تمر السنون.. ويبقى ديربي 1994 حاضرا في قلوب الرياضيين

«الشرق الأوسط» تقلب مع الجماهير صفحات الصراع التاريخي قبل موقعة العاصمة اليوم

الهلال والنصر التقيا في ديربيات عدة لكن الموقعة التي انتهت بالتعادل 4/4 ما زالت عالقة في أذهان المشجعين
TT

تنشط ذاكرة المشجعين الرياضيين عادة قبيل المواجهات المهمة والحساسة على غرار الديربي التاريخي الذي سيجمع الهلال والنصر اليوم (الاثنين) ضمن منافسات دوري عبد اللطيف جميل السعودي للمحترفين، ويستعيد البعض ذكرياته ومشاهده القديمة مع هذه المنافسة الممتدة على مدى سنين طويلة، وهو ما دعا «الشرق الأوسط» لفتح صفحات تاريخية لمواجهات الفريقين، ومنح الجمهور الرياضي فرصة اختيار أبرز المواجهات التي جمعت قطبي العاصمة الرياض، وذلك عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر».

وجاءت خيارات الجماهير شبه متفقة على مواجهتين، الأولى كانت مواجهة 1994 وانتهت بالتعادل الإيجابي 4 / 4، في حين جاءت المواجهة الثانية في ربع نهائي كأس الملك للأندية الأبطال نسخة 2010، والتي اكتسح فيها الهلال نظيره النصر بخمسة أهداف مقابل ثلاثة.

وتحضر المواجهة الأولى التي أقيمت عام 1994 في ذاكرة الرياضيين ممن حالفهم الحظ بمشاهدتها خلال تلك الفترة، حينها نجح الهلال في التقدم بأربعة أهداف دون رد بعد مرور قرابة 50 دقيقة من عمر المباراة، وفي الوقت الذي كان فيه الجميع ينتظر أن يضيف الهلال هدفا خامسا، نجح النصر في تسجيل هدفه الأول بعد مرور 20 دقيقة من الشوط الثاني، ونجح في إضافة الثاني عن طريق ركلة جزاء تسبب فيها نجم النصر في تلك المباراة اللاعب الدولي السابق فهد الهريفي، قبل أن ينجح النصر في إضافة الهدف الثالث، وفي الوقت الذي كانت فيه الأنظار تتجه لحكم المباراة لإطلاق صافرته معلنا نهاية المباراة، حصل النصر على ضربة ركنية في الوقت الإضافي، ومن خلالها سجل هدف التعديل، ونجح في معادلة الهلال في غضون 30 دقيقة من مجريات الشوط الثاني.

وتبدو الأحداث الدراماتيكية التي حضرت في تلك المباراة سببا رئيسا بالإضافة إلى الغزارة التهديفية في أن تكون هذه المواجهة عالقة في أذهان الجماهير، على الرغم من مرور قرابة 20 عاما عليها، ويعلق المغرد مشهور الحارثي على تلك المواجهة بقوله «سيناريو خيالي». أما المغرد فريح الشمري فيقول: «بالتأكيد مواجهة 4 / 4 هي الأبرز بسبب كمية الأهداف والأحداث الدراماتيكية وتحكم لاعب واحد في مجريات المباراة».

وليس بعيدا عن تلك المواجهة، المباراة التي جمعت بين الفريقين في نصف نهائي كأس الملك موسم 2010 والتي انتهت بخمسة أهداف مقابل ثلاثة لصالح الزعيم الأزرق في مباراة شهدت أحداثا دراماتيكية تتمثل في عدد الأهداف والتسجيل المبكر واقتراب النصر من العودة إلى أجواء المباراة قبل أن يسدد الروماني ميريل رادوي لاعب الهلال قذيفة قوية سكنت شباك حارس النصر عبد الله العنزي مع الدقيقة الأخيرة من عمر المواجهة؛ ليمنح الأفضلية لصالح فريقه الهلال.

أسباب كثيرة جعلت الجماهير تضم هذه المواجهة إلى جوار التي سبقتها، وتنصبها وشاح الأفضلية في تاريخ مواجهات الفريقين، قد تبدو الغزارة التهديفية التي بلغت ثمانية أهداف أحد تلك الأسباب، بالإضافة إلى القذيفة التي أرسلها لاعب الهلال الروماني رادوي من منتصف ملعب المباراة وسكنت شباك الحارس النصراوي عبد الله العنزي.

وأعدت «الشرق الأوسط» إحصائية خاصة بمواجهات الفريقين منذ مطلع الألفية الجديدة؛ حيث تواجه الفريقان في 38 مباراة، فاز الهلال في 20 مباراة منها، في حين لم يحقق النصر الفوز إلا في خمس مواجهات، في حين حضر التعادل بينهما في 13 مواجهات.

والتقى النصر والهلال على صعيد مباريات الدوري في 28 مباراة، فاز الهلال في 13 مواجهة منها، في حين كان نصيب النصر الفوز في خمس مواجهات، وحضر التعادل بين الطرفين في 10 مباريات. أما على صعيد البطولات المختلفة، فقد تواجه قطبا العاصمة السعودية الرياض في بطولة كأس ولي العهد ست مرات، انتهت جميعها بالفوز لصالح فريق الهلال، كان آخرها النسخة الأخيرة التي جمعت بين الفريقين على نهائي كأس البطولة، وانتهت بفوز الهلال عن طريق ركلات الترجيح.

أما على صعيد بطولة كأس الملك للأندية الأبطال، تواجه الطرفان في أربع مباريات، انتهت ثلاث منها بالتعادل بين الطرفين، في حين انتهت المواجهة الرابعة بفوز الهلال.

وما زال الخلاف بين المؤرخين الرياضيين حول الديربي حاضرا بقوة؛ إذ تتفاوت الأرقام بينهما حسب إحصائيات كل مؤرخ، وهو ما دعا كثيرا من المتابعين إلى ضرورة أن يفصل اتحاد الكرة السعودي في هذه الأرقام، من خلال المباريات الرسمية التي يعتمدها في مسابقاته.

وحسب سلمان العنقري، المؤرخ الإحصائي، فإن الغريمين التقليديين التقيا في 145 مباراة، فاز الهلال في 55 مباراة مقابل 46 انتصارا للنصر، وتعادل الفريقان في 44 مباراة، وسجل الأزرق 199 هدفا مقابل 175 هدفا للأصفر.

وعلى صعيد مباريات الدوري السعودي، يشير العنقري إلى أن عدد المباريات الرسمية بلغ 80 مباراة، فاز الهلال في 31 مباراة مقابل 23 فوزا للنصر، وتعادلا في 26 مباراة، وسجل الهلال 108 أهداف مقابل 90 هدفا للنصر.

فيما يختلف المؤرخ الإحصائي خالد المصيبيح في أرقامه وإحصاءاته عن زميله سلمان العنقري؛ حيث يشير الأول إلى أن عدد المباريات في الديربي بلغ 155 مباراة، فاز الهلال في 59 مباراة مقابل 52 مباراة للنصر، وتعادلا في 44 مباراة، وفيما يخص مباريات الدوري السعودي، يرى المصيبيح أن مباراة الغد هي «قمة الثمانين»؛ حيث التقى الفريقان العريقان في 79 مباراة سابقة على مستوى الدوري، فاز الأزرق في 32 مباراة مقابل 23 لقاء للأصفر وتعادلا في 24 مباراة؛ لكنه يتفق مع العنقري في عدد الأهداف، بتسجيل الهلال 108 أهداف مقابل 90 هدفا للنصر.

ويسبب هذا الاختلاف جدلا كبيرا بين جماهير الناديين؛ إذ إن كل منهما يقلل من إحصائية الفوز التي يقدمها كل مؤرخ، على الرغم من أن الإحصائيين يقدمون أرقامهم وفق جداول واضحة وصريحة للملتقي الرياضي.