علي كميخ لـ«الشرق الأوسط»: حمى الصراع الهلالي - النصراوي تطاردني بالأردن

المدرب السعودي وصف تكفل إحدى الشخصيات بعقده مع الفيصلي بـ«الشائعة المغرضة»

علي كميخ
TT

* المدربون السعوديون سيتقاطرون قريبا على الدوري الأردني

* قيادة سامي للهلال فتحت أبواب جدل أرفضها تماما

* الإعلام السعودي لم يقصر معي ودعمني بشكل كبير

* حلمي تدريب منتخب الأردن وأسعى لتحقيق هذا الحلم رفض السعودي علي كميخ، مدرب الفيصلي الأردني، مقولة أنه «مدرب مدفوع الثمن»، التي انتشرت في بعض المواقع الرياضية، ومضمونها أن إحدى الشخصيات الرياضية تكفلت بعقده التدريبي مع الفيصلي الأردني دون أن يتحمل الأخير أي تكاليف مالية أخرى، وقال: «هذا بعيد عن الواقع ولا يمت له بصلة»، وتحدث لـ«الشرق الأوسط» في حوار مطول في العاصمة الأردنية عمان، وتحديدا في بهو فندق الماريوت؛ حيث صادف إجراء الحوار حضور بكر العدوان، نائب رئيس مجلس إدارة الفيصلي الأردني، لعقد اجتماع مع كميخ ومساعده في الجهاز الفني عبد الرحمن الحمدان في المكان ذاته.

علي كميخ الذي أبدى انزعاجه من رفض سعود حمود العرض الذي قدمه له لخوض تجربة احترافية في الأردن، على الرغم من تكفل نادي النصر باستمرار مستحقاته، بحيث يلتزم الفيصلي بدفع راتبه الشهري، وتوفير السكن والمواصلات له. كما كشف كميخ عن أمنياته بأن يحالف التوفيق سامي الجابر مدرب فريق الهلال بتحقيق بطولتين هذا الموسم؛ لأن نجاحه يعني أن المجال سيفتح على مصراعيه أمام المدرب الوطني ليعود إلى تدريب الأندية السعودية، بعدما ظل فترة طويلة مدربا مؤقتا أو ما يسمى «مدرب طوارئ».

إلى نص الحوار:

* كثيرون في الوسط الرياضي السعودي لا يعرفون قصة رحيلك للتدريب في الدوري الأردني بعد سنوات من العمل بالدوري السعودي.. هل بالإمكان معرفتها؟

- بداية، أشكر صحيفة «الشرق الأوسط» على حضورها إلى الأردن، والاطلاع عن قرب على مسيرتي التدريبية هنا، وفيما يخص تعاقدي مع الفيصلي الأردني، وصلني العرض عندما كنت مرتبطا بعقد مع النصر، علما بأنه في الوقت نفسه وصلني عرض من فريق الشيحانية القطري، وفضلت تأجيل النظر في تلك العقود حتى نهاية الموسم، وقد كانت عن طريق المدرب الأردني خالد سلطان، الذي عمل معي في فترة سابقة بأندية الدرعية وسدوس والفيحاء، وله باع طويل في الكرة السعودية، وكان حريصا على نقل المدرب السعودي إلى الأردن، وكان اسمي مطروحا على إدارة الفيصلي بجوار نزار محروس ومدربين وطنيين وأجانب، وفي النهاية حظيت بثقتهم بعد مكالمات عدة بين الطرفين، وبعد حضورنا إلى الأردن لاجتماع تنسيقي هنا في عمان بيني وبين الإدارة، قدمنا لهم استراتيجيتنا للمستقبل، وملفا كاملا عن الفيصلي قبل عام 2012 ورؤيتنا عن الفيصلي حتى عام 2014 بما في ذلك التصعيد والإحلال، وبعد ذلك دخلنا مفاوضات خاصة بالأمور المادية، وتم الاتفاق على كل الأمور، وعلى الرغم من أن العرض القطري كان أفضل ماديا، وأملك عرضا سعوديا أفضل ماديا فإنني قررت خوض تجربة ستفيدني كثيرا، خصوصا أنها مع فريق عريق كالفيصلي.

* ما صحة تكفل أحد أعضاء شرف النصر بقيمة عقدك؟

- غير صحيح، وبالعكس يشرفني أن تتكفل شخصية رياضية سعودية بقيمة عقدي، وهذا يعني أنني محبوب من الآخرين، والحمد لله ما زلت كذلك؛ ولكن ذلك لا يليق بالفيصلي كناد كبير، ولا يليق بي كمدرب، وبالتأكيد الجهات التي روجت لهذه الكذبة ضد تطوير المدرب الوطني، وضد ناد كبير كالفيصلي، وكنت أتمنى ألا يتم تداول مثل هذه الأنباء، خصوصا ممن يحمل قلما إعلاميا.

أما من يجلس خلف لوحة المفاتيح في الغرف المغلقة فلا لوم عليه، وأنا عموما أحظى بمحبة كثير من أعضاء الشرف ورؤساء الأندية بالسعودية؛ حيث قدموا لي التهنئة، وقدموا لي الدعم المعنوي واللوجيستي، وبعضهم قال لي: «إن إمكانات النادي تحت تصرفك، وعلى رأسهم الأمير خالد بن عبد الله، رئيس هيئة أعضاء الشرف في النادي الأهلي، عندما زرنا النادي في شهر رمضان، وأيضا الأمير فهد بن خالد، رئيس النادي الأهلي، والأمير فيصل بن تركي، رئيس النصر، والأمير خالد بن سعد، رئيس الشباب سابقا، لقد قدمت لي مجموعة من الشخصيات مكافآت فوز للاعبي الفيصلي كدعم خاص لي، ومن ضمنهم ماجد الحكير، وسلمان المالك، وحمد المبارك، وأيضا الأمير سلطان بن فهد حدث بيني وبينه اتصال هاتفي، وأبدى استعداده لدعمي، وناقشت معه إنشاء مدرسة رياضية في الفيصلي الأردني تحمل اسم الأمير فيصل بن فهد أو اسمه، وأعجبته الفكرة، وبدأت أعمل جاهدا على هذا الموضوع؛ لترسيخ قيمة الأمير فيصل بن فهد، رئيس الاتحاد العربي الراحل، والأمير سلطان بن فهد على صعيد الرياضة العربية».

* زملاؤك المدربون.. كيف كانت ردود أفعالهم تجاه الأمر؟

- حقيقة، زملائي وكثير من الإعلاميين قدموا لي التهنئة، وتابعوا مبارياتي مع الفيصلي، وكان بعضهم يرسل لي رسائل تحفيز بين الشوطين، وللأمانة كانوا سعداء بهذه الخطوة، وقالوا إنني فتحت لهم آفاقا جديدة، وللعلم، بعد التجربة القصيرة طلبني ناديان من أكبر الأندية الأردنية، وطلبا مني ترشيح مدربين سعوديين لتدريب أندية أردنية أخرى، وتواصلنا مع يوسف عنبر؛ ولكنه ارتبط مع الحزم، وكذلك المدرب نايف العنزي ارتبط - أيضا - مع الشباب، وأعتقد أن الفترة المقبلة ستشهد حضور مدرب أو مدربين سعوديين إلى الأردن، وأنا شخصيا لدي عرضان في الأردن.

* هل يحضر المشجعون السعوديون لمشاهدة مباريات الفيصلي؟

نعم، لقد حضر كثيرون وشجعوني، وبعضهم كان يحمل أعلاما نصراوية وسعودية، مما منحني ثقة كبيرة، ولا أنسى أعضاء السفارة السعودية؛ حيث قدموا لي دعما معنويا وتسهيلات كبيرة، وهناك دعم كبير من الشارع الأردني والجمهور الفيصلاوي، الذي كان موقفه معي أكثر من رائع، حيث كان داعما لي بشكل غير طبيعي، خاصة بعد ثلاث أو أربع مباريات في كأس الأردن؛ وساندوني بشدة، وبعد فوزنا على فريق كيتشي في كأس الاتحاد الآسيوي حصلت على ثقة أكبر.

* هل ترى أن الإعلام السعودي ساندك في مسيرتك مع الفيصلي بالشكل المطلوب؟ وكيف كان تعاملك مع الإعلام الأردني؟

- للأمانة كثير من الإعلاميين أنصفوني وأنت أحدهم، ولا أنسى زيارة الإعلامي خلف ملفي، مدير تحرير صحيفة «قول أون لاين» الإلكترونية؛ حيث كان لها أثر كبير في نفسي وفي زملائي بالجهاز الفني، وأشكره على ذلك، ووفق تتبعي بعض الزملاء، وجدت نفسي أحظى بدعم لوجيستي إعلامي وطني؛ ولكن في النهاية دخلت نفقا لا ناقة لي فيه ولا جمل، وذلك في قضية «هلالي ونصراوي»، خصوصا بعد تكليف سامي الجابر بتدريب الهلال، فأصبح الهلالي يرى أن علي كميخ غير ناجح، والجمهور النصراوي يرى أنني عراب الكرة السعودية، هي ميزة أن يقف خلفي جمهور عريق بيني وبينه ود وتناغم، وبالتأكيد أنا نصراوي؛ ولكن في النهاية أنا سفير للوطن، وأمثل شريحة كبيرة من المدربين الوطنيين، فاستمرار هذا الوضع أزعجني كثيرا، وبدأ بعض الإعلاميين يدخل فيه، خصوصا بعد خسارتي من الوحدات؛ حيث سرقوا موضوعات من منتديات وقدموها على أنها رأي الإعلام الأردني.

على الطرف الآخر، أنصفني الإعلام الأردني، ولله الحمد أحظى بدعم كبير، وخرجت من جمهور النصر الكبير والغالي، وارتبطت بجمهور كبير وغال؛ مما يعني أنني لم أبتعد عن صخب المدرج.

* فاوضت فور حضورك إلى الفيصلي عددا من اللاعبين السعوديين ومنهم سعد الحارثي وأحمد الخراشي ومحمد لبيب وسعود حمود.. لماذا رفضوا تلك العروض؟

- فاوضت أسماء كثيرة مثل: إسماعيل المغربي، وعبد الله القرني، وحسين النجعي، بالإضافة إلى ما ذكرت، وكنت حريصا على نقل اللاعب السعودي إلى تجربة احتراف عربية، وتولدت لدى قناعة بأن اللاعب السعودي قادر على أن يحترف خارج المملكة، ويقدم نفسه كلاعب آسيوي على أعلى مستوى، ويعيد تجربة فؤاد أنور وناجي مجرشي؛ لكنني صدمت بطموحهم الذي لا يتعدى أسوار أنديتهم.

حقيقة، أكثر ما صدمني سعود حمود وإسماعيل المغربي، إذ أصبح الأخير هداف فريقه الوحدة؛ ولكنني كنت أتوقع أن يكون لسعود حمود شأن في البطولة الآسيوية، خصوصا أن الأمير فيصل بن تركي كان حريصا على إعارته إلى الفيصلي فقط، دعما لي، مع تكفل النصر بكافة حقوقه، كما سيوفر الفيصلي راتبه الشهري والسكن والمواصلات؛ ولكن مع الأسف لم يحضر اللاعب، وما زال لدي أمل إذا استمررت في الكرة الأردنية أن أنقل لاعبين سعوديين خلال الفترة الشتوية إلى الفيصلي وبقية الأندية الأردنية، وما أراه في اللاعب الأردني كمدرب أراه في اللاعب السعودي؛ إذ إنه الأقرب إلى الاحتراف في دول خليجية أو عربية كلاعب آسيوي.

* كيف تسير الأمور بينك وبين الفيصلي الأردني؟

- العلاقة جيدة جدا، فأنا أحظى بدعم سلطان العدوان وبقية الزملاء في مجلس الإدارة، فالعلاقة حميمة بيني وبين مجلس الإدارة، وبيني وبين اللاعبين، حتى الآن أقف على قدمي بثقة كبيرة، من خلال دعم اللاعبين والإدارة، ولم يزعجني سوى ثلاثة أشياء أساسية، فحتى الآن لم نضمن التأهل في الاتحاد الآسيوي؛ ولكن ما زالت الفرصة أمامنا، والتأهل ما زال بأيدينا، تعادلت آخر مباراة، ولم أكن أرغب في ذلك، وأيضا ضعف البنية التحتية بالأردن؛ حيث نضطر - أحيانا - إلى التدريب الصباحي وإلغاء التدريب المسائي.

* غضب منك جمهور الفيصلي بعد خسارة مباراة الوحدات موجها أصابع الاتهام إليك لتقليلك من أهمية المباراة بتصريحك الذي سبق اللقاء. لو عاد بك الزمن إلى الوراء.. هل ستقوم بالخطوة ذاتها؟

- فهم تصريحي بشكل خاطئ، فما كنت أعنيه أننا الآن في مرحلة بناء وتصعيد وتجهيز الفريق للآسيوية، وتأهلنا لكأس الأردن وفق رؤيتي كمدرب بأقل مجهود، وأعرف أهمية مباراة الوحدات، فلم أرد الذهاب إلى المباراة تحت ضغط نفسي كبير ولدي مباراة آسيا بعدها، فأشحن اللاعبين أكثر من اللازم وأخسر هذه وتلك.

هدفي هو أنني لو خسرت من الوحدات ليست هناك مشكلة، الأهم هو «الآسيوية»؛ ولكن التصريح جاء سلبيا، فالتنافس بين الفريقين كبير بدرجة لا تتصور، ولعبت بالنار، ولو عاد بي الزمن واختلفت الظروف؛ لما قلت ذلك التصريح.

أنا الآن أنتظر الفريق الشقيق الوحدات في الدوري وكأس الأردن على أحر من الجمر؛ لأن ثقتي في اللاعبين كبيرة، وسيقولون كلمتهم، وفي المباراة نفسها التي خسرناها كنا الأفضل بشهادة المحللين والنقاد؛ ولكن أن يدخل شباكك هدفان في تسع دقائق في مباراة ديربي فذلك أمر صعب.

* هل ارتباطك بالفيصلي سبب في نتائج الفريق بالبطولة الآسيوية؟

- لا أخفيك سرا أن عقدي مدته سنة واحدة، ولله الحمد الثقة متبادلة بيني وبينهم، ومنبثقة من استراتيجيتنا في العمل، وخططنا في تصعيد بعض اللاعبين؛ ولكن تظل كرة القدم لا أمان لها، والآن في السعودية، كم من مدرب غادر العمل! ولكن أتمنى أن أستمر فترة طويلة هنا لتحقيق خططي وبناء فريق قوي، وأتمنى أن أخرج تاركا خلفي جيلا يذكرني، والحمد لله الآن منحت الثقة لعدد كبير من اللاعبين أعمارهم تحت 19 سنة، وهم: الألوسي، وبراء، وليث، وخلدون، وجميع من شارك معي يلعبون في المنتخبات الأردنية.

* لنغلق ملف الفيصلي بما حدث أخيرا وخلافك مع القائد حسونة الشيخ.. ما قصة هذا الخلاف؟

- ليس خلافا؛ ولكن رؤيتي أنه في الثلاث بطولات التي أخوضها أعمل تدويرا للاعبين الذين تجاوزت أعمارهم الثلاثين، خصوصا في هذه الفترة التي نكون فيها تحت ضغط؛ لكي أضمن جاهزية كل اللاعبين، ولم يكن هناك خلاف على الإطلاق؛ ولكن حسونة فهم التبديل على أنه عدم قناعة فنية، فامتعض، على الرغم من أن هذا تم تطبيقه على كل اللاعبين.

وهناك مؤججون، وكما تعرف «فيس بوك» هناك مثل «تويتر» في السعودية، ففوجئت بردة فعل استغربتها من حسونة، وأنه قائد فريق ولاعب كبير؛ ولكن رد فعله لم يكن مقبولا لدي كمدرب، أن يغيب عن التمرين، فكثير من اللاعبين الكبار في كافة منتخبات العالم يتم استبعادهم وجلوسهم على مقاعد البدلاء؛ ولكن تم تجاوز الأمر بكل هدوء ولله الحمد؛ ولكنني مستمر في التدوير والإحلال - ولله الحمد - يتدرب معي تسعة لاعبين أعمارهم تحت 19 سنة، ومؤمن بأننا في عام 2014 قادرون على التغيير.

* لنعود بك إلى منافسات الدوري السعودي.. ماذا يعني لك تصدر النصر؟

- يعني لي أشياء كثيرة، يعني الأمل في عودة فارس غاب عن البطولات، وعمل دؤوب من الأمير فيصل بن تركي ومحبي النصر، وعلى رأسهم الأمير مشعل بن سعود، الذي أعرف تماما ماذا يقدم للفريق، وكثير من شرفيي النصر ومنهم الأمير نايف بن سلمان، وعبد الله العمراني، وفهد المشيقح، وحمد المبارك، وسلمان المالك، وأتكلم عن الذين يقدمون دعما ماديا في الفترة الحالية، بلا شك كل مباراة ينهيها النصر، وهو فائز ومتصدر أشعر بنشوة البطولات السابقة للنصر، وأشعر بأن هذا الفريق كانت لديه وعكة صحية، وبدأ يعود منذ بطولة كأس ولي العهد، مرورا بكأس الأبطال الموسم الماضي، إلا أنه هذا العام أعطي أملا كبيرا بتصدره الدوري، وأنه قادم بقوة حتى لو لم يحقق الدوري، فهذا أمر آخر، فالنصر جزء من تاريخي وحياتي، وأرى أن فيصل بن تركي فيما حدث ينصفه التاريخ بما قدمه للفريق.

* تسلم سامي الجابر تدريب الهلال كمدرب مواطن وحيد في الدوري.. هل منحكم بارقة أمل كمدربين وطنيين أم أن الجابر حالة خاصة؟

- في هذا الموضوع أضع الألوان خلف ظهري، وأتكلم عن سامي الجابر المدرب الوطني الذي منح المدربين بارقة أمل بأن يتولى دفة التدريب في فريق كبير من أول الموسم بصلاحيات مطلقة بحجم نادي الهلال أحد أعرق الأندية الآسيوية، والشهادة للتاريخ، اختيار موفق من إدارة الهلال، فهو لاعب ذكي سابقا، وإداري محنك، والآن يرتدي ثوب التدريب. أسال الله أن يحالفه الحظ كمدرب وطني، ويحقق بطولة الدوري؛ ولكن ليس على حساب النصر «قالها ضاحكا» أو ينافس النصر على تحقيق الدوري الممتاز، وأن يحقق إحدى البطولات المقبلة حتى يعطي الفرصة ويفتح الباب على مصراعيه للمدرب الوطني الذي يقول لسان حاله «أنا موجود.. أعطوني صلاحيات وادعموني».

وبالمناسبة، يحظى الجابر بدعم كبير من الأمير عبد الرحمن بن مساعد، والأمير أحمد بن سلطان، والأمير فيصل بن سعود، وحسن الناقور، فهو ابن بار للهلال، وأحد نجوم الكرة السعودية، وعقلية أحترمها كثيرا؛ لأنه ذكي واختار الطريق القصير، حضور تدريبي في أوروبا لمدة سنة، شاهد واطلع وعاد بمكتسبات فنية كثيرة، والآن يسير في الطريق الصحيح، على الرغم من خسارته من الرائد، وأتمنى أن يحالفه الحظ هذا الموسم.

* كيف يتابع رياضيو الأردن منافسات دوري عبد اللطيف جميل؟

يتابعونها بشكل غير طبيعي، وأقابل في المباريات وفي كثير من الأماكن العامة النصراوي والهلالي والاتحادي والأهلاوي، وبعضهم يحمل أرقاما، وبعضهم يكلمني عن تفاصيل دقيقة، فالكرة السعودية متابعة بشكل غير طبيعي، وبعشق وانتماء، فبعضهم يشجع الفرق السعودية منذ سنوات؛ لذلك أتمنى من اللاعب السعودي أن ينتقل إلى هنا؛ لأنه سيجد دعما كبيرا كما يحصل في السعودية.

* بدأت تزداد أخيرا أسهم اللاعبين الأردنيين في الفرق السعودية.. ما الاسم الذي تتوقع بروزه بشكل لافت هذا الموسم؟

- أنقل إعجابي بما يقدمه اللاعب الأردني، فهو موهوب ويملك الإرادة، ولديه طموح، وهناك عدد كبير من الأسماء التي كنت أتمنى أن تحضر إلى السعودية، ففي الفيصلي تقريبا هناك أربعة لاعبين بحكم عمرهم حاليا يستطيعون الاحتراف والنجاح في السعودية، وهم: إبراهيم الزواهرة، وعبد الإله الحناحنة، وشريف عدنان، والألوسي، ورائد النواطير، بالإضافة إلى لاعبين آخرين في الدوري؛ ولكن في السعودية، أعتقد أن خليل بني عطية يقدم نفسه بشكل ممتاز، بالإضافة إلى مصعب اللحام وشادي أبو هشهش.

* عملت كرجل فني في الدوريين السعودي والأردني.. ما الفارق بينهما؟

- في السعودية مقومات النجاح أكثر، بمعنى أن الأمور المادية والبنية التحتية والدعم، بالإضافة إلى كونك في بلدك ووسط عائلتك. في الأردن اختلفت الأمور تماما، وأصبحت تعيش الاغتراب والاحتراف معا، فقد أصبحت مهتما بأمور منزلي والطبخ وغيرها من الأمور، بالإضافة إلى وجودي في ثقافة وبيئة مختلفة، وأكثر ما يزعجني في الأردن عدم توافر ملاعب، وهذا أحد العوائق الرئيسة، بالإضافة إلى الأمور المالية.

* بعد الأردن.. هل نشاهد علي كميخ يدرب فريق النصر أو أي فريق سعودي أو حتى في أحد دوريات الخليج؟

- أمنيتي أن أستمر في الأردن كمدرب فترة طويلة، وعندي طموح أن أدرب أحد المنتخبات الأردنية، وأتمنى أن أحقق نجاحا حتى أنهج سياسية من سبقني أمثال عدنان حمد، ومحمود الجوهري - رحمهما الله - والآن الكابتن حسام حسن؛ ولكن أيضا الطموح يراودني لأن أعود إلى المملكة مدربا لأحد الفرق السعودية، وليس بالضرورة النصر؛ لأنني مدرب وطني متفرغ هويتي الاحتراف، وعندي وكيل معتمد، وأتمنى إذا لم يحالفني التوفيق أن أدرب في قطر؛ حيث تجذبني البنية التحتية من ملاعب، بالإضافة إلى كون قطر قادرة على تنظيم كأس العالم.

هذه الأمور كلها تساعدني؛ ولكنني اكتسبت خبرة، مما يعني أنني مدرب محترف متفرغ، ذهني مع الفريق ولا يشغلني غير ذلك، بالإضافة إلى السفر مع الفريق، ومقابلة جمهور جديد. هذه كلها أمور تضيف إليك بكل تأكيد.

* التطور الملحوظ في المنتخب الأردني أخيرا وإحراجه منتخبات عريقة وتأهله للملحق العالمي لأول مرة في تاريخه.. ما سببه في رأيك؟

- اللاعب الأردني طموح ومقاتل، وهذا أهم سلاح يحارب به اللاعب، فهو موهوب بالفطرة، فبعد المكاسب التي حققتها الأردن في البطولة العربية مع الكابتن محمد عوض - رحمه الله - وبعدها مع الكابتن محمود الجوهري عام 2004، وأخيرا مع عدنان حمد في قطر عام 2011، بالإضافة إلى وصول الأندية الأردنية مصاف الأندية الآسيوية، فالفيصلي بطل كأس الاتحاد الآسيوي مرتين وخسر الثالثة.

كل هذه الأمور جعلت اللاعب الأردني شغوفا بالاحتراف، فأصبحت الكرة الأردنية مسيطرة، وبعدما بدأت تطبيق معايير الاتحاد الآسيوية، بدأت أذهان اللاعبين تتجه إلى الاحتراف، لذلك أصبحت الأردن على أعتاب مجد عالمي جديد، وهو التأهل لكأس العالم، فبعد فترة ستكون الكرة الأردنية تحت أنظار العالم، وسيحتضن ملعب القويسمة إما منتخب الإكوادور أو الأوروغواي، ووفق رؤيتي، أعتقد أن النجاح يتطلب وجود لاعبين «جائعين كورة ومادة»، فهذا ما أراه في اللاعب الأردني حاليا.