غادر لخضر بلومي، نجم المنتخب الجزائري لكرة القدم في ثمانينات القرن الماضي، مراسم الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس اللجنة الأولمبية الجزائرية قبل نهايته، وهو في قمة الغضب بسبب تجاهل المنظمين لمشواره الحافل.
واختارت اللجنة الأولمبية الجزائرية، مساء الاثنين، الأسطورة رابح ماجر من بين أفضل الرياضيين الجزائريين طيلة 50 عاما الأخيرة، في حين تجاهلت لخضر بلومي الذي يعد من أفضل اللاعبين في البلاد على الإطلاق، وكان بلومي اختير أحسن لاعب في أفريقيا عام 1981.
من جهته، بدا محند شريف حناشي، رئيس نادي شبيبة القبائل لكرة القدم، غير راض عن عدم اختيار فريقه ضمن المكرمين، رغم أنه أهدى الجزائر ست كؤوس أفريقية.
وعبر بعض من حضروا الحفل عن استيائهم من بعض الخيارات، في حين رأى آخرون أنها منطقية وأنه كان يتعين تثمين مبادرة اللجنة الأولمبية الجزائرية لاستحالة استرضاء الجميع.
يذكر أن لخضر بلومي من مواليد 29 ديسمبر (كانون الأول) 1958م في مدينة معسكر، وهو أفضل لاعب جزائري عرفه التاريخ، حيث امتاز بأخلاقه الحسنة وانضباطه في الرياضة، وقاد المنتخب الذهبي للجزائر بالثمانينات، وهو صاحب التمريرة أو اللمسة المعاكسة (حيث لا يمكن لأحد أن يعرف أين سيمرر أو يلعب الكرة حتى لحظة وصولها لزميله، حيث يمررها من جهة بينما حركاته ونظراته من جهة أخرى)، ويمتاز أيضا بالأناقة وبطريقة لعبه الجذابة وهو فوق الميدان. صنف كرابع أفضل لاعب أفريقي في القرن العشرين بعد جورج ويا، روجيه ميلا، وعبيدي بيليه، ويصنفه بعض الأخصائيين في لعبة الكرة كأحسن لاعب أفريقي، وتلقى اتصالات كثيرة من أكبر الأندية، ولعلها أكبر عروض تلقاها لاعب عربي في تاريخ الكرة العربية، ومن بين هذه الأندية: نادي برشلونة، ريال مدريد، يوفنتوس تورينو، باريس سان جيرمان، وبايرن ميونيخ.
برز في ناديين، هما: غالي معسكر ومولودية وهران. شارك في كأس العالم لكرة القدم مرتين، في نهائيات كأس أمم أفريقيا أربع مرات، في نهائيات دورة الألعاب الأولمبية مرة واحدة، وفي نهائيات دورة ألعاب البحر المتوسط مرتين. خاض 147 مباراة دولية مع منتخب الجزائر من 1978 إلى 1989 سجل فيها 34 هدفا، حيث يعد ثاني أحسن هداف للمنتخب بعد عبد الحفيظ تاسفاوت (35 هدفا)، وسجل في الدوري الجزائري أكثر من 200 هدف. حصل على الكرة الذهبية الأفريقية كأفضل لاعب أفريقي عام 1981.
ويجزم الكثيرون ممن عرفوا بلومي في الملاعب بأنه من أحسن ما أنجبته الكرة الجزائرية والعالمية، حيث لا يوجد لاعب جزائري بمثل مهاراته وفنياته وتحكمه في الكرة. كما أنه تميز باعتراف كبار نجوم العالم على غرار بيليه الذي قال: «لو كان بلومي يلعب مع منتخب السامبا لاستطاع الفريق البرازيلي الفوز بكأسي العالم 1982 بإسبانيا و1986 بالمكسيك»، وزيكو وسقراط اللذين قالا عنه بعد مباراة الجزائر أمام البرازيل بمونديال المكسيك سنة 1986 «إنه من دهاة القرن في عالم كرة القدم».