هدف رونالدو ينعش آمال البرتغال.. وكابوس الغياب عن المونديال يهدد فرنسا

اليونان وأوكرانيا تقتربان من كأس العالم وآيسلندا تحرج كرواتيا والسويد تحتفظ بالأمل قبل إياب الملحق الأوروبي

رونالدو نجم البرتغال (رقم 7) يطير ليسجل بطريقه بهلوانية هدف فوز بلاده في مرمى السويد (أ.ب)
TT

أحيا كريستيانو رونالدو آمال منتخب بلاده البرتغال في الوصول لمونديال البرازيل بتسجيله هدف الفوز الوحيد في مواجهته مع السويد، بينما بات منتخب فرنسا مهددا بالغياب عن مونديال 2014 بسقوطه بهدفين نظيفين أمام أوكرانيا، فيما قطع منتحب اليونان خطوة كبيرة نحو التأهل بفوزه على ضيفه الروماني 3 - 1، بينما ظلت مواجهة آيسلندا وكرواتيا عالقة بعد أن انتهت جولة الذهاب للملحق الأوروبي بالتعادل السلبي.

ففي لشبونة نجح مهاجم ريال مدريد الإسباني كريستيانو رونالدو في قيادة منتخب بلاده البرتغالي إلى حسم الفصل الأول من مواجهته مع السويد في الملحق الأوروبي المؤهل إلى نهائيات كأس العالم العام المقبل في البرازيل، بتسجيله هدف الفوز في مباراة الذهاب على ملعب «لا لوش» أمام 61467 متفرجا.

وسجل رونالدو الهدف الوحيد في الدقيقة 82. وتقام مباراة الإياب الثلاثاء المقبل في سولنا.

وكان المنتخب البرتغالي صاحب الأفضلية منذ البداية وحتى النهاية ولكن فرصه كانت قليلة بالنظر إلى تألق الدفاع السويدي الذي كان يقظا لجميع المحاولات حتى الدقيقة 82 عندما غاب عنه التركيز فاستغل أصحاب الأرض الفرصة وسجلوا الهدف الوحيد الذي حققوا من خلاله الفوز الأول على السويد في البرتغال.

وهو الفوز الرابع للبرتغال في 16 مباراة مع السويد التي خسرت 6 مرات وتعادلت مثلها.

وقدم المنتخبان أداء رائعا وسنحت 4 فرص أمام السويد في الشوط الأول، قبل أن تتراجع إلى الدفاع في الشوط الثاني لمواجهة المد الهجومي للبرتغال التي حصلت على 17 ركلة ركنية.

وعززت البرتغال حظوظها نسبيا في تخطي الملحق للمرة الثالثة على التوالي كونها حجزت عبره بطاقتيها إلى مونديال جنوب أفريقيا 2010 وكأس أوروبا 2012 على حساب البوسنة.

ووعد باولو بينتو المدير الفني للمنتخب البرتغالي بعدم اللجوء للأسلوب الدفاعي أو اللعب على التعادل خلال مباراة الإياب الثلاثاء المقبل وقال: «كنا نعلم أن المواجهة مع السويد ستكون صعبة ومتكافئة. والآن، علينا السفر إلى السويد وتحقيق الفوز. لن نتبع أسلوبا دفاعيا في لقاء الإياب».

أما رونالدو صاحب هدف الفوز فتوقع أن تكون مباراة الإياب «موقعة هائلة» حيث ما زال الصراع مفتوحا على بطاقة التأهل.

وقال رونالدو نجم هجوم ريال مدريد الإسباني: «حققنا أقل درجة ممكنة من الأفضلية. ولكن الفوز بهدف أفضل من التعادل. سنواجه موقعة عظيمة وهائلة أمام المنتخب السويدي إيابا». ويطمح رونالدو إلى التأهل للمونديال البرازيلي خاصة بعدما تأهل منافسه العنيد ليونيل ميسي مع المنتخب الأرجنتيني.

وفي كييف وضع منتحب أوكرانيا ضيفه الفرنسي في كابوس بعدما ألحق به خسارة موجعة 2 – صفر أمام 70 ألف متفرج.

وسجل رومان زوزوليا في الدقيقة (61) وأندري يارمولنكو (82 من ركلة جزاء) الهدفين.

ووجدت فرنسا بقيادة مدربها وقائدها السابق ديدييه ديشامب نفسها أمام كابوس تصفيات مونديال 1994 عندما استسلمت أمام بلغاريا 1 - 2 في باريس في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) 1993.

واعتمد المدرب ديشامب خطة 4 - 2 - 3 - 1 مفضلا سمير نصري على ماتيو فالبوينا في مركز صناعة اللعب. ودفع فالبوينا الأساسي في عهد ديشامب ثمن تراجع مستواه مع مرسيليا في الآونة الأخيرة.

وفي الهجوم، زج ديشامب بمهاجم نيوكاسل الإنجليزي المتألق لويك ريمي (7 أهداف في الدوري الإنجليزي) ليلعب مع فرانك ريبيري أفضل لاعب في أوروبا دور الممون لأوليفييه جيرو مهاجم آرسنال الإنجليزي، فيما بقي كريم بنزيمة مهاجم ريال مدريد الإسباني على مقاعد البدلاء.

وخلفت خسارة فرنسا مرارة كبيرة لدى الصحف المحلية أمس حيث كتبت «لوفيغارو»: «البرازيل تبتعد عن منتخب فرنسا»، و«ليكيب»: «إنذار أحمر» و«فرنسا على حافة الهاوية».

واعتبرت الصحيفة الرياضية الواسعة الانتشار أن «الزرق أفسدوا كل شيء، فشل هجومي، هشاشة دفاعية ولم ينجحوا بالوصول إلى مستوى المباراة. يجب أن يتعملقوا في مباراة الرد الثلاثاء».

وتابعت: «هذا مصير فريق متزعزع أن يسقط عن كرسيه في النهاية. لم يتم إقصاء الفريق تماما لكن ما حصل يشبه ذلك».

وبالنسبة لـ«لوفيغارو»: «قضي على الزرق. كارثة جديدة على غرار ما تعود عليه مشجع المنتخب في السنوات الأخيرة».

واعتبرت «لو باريزيان/أوجوردوي» أن فرنسا «بحاجة إلى معجزة» للتأهل «لم تبد البرازيل بعيدة لهذه الدرجة بعد العرض السيئ للزرق في كييف».

من جهته أقر ديشامب أن القوة البدنية للاعبي أوكرانيا أثرت سلبا على فريقه وقال: «في الشوط الأول كان الأداء متكافئا. حصلنا على فرص في الثاني، لكن هدف أوكرانيا الأول منحهم الطاقة. هذا تأكيد على صعوبة مواجهة هذا الفريق. يجب أن نهنئهم وهم في موقع جيد الآن». وتابع: «عانينا بسبب التزامهم القوي. أوكرانيا دافعت بشراسة وارتكبت الأخطاء. عرفوا أن الخطر سيأتي من جهة فرانك ريبيري (اليسرى). تعرض لخشونة كبيرة وكان لديه مساحات قليلة ليعبر عن نفسه».

وأضاف: «حاولنا الرد على قوتهم البدنية، لكن الأمور صبت في مصلحتهم».

وهذه المرة الثانية على التوالي تحتاج فيها فرنسا بطلة 1998 إلى خوض الملحق بعد أن نجحت في تخطي جمهورية آيرلندا في ظروف مثيرة (سجل وليام غالاس هدف الترجيح بعدما لمس تييري هنري الكرة بيده أمام المرمى) في ملحق العبور إلى جنوب أفريقيا 2010.

أما أوكرانيا، فاقتربت من فك النحس الذي يلازمها في الملحق حيث تملك تجربة مريرة بعدما خرجت خالية الوفاض وحرمت من المونديال أمام كرواتيا (1998) وألمانيا (2002) واليونان (2010) ومرة واحدة من كأس أوروبا أمام سلوفينيا (2000).

وفي مباراة ثالثة قطع منتحب اليونان خطوة كبيرة نحو التأهل إلى النهائيات بفوزه على ضيفه الروماني 3 - 1 أمام 32 ألف متفرج على ملعب «كاريسكاكي» في بيرايوس، من بينهم الرئيس اليوناني كارولوس بابولياس.

وسجل كونستانتينوس ميتروغولو هدفين للفريق اليوناني في الدقيقتين (14 و66) فيما أحرز ديمتريوس سالبينجيديس الثالث في الدقيقة (20)، أما هدف رومانيا فسجله بوغدان ستانكو في الدقيقة(19). وتقام مباراة الإياب الثلاثاء.

وشاركت اليونان مرتين في المونديال، الأولى عام 1994 عندما خسرت مبارياتها الثلاث من دون أن تسجل أي هدف، والثانية في 2010 عندما خرجت أيضا من الدور الأول.

وهكذا تكون اليونان قد وجهت ضربة لرومانيا الطامحة للتأهل إلى المونديال للمرة الأولى منذ 1998 أيام جيلها الذهبي الذي بلغ ثمن النهائي بقيادة جورجي هاجي وجورجي بوبيسكو ودان بتريسكو وبوغدان ستيليا ودورينيل مونتيانو وأدريان إيلي.

وتأمل اليونان في تعويض فشلها في حجز البطاقة المباشرة بعدما حلت ثانية في المجموعة السابعة بفارق المواجهات المباشرة خلف البوسنة والهرسك صاحبة الإنجاز التاريخي.

وفي ريكيافيك صمد منتحب آيسلندا وخرج بتعادل سلبي مع ضيفه الكرواتي على ملعب «لاوغاردالسفولور»، ليؤجل الحسم إلى مباراة الإياب الثلاثاء المقبل في زغرب.

ولم يشهد الشوط الأول فرصا كثيرة من الطرفين باستثناء محاولة صانع ألعاب ريال مدريد الإسباني لوكا مودريتش كادت تمنح كرواتيا هدفا مبكرا الثانية، فبقيت النتيجة متعادلة أمام 15 ألف متفرج، لكن آيسلندا خسرت مهاجم أياكس أمستردام الهولندي كولبين سيغثورسون بسبب الإصابة. وفي الشوط الثاني، تلقت آيسلندا ضربة موجعة بطرد المدافع أولافور سكولاسون بعد خطأ على إيفان بيريسيتش خارج المنطقة في الدقيقة (50)، لكنها ظلت متماسكة حتى النهاية.

ويتطلع منتخب آيسلندا الذي يشرف عليه السويدي الخبير لارس لاغرباك بعد أن خطف بطاقة الملحق من سلوفينيا والنرويج إلى تأكيد أحقيته أمام كرواتيا التي تخوض الملحق بقيادة مدربها الجديد نجمها السابق نيكو كوفاتش، 42 عاما، خليفة إيغور ستيماتش الذي استقال من منصبه عقب خسارتين متتاليتين أمام بلجيكا واسكوتلندا في الجولتين الأخيرتين من التصفيات.

وبحال تأهلت آيسلندا ستصبح الدولة الأصغر من حيث عدد السكان التي تبلغ النهائيات والأولى تحت مليون نسمة (الرقم الحالي لترينيداد وتوباغو 1.2 مليون نسمة في 2006).