الثقة تصاحب ريال مدريد.. والشكوك تحيط ببرشلونة في القمة الإسبانية اليوم

كلاسيكو واحد بمقدوره أن ينهي الأزمات.. أو يبدأها.. أو يعمقها

من يسعد جماهير إسبانيا اليوم.. رونالدو أم ميسي؟
TT

في الوقت الذي أكد فيه الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني لنادي ريال مدريد أن لديه «أملا» في قدرة فريقه على تحقيق الفوز على برشلونة في كلاسيكو كرة القدم الإسبانية، فرش برشلونة طريقه نحو القمة الإسبانية بالشكوك، مما جعل من أسبوع كان من المنتظر أن يكون مصدرا للثقة، مدعاة للقلق بعد التعادل في مباراتين متتاليتين وسط أداء باهت.

وقال أنشيلوتي إن فريقه سيذهب إلى كامب نو «بأمل الفوز»، وتقديم المستوى المنشود من ريال مدريد هذا العام. وأضاف: «أعتقد أنها مباراة مهمة لأننا سننافس فريقا كبيرا وسنرى ما سيكون عليه ريال مدريد هذا العام. لدي أمل بقدرتنا على تحقيق الفوز، وأتمنى أن نقدم المباراة التي نأمل». وقال: «سنحاول البحث عن عيوب المنافس، لأن الجميع يعلم من هو برشلونة. هذه النوعية من المباريات هي الأسهل على مستوى الإعداد لها، لأن اللاعبين يكونون في قمة التركيز والحافز»، مشددا على أن المشكلة الوحيدة تبقى في قوة الخصم.

ولو كانت أكثر جماهير برشلونة تفاؤلا تتحدث قبل بضعة أيام عن كلاسيكو لحسم الدوري الإسباني، فإن الصورة تغيرت على نحو كبير وانتقدت وسائل الإعلام تفريط الفريق في الفوز خلال المباراة التي انتهت بالتعادل بهدف أمام ميلان، بعد أيام من تعادل سلبي أمام أوساسونا. وكتبت صحيفة الـ«موندو ديبورتيفو» على صفحتها الأولى «ميسي ونقطة» كي تبرز صاحب الهدف الوحيد في مرمى الفريق الإيطالي، في حين أكدت صحيفة «سبورت» أن «صورة الفريق كانت أقل من المنتظر». وأضافت: «إنهم يلعبون وهم يتمشون، دون سرعة أو بريق، يمررون الكرة من قدم إلى أخرى، دون محاولة للهروب من الرقابة أو مضاعفة الهجوم. كان لدينا أمل بأن نرى برشلونة متيقظا من أجل الاستعداد لكلاسيكو السبت، لكن ذلك لم يحدث».

كما رصدت صحيفة «الباييس» تراجعا في مدى تطور أداء برشلونة خلال بداية الموسم، وأكدت أن فريق المدرب الأرجنتيني خيراردو مارتينو بلا حلول. وأضافت الصحيفة: «لاعبو برشلونة افتقدوا الأداء والتألق، كما لو أن الفريق قد صغر بعض الشيء عما كان عليه عندما تحول إلى قاهر أوروبا الأكبر. اليوم هو في مرحلة إعادة بناء، يضم لاعبين خارج لياقتهم، لا سيما من يعبرون عن أسلوبه».

من جانبه، وصف مدرب ريال مدريد طريقة لعب برشلونة مع مدربه الأرجنتيني خيراردو «تاتا» مارتينو بأنها «أكثر طبيعية»، بالنظر إلى مواصلة البناء على المواسم السابقة، وصرح بأن الفريق الكتالوني يلعب «بثقة أكبر» من فريقه.

وقال: «أعتقد أن برشلونة يلعب بثقة أكبر لأنه لم يتغير عمليا على مدار أعوام طويلة، ولديه طريقة لعب طبيعية. ريال مدريد لا يزال دون طريقة لعب طبيعية، ولا أعرف إلى متى سيبقى كذلك. يمكنني القول إن الفريق تحسن في الفترة الأخيرة كثيرا، لأننا ركزنا على استعادة الكرة». وتابع: «لن نلعب على التعادل. سنحاول اللعب كما نريد أن نفعل، بشجاعة وشخصية»، مشددا على أنه في منصبه الحالي «أقرب» لفيسنتي ديل بوسكي منه إلى سلفه المباشر البرتغالي جوزيه مورينهو.

وظهرت الشكوك في وقت سيئ بالنسبة لبرشلونة، الذي يقف على أعتاب كلاسيكو جديد لا يتقدم قبله على ريال مدريد سوى بثلاث نقاط فحسب، لكن أنشيلوتي هو الآخر ليس في أفضل حالاته. وكشفت مباراة السبت أمام أوساسونا والرحلة إلى ميلانو الثلاثاء عن أمور متشابهة للغاية بحسب انتقادات المحللين، فالمنافس منغلق كثيرا، وإيقاع اللعب بطيء، والفرص نادرة، والخطورة لا تهدد مرمى الحارس المنافس، ومستوى لاعبي الفريق ليس الأفضل. وتتركز أكثر الانتقادات الفردية على وسط ملعب يبطئ اللعب ولا يسعى لخلق العمق، مع وضع علامة استفهام حول مستوى النجمين تشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا.

وحتى نجم مثل ميسي لم يسلم من التشكيك في مستواه البدني. ومع عودته أخيرا من إصابة، لم تتح للأرجنتيني أمام أوساسونا فرصا خلال الدقائق العشرين التي لعبها، وفي ميلان لم تلح له سوى فرصة، لكنه على الأقل تمكن من إحراز هدف منها.

ومع ذلك، لا يرى مارتينو فريقه مثلما تراه الصحافة النقدية، ويستبعد أن يكون برشلونة لا يزال في مرحلة «إعادة بناء».

وتعيش جماهير برشلونة حتى اليوم أياما ستراقب فيها عن كثب مارتينو وقراراته المحتملة، في حين سيزيد النقاش حول الفريق الذي يجب على المدرب أن يدفع به وطريقة اللعب سيتبعها أمام ريال مدريد. وما كان يبدو أمرا واضحا في برشلونة حتى وقت قريب أصبح الآن محل شك، لكن كلاسيكو واحدا بمقدوره أن ينهي الأزمات، أو يعمقها.