فشل خطط الاتحاد الإنجليزي لاستخدام الفيديو ضد التحايل للحصول على ركلات جزاء

مسؤولو الدوري وروابط اللاعبين والحكام الكبار عارضوا الفكرة

راميريز لاعب نادي تشيلسي على الأرض ادعى العرقلة وفاز بركلة جزاء خلال مباراة فريقه ضد وست بروميتش
TT

أحبط القائمون على الدوري الإنجليزي الممتاز وبعض كبار الحكام خطط اتحاد الكرة الإنجليزي في استخدام الإعادة بالفيديو لمنع اللاعبين من ادعاء العرقلة أو التحايل للحصول على ركلات جزاء.

وكانت الأيام القليلة الماضية قد شهدت حالتي ادعاء عرقلة من أشلي يونغ لاعب مانشستر يونايتد، وراميريز، لاعب نادي تشيلسي أعادتا قضية تمثيل الإصابة إلى الأضواء مرة أخرى، وجعلت اتحاد الكرة يفتح ملف الاستعانة بالفيديو مجددا للوقوف ضد دعاوى التحايل، إلا أن جهود الاتحاد قوبلت بالرفض.

وقد ناقشت هيئة تنظيم لعبة كرة القدم، وهي الهيئة المسؤولة عن إقرار التعديلات الجديدة في اللعبة في إنجلترا، الاقتداء بالدوري الأسكوتلندي في هذا الصدد من خلال طرح إجراء يكون له أثر رجعي خلال اجتماع هذا العام، لكن الاقتراح الذي دعمه الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم لم يجد الدعم من الأطراف الأخرى النافذة في اللعبة، وعلى وجه الخصوص مجلسي الإدارة القائمين على البطولتين الرئيستين لكرة القدم في إنجلترا، بالإضافة إلى رابطة اللاعبين المحترفين.

ومع اقتناع الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم في المرحلة الحالية بفكرة أن أية تغييرات جديدة ينبغي أن تكون محل توافق بين جميع القائمين على اللعبة، فقد جرى التخلي عن الاقتراح رسميا.

لكن ردة فعل الإعلام الرياضي والجدل الذي أثاره ادعاء العرقلة من جانب أشلي يونغ خلال مباراة فريقه مع ريال سوسيداد الإسباني بدوري الأبطال، وكذلك ما فعله راميريز، لاعب نادي تشيلسي، خلال مباراة فريقه ضد وست بروميتش البيون، أعادت إحياء محاولات تمرير ذلك الاقتراح مرة أخرى.

وفي تحد واضح لإدارة الدوري الإنجليزي الممتاز وكذلك إدارة دوري كرة القدم، البطولتين الأهم في إنجلترا (الممتاز والدرجة الأولى)، فقد تخلى الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم عن أحد تشريعاته، الذي ينص على تطبيق التغييرات التي يجري تمريرها في خلال الموسم الكروي بأثر رجعي، وهذا ربما ما سيشجع الاتحاد على اتخاذ إجراء مماثل بخصوص اقتراح ادعاء العرقلة.

وقد لعب غريغ ديك، رئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، دور القوة الدافعة وراء تعديل في القوانين المنظمة للعبة والذي سرى مفعوله قبل أسبوعين، بعد أن تجنب فرناندو توريس، لاعب نادي تشيلسي، المساءلة بسبب الفيديو الذي يظهره وهو يجذب بيده وجه يان فيرتونغن، لاعب نادي توتنهام هوتسبير.

ويبدو أن ديك والاتحاد الإنجليزي لكرة القدم لديهم رغبة في المضي قدما لإقرار التغيير في القواعد المنظمة للعبة فيما يخص ادعاء العرقلة قبل حلول الصيف القادم، بيد أنه تبقى الحقيقة أن دعم الاقتراح سيحتاج المزيد من النقاش في الموسم الحالي.

وقد استخدم الاتحاد الأسكوتلندي لكرة القدم الفيديو لمنع اللاعبين من ادعاء الإصابة في السنوات القليلة الماضية، بتطبيق عقوبة إيقاف مباراتين في بعض الأحيان حتى لو كانت حالة ادعاء العرقلة تستدعي بطاقة صفراء في حينه على أرض الملعب.

وتتبنى الجهات القائمة على اللعبة معارضة ذلك الاقتراح على أساس صعوبة إثبات ما إذا كان اللاعب قد ادعى الإصابة أم لا، بالإضافة إلى التداعيات الأخرى لمنع ذلك اللاعب التي قد يكون لأفعاله تأثير ملموس في نتيجة المباراة.

وعلى الرغم من ذلك، فقد طالب كثير من المديرين الفنيين للفرق التي تلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، بمن فيهم المديرين الفنيين لراميرز ويونغ، بتوقيع عقوبة بأثر رجعي على ادعاء العرقلة.

فقد قال ديفيد مويز، المدير الفني لمانشستر يونايتد، والذي دافع عن ادعاء لاعبه يونغ للإصابة أثناء مباراته ضد ريال سوسيداد: «لقد قلت بعد المباراة وصرحت مرارا خلال السنوات الماضية أنه يجب أن تستخدم الإعادة بالفيديو لضبط مسألة ادعاء العرقلة، وهذا ما سيكون له أثر كبير في مساعدة حكام اللعبة». وقال جوزيه مورينهو، المدير الفني لنادي تشيلسي، الشهر الماضي عن ادعاء العرقلة: «إنني أكره ذلك. إذا كنت قد ولدت في بلد يتقبل ادعاء العرقلة، فيجب عليك أن تغير سلوكك حالما تأتي إلى هذه البلد. وهذا لا يتعلق بالفوز أو الخسارة، بل بالحفاظ على ثقافة معينة أو بالسماح لثقافة أخرى بأن تغيير. أنا لم أعاقب لاعبا بحرمانه من لعب المباريات بسبب ادعائه العرقلة، لكني طالما انتقدت ذلك السلوك بشدة. لقد تحدثت مع ديديه دروغبا ومع إريين روبن حول ذلك الأمر. وبالطبع، يعرف لاعبو الفرق التي أقوم بتدريبها أنهم سيلقون توبيخا كبيرا مني إذا ادعوا الإصابة. قلت لهم مرارا إنني أكره ذلك الأمر لأنه سلوك سيئ».

أما أرسين فينغر، المدير الفني لنادي آرسنال، فقد طالب الموسم الماضي بإنشاء لجنة لأخلاقيات المهنة لإصدار عقوبات بأثر رجعي على حالات ادعاء العرقلة. وقال إنه إذا ما تم إنشاء هذه اللجنة، فينبغي أن تصدر عقوبة إيقاف ثلاث مباريات على اللاعب الذي يدعي العرقلة.

ويتبنى توني بولس، المدير الفني السابق لستوك سيتي، نفس الآراء المؤيدة لعقوبة ضد ادعاء العرقلة ويقول: «لقد تحدثت كثيرا عن هذا الأمر، ولطالما قرعت جرس الإنذار عن أولئك الذين يدعون التعثر. إنه لأمر مخجل. ينبغي على الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أن ينظر في ذلك الأمر».