تأهل المنتخبات العريقة الفائزة باللقب يبشر بمونديال برازيلي ساخن

بلاد «السامبا» تثق في إمكانية انتزاع كأس العالم للمرة السادسة تحت قيادة سكولاري

سكولاري وسط لاعبي البرازيل الذين يتطلعون لإنجاز غير مسبوق في المونديال المقبل (أ.ب)
TT

بينما يعتقد المهاجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش أن بطولة كأس العالم من دونه لا تستحق المشاهدة أو المتابعة، أكدت التصفيات التي جرت على مدار العامين الماضيين أن كأس العالم 2014 بالبرازيل ستكون البطولة المتكاملة التي انتظرها «بلد كرة القدم» بتأهل جميع المنتخبات العملاقة والعريقة إلى النهائيات.

وحجزت جميع القوى الكروية الكبيرة في العالم مكانها في نهائيات المونديال البرازيلي وكان آخرها وصولا هو منتخب الأوروغواي الذي تعادل سلبيا مع ضيفه الأردني (قبل فجر أمس بتوقيت غرينتش) في إياب الدور الفاصل بينهما على بطاقة التأهل بعدما حسم المواجهة تماما في مباراة الذهاب بالفوز 5 - صفر في العاصمة الأردنية عمان.

ومع نجاح المنتخب الفرنسي في قلب الطاولة على نظيره الأوكراني وحجز بطاقة التأهل الأخيرة من القارة الأوروبية اكتمل عقد الأبطال السابقين لبطولات كأس العالم حيث تأهلت جميع المنتخبات الثمانية التي سبق لها الفوز باللقب العالمي.

وحصدت منتخبات البرازيل والأرجنتين والأوروغواي وألمانيا وإيطاليا وإنجلترا وفرنسا وإسبانيا جميع ألقاب كأس العالم في 19 نسخة أقيمت حتى الآن في تاريخ البطولة كما أنها تبدو المنتخبات الأبرز في عالم كرة القدم وتعد دائما القوى الكلاسيكية الكروية في العالم.

كما انتزع المنتخب المكسيكي بطاقة التأهل للنهائيات عبر دور فاصل آخر فاز فيه على المنتخب النيوزيلندي 5 - 1 ذهابا و4 - 2 إيابا ليمحو المستوى المهتز الذي ظهر عليه في تصفيات اتحاد كونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) والتي احتل فيها المركز الرابع ليضطر إلى خوض الدور الفاصل أمام نيوزيلندا بطل اتحاد أوقيانيا.

وكادت مسيرة الفريق في تصفيات اتحاد كونكاكاف تطيح به خارج المونديال البرازيلي كما تناوب على تدريب الفريق أربعة مدربين في غضون أقل من شهرين.

واحتاج المنتخب البرتغالي أيضا إلى خوض الملحق الأوروبي لحجز بطاقته إلى النهائيات على حساب السويد. ولكن، بمجرد تأهل الفريق للمونديال، أصبح مرشحا للمنافسة على اللقب بقيادة نجمه الشهير كريستيانو رونالدو الذي يبدو الآن في أفضل حالاته على مدار مسيرته الكروية الرائعة.

ولا يمكن نسيان المنتخب الهولندي بالتأكيد والذي يبقى دائما ضمن المرشحين بقوة للفوز باللقب العالمي رغم إخفاقه في الفوز بالبطولة ثلاث مرات وصل فيها للنهائي وكان آخرها في البطولة الماضية عام 2010 بجنوب أفريقيا عندما سقط بهدف نظيف أمام المنتخب الإسباني.

ويأمل الفريق بقيادة مديره الفني الحالي لويس فان جال ومن خلال مجموعة متميزة من اللاعبين مثل آريين روبن وروبن فان بيرسي في التخلص من لعنة النهائي والصعود إلى منصة التتويج بالبرازيل.

ورغم هذا، يظل المنتخب الإسباني بقيادة النجمين تشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا ونظيره الألماني بقيادة اللاعب الموهوب مسعود أوزيل هما أقوى المرشحين للفوز باللقب العالمي الأول لأوروبا على أرض أميركية، حيث كانت جميع الألقاب في بطولات العالم التي أقيمت بالأميركتين وآسيا من نصيب منتخبات أميركا الجنوبية، بينما فازت منتخبات أوروبا بألقاب جميع بطولات كأس العالم التي أقيمت في أوروبا وأفريقيا.

ويحلم المنتخب الإسباني في مواصلة إنجازاته والفوز بلقبه الرابع على التوالي في البطولات الكبيرة، حيث توج في السنوات الخمس الماضية بلقب بطولتي كأس الأمم الأوروبية (يورو 2008) و(يورو 2012) ولقب كأس العالم 2010، وإذا دافع الفريق عن لقبه العالمي في الموسم المقبل سيحقق إنجازا غير مسبوق، حيث لم يجمع أي فريق من قبل أربعة ألقاب متتالية في البطولتين الكبيرتين.

ولكن مهمة المنتخب الإسباني لن تكون سهلة في المونديال الذي يقام بعد عام من خسارته صفر - 3 أمام نظيره البرازيلي في نهائي كأس القارات.

وتشارك القارة الأفريقية في المونديال المقبل بقائمة من الفرق القوية هي المنتخبات الخمسة التي وصلت أيضا إلى نهائيات كأس العالم الماضية 2010 بجنوب أفريقيا.

وانضم المنتخب الجزائري العنيد إلى قافلة المتأهلين بفوز صعب على ضيفه منتخب بوركينا فاسو، بعد أن سبقته منتخبات الكاميرون بقيادة المهاجم الخطير صامويل إيتو وغانا بقيادة مايكل إيسيان ونيجيريا بقيادة المتألق جون ميكيل أوبي، وساحل العاج بقيادة المهاجم المخضرم ديدييه دروغبا.

وتشارك آسيا في هذه البطولة بأربعة منتخبات هي اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وإيران.

بينما يمثل قارة أميركا الجنوبية في هذا المونديال البرازيلي منتخبات الأرجنتين بقيادة النجم الخطير ليونيل ميسي، وكولومبيا بقيادة المهاجم راداميل فالكاو غارسيا، وتشيلي بقيادة أليكسيس سانشيز مهاجم برشلونة الإسباني، والإكوادور بقيادة لويس أنطونيو فالنسيا جناح مانشستر يونايتد الإنجليزي.

وينضم إليهم من هذه القارة أيضا المنتخب البرازيلي المضيف بقيادة المهاجم الخطير نيمار دا سيلفا ومنتخب الأوروغواي صاحب المركز الرابع في مونديال 2010 والفائز بلقب كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا 2011) بالأرجنتين.

ومن المؤكد أن غياب إبراهيموفيتش سيكون خسارة كبيرة للمونديال البرازيلي ولكن الحقيقة أن البطولة ستشهد مشاركة الكثير من النجوم البارزين مثل ميسي ونيمار ورونالدو وكريم بنزيمة وتشافي وإنييستا وفالكاو والأوروغوياني لويس سواريز ومواطنه إدينسون كافاني.

والحقيقة أن ميسي هو أكثر من يثير القلق والمخاوف في نفوس البرازيليين لأن البطولة ستكون الأهم بالنسبة لهذا النجم المتألق الذي يحلم بإحراز اللقب العالمي الذي يجعل منه أسطورة حقيقية ربما تتفوق على البرازيلي بيليه والأرجنتيني دييغو مارادونا أفضل لاعبين في التاريخ حتى الآن.

وإذا فشل المنتخب البرازيلي في الفوز بهذا اللقب على أرضه سيعيد إلى الأذهان الذكريات الأليمة لهزيمته أمام منتخب الأوروغواي على استاد «ماراكانا» في المباراة الختامية لمونديال 1950 بالبرازيل.

ولكن لويز فيليبي سكولاري المدير الفني للمنتخب البرازيلي يتمسك بالتفاؤل والثقة في قدرة الفريق على الفوز باللقب العالمي السادس مثلما فعل منتخب السامبا تحت قيادته أيضا عندما فاز باللقب الخامس في مونديال 2002 بكوريا الجنوبية واليابان.

ويثق البرازيليون في قدرة فريقهم ومدربهم سكولاري رغم عدم مشاركة المنتخب في اختبارات جادة، حيث يشارك بكأس العالم بصفته ممثل البلد المضيف دون تصفيات، لكن فوز الفريق بكأس القارات 2013 والنتائج الرائعة التي حققها في المباريات الودية التي خاضها هذا العام مؤشر على عودة الفريق بقوة لدائرة المنافسة على اللقب العالمي.

وضاعف الفوز على منتخب تشيلي 2 - 1 وديا يوم الثلاثاء من ثقة مشجعي السامبا في فريقهم.

ولخص موقع «جلوبوسبورتي. كوم» البرازيلي الرياضي على الإنترنت التفاؤل الشديد في البلاد قبل المونديال المقبل بأن سكولاري أعاد روح التفاؤل إلى «بلد كرة القدم» في أقل من عام على عودته لتدريب الفريق.

وأوضح الموقع أن الفريق سينهي بقيادة سكولاري سنوات الانتظار التي قضاها بحثا عن اللقب العالمي السادس. وقدم سكولاري في ولايته الثانية مع المنتخب البرازيلي، والتي بدأت قبل نحو عام واحد فقط، مسيرة إيجابية للغاية، حيث حقق عددا من الانتصارات المهمة في الشهور الماضية على منتخبات عريقة كفرنسا وإيطاليا والبرتغال.

وبشكل عام، خاض الفريق تحت قيادة سكولاري 19 مباراة فاز في 13 منها وتعادل في أربع وخسر اثنتين فقط أمام إنجلترا وسويسرا.

ورغم النتائج الجيدة للفريق في 2013، حذر سكولاري من الثقة المفرطة والتفاؤل الزائد، مشيرا إلى أنه سيعكف في الشهور المقبلة على دراسة منافسيه المرشحين أيضا للفوز باللقب، وبحث إمكانية الاستفادة من بعض العناصر الجديدة بالفريق.