ناصر الخاطر: إقامة كأس العالم 2022 في الشتاء لن تثنينا عن تقنية «تبريد الملاعب»

قال لـ «الشرق الأوسط» إن قطر ستبني 12 ملعبا جديدا وستنشئ 45 ملعبا للتدريب وتشيد 90 ألف غرفة فندقية

جانب من تصميم ملعب الوكرة الذي شهد جدلا واسعا حول شكله في الصحافة العالمية
TT

قال ناصر الخاطر، المدير التنفيذي للاتصال والتسويق في اللجنة المنظمة العليا لقطر 2022، إن بلاده لن تتراجع عن وعودها بتكييف وتبريد الملاعب الـ12 التي ستبنيها من أجل تنظيم كأس العالم 2022، رغم توجه الاتحاد الدولي لكرة القدم لإقامة المونديال خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) أو ديسمبر (كانون الأول) من عام 2022 المقبل، مبينا أن قطر جادة في تكييف كافة ملاعبها الرئيسية الـ12 وملاعب التدريب التي ستتجاوز الـ45 ملعبا بهدف الاستفادة من هذه التقنية على الصعيد المحلي عقب الانتهاء من البطولة العالمية الكبرى.

وكشف الخاطر في حوار خاص أجرته معه «الشرق الأوسط»، أمس، من مقر إقامته في العاصمة القطرية الدوحة؛ عن أن تقنية تبريد الملاعب وتكييفها ستفتح آفاقا جديدة وواسعة للبلاد من خلال تحويل ملاعب التدريب لبيوت خضراء يستفاد منها لإبراز الخطة الوطنية للاكتفاء الذاتي على صعيد الغذاء، وهي نتيجة دراسات أجرتها قطر مع البرنامج الوطني للأمن الغذائي مؤخرا، والتي تشير إلى أن البلاد تستورد الغذاء من الخارج بنسبة 98%، وهي فرصة لأن يتم تحويل ملاعب التدريب المكيفة البالغة 45 ملعبا موزعة في أنحاء البلاد إلى بيوت خضراء للإنتاج الزراعي.

وأضاف: الاستفادة من ملاعب مبردة ليست للمنتخبات العالمية فقط، وإنما أيضا للدوري القطري الذي تقام بعض منافساته في أجواء حارة.

وشدد الخاطر على أن قطر ستكون جاهزة على مستوى البنى التحتية خلال عام 2020 فيما يخص جاهزية الفنادق والمترو والموانئ والمطار الجديد وإسكان الموظفين والمتطوعين ومناطق الجماهير وغيرها.

وأضاف قائلا: ستكون بطولة كأس القارات 2021 المقرر إقامتها قبل عام من المونديال التاريخي، فرصة للاختبار الحقيقي للاستضافة، وواثقون تماما بالنجاح؛ لأننا نسير وفق وتيرة جادة وسريعة ومنظمة للانتهاء من كافة المشاريع التي تنوي الحكومة بناءها وتشييدها بهدف استضافة المونديال العالمي.

وشدد على أن اللجنة العليا لـ2022 تم تأسيسها بمرسوم أميري، ويبلغ عدد موظفيها حاليا نحو 400 موظف، وتم وضع الخطة الشاملة للإنشاءات وتجهيز الملاعب ومراكز التدريب وخطة التنسيق مع الجهات الحكومية التي ستنفذ مشاريع ذات علاقة بكأس العالم، حيث إنشاء المطارات والمترو والسكن والموانئ وغيرها.

وبيّن أنهم الآن في مرحلة التنفيذ بعد وضع الخطط الأساسية لمشروع استضافة كأس العالم.

وأضاف: قطعنا وعدا للاتحاد الدولي لكرة القدم بإنشاء 90 ألف غرفة فندقية، ومن الوعود التي قطعناها أيضا بناء 8 إلى 12 ملعبا بمواصفات عالمية، مع العلم أننا حينما قدمنا الملف وعدنا بـ12 ملعبا وتم الإعلان عن ملعب واحد وسنعلن عن 5 ملاعب في العام الميلادي الجديد، فضلا عن الملاعب الأخرى التي ستعلن في العام ما بعد المقبل.

وأشار إلى أن الملاعب الحالية في قطر لا تلبي شروط الاتحاد الدولي لكرة القدم، بما فيها ملعب خليفة الدولي واستاد الريان، وهذان الملعبان ستتم توسعتهما وتجديدهما ليتناسبا مع شروط الفيفا الخاصة بالملاعب، فيما ستكون الملاعب الأخرى جميعها حديثة ومتطابقة مع المعايير العالمية. وفيما يخص الأزمة الإعلامية التي افتعلتها الصحافة الإنجليزية ضد العمالة وتنظيم كأس العالم في قطر، شدد الخاطر على أنه من الطبيعي جدا أن تكون هناك انتقادات لاذعة من وسائل الإعلام الغربية بشكل عام، وأن ذلك سيزيد قطر شجاعة وطموحا ورغبة في تنظيم البطولة.

وتابع: الكل يدرك حجم الانتقادات التي لاقتها جنوب أفريقيا حينما استضافت مونديال 2010. وقبل ذلك الصين لاستضافتها أولمبياد بكين 2008، ورغم ذلك نجحت الدولتان في التنظيم؛ لأن كلا منهما تسير وفق خطة رسمتها، ونحن أيضا نسير بخطى حثيثة في هذا الشأن. وأوضح أن الصحافة العالمية والإقليمية تعرف جدا إمكانات قطر وقدرتها على التنظيم، خاصة أن الصحافيين في كل العالم يحضرون بين فترة وأخرى في الاستحقاقات التي تقام في الدوحة ويشاهدون بأعينهم ما يجري في البلاد، وبالتالي فإن الحديث عن توجيه دعوات للصحافة العالمية وخاصة الإنجليزية ليس جديدا بالنسبة لهم.

ورفض الخاطر الكشف عن الميزانية المالية التي رصدتها قطر لتنظيم كأس العالم 2022، موضحا أن السبب في ذلك يعود إلى أن هناك مناقصات عامة تجريها الحكومة على المشاريع ذات العلاقة بالمونديال، ومن الصعوبة بمكان ذكر الأرقام حتى لا تكون هناك مبالغات في تعميد المشاريع.

وبخصوص تصريحات السويسري جوزيف سيب بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، حول أن ألمانيا وبريطانيا وفرنسا كان لها دور في اختيار قطر لاستضافة كأس العالم، شدد على أنه لا يمكن التعليق على هذه التصريحات كونه لا يعلم مدى صحتها.

وفيما يخص الثقة المطلقة بالنسبة للقطريين لاستضافة كأس العالم 2022، شدد على أن الثقة حاضرة ولا تزال بالنسبة لهم في التنظيم، وكل ما يتردد في هذا الشأن مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة، ولا يمكن للقطريين أن ينظروا إليها أو يعيروها أي اهتمام.

وحول غياب الصوت القطري في اللجنة التنفيذية التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم بعد استقالة القطري محمد بن همام، الرئيس السابق للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، أوضح أن ذلك غير صحيح في ظل أن الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، رئيس الاتحاد الآسيوي، هو أكبر المؤيدين لقطر وتنظيمها المونديال، وبالتالي لا يوجد أي قلق رسمي من الجانب القطري في هذا الشأن.

وكشف الخاطر عن إطلاق قطر مركز التميز الرياضي في الأسبوع المقبل خلال مؤتمر عالمي ستقيمه الدوحة لصناعة الكوادر الرياضية الإدارية التي يتاح لها لاحقا إدارة المنشآت والفعاليات الكبرى.

وفيما يخص المباريات الكبرى التي ستستضيفها قطر خلال الفترة المقبلة لترويج استضافتها لكأس العالم 2022، أشار إلى أن هناك قمة أوروبية ستجرى في العام الجديد، مشددا على أن لديهم الرغبة في استضافة أبرز أندية ومنتخبات العالم لتكون حاضرة على ملاعب قطر وإظهار القدرة في البلاد على التنظيم الرائع.