ميسي يشيد برونالدو وسط أجواء من الشكوك حول الفائز بالكرة الذهبية

مد فترة التصويت يثير التكهنات حول نوايا رئيس الفيفا في توجيه الجائزة نحو النجم البرتغالي

تمديد فترة التصويت قد يصب في مصلحة رونالدو (رويترز)
TT

مع قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تمديد مهلة التصويت على الجائزة لأسبوعين إضافيين، أصبح الصراع على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم لعام 2013 معقدا ويثير الكثير من الغموض والشكوك.

وتقدم مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية الرياضية مع الفيفا جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب كرة قدم في العالم لعام 2013 خلال الحفل المقرر في 13 يناير (كانون الثاني) المقبل بمدينة زيوريخ السويسرية. لكن الفيفا أثار الشكوك والجدل من خلال تمديده مهلة التصويت حتى 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي بعد أن كان قد أغلق باب التصويت يوم الجمعة الماضي مثلما كان مقررا منذ البداية.

ومن بين جميع اللاعبين الذين اختيروا ضمن قائمة المرشحين للجائزة هذا العام، برز الثلاثي الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو والفرنسي فرانك ريبيري كأقوى المرشحين للفوز بالجائزة.

وتعلل مسؤولو الفيفا في إعادة فتح باب التصويت بالعدد القليل من الترشيحات التي أرسلها مدربو وقادة المنتخبات، وأكدوا أن إعادة فتح باب ليست مقصورة على جائزة أفضل لاعب فقط وإنما تنطبق على باقي الجوائز التي يجري عليها التصويت.

ولم يكشف الفيفا عن عدد الأصوات التي وصلت إليه من 209 اتحادات أهلية، حيث يرسل كل اتحاد التصويت الخاص بالمدير الفني للمنتخب في بلد هذا الاتحاد وقائد الفريق. وأوضح مسؤولو الفيفا صعوبة حصر الأصوات التي وصلت إليه، لكن من سبق أن صوتوا في الفترة الماضية يحق لهم إعادة التصويت الآن. وقال مسؤول الفيفا «لن يكون عادلا حرمان من التزم بالتصويت في موعده من التصويت مجددا إذا تغيرت وجهة نظره الآن». ولكن، ما هو الشيء الذي يمكن أن يختلف نتيجة تمديد هذه الفترة الخاصة بالتصويت؟

إنه رونالدو نجم ريال مدريد الإسباني والمنتخب البرتغالي، والذي سجل أربعة أهداف لمنتخب البرتغال في مباراتيه أمام السويد بالملحق الفاصل في التصفيات الأوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم ليقوده إلى النهائيات ببراعة. فربما تلعب هذه الأهداف الأربعة دورا في تغيير وجهة نظر بعض المشاركين في التصويت، بينما يغيب ميسي نجم برشلونة عن الساحة منذ فترة بسبب الإصابة التي ستبعده عن الملاعب حتى نهاية الشهر المقبل.

كما يرى البعض أن الفيفا ورئيسه السويسري جوزيف بلاتر أرادوا مصالحة رونالدو بعدما أثار بلاتر غضب اللاعب قبل نحو ثلاثة أسابيع عندما انتقده وقلده بشكل تهكمي وأكد أنه يفضل ميسي عليه.

وبغض النظر عن هذه الشكوك، ألقى تمديد فترة التصويت على الجائزة بأجواء من الغموض على هوية اللاعب الذي ينتظر تتويجه بالجائزة هذه المرة. وكتب بعض الكتاب والمحللين في إسبانيا أن هذا التمديد يصب في مصلحة رونالدو. وعنونت صحيفة «سبورت» الكتالونية أمس بـ«مؤامرة ضد ميسي»، وكتبت تحت هذا العنوان «الفيفا غير قواعد الكرة الذهبية». كما أشارت الصحيفة إلى أن بلاتر على استعداد لفعل أي شيء من أجل تلطيف الأجواء مع اللاعب البرتغالي حتى وإن كان هذا على حساب سمعة الجائزة ذات التاريخ العريق. كما اعتبر رئيس نادي برشلونة ساندرو روسيل أن ميسي سيحصل على الكرة الذهبية للمرة الخامسة لو أن اختيار الناس الموكلين بالتصويت اقتصر على ما قدمه في الدوري المحلي الموسم الماضي. وأوضح «لو صوت الناس فقط وحصريا على ما قام به في الدوري الموسم الماضي دون الأخذ بالاعتبار لتصريحات السياسية والضغوط الإعلامية، سيحصل ميسي على الجائزة دون جدال».

وأحرز ميسي الجائزة في السنوات الأربع الماضية على التوالي وهو ما لم يحققه أي لاعب آخر. وظل ميسي مرشحا بقوة على مدار الفترة الماضية للفوز بالجائزة للعام الخامس على التوالي، لكن قرار الفيفا بمد فترة التصويت قد يصب الآن في مصلحة رونالدو أو ريبيري.

وعلى عكس الإثارة التي يقوم بها الإعلام في المنافسة على الجائزة، خرج ميسي نجم برشلونة متصدر الدوري وحامل اللقب، ليقدم التهنئة لرونالدو ويشيد بإنجازه لقيادة البرتغال إلى نهائيات كأس العالم. وقال ميسي في مقابلة نشرتها صحيفة «ماركا» الإسبانية أمس «لا اعرف ما إذا كان رونالدو حاليا في قمة مسيرته أم لا، لكنه لا يزال يسجل ويشارك دون هوادة في مباريات فريقه ومنتخب بلاده». واعتبر ميسي الذي منح قبل يومين للمرة الثالثة (بعد 2010 و2012) جائزة الحذاء الذهبي لأفضل هداف في الدوريات الأوروبية، أن «رونالدو يعمل بهذا الإيقاع منذ زمن بعيد، وإذا كان في قمة مستواه أو دونها بقليل فهذا لا يؤثر على فعاليته فهو دائما منافس قوي».

من جهته، قال مدرب منتخب البرتغال باولو بينتو «إذا لم يحصل رونالدو على جائزة الكرة الذهبية فإن الأمر سيكون غير عادل على الإطلاق. إنه لاعب حاسم في مؤهلاته الفنية والبدنية والتكتيكية».