كثيرا من الخبرة والاطلاع على حياة المدرب المحترف خارج بلاده، وكيف يستطيع أن يواجه الظروف المتنوعة.

قامت «الشرق الأوسط» بزيارة ميدانية للمدربين في مقر سكنهما لنقل تفاصيل حياتهما اليومية الحافلة بالقصص والأحداث اللافتة، وصادف حضورها وجود عائلة المدرب عبد الرحمن الحمدان لقضاء فترة الإجازة المدرسية بجواره في الأردن.

رائحة البخور والقهوة العربية كانت في استقبالنا عند بوابة السكن؛ حيث يقيم علي كميخ ورفيق دربه الحمدان؛ إذ لا يمكنهما مفارقة القهوة العربية التي اعتادا شربها كثيرا في العاصمة الرياض.

يعيش المدربان أجواء العزوبية التي يقول عنها كميخ «عشنا أجواء العزوبية بحذافيرها، فأبناؤنا يحضرون لمدة خمسة أو ستة أيام، ثم يغادرون عندما تنتهي الإجازة. عشنا تجربة الطبخ وتقطيع البصل واللحم وغسيل الصحون والملابس وتنظيف الشقة، فبعض الأوقات تستيقظ من النوم، ويكون لديك تدريب، ولا يمكنك تناول وجبة الإفطار، ثم تذهب إلى التمرين، وبعدها تعود مرة أخرى إلى البيت، وتقوم بإنهاء أعمال المنزل».

ويضيف كميخ «لك أن تتخيل أن تطبخ وجبة الغداء وتضع جزءا منها في الثلاجة لتكون وجبة العشاء، وهكذا يتم ترتيب أمورنا الحياتية في عمان، وأيضا أصبحت تدرك ما تحتاجه الثلاجة من مواد غذائية وغيرها».

ويشير كميخ إلى أنه قدم إلى الأردن للعمل والخروج بالمكاسب الفنية والمادية، موضحا أنه يسعى إلى تقليل مصروفاته اليومية، خاصة أن الحياة في عمان غالية جدا، وكان الله في عون الناس هنا. وأوضح «أحيانا تنفق مبالغ ولا تدرك قيمة الدينار، وبعد فترة بدأنا نعرف قيمته، وكيف ندخر ونقوم بشراء بعض الأغراض، فمثلا تعمل على أن تكفيك علبة الحليب يومين، وغيرها من الأمور الكثيرة». وواصل حديثه «حتى أبنائي عندما يحضرون إلى هنا أجعلهم يعيشون الحياة نفسها التي نعيشها أيام الأسبوع وأجنبهم الرفاهية.. صحيح أننا نذهب إلى بعض الأماكن العامة مثل المطاعم وغيرها؛ لكن هدفي هو أن يعيشوا التجربة ذاتها».

وفي الوقت ذاته أجبر ارتفاع سعر وقود السيارات «البنزين» المدرب علي كميخ على أن يركن سيارته جانبا ليقوم بالبحث عن وسيلة تنقله من مقر سكنه إلى حيث يتدرب الفريق، بالإضافة إلى ازدحام شوارع السير؛ حيث يقول «أسعار البنزين هنا مرتفعة جدا، بالإضافة إلى وجود ازدحام مروري جعلنا نبحث عن وسائل مواصلات عامة، أو أحيانا أذهب مع أحد الزملاء إلى تدريبات الفريق، فبذلك نقلل المصروفات؛ لأننا الآن في مهمة عمل، ويجب أن نخرج بفائدة مادية. أيضا وجود سيارة يغريك بالذهاب إلى أماكن مختلفة، لذلك قللنا استخدام السيارة ليكون برنامجنا هو: من التمرين إلى البيت ومن البيت إلى التمرين. وعدا ذلك نذهب إلى بعض الأماكن التي نجتمع فيها مع بعض الأصدقاء القريبين من مقر السكن».

وأوضح كميخ أنه لم يحضر إلى الأردن كسائح مستمتع بكل وقته لزيارة الأماكن السياحية والتاريخية التي يزدحم بها الأردن؛ بل حضر في مهمة عمل مؤتمن فيها على الفريق الذي منحه الثقة لإدارته فنيا. وأضاف «في الوقت نفسه أنت سفير لوطنك ولديك تقاليدك الخاصة، فهناك أماكن معينة تذهب إليها وأماكن معينة لا تذهب إليها. أنا لم أحضر إلى الأردن كسائح، فوقتي أستحضر فيه سمعة بلادي، فأمام عيني محظورات كثيرة، فأنا أتعامل مع شرائح مختلفة من الناس؛ ولكن ليست كل دعوة أذهب إليها. بكل تأكيد نعاني هذا الجانب». (اقرأ التقرير كاملا على موقع «الشرق الأوسط» الإلكتروني)