ربع ساعة تبعد يوفنتوس عن «المتصدر».. وروسي يعزز «سجله التهديفي»

أندريا ديلا قال إن جماهير فلورانسا انتظروا الفوز 15 عاما ليسجل تاريخيا

جانب من مباراة فيورنتينا ويوفنتوس في الدوري الإيطالي أول من أمس
TT

قاد المهاجم جوزيبي روسي فريقه فيورنتينا لفوز مهم على ملعبه ووسط جمهوره على يوفنتوس حامل لقب بطولة إيطاليا في النسختين الأخيرتين، وذلك بعدما كان الضيوف متقدمين بهدفين سجلهما تيفيز من ركلة جزاء وبوغبا في الدقيقتين 37 و40 من الشوط الأول. لكن مهاجم المنتخب الإيطالي العائد من إصابات طويلة أبرزها قطع بالرباط الصليبي، استطاع إدراك التعادل لفريقه من ركلة جزاء في الدقيقة 21، ثم في الدقيقة 31 من تسديدة بالقدم اليسرى من خارج منطقة الجزاء، ثم تقدم يواكين لأصحاب الأرض لأول مرة في الدقيقة 33 من كرة صنعها له بورخا فاليرو، وبعد دقيقتين استطاع روسي تسجيل هدف الطمأنة وتأكيد الفوز من هجمة مرتدة قادها كوادرادو الذي مرر إليه الكرة في منطقة جزاء اليوفي، لتنتهي المباراة بنتيجة 4 - 2، ويرتفع رصيد فيورنتينا إلى 15 نقطة يحتل بها المركز السادس، بينما تجمد رصيد يوفنتوس عند 19 نقطة يحتل بها المركز الثاني ويصبح الفارق بينه وبين روما المتصدر خمس نقاط.

وبثلاثية الأحد، رفع جوزيبي روسي رصيده إلى تسعة أهداف سجلها هذا الموسم؛ ثمانية بالدوري المحلي تضعه في صدارة هدافي البطولة، وبمعدل هدف كل 70 دقيقة، ويستمتع بهذا برانديللي، المدير الفني للمنتخب الإيطالي، وتستمتع مدينة فلورنسا خاصة.

وفي ساعة متأخرة من الليل، عمت الاحتفالات شوارع المدينة، وكان سائقو التاكسيات التي تقلنا إلى محطة القطار لا يزالون يستمعون إلى أخبار الإذاعة عن تلك الربع ساعة التي لا تصدق، التي أسعدت جمهور فيورنتينا. إنه البطل، جوزيبي روسي. إن آخر لاعب سجل ثلاثية في مرمى اليوفي هو إدينسون كافاني، في لقاء نابولي - يوفنتوس (3 - 0)، في 9 يناير (كانون الثاني) 2011، ولنعلم أن روسي كان خارج المباراة بعد ثوان قليلة بسبب تحرك عنيف تبعه ألم لعين بالظهر، ليخرج من الملعب وينتاب الخوف استاد فرانكي، لكن مناورات المدلكين أعادت الهداف إلى المدرب مونتيلا.

إن الشوط الأول للمباراة جدير بالنسيان، وكان روسي يبدو متعبا، ويقول المدير الفني فينشنزو مونتيلا: «في لحظة معينة فكرت في تغييره أيضا، لكن قلت لنفسي بعدها إنه من الأفضل دائما إعطاء فرصة للاعب ذي مهارة، وفي نهاية الشوط الأول أخبرته بأنه كان بحالة جيدة، وبالتالي عليه فعل المزيد..». لقد رد الجميل، وقلب النتيجة من تأخر 0 - 2 إلى فوز 4 - 2 في دقائق قليلة وبثلاثية رفيعة المستوى. ويقول المهاجم الموهوب «إنه شوط ثان عظيم، إنها ثلاثة أهداف غاية في الأهمية، ومباراة لا يمكن تصديقها، لكنني أود الحديث عن الفريق خاصة، لأننا تعافينا جدا بعد الاستراحة. وقد أخبرنا مونتيلا أنه يريد رؤيتنا متقدمين أكثر في الملعب، وأكثر شجاعة، وفي الواقع كنا متراجعين بشكل زائد بعد هدفي اليوفي. خرجنا من غرفة الملابس وفعلنا ما طلبه منا المدرب، ورأينا مباراة خيالية». والآن يعود الحلم إلى نادي فيورنتينا، حيث اختتم روسي: «لدينا لاعبون بارزون، وقد رأينا اليوم شخصية كبيرة، وروحا كبيرة. أجل، يمكننا منافسة كل الفرق».

ويضيف مونتيلا: «إنها مباراة لامعة ورائعة للغاية، الفوز الآن يساوي الضعف، من أجل الترتيب ولأننا قهرنا يوفنتوس، فهو تحدّ خاص هنا. ماذا عن طريقة احتفالاتهم بالأهداف على طريقة باتيستوتا؟ لا أعتقد أن هذا ما حفزنا. وبين الشوط الأول والثاني قلت للاعبين ببساطة أن يكونوا مؤمنين بالفوز، وطلبت منهم أن ينتبهوا لكي لا يدخل مرمانا الهدف الثالث فورا، وهنا كان نيتو بارعا، لأن يوفنتوس جعلنا نعاني في بداية الشوط الثاني. لم تكن هناك إشارات كبيرة بالنسبة إلينا، لكن كرة القدم عجيبة بسبب ذلك أيضا، فمباراة بأكملها تغير مسارها من لا شيء. إن هذه النقاط الثلاث تفيدنا كثيرا معنويا ولثقتنا بأنفسنا. منذ أن تولى كونتي قيادة اليوفي، ولم يتلق فريقه أربعة أهداف في أي لقاء، ومن قبل كان صعبا تسجيل هدف واحد. الآن يجب أن نكون متزنين، ونحاول اللعب كما فعلنا اليوم، ونستمتع، ونرى ماذا سيقول الترتيب على المدى البعيد».

وعمت الاحتفالات غرف خلع الملابس الخاصة بفيورنتينا مع دييغو وأندريا ديلا فالي مالكي النادي، ويختتم المدرب: «الرئيس كان سعيدا بصورة استثنائية، لقد تعين علينا إيقافه (يبتسم). إنه أمر رائع، وبشكل شخصي يعد مدعاة للفخر رؤيتهما مشاركين وقريبين من الفريق هكذا».

وصرح أندريا ديلا فالي، قائلا: «الجماهير تنتظر هذا الانتصار منذ 15 عاما. إنه فوز لمدينة فلورنسا ولروح هؤلاء اللاعبين. وسيظل في التاريخ، وأمام أحد أقوى الفرق هذا العام. ربما كان جوزيبي روسي رهانا بالنسبة للآخرين، لأننا دائما ما كنا مؤمنين به».

وآخر إسقاط من جانب رئيس فيورنتينا يتعلق بطريقة احتفال تيفيز وبوغبا، التي من الواضح أنها مدروسة، لأن كليهما قد «أطلق النار من بندقية» على طريقة باتيستوتا، ويقول: «يبدو أن ضربات البندقية من الخصوم تجلب لنا حظا، فقد أعطيناهم أربع ضربات بالمسدس».

من جانبه، قال المدير الفني للسيدة العجوز أنطونيو كونتي: «من الصعب حقا إيجاد تفسير لهذه الهزيمة. لقد هيمنا على مجريات اللعب لأكثر من ساعة، وعند نقطة بعينها كان بوسعنا تسجيل الهدف الثالث والرابع. وعلى العكس كان موقف في منطقة الجزاء (أي ركلة الجزاء) كافيا ليتغير كل شيء، فقد تلقينا أربعة أهداف في ربع ساعة». وبعد ثماني جولات بالدوري، دخل مرمى اليوفي 10 أهداف، وهي معلومة خطيرة لو فكرنا أنه في أول موسمين من إدارة المدرب كونتي، كان بالكاد يدخل مرمى الفريق 20 هدفا في البطولة الواحدة.

ويتابع المدرب: «أتمنى أن تفيدنا هذه الصفعة لإدراك أشياء كثيرة، ونأمل أن يكون رد الفعل مساويا لما حدث العام الماضي، بعد أول هزيمة في استاد يوفنتوس أمام الإنتر».

وينفي كونتي المزاعم التي ترى أن ذهن الفريق اتجه إلى ريال مدريد بعد التقدم السهل بهدفين في الشوط الأول، ويضيف: «لقد أعددنا للمباراة كما ينبغي، وأول 70 دقيقة تؤكد هذا. إن 15 دقيقة هي شيء غير طبيعي، لا يمكن تفسيره، وأشبه بالكابوس». والآن ماذا سيفعل «في هذه المناسبات يوجد القليل من الكلام، ليس أنه يتعين علي ملاحظة بعض الأمور، فقد حدث اليوم شيء لا يصدق وغير متوقع. لقد أعطونا صفعات حقيقية، حتى الآن كنا قد تجنبناها كلها، لكن هذه المرة أحسنوا الاستهداف، وبقوة، وقد شعرنا بها. نستفيد من هذه التجربة، أيضا لأننا لم نخسر الحرب نهائيا لحسن الحظ، وإنما لا تزال توجد مباريات كثيرة، ويوجد وقت للتعويض. لكن أكرر أن الوقت قد حان ليستيقظ الجميع، أقول ذلك منذ فترة، هذا العام سيكون صعبا للغاية، وسباق الدرع ليس به مرشح واحد فقط مثلما أقرأ وأسمع من شهور. لنعد أنفسنا لصراع حقيقي سواء في الدوري أو دوري الأبطال».

من جهة أخرى، واصل فريق إنتر نظيف النقاط، وذلك بعد أن تعادل مع مضيفه تورينو الصاعد هذا الموسم بثلاثة أهداف لكل منهما، ليرتفع رصيد الأول إلى 15 نقطة، يحتل بها المركز الخامس، ورصيد الثاني إلى 10 نقاط يحتل بها المركز العاشر، فيما سقط لاتسيو أمام مضيفه أتلانتا بنتيجة 1 - 2، ليتجمد رصيده عند 11 نقطة تضعه بالمركز التاسع، بينما رفع أتالانتا رصيده إلى 12 نقطة في المركز السابع.