احتفالات هيستيرية تعم الجزائر.. وسقوط سبعة قتلى و240 جريحا

المنتخبات الأفريقية الخمسة المتأهلة لمونديال البرازيل تأمل إنجازا أفضل من 2010

لاعبو منتخب الجزائر يحيطون ببوقرة للاحتفال بالهدف الذي قادهم لمونديال البرازيل (أ.ف.ب)
TT

عمت الاحتفالات الصاخبة مختلف المدن الجزائرية بتأهل المنتخب لنهائيات كأس العالم المقررة في البرازيل العام المقبل إثر فوزه على ضيفه البوركيني 1 - صفر على ملعب «مصطفى تشاكر» في البليدة في إياب الدور الحاسم من التصفيات الأفريقية.

وخرج الآلاف من المشجعين إلى الشوارع والساحات للاحتفال بشكل هيستيري بالتأهل الرابع للمنتخب للمونديال، مما أسفر عن سقوط سبعة قتلى و240 جريحا جراء حوادث سير وتدافع.

ولم تمنع هذه الحوادث الجماهير والمسؤولين من الاحتفالات بالإنجاز التاريخي للمنتخب، حيث أرسل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ببرقية تهنئة إلى كل أعضاء المنتخب والجهاز الفني بالنجاح في الوصول إلى المونديال، ووصف بوتفليقة التأهل إلى كأس العالم بالفوز المستحق على منافسة البوركيني.

كما وعد عبد المالك سلال رئيس الوزراء الجزائري لاعبي المنتخب وأعضاء الجهاز الفني بمكافآت ضخمة.

وزار سلال معسكر الفريق بعد نهاية المباراة، وهنأهم على شجاعتهم وتضحياتهم ووطنيتهم.

وعد قائد الجزائر مجيد بوقرة الذي سجل هدف الفوز أن الأبطال الحقيقيين كانوا في المدرجات في إشارة إلى امتنانه للجمهور الذي آزر الفريق بحماس طوال اللقاء ومن قبله بساعات طويلة.

وقال بوقرة: «الأبطال الحقيقيون للمباراة ليسوا اللاعبين أو أنا، بل أنصار المنتخب الذين أمضوا عشية المباراة في الملعب».

وأضاف: «أشعر بفخر كبير لا يوصف. ما تحقق هو ثمرة جهد كبير لجميع اللاعبين».

في المقابل، وصف المدرب البوسني وحيد خليلو دزيتش التأهل بالرائع، وقال: «أنا فوق السحاب. أنا أسعد شخص على وجه الكرة الأرضية. إنه تأهل مستحق تماما».

وخرجت الصحف الجزائرية لتزف إنجاز المنتخب وتصف نجم الفريق وصاحب هدف الفوز مجيد بوقرة بالساحر.

وعنونت صحيفة «الخبر» في صدر صفحتها الأولى «حقق رفاق (الساحر) مجيد بوقرة حلم الشعب الجزائري برمته بوصوله إلى أكبر منافسة كروية عالمية للمرة الرابعة في تاريخ الكرة الجزائرية». وتابعت: «تأشيرة المشاركة في مونديال البرازيل 2014 اختلفت تماما عن التأشيرة الأخيرة التي كسبها الخضر على حساب المنتخب المصري، لأن التنافس هذه المرة كان فوق المستطيل الأخضر وكان رياضيا بحتا»، في إشارة إلى حالة التوتر الكبير التي سادت لقاء المنتخبين الجزائري والمصري قبل وبعد المباراة الفاصلة للتأهل إلى مونديال جنوب أفريقيا في 2010.

أما صحيفة «الشروق» فكتبت عنوانا كبيرا مصحوبا بصورة بوقرة «الرجال في المونديال»، وكذلك فعلت صحيفة «الهداف» أكبر يومية متخصصة في كرة القدم، بعنوان: «الرجال لرابع مرة في المونديال». وتابعت: «ربح أبناء نوفمبر (تشرين الثاني) الرهان وأكدوا أنهم لا ينهزمون في شهر أكبر ثورة في العصر الحديث»، في إشارة إلى ثورة التحرير من الاستعمار الفرنسي (1954 - 1962) بعد 130 سنة من الاحتلال. وهذه هي المرة الثانية على التوالي التي تبلغ فيها الجزائر العرس العالمي والرابعة في تاريخها بعد أعوام 1982 و1986 و2010، وقد أنقذت ماء وجه العرب كونها جنبتهم الغياب عن المونديال للمرة الأولى منذ عام 1974.

وأكملت الجزائر عقد المنتخبات الأفريقية المؤهلة إلى المونديال بعد نيجيريا وساحل العاج والكاميرون وغانا، علما بأن هذه المنتخبات الخمسة مثلت القارة السمراء في المونديال الأخير في جنوب أفريقيا.

ومن شأن تأهل نفس المنتخبات الخمسة أن يزيد من آمال أفريقيا في اجتياز دور الثمانية في نهائيات كأس العالم بعد التعثر ثلاث مرات في هذا الدور منذ 1990.

وقال ديدييه دروغبا قائد ساحل العاج بعد فوز بلاده 4 - 2 على السنغال في مجموع مباراتي الذهاب والإياب والتأهل إلى كأس العالم للمرة الثالثة على التوالي: «نريد أن نقدم شيئا مثيرا في كأس العالم هذه المرة. واجهنا بعض الصعوبات في المرتين السابقتين، نأمل في الحصول على فرص أكبر واجتياز الدور الأول على الأقل في البرازيل».

وتحتل ساحل العاج المركز السابع عشر في تصنيف الاتحاد الدولي (الفيفا) وتأتي في صدارة المنتخبات الأفريقية، لكن دروغبا (35 عاما) ومجموعة أخرى من زملائه اقتربوا من الوصول إلى نهاية مشوارهم الدولي.

وتعد غانا صاحبة المركز 23 في تصنيف الفيفا من أبرز المنتخبات الأفريقية في الوقت الحالي وتألقت خلال التصفيات وتأمل تطور مستواها مقارنة بما قدمته في كأس العالم 2010. وبلغت غانا دور الثمانية في جنوب أفريقيا قبل أن تخسر أمام الأوروغوياني رغم أنها كانت على مقربة من الفوز بمنحها ركلة جزاء، لكن أضاعها المهاجم أسامواه جيان.

وتفوقت غانا تماما على مصر وفازت 6 - 1 في مباراة الذهاب في كوماسي الشهر الماضي ولم تواجه أي خطر في ضياع فرصة تأهلها في مباراة الإياب رغم خسارتها 2 - 1 في القاهرة. وقدمت نيجيريا منتخبا جديدا وخططت للوصول إلى قمة مستواها في كأس العالم 2018 في روسيا، لكن الأمور سارت بشكل أسرع من المتوقع وأحرزت لقب كأس الأمم الأفريقية مطلع العام الحالي.

وظهر بوضوح افتقاد منتخب نيجيريا الخبرة في كأس القارات في يونيو (حزيران) الماضي، لكن منذ ذلك الحين تطور مستواها تدريجيا.

وتأكد هذا الأمر يوم الاثنين عندما تعادلت نيجيريا 2 - 2 مع إيطاليا في لندن بعد نحو 48 ساعة من فوزها على إثيوبيا وتأهلها إلى كأس العالم للمرة الخامسة.

وأنهت الجزائر والكاميرون هذا العام بشكل أفضل كثيرا من بدايته، لكن دون تطور ملحوظ في المستوى.

وكانت الجزائر خرجت من الدور لكأس الأمم الأفريقية مطلع العام الحالي بعدما جمعت نقطة واحدة في ثلاث مباريات، بينما غابت الكاميرون عن المشاركة في البطولة القارية. وحسمت الكاميرون التأهل لكأس العالم بعدما قدمت عرضا قويا وفازت 4 - 1 على ضيفتها تونس في مباراة الإياب يوم الأحد الماضي.

وقال جان ماكون الذي أحرز هدفين أمام تونس لصحيفة «ليكيب» الفرنسية «التأهل سيضع جانبا إحباطاتنا الأخيرة. لا يوجد ما يمنعنا من منافسة المنتخبات الكبيرة في كأس العالم».