استبعاد هارت من تشكيلة سيتي يسبب أزمة لمنتخب إنجلترا

أخطاء الحارس الدولي المتكررة تجبر روي هدغسون على البحث عن بديل قبل كأس العالم في البرازيل

أخطاء هارت جعلته يجلس على مقاعد البدلاء في مانشستر سيتي (إ.ب.أ)
TT

يشكل ابتعاد جو هارت عن حراسة مرمى الفريق الأول لمانشستر سيتي، ضغطا على المدير الفني للمنتخب الإنجليزي روي هدغسون الذي أصبح يواجه أزمة قد تدفعه إلى اتخاذ قرار بالبحث عن بديل للحارس الأساسي قبل نهائيات كأس العالم التي تنطلق صيف 2014 في البرازيل.

وكان التشيلي مانويل بليغريني، المدير الفني لفريق مانشستر سيتي قد اضطر لاستبعاد جو هارت بعد الخطأ الفادح الذي ارتكبه أمام تشيلسي وكلف فريقه خسارة ثلاث نقاط، وكانت أول مرة يغيب فيها هارت عن الدوري منذ أبريل (نيسان) 2010 بعد 127 مباراة متتالية.

وجاءت استعانة بليغريني بالحارس الروماني البديل كوستل بانتيليمون، لتثير القلق في محيط منتخب إنجلترا ومديره الفني روي هدجسون لأن غياب هارت قد يتسبب في أزمة للفريق الوطني.

لكن لا يملك أحد القدرة على التشكيك في قرارات بليغريني لأنه لم يجد أمامه بديلا آخر، فالطموح للفوز بلقب الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا لن يجعله يتمسك بحارس مرمى يرتكب هذا القدر الكبير من الأخطاء.

لقد ثبت أن حراسة مرمى المنتخب الإنجليزي في أزمة والمشكلة لا بد أن يواجهها هدغسون وليس بليغريني لأن الأخير فعل ما رآه في مصلحة فريقه، بعد أن منح هارت أكثر من فرصة، لكن الأخطاء القاتلة لم تتوقف.

ويقول الآن هانسون نجم ليفربول السابق والناقد الرياضي بصحيفة «ديلي تلغراف»: «لا يمكن لبليغريني الاستمرار في الاعتماد على حارس مرمى يصر على ارتكاب الأخطاء، لأن ذلك سوف يجعله يتراجع في سعيه لحصد الألقاب». وأضاف: «أي شخص في مكان هدغسون يتمنى بالطبع أن يعود هارت لحراسة مرمى مانشستر سيتي سريعا لأن هذا ضروري للمنتخب الإنجليزي، لكن ماذا سيفعل لو الحارس البديل تمتع بمستوى جيد، هنا قد لا يعود هارت إلى التشكيلة الأساسية مرة أخرى».

وكان الحارس الروماني البديل كوستل بانتيليمون احتفظ بشباكه نظيفة في مناسبتين حتى الآن، ويبدو واثقا ولا يواجه صعوبات أثناء حراسته للمرمى، وهو الأمر الذي قد يؤزم من موقف هارت، لأنه كلما زاد ابتعاده عن حراسة المرمى، ازداد الأمر سوءا للمنتخب الإنجليزي.

ويضيف هانسون: «يمكن القول إن جلوس هارت على مقاعد البدلاء ربما يصب في مصلحته، لأنه لن يرتكب المزيد من الأخطاء والأضواء ووسائل الإعلام تنحسر عنه. لكنه حارس لا يود الجلوس احتياطيا».

ويوضح هانسون أن هناك أنواعا مختلفة من حراس المرمى، بعضهم قلما يرى الكرة ولا ينجح في إنقاذ مرماه من هجمة خطرة وحيدة طوال المباراة ولا يبالي إن حدث ذلك أو لم يحدث، بسبب دفاع فريقه القوي، لكن هناك حراس آخرون يحبون أن يظلوا مشغولين طوال المباراة، ينقذون مرماهم ويختبرون الهجمات الخطرة طوال الوقت. وجو هارت من النوع الثاني. لذا فمن المتوقع ألا يروق لهارت الجلوس على مقاعد البدلاء، وسوف يؤذيه كثيرا أن يرى سيتي يلعب بينما هو جالس خارج المستطيل الأخضر لا يحرك ساكنا. كما أن هدجسون لا يود رؤية هارت جالسا على مقاعد البدلاء، فالمدير الفني للمنتخب الإنجليزي يتمنى ألا يكون الابتعاد طويلا حتى لا تتأزم المشكلة.

حراسة المرمى هي المركز الأكثر هشاشة في أي فريق بالملعب، فعندما تفقد ثقتك في هذا المركز يظل من الصعب عليك أن تستعيدها بسرعة مثل أي مركز آخر، فهارت ارتكب الكثير من الأخطاء في الموسم الحالي، وكان استبعاده بالتالي أمرا حتميا، وإذا استمر في ارتكاب مثل تلك الأخطاء، فسوف يتم استبعاده دوليا عاجلا أو آجلا.

لقد أصبح هدجسون في مأزق صعب، فهل سيضع ثقته المطلقة في هارت ويختاره ليبدأ المباراتين اللتين سيخوضهما المنتخب الإنجليزي أمام تشيلي وألمانيا، أم سيعطي الفرصة لفريزر فروستر في واحدة من المواجهتين حتى يتسنى له اكتساب الخبرة الدولية؟

بالتأكيد يريد هدجسون منح هارت الثقة، لكن ماذا سيحدث إن ظل خارج تشكيلة فريق مانشستر سيتي في المباريات المقبلة، ولم يحظ فريزر بتلك التجربة؟

لقد حانت الفرصة لاختبار البدائل وينبغي أن ينال فروستر حظه في اللعب للمنتخب الإنجليزي في إحدى المباريات الودية القادمة لأن هدجسون لا يملك أي بديل جيد آخر.

يقول هانسون: «أعتقد أن هدجسون سيختار هارت للعب مباراة، وفروستر للعب مباراة أخرى، وحينئذ يمكنه القول إنه يثق في هارت، لكن عليه في الوقت ذاته أن يبحث عن شخص آخر تحسبا للموقف».

وكان فروستر قد لعب مباراة رائعة مع سلتيك أمام برشلونة في دوري الأبطال الموسم الماضي لكنه لم يختبر على الساحة الدولية، وكيف سيتعامل مع الضغط الإضافي والمراقبة التي ترافق اللعب للمنتخب الإنجليزي.