أمين دابو لـ «الشرق الأوسط»: الأخضر أكبر من أن يحتفل بالتأهل للنهائيات الآسيوية

قال إن «أستراليا 2015» تتطلب عملا أكبر.. وانتقد أداء الدفاع أمام العراق

مشجعون سعوديون خلال مباراة الأخضر أمام العراق أول من أمس
TT

وصف أمين دابو، اللاعب الدولي السابق والمدرب الوطني الحالي، فرحة تأهل المنتخب السعودي لكأس آسيا 2015 في أستراليا، عقب الفوز على العراق، بـ«المبالغ فيها». وقال دابو في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «هناك مبالغة في الفرح، خصوصا من قبل المسؤولين واللاعبين، علما أن الأخضر كان متبقيا له مباراتان وبالتأكيد سيخرج في أقل الأحوال بنقطة منهما، وهو ما كان يحتاجه».

وأضاف دابو: «بالتأكيد نحن فرحون بدخولنا البطولة القارية وتحقيق انتصارات متتالية في التصفيات، ولكن يجب ألا نبالغ في الفرح، فنحن سندخل البطولة طامحين إلى خطف اللقب وليس المشاركة فقط».

ومضى دابو في الحديث عن رؤيته الفنية للمباراة، حيث قال: «في الشوط الأول ظهر المنتخب بصورة ضعيفة، فلم نشاهد جملة منظمة، ولم تحضر أي تسديدة طيلة الخمس والأربعين دقيقة. نستطيع أن نقول إن معظم اللاعبين لم يقدموا المستوى المطلوب، كذلك ظهيرا الجنب لم يتقدما لمساندة الهجمات، فاللعب كان محصورا في وسط الملعب. نستطيع القول إن المنتخب العراقي قدم مستوى ما بين متوسط وجيد في الشوط الأول، فحضر فيه الضغط، وكسب أغلب الاشتراكات والالتحام مع نظيره السعودي».

وأضاف: «حتى هدف العراق كان من كرة طويلة من الظهير الأيسر، تسلمها يونس محمود من العمق، ونجح في الالتفاف عليها، ثم التسديد على المرمى من دون مضايقة، والدليل على أن العراق كان الأفضل، الهجمتان الأخيرتان قبل نهاية الشوط الأول بدقائق، وارتطام الكرة بالعارضة السعودية مرتين».

وواصل حديثه عن مجريات الشوط الثاني، حيث قال: «بعد حضور أول تسديدة في الشوط الثاني مع الدقيقة 59 لناصر الشمراني، حضر الهدف السعودي، ثم التسديدة الثانية لتيسير الجاسم مع الدقيقة 67، التي كانت خطرة، ولكن لم نواصل على هذه الطريقة»، مضيفا: «تحسن الأداء في الشوط الثاني، وظهر منصور الحربي وحسن معاذ في مساندة خط الهجوم وسرعة نقل الهجمات، لكن بشكل إجمالي، المباراة كانت في صالح المنتخب العراقي على صعيد المستوى».

وعاد دابو ليؤكد أن نهائيات آسيا تحتاج مستويات أكبر وأقوى مما ظهر عليه الأخضر السعودي، «فلا بد أن نهتم كثيرا بتطوير المستوى، وأن نركز على الكرات العالية، فالمنتخبات التي سنقابلها أخطر من العراق».

وعن أهمية الفوز بصرف النظر عن المستويات التي يقدمها الأخضر قال: «ثقافة الفوز مهمة جدا، ونعيد تقديم التهاني لكافة الرياضيين على تحقيق الفوز، ولكن الفوز والتأهل متوقع، سواء في مباراة أمس أو في مباراة الصين، أو إندونيسيا، خاصة أنها تقام على أرضنا في السعودية، ولكن عندما شاهدنا الفرحة والاحتفالات اعتقدت أنها آخر مباراة في التصفيات، وهي أملنا الوحيد في التأهل، فلو كان هناك ضيف حاضر في مباراة أمس ولا يعرف شيئا عن التصفيات، وشاهد فرحتنا بعد المباراة لتوقع أننا فزنا بالبطولة، لا بد ألا نبالغ في الفرح، ففي كل الأحوال لدينا مباراتان في التصفيات، وبالتأكيد سنكسب أو سنتعادل».

وعن تغييرات الإسباني لوبيز خلال مجريات المباراة، قال: «خروج إبراهيم غالب كان متوقعا، فالمدرب كان خائفا من حصوله على بطاقة صفراء أخرى قد تؤدي إلى طرده وحرمانه من مواجهة الصين، ولكن كنت أتمنى إشراك محمد أبو سبعان، فهو إلى جوار غالب يعرف هذا المركز جيدا، على الرغم من أن أحمد عسيري قدم مستوى جيدا بعد نزوله. أما التغيير الثاني ونزول ياسر الشهراني بديلا لسالم الدوسري، فكان مناسبا، لأن الدوسري لم يكن في مستواه المعهود الذي نعرفه، والشهراني لاعب مشاغب ومتوقع أن يضيف إلى الفريق. أما التبديل الثالث ونزول يحيى الشهري بديلا لناصر الشمراني، فكان لمجرد إضاعة الوقت، فهو حضر في اللحظات الأخيرة من عمر المباراة بقصد المحافظة على النتيجة».

وعن أضعف خطوط المنتخب السعودي في مباراته أمام العراق، قال: «لا نقول أضعف؛ بل نقول إن خط الدفاع هو الأقل مستوى من الخطوط الثلاثة، فالمهاجمون ولاعبو خط الوسط قدموا مستوى جيدا، بينما الدفاع كانت فيه بعض الهفوات».

وعن رؤيته للعمل المميز الذي قدمه المدرب لوبيز؛ حيث نجح الأخير في قيادة الأخضر للتأهل وتحقيق أربعة انتصارات في مبارياته الرسمية كافة التي خاضها حتى الآن، أجاب: «ثقافة الفوز باتت موجودة، لكن لا بد أن يكون هناك عمل أكبر في الفترة المقبلة، فنحن مقبلون على نهائيات آسيا، ثقافة الفوز جميلة ولكنها ليست كل شيء، عندما تقابل منتخبات قوية، نشاهد مصر مثلا في التصفيات لعبت وفازت في معظم المباريات، ولكن عندما واجهت غانا خسرت بسداسية، فالمقصود أنه لا بد أن نهتم - أيضا - بثقافة الملعب وثقافة المباريات الحساسة والقوية، فعندما تشارك في آسيا ستلعب مع منتخبات قوية لا بد أن نضعها في الحسبان».

وعن الخطوات التي يجب أن يعمل لوبيز عليها خلال الفترة المقبلة، قال: «يجب أن يركز على اللاعبين والتشكيلة الأساسية، بالإضافة إلى تحضير البديل الجاهز، مع عدم التجربة بعدد كبير من اللاعبين، فضم قرابة خمسين لاعبا أمر مرفوض، والاستقرار هو المطلوب، وبعد ذلك خوض مباريات ودية قوية تصقل اللاعبين بشكل أفضل، ويجب أن تكون هذه المباريات متنوعة، فنلعب مع شرق آسيا لسرعتهم، ونلعب مع منتخبات مثل أستراليا أو أوزباكستان اللذين بهما لاعبون أصحاب بنية جسمانية قوية».

وحول مباراة الصين التي ستقام يوم الثلاثاء المقبل، وهل يريح لوبيز عناصره الأساسية ويقوم بتجربة الصف الثاني، أم يلعب لمواصلة الفوز وحصد النقاط، قال: «لا يوجد ما يسمى تجربة اللاعبين، يجب أن يلعب المدرب بأقوى العناصر وأفضل المستويات، وأن يلعب بالقائمة الأساسية، من أجل الاستقرار والثبات، فمباراة الصين وإندونيسيا يجب أن نلعب فيهما بكل قوة، على الرغم من توقعي أن تكون مباراة الصين قوية وصعبة، خاصة أنها تقام على أرضهم، ولكن يجب ألا يكون هناك بديل عن الفوز».