معركة بين منتخبي البرازيل وإسبانيا للفوز بخدمات كوستا

مشكلة مهاجم أتلتيكو مدريد المتألق الذي يحمل الجنسيتين باتت في يد الفيفا لحسمها

كوستا هداف الدوري الإسباني جذب أنظار العالم إليه هذا الموسم (رويترز)
TT

ضغوط «عالية المستوى» وتهديدات بالمحاكمات أمام المحاكم الرياضية و«مقلب» أعدته إذاعة إسبانية للمدرب لويز فيليبي سكولاري المدير الفني للمنتخب البرازيلي.. هكذا كانت بعض الأسلحة التي لجأت إليها البرازيل وإسبانيا في حربهما ومحاولاتهما المتبادلة للفوز بخدمات المهاجم دييغو كوستا في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل.

وبدأ «مسلسل» كوستا منذ أكثر من شهر عندما اجتمع المدير الفني للمنتخب الإسباني فيسنتي دل بوسكي مع اللاعب كي يكشف له عن رغبته في استدعائه لفريقه، بعدما حصل المهاجم البرازيلي الأصل على جنسية البلد الأوروبي في يونيو (حزيران) الماضي.

وبعد قليل من ذلك، طلب الاتحاد الإسباني لكرة القدم من نظيره البرازيلي أن يرسل خطابا إلى الفيفا يخطره فيه بأن كوستا يمكنه اللعب لإسبانيا.

لكن سكولاري أعرب عن رغبته في استدعاء اللاعب، وهو ما أكده في تصريحات لإذاعة «كوبي»، حيث كشف أن هداف أتلتيكو مدريد بين المفضلين لديه للانضمام إلى هجوم البرازيل خلال المونديال.

وأشار جوزيه ماريا مارين رئيس الاتحاد البرازيلي لكرة القدم إلى أن اتحاده سيبذل كل ما بوسعه وسيلجأ للمحاكم الرياضية من أجل مشاركة كوستا مهاجم أتلتيكو مدريد الإسباني ضمن صفوف المنتخب البرازيلي في نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل.

وأوضح موقع صحيفة «أوجلوبو» البرازيلية على الإنترنت أن مارين تحدث بالفعل مع آنخل ماريا فيار رئيس الاتحاد الإسباني للعبة وأبلغه بهذا القرار الذي استقر عليه الاتحاد البرازيلي.

ونقل الموقع عن مارين قوله: «تحدثت بنبرة ودية مع فيار الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) كما يحظى بعضوية اللجنة التنفيذية بالاتحاد الدولي (فيفا). كانت محادثة رفيعة المستوى ولكنني أكدت فيها على رغبة وحرص سكولاري على انضمام اللاعب لصفوف المنتخب البرازيلي. كما أبلغت فيار أن الاتحاد البرازيلي سيلجأ لكل الوسائل الممكنة من أجل الدفاع عن حقه. وكانت إجابته هي أن الخيار للاعب».

وأضاف مارين أن الاتحاد البرازيلي أعد ملفا سيرسله رسميا إلى الفيفا.

ويبدو أن اللاعب اختار على الأرجح اللعب للمنتخب الإسباني. وأشارت صحيفة «ماركا» الإسبانية الرياضية إلى أن كوستا أرسل خطابا للفيفا يعبر فيه عن هذا القرار.

وكان البرازيلي كوستا الذي يعيش بشكل دائم في مدريد قد أعلن عن رغبته في اللعب للمنتخب الإسباني وقال: «إسبانيا منحتني كل شيء ولكن الفيفا هو من سيحسم هذا الأمر أكثر مني. لا أود أن أكون في هذا الموقف ولكنه سيحسم عاجلا».

وعلى الرغم من هذا، لم يتضح الموقف تماما حتى الآن بشأن إمكانية انضمام اللاعب للمنتخب الإسباني خاصة أنه شارك لمدة 21 دقيقة مع المنتخب البرازيلي في مباراتين وديتين أمام إيطاليا وروسيا خلال مارس (آذار) الماضي. وبالتالي، يكون القرار الحاسم بهذا الشأن حاليا للفيفا.

وفي المقابل، بدأ سكولاري أيضا في استخدام وتفعيل أسلحته واتصل بوكيل اللاعب وأكد له أنه سيستدعي كوستا لقائمة الفريق استعدادا لمباراتيه الوديتين المقبلتين أمام منتخبي هندوراس وتشيلي واللتين تقامان في 16 و19 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل على الترتيب بالولايات المتحدة.

وفي الوقت نفسه، فتح سكولاري جبهة قتال في مواجهة الصحف الإسبانية بعد «المقلب» الذي أوقعته فيه محطة «كادينا كوبي» الإسبانية الإذاعية حيث جعلته يعتقد أن إنريكي سيريزو رئيس نادي أتلتيكو مدريد يتحدث إليه عبر الهاتف وأكد سكولاري أنه سيستدعي كوستا لمباريات الفريق الودية المقبلة وكذلك لكأس العالم قبل أن يدرك أن من يتحدث إليه هو مقدم البرنامج وليس رئيس النادي المدريدي.

وفي تصريحات لسكولاري إلى موقع «أول» البرازيلي على الإنترنت، أكد المدرب الكبير أن هذه الدعابة «مثيرة للأسف» وإن كانت «مفهومة» ولكنه وجه تحذيرا شديدا إلى وسائل الإعلام الإسبانية.

وقال سكولاري، الذي قاد المنتخب البرازيلي للفوز بكأس العالم 2002 بكوريا الجنوبية واليابان: «أرى هذه الدعابة كأي شخص آخر وأعتقد أن هذا التصرف من قبل الصحافة مثير للأسف ولكنني أتفهمه تماما».

وأضاف «أتمنى فقط أن يتفهم كل صحافيي إسبانيا موقفي من الآن فصاعدا. أحترم (الدعابة) ولكنني أتمنى التعامل باحترام عندما أتخذ قراراتي».

واعترف سكولاري بأن الفيفا لم يوضح بعد إذا ما كان يمكن لكوستا اللعب مع إسبانيا، بعد أن سبق وشارك مع منتخب السامبا.

وقال المدرب «إنها قضية تخص الفيفا»، مضيفا أن الموضوع يعتمد أيضا على رغبة المهاجم: «عليه أن يقول بوضوح إذا ما كان يريد اللعب للبرازيل».

وأصبح كوستا محط أنظار جميع متابعي كرة القدم العالمية، فهو متصدر ترتيب هدافي الدوري الإسباني (11 هدفا) ونقل نجاحه المحلي مع أتلتيكو مدريد إلى الساحة القارية، إذ ساهم بشكل فاعل بفوز فريقه الإسباني في مباراته الأولى في دوري أبطال أوروبا، ليشعل أكثر المنافسة بين البرازيل وإسبانيا قبل كأس العالم 2014.

وبعد تألقه إلى جانب الكولومبي فالكاو (المنتقل إلى موناكو الفرنسي) في الموسمين الأخيرين، أصبح كوستا البالغ من العمر 25 عاما، مركز الثقل في هجوم فريق العاصمة، إذ سجل 12 هدفا في 12 مباراة في كل المسابقات، وبات يتقدم في صدارة الهدافين على أمثال الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو أفضل لاعبين في العالم.

وفي ظل وجود نيمار وهولك مع منتخب البرازيل، يرى كوستا أن فرصته الأفضل للعب بالمونديال ستكون مع منتخب إسبانيا. وفي هذا السياق، قال اللاعب المولود في البرازيل والمقبل إلى إسبانيا عام 2007: «لقد اتخذت القرار.. والأشخاص الذين يتعين عليهم معرفة قراري باتوا يعرفونه الآن».