أليغري في مهب الريح.. ولاتسيو وفيورنتينا.. مفترق طرق

أربع مشكلات يجب حلها لإحداث صحوة جديدة في أداء ونتائج الميلان

أليغري (أ.ف.ب)
TT

تعد هذه هي المرحلة الأصعب في ماراثون الميلان بالنسبة للمدرب ماسيمليانو أليغري. إن الإحدى عشرة نقطة المأساوية في تسع مباريات خاضها الميلان منذ بداية الدوري الإيطالي هي مرآة انطلاقة أخرى شاقة. وفي فريق الميلان الذي يعاني، أول من يثار الجدل حوله هو المدير الفني الذي ينتهي عقده مع الفريق نهاية الموسم الحالي. وليس صدفة أن جاءت مؤشرات جديدة من أركوري، حيث مقر إقامة مالك النادي ورئيسه الشرفي سيلفيو برلسكوني، والتي تعكس عدم رضا واضحا. ولم تحمل وكالة «أنسا» للأنباء نصا لتصريحات الرئيس، وإنما تؤكد أن محاولاته لإعادة الميلان إلى الحياة بعد انهيار بارما قد تجاوزت مستوى الحماية، لكن من المعروف أيضا أنه لا توجد خطة بديلة.

كما أن تحليل برلسكوني للموضوع لم يتم إخضاعه لأدريانو غالياني، ذراعه اليمنى والمدير التنفيذي للفريق، ما يعني أن مسألة تغييره ليست مطروحة في الوقت الحالي. ومع ذلك فإن الميلان سيواجه هذا الأسبوع لاتسيو وفيورنتينا على التوالي، وهما مواجهتان في غاية الحساسية على ملعبه ولا شيء متوقعا في النتيجة أبدا. وهكذا ربما تكون هاتان المباراتان هما مفترق الطرق بالنسبة للمدرب أليغري.

وحينما اختار المدير الفني الثقة محدودة الوقت الصيف الماضي، كان قد وضع هذه التقلبات في الاعتبار. أيضا لأنه في الخلفية توجد الحالة المزاجية للرئيس سيلفيو برلسكوني، والذي كان قد فكر في كلارينس سيدورف في الصيف، غير أن عشاء أركوري (6 يونيو/حزيران) الذي جمعه بغالياني وأليغري قد أنهى كل الشكوك. أيضا بالنسبة لدور المدير التنفيذي كضامن لهذا الموسم الانتقالي. هذا فيما يعيش أنصار الميلان هذه الشهور من الأداء الباهت. ولم تتم إزالة اسم سيدورف قط، مثل اقتراح ترقية فيليبو إنزاغي، ولإكمال الإطار يوجد سيناريو تشيزاري برانديللي الذي يترك المنتخب الإيطالي بعد انتهاء المونديال ليتحد مع الميلان.

والآن، إليكم تحليلا لمريض في حالة حرجة، الميلان، والذي تفصله 16 نقطة عن الصدارة، ويتلقى هدفا كل 50 دقيقة (بينما لم تهتز شباك روما منذ 810 دقائق)، ويعاني تراجعا في التركيز والفيتامين (بالوتيللي)، وضغطه مرتفع (برلسكوني). إنه بحاجة لعلاج مثلي، لأن كل عرض من هذه الأعراض قد يصبح سببا نشطا للشفاء، ونحلل منها أربعة:

بالوتيللي: في بطولة الدوري الماضية، أشعل بالوتيللي الميلان بدفعة قوية، وكان الفريق الذي تملكه الخوف من رحيل إبراهيموفيتش قد وجد رأسا قويا جديدا. سجل ماريو حينها 12 هدفا في 13 مباراة، وقاد الجميع إلى دوري الأبطال. لكن المهم أكثر من الأهداف، هو الحماس المعدي الذي حمله معه، فقد كان سعيدا في فريقه المحبب، ولأول مرة يلعب أساسيا بلا جدل مثار بشأنه، ومتقد بروح الثأر. لقد ضاع هذا الحماس اليوم، واشتعل الفريق حينما خرج، وقد دفع زملاؤه ثمن إيقافاته، وتوتراته وتتزايد أعراض المعاناة في ميلانيللو. بيد أن سوبر ماريو، سواء بتصفيفة عرف الديك أو من دونها، يظل هو القائد كما كان من قبل، وأقوى لاعب في الدوري، لو أراد. لو استعاد أدنى قدر من السلام مع نفسه والعالم، فقد يصبح روح صحوة جديدة ومذهلة.

أليغري: لقد جاءت صحوة تشامبيونزليغ العام الماضي عبر هوية صلبة في اللعب، حيث طريقة 4 - 3 - 3، المدعومة أكثر دائما بأصحاب تصفيفة عرف الديك. كان فريق الميلان يوسع الملعب ويهاجم المرمى بطريقة سهل التعرف عليها. بينما الآن يبدو الفريق سائحا يدير بين يديه خريطة مدينة مجهولة. وبين طريقة 4 - 3 - 1 - 2 التي تم إعلانها في الصيف و4 - 3 - 3، دخلت محاولات خططية أخرى والتي لم تساعد على تألق الفريق، لكنها كان محاولات ضرورية لأن أليغري قد فقد قوة وركض الشعراوي وبواتينغ، وللعام الثالث تعيّن على أليغري ابتكار فريق ميلان آخر بمميزات مختلفة عما كان عليه من قبل. في أول عام، فاز بدرع دوري من رأسه هو، وفي الثاني أطلق ميلان أصحاب عرف الديك، وهذا العام أعاد تصحيح مسار المباريات التي خسرها وحاصر برشلونة من دون حاجة لنصائح، وبين ألف صعوبة أظهر قدرته على التدخل والتنظير السليم. حينما سيتمكن من القيام بذلك مع اللاعبين العائدين من الإصابة والجدد، سيكون فريق ميلان آخر. ويظل أليغري، لما أظهره، أحد أفضل موارد الميلان، وليس مشكلة المدرب كما يتشككون في أركوري.

ويكتسب الفرنسي رامي توافقا في ميلانو وقد يضيف إلى دفاع الميلان صلابة وقوة بدنية دون ترف. فيما سيجلب هوندا تحركا وأقداما رائعة في الهجوم. لن يكون سوق انتقالات ثوريا، لكنه سيعطي دفعة في يناير. وإلى الآن يتماشى أليغري مع الطريقة ذات المحورين: أحدهما أمام الدفاع والآخر خلف رأسي الحربة، 4 - 3 - 1 - 2 وما شابهها. لكن طريقة 4 - 2 - 3 - 1 التي سابق بها الفريق في بارما تعد استباقا للمستقبل. وسيكون هذا تشكيل الفريق الذي سيحاول تحقيق الصحوة الكبيرة حتى الربيع المقبل: أبياتي في حراسة المرمى، أباتي، رامي (زاباتا)، ميكسيس، دي يونغ، مونتوليفو، هوندا، كاكا، الشعراوي، بالوتيللي. هل التشكيل غير متزن؟ إن المهمة الصعبة تطلب مخاطرة، والمرض العضال يحتاج علاجا قويا.

روح: غالياني معه حق ليشكو من الأمتار التي سرقها بارولو مهاجم بارما في الركلة الحرة، ولنسأل أنفسنا: هل لاعبون مجتهدون مثل دي روسي أو تيفيز كانوا ليسمحوا بذلك؟ وقد تحدث أليغري عن الواقعة في غرفة الملابس مع اللاعبين، فلا تزال الروح المستسلمة والهائمة للميلان تضرب. كما في 13 هدفا من 16 تلقاها الفريق خارج ملعبه حتى الآن، كثير منها مشابه جدا لهذا الهدف. والسؤال: لماذا الاسترخاء الشديد في نهاية الشوطين في بارما والتطبيق الشرس طوال المباراة أمام برشلونة؟ يعني هذا أن الميلان قادر لو أراد. يجب أن تبدأ الخطوة الأول للصحوة من هنا، من الإرادة. وخاصة تلك الخاصة باللاعبين، والذين يعطون دائما الانطباع بالتعايش من دون استعداد كبير للتضحية، ومن بين أول 15 لاعبا في الدوري الإيطالي من حيث متوسط الدرجات عقب كل مباراة، لا يوجد أحد من الميلان. وتنهال الانتقادات على كبش الفداء أليغري وعلى الإدارة، بينما اللاعبون في أمان ويظهرون الأقل مسؤولية في الاستطلاعات الشعبية. الأمر ليس هكذا، لأنه ليس أليغري ولا غالياني هما من ينام في الكرات الحرة، ومن يجب أن يفيق هم اللاعبون. وللأسف بالنسبة للميلان لا توجد وفرة في اللاعبين الكبار الذين يساعدون على الإفاقة باللوم أو بالكاريزما. مونتوليفو قائد فني، دي يونغ يشد على خصومه فقط. إن روما (مع توتي ودي روسي وبيانتيش..) هو فريق من القادة، وكذلك اليوفي. وفي هذا المعنى فقد ترك رحيل أمبروزيني أثرا أكبر من المتوقع.