الصيني: «العالمية صعبة قوية».. و«متصدر لا تكلمني» تشكلان ضغطا نفسيا على نجوم الديربي

خبير تطوير القدرات أكد أن الهلال والنصر يلتقيان في ظروف نادرة اليوم

TT

تسود حالة من الترقب والقلق بين أنصار فريقي الهلال والنصر قبل المواجهة المرتقبة التي ستجمعهما مساء اليوم على ملعب الملك فهد الدولي بالعاصمة الرياض في قمة مواجهات الجولة العاشرة للدوري، وتزداد دقات القلوب مع اقتراب موعد المباراة، فالخسارة في مثل هذه المباراة أمر لا يحتمل بالنسبة لمشجعي الفريقين.

ونظرا لحساسية الصراع التاريخي الممتد بين قطبي العاصمة، وما تحمله مواجهاتهما من اعتبارات متعددة، يعرفها أنصارهما أكثر من غيرهم، تناولت «الشرق الأوسط» المباراة من زاوية مختلفة مع الدكتور إبراهيم الصيني، خبير تطوير القدرات والتنمية البشرية، الذي قال إن «المباراة اكتملت فيها جوانب النجاح، واختلف فيها المكان والزمان والحال والأشخاص».

وقال الصيني: «حتى يفوز أي من الفريقين، لا بد أن تكتمل لديه جوانب مثلث التكامل وهي: الجانب النفسي، والذهني، والروحي، وبتوازن، دون أن يطغى جانب على آخر، فالروح وحدها لا تكفي، واكتمال الأمور النفسية - أيضا - لا يكفي، والذكاء وحده لا يكفي للفوز في هذه المواجهة».

ومضى الصيني في حديثه: «قلت إن الزمان والمكان والحال والأشخاص قد اختلفوا، فزمان المباراة، أي توقيتها جاء على مشارف نهاية الدور الأول، وكل فريق كشر عن أنيابه وعن رغبته في تحقيق الهدف الذي جاء من أجله، وهو خطف لقب الدوري، ففي السابق كان الفريقان يدخلان الديربي ومراكزهما متفاوتة. أما الآن فالهلال متصدر والنصر وصيفه؛ لذلك ستكون النقاط الثلاث في هذه المواجهة ذهبية وليست مجرد مواجهة عادية، فكل نقطة فيها بعد نفسي وذهني وروحي، بمعنى أن الفريق الذي سيخطف نقاط المباراة سيتطور نفسيا وروحيا، وسيرتفع مستواه، وذهنيا سيكون في أفضل حالاته في بقية المواجهات، ومن يقول إن المباراة مجرد ثلاث نقاط مخطئ؛ لأن الزمان والمكان والحال والأشخاص قد اختلفت».

ويضيف الصيني: «المكان، أقصد به ديربي يجمع بين فريقي مدينة واحدة، وهي الرياض، وليس أن يلتقي الهلال والاتحاد أو النصر والأهلي، والحال، أقصد بها طبيعة الأحوال المحيطة، والتغطية الإعلامية الصاخبة لهذه المواجهة، والحشود الجماهيرية للمباراة، ووجود سامي الجابر على رأس الجهاز الفني في الهلال، وتطور مستوى النصر، وحضور محمد نور ضمن صفوفه».

ويواصل الصيني: «يأتي المثلث الثاني في هذه المواجهة وهو ما أسميه (المثلث الذهبي)، والحاد، أعني به اللاعبين داخل الملعب، ففي الهلال ناصر الشمراني، وخلفه نيفيز وسالم الدوسري، وفي النصر محمد السهلاوي أو البرازيلي إيفرتون، بالإضافة إلى يحيى الشهري والبرازيلي باستوس. أما المثلث الثالث، فهو المثلث القيادي الذي يتكون من القائد الروحي (الرئيس)، والقائد التنفيذي (المدرب)، والقائد الميداني، وهو كابتن الفريق».

ويؤكد الصيني: «أي فريق يتوازن في هذه المثلثات سيكون أقرب إلى الهدف، وخطف نقاط المباراة، وهذه المثلثات يغلفها المثلث الأخير ،الحاضر والماضي والمستقبل، بمعنى أنه أي فريق فكر في الماضي، وأنه فريق بطل، والفائز في آخر المواجهات سيدخل المباراة ويخسر، فيجب على كل فريق ربط هذه الأزمنة الثلاث ببعضها حتى يتمكن من الفوز».

ويختتم الصيني حديثه عن هذه المثلثات الخاصة بمواجهة الهلال والنصر قائلا: «المثلث الأول (الذهني والروحي والنفسي) يحيط به عامل مهم هو الجمهور، فالجمهور هو من يشعل هذه المثلثات، ويجعلك تعيش الماضي والحاضر، وتفكر في المستقبل. باختصار الجمهور هو وقود المباراة».

وعن تأثير هاشتاق «متصدر لا تكلمني»، الذي نشطت فيه الجماهير النصراوية عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بعد تصدر الفريق الجولات الماضية قبل أن يخطف الهلال الجولة الأخيرة عقب تعثر النصر بالتعادل أمام الاتفاق، وعن أبعاد هذه العبارة في حال خسارة النصر وابتعاده بشكل أكبر عن الصدارة، أو تأثيره في الهلال في حال خسارة الهلال وعودة النصر إلى الصدارة مجددا، قال الصيني: «التعادل سلبا أو إيجابا سيؤجل البت في هذا الموضوع. أما فوز أي فريق منهما فسيؤثر في هذه الأمور كلها للفريقين، فمثل هذه الأمور تكون في بداية الأمر ترفيهية؛ ولكنها تصب في العمق، كما حدث مع أهزوجة (العالمية صعبة قوية) فقد كانت ترفيهية؛ ولكنها بعد ذلك أصحبت في العمق، وصارت بمثابة الهاجس الذي يردده اللاعبون أنفسهم».

وعن الصراع الجماهيري الدائر بين الفريقين، والذي يرمي إلى قضية هز البرازيلي نيفيز شباك حارس النصر عبد الله العنزي، الذي لم تستقبل شباكه إلا ثلاثة أهداف فقط، منها هدفان في المواجهة الأخيرة، وهل سينتقل هذا الصراع الجماهيري إلى اللاعبين ويؤثر فيهم في مجريات المباراة أم لا؟ قال الصيني: «قلت سيسجل في شباكي هدف أو أن نيفيز سيسجل هدفا، وإذا نيفيز قال سأسجل في شباك النصر سيسجل، فما تتلفظ به وتقتنع به سيتحقق، أو ما يتكلم به الناس واقتنعت به سيتحقق، وأتذكر نيفيز في حديث سابق قال سأسجل بالاتحاد، وسجل لأن اللاعب كانت لديه قناعة».

ويختتم الصيني حديثه: «هذه رسالة خطيرة جدا للاعبي الفريقين، وهي رسالة نفسية خاصة فما تؤمن به سوف تراه وما تتوقعه سوف تحصل عليه».