يواخيم لوف: منتخب ألمانيا أصبح أكثر مكرا

المدير الفني سيخوض مباراته رقم 100 مع الماكينات أمام إيطاليا

ألمانيا وإيطاليا سيتواجهان وديا الجمعة المقبل
TT

إنها ليست فلورنسا المكسوة بالفن، وإنما يعيش فيها المرء جيدا بنفس القدر، فمدينة فرايبورغ، الواقعة أقصى جنوب غربي ألمانيا، هي بيت يواخيم لوف، 53 عاما، والذي يقود منتخب الماكينات الألمانية منذ أكثر من سبع سنوات. منصب في أمان، حيث قد يشعر المرء بأنه شخص طبيعي، ويقول «هنا أيضا توجد التلال، شديدة الخضار. بالطبع، وفقا لما أسمعه، يسكن تشيزاري برانديللي بمكان أروع. هنا أيضا يوجد كثير من السائحين وأحيانا لا أمر دون أن يلحظني أحد، لكن أهل فرايبورغ يعرفونني منذ زمن، ويتركونني هادئا. فأنا أظل فقط ودائما بالنسبة إليهم يوجي». وإلى نص الحوار.

* أيعجبك هذا اللقب من شخصيات الأفلام الكرتونية، والذي يسمى «يوجي»؟

- منذ الصغر ودائما ما لقبوني بهذا الاسم. إنني يوجي واعتدت على ذلك.

* كنت قد صرت يوجي سوبر ستار، لكن بعدها في صيف 2012، بعد الخسارة أمام إيطاليا بأمم أوروبا، بدأت الانتقادات، والقاسية أيضا. هل منتخب ألمانيا أكثر نضجا الآن؟

- في أمم أوروبا، كنا من بين أصغر المنتخبات سنا، وكنا نلعب كرة قدم ممتعة لكن إيطاليا كانت ماكرة في لقاء نصف النهائي. والآن لدينا خبرة أكبر وبفضل انتصارات تشامبيونزليغ لدينا ثقة بالنفس أكبر على الصعيد الدولي.

* وما علاقة المنتخب بنجاحات فرق بوندزليغا الكبرى: هل هو ضغط، أم حسد، أم فخر، أم مساعدة؟

- إنها علاقة أخذ وعطاء، فنحن نستفيد من انتصارات البايرن وبروسيا، وهم استفادوا من نجاحاتنا، ومن مسألة أننا بين الأربعة الأوائل دائما منذ 2006، وأن اللاعبين بإمكانهم التأدية على مستوى رفيع. مما يدعو للفخر أن ناديين ألمانيين ينافسان على كأس تشامبيونز في النهائي.

* ولا تكن حسدا أيضا حينما تبدو وأنك المدرب الثالث بالنسبة للجماهير، بعد مدربي البايرن وبروسيا؟

- بل العكس، إنني سعيد بنجاحهما، فهما يساعدان اللاعبين على التحسن وجعل منتخبنا أقوى.

* المنتخب الذي تأهل إلى البرازيل من دون هزائم، لكن يواجه في المونديال خطر الاصطدام بإيطاليا في الدور الأول، فألمانيا ستكون على رأس مجموعة، وإيطاليا لا. فهل تشعر بتوتر؟

- لا، سوف أقبل بالقرعة، في أمم أوروبا أيضا وقعنا بمجموعة موت مع هولندا، البرتغال والدنمارك، وسرنا إلى الأمام. لكن ليس صحيحا أن إيطاليا لا تأتي على رأس مجموعة، فهي تنتمي إلى الدائرة الضيقة للمنتخبات الكبيرة، تلك التي ستكون في المونديال في دائرة «ثاني المرشحين» خلف البرازيل. وتضم إسبانيا، والأرجنتين، وألمانيا، وإيطاليا، بالإضافة إلى كولومبيا، وبلجيكا، وفرنسا لو تأهلت كمفاجآت.

* هل ما زلت تحلم بماريو بالوتيللي؟

- لا، جميعنا كان يشعر بخيبة أمل بعد نصف نهائي يورو 2012، لكنني أيضا أميل إلى الكرة الإيطالية. وفرق الأندية لم تعد منتصرة أوروبيا كما كانت من قبل، غير أن المنتخب يظهر كل قوة الحركة.

* وما الأسباب؟

- تشيزاري برانديللي مدير فني متميز والذي قام بعمل ضخم، من خلال تخفيض متوسط أعمار اللاعبين، ومنح الفريق نزعة هجومية مع الحفاظ على المعرفة الخططية. إن المنتخب الإيطالي يجيد محاصرة أي فريق، وفي الهجوم لديه لاعبون ذوو موهبة، ولتنظروا إلى بالوتيللي.

* وهل كنت لتضم معك نوعا خاصا ومزعجا مثله؟

- إنه سيكون مهما لأي فريق، فهو يمتلك فنيات، وسريع وقوي، كما أنه أحد أفضل لاعبي العالم.

* كما أظهر في نصف نهائي وارسو، فهل أدركت فيما أخطأتم خلال تلك المباراة؟

- لقد فقدنا الخطوط بعد التأخر في النتيجة، ولم يعد هناك نظام، لقد ألقينا أسلحتنا. لقد صرنا غير آمنين بعد التأخر 0–1، وكان الإيطاليون أكثر مكرا ونضجا وتمركزا، وعاقبونا بمضاعفة النتيجة بعد خطأ آخر لنا. لقد كانت مجموعة من الأخطاء استغلها الفريق الإيطالي دون رحمة وببرود.

* وفجأة، صرت شخصا يجب التخلص منه، إلى متى ظلت تلك المباراة في ذهنك؟

- لقد ظلت بداخلنا لأسابيع. إنها خيبة أمل عميقة الأثر، لكن لم يكن يتبقى سوى التعلم من الأخطاء، فأمام الإيطاليين الهيمنة على الملعب غير كافية، يجب أن تجيد إصابتهم في اللحظة المناسبة. لقد نظرنا إلى الأمام سريعا، وإلى تصفيات المونديال. لدينا أهداف عظيمة الشأن في الأفق.

* لكن ما تفسيرك لخسارة ألمانيا دائما أمام إيطاليا في البطولات الكبرى؟ هل هي مسألة ذهنية؟

- الإحصائيات لا تكذب. لقد تطور الإيطاليون خططيا منذ عقود، كما يكبر اللاعبون مع أهمية البطولة، فغالبا ما يبدأون بشكل سيئ ثم يعلون في المستوى، إنها ميزتكم، وعقليتكم. علاوة على الجاهزية، فاللاعبون يبحثون عن العمل الخططي، بينما أصبحت تلك الرغبة معتادة فقط في السنوات الأخيرة، ولم يكن أحد يعطيها أهمية من قبل. وبالنسبة للعقلية أقصد القدر على اللعب لعدم تلقي أهداف، لكن مع العلم أنه في خلال ثانية يمكن التسجيل، وعدم التعصب حينما لا تسير المباراة في صالحك فورا. إنه إدراك خططي أعلى مقارنة بمنتخبات كثيرة.

* لكن تم اعتبارك محدث الكرة الألمانية، فماذا ينقص بعد؟

- إنها عملية بدأت منذ 10 سنوات، حيث كنا قد أدركنا أنه لم يعد يمكننا البقاء متوقفين، وكنا بحاجة لثقافة كروية جديدة، ومهيمنة، وبحلول هجومية أكثر. كانت هذه نقطة الانطلاق، بينما الآن علينا إيجاد أسلوب هجومي قوي وإنما أيضا خط دفاع يمكن الوثوق به بفضل عمل الفريق بأكمله. إننا نسجل أهدافا كثيرة دائما لكن هذا التطور منحنا خللا في التوازنات، فقد أهملنا شق الحماية. لسنا أصحاب خبرة مثل الإيطاليين.

* لام في قلب الدفاع، وغوتزه وأوزيل كمهاجمين غير صريحين، هي أفكار من الموضة حاليا والتي قمت بتجريبها في السابق. هل تشعر بأنك مجدد؟

- لن أقول أبدا: أرأيتم أنني كنت على صواب؟ إن المدرب عليه أن يجرب ويجد المتغيرات. لام بإمكانه اللعب جيدا جدا في مراكز كثيرة، ومنذ سنوات وضعته أمام الدفاع في وديتين، لكنه يواصل معنا في الجبهة اليمنى، لأنه أحد أفضل اللاعبين ولا بديل له. وفيما يتعلق بالمهاجم، سواء صريح أو غير ذلك، كرة القدم تتغير بدنيا، فالمدافعون أكثر صلابة دائما والمساحات تقل، ومهاجم صغير البنية يجيد التحرك فنيا في الزحام الكثير بمنطقة الجزاء، قد يساعد.

* وهل تقتصر علاقتك بإيطاليا على قهوة «إسبريسو» الكثيرة التي تحتسيها؟

- لا، إنني أذهب في الإجازة كثيرا، في ساردينيا أو توسكانا. وأقمت معسكرا للمنتخب في كل مكان: صقلية، ساردينيا، ألتو أديجي، حيث نعود في مايو (أيار). إنني أعشق بلدكم، وعقليتكم، وأسلوب الحياة، والأطعمة، والثقافة والمدن الجميلة. تعجبني ضيافتكم وحس العلاقات الإنسانية. إنني أوجد بحالة جيدة في إيطاليا دائما، كما أن لدي سيارة «فيات باندا».

* وماذا يحكي لك غوميز وكلوزه؟

- إننا على اتصال مستمر، وخسارة أن ماريو قد أصيب، وسيعود أقوى، وهو سعيد باختياره اللعب في فلورنسا، ونظرا للطريقة التي تم استقباله بها يرى أنها كانت خطوة سليمة. كما تعرض ميروسلاف لمشكلات بدنية أخيرا، لكنه متحمس بمدينة روما. لقد تعلم الكثير، كما أن مواجهته لدفاعات فرق الدوري الإيطالي قد طورته.

* لديك خمسة لاعبين من بين 23 لاعبا مرشحا للكرة الذهبية، وسيكون بوسعك اختيار ثلاثة فقط منهم، فهل سيغضب أحدهم؟

- إنها جائزة كبيرة، وكل لاعب من لاعبي يستحقها. سيكون الموقف صعبا بالنسبة إلي.

* ستخوض المباراة المائة لك مع المنتخب الألماني الجمعة القادمة، وكان بيرتي فوجتز، آخر من وصل لهذا الإنجاز، قد احتفل بمباراته المائة بالخروج من مونديال 1998 أمام كرواتيا. وبالنسبة لك هي «مجرد» مباراة ودية أمام إيطاليا.

- إنني محظوظ أكثر، لكن إذا كان ينبغي تجنب الآزوري في البطولات، فإن رغبتهم تزيد في اللقاءات الودية، لأنه تظل مواجهة فريق قوي، وانسيابي، وذكي. إنه اختبار رائع لنتحسن.

* كيف بدأت؟

- اتصل بي كلينسمان، كان يريد التحدث إلي. كنت مدربا قديرا فاز ببطولات دوري بالخارج (النمسا)، ووصلت إلى نهائي كأس الكؤوس مع شتوتغارت، ولم يكن يروق لي القيام بدور مساعد المدير الفني، لكن كلينسمان منحني مسؤوليات كبيرة في المشروع. وبعدها كان يقترب المونديال في وطننا، غير أني لم أتصور أبدا أن أصبح المدير الفني، ولا حتى في أحلامي.

* هل أنت سعيد بعملك؟

- أجل. إنه تحد مدهش دائما، واستمتع به.