«الفيفا» يطلق «برازوكا» كرة كأس العالم الجديدة بعد اختبارات لأكثر من عامين

تخلف «جابولاني» التي أثارت جدلا في مونديال جنوب أفريقيا وحيرت حراس المرمى

TT

أزاح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) النقاب عن «برازوكا»، الكرة الرسمية لكأس العالم 2014 التي تقام في البرازيل، وسط مراسم فريدة من نوعها في حديقة «بارك لاغ» الشهيرة بمدينة ريو دي جانيرو لتكون أجمل بقعة لهذا الحدث المميز.

وستكون «برازوكا» الكرة الثانية عشرة لشركة «أديداس» في نهائيات كأس العالم، وستخلف «جابولاني» التي أثارت جدلا كبيرا في مونديال جنوب أفريقيا 2010 لأنها صنعت «من أجل تعقيد مهمة حراس المرمى» بحسب ما اعتبر حينها حارس تشيلي كلاوديو برافو.

وكشف النقاب عن «برازوكا» بعرض ضوئي ثلاثي الأبعاد وبحضور اللاعب الدولي الهولندي السابق كلارنس سيدروف وبطل العالم السابق البرازيلي كافو. ومصطلح «برازوكا» يعني بالعامية «برازيلي»، ويستخدمه البرازيليون لوصف فخرهم الوطني بطريقة حياتهم ومعيشتهم.

وتعتبر «برازوكا» الكرة الأكثر اختبارا في التاريخ، حيث جربها على مدى سنتين ونصف السنة أكثر من 600 من أفضل لاعبي العالم الحاليين والسابقين، ومنهم حارس إسبانيا ايكر كاسياس وظهير البرازيل داني الفيش وزميله في برشلونة الإسباني نجم الأرجنتين ليونيل ميسي ولاعب الوسط الألماني باستيان شفاينشتايغر والنجم الفرنسي السابق زين الدين زيدان، وكذلك 30 فريقا في 10 دول في ثلاث قارات.

كما استخدمت «برازوكا» في عدد من المباريات الدولية الودية خلال العام الحالي، ولكن بتصميم مختلف، وأيضا في مباراة ودية جمعت بين السويد والأرجنتين في فبراير (شباط) الماضي، كما جرت تجربة الكرة من قبل أندية ميلان الإيطالي وبايرن ميونيخ الألماني وبالميراس وفلومينزي البرازيليين، وكذلك خلال كأس العالم للشباب تحت 20 عاما.

وتمثل ألوان كرة «برازوكا» وتصميمها الأساور الملونة التقليدية الجالبة للحظ المنتشرة في البرازيل، بالإضافة إلى كونها تعكس الحيوية المرافقة لكرة القدم في بلاد السامبا.

و«برازوكا» مصنوعة من ست طبقات من مادة البولي يورثين المتباعدة، التي تحافظ على نفس وزن واستدارة الكرة حتى في أوقات المطر الغزير. كما أنها مصنوعة من الداخل من المطاط الطبيعي الذي يوفر الارتداد المطلوب للكرة. وهي بذلك تتيح ميزات التحكم في الكرة والاستحواذ عليها مع توفير أفضل آلية لحركتها على أرض الملعب.

وتحدث كاسياس عن الكرة الجديدة قائلا: «تمتلك (برازوكا) تصميما مذهلا وكأنه مستلهم من البرازيل. والآن مع إطلاق الكرة أصبحت البطولة أقرب. أتطلع إلى اللعب في البرازيل بكرة عظيمة»، علما بأن قائد ريال مدريد وأبطال العالم كان من منتقدي كرة «جابولاني» في مونديال جنوب أفريقيا، إذ رأى حينها بأنها سريعة جدا ومن الصعب الإمساك بها، مضيفا: «من المؤسف أن حدثا بأهمية كأس العالم يملك كرة سيئة إلى هذا الحد. هذا الجيل الجديد من الكرات سريع جدا ولا ينحصر التذمر منها على حراس المرمى فقط».

أما داني الفيش فقال عن الكرة الجديدة: «انطباعي الأول عن (برازوكا) هو أنها رائعة وأننا سنستمتع كثيرا بها. ابتكرت (أديداس) كرة رائعة الشكل وتناسب بطولة بحجم كأس العالم. الأمر الأهم هو أن حركتها جيدة على الأرض وفي الهواء. أنا واثق من أن كل اللاعبين سيقتنعون بها. لقد رفعت مستويات الإثارة أكثر وأكثر، وأنا بصراحة متشوق للمباراة الافتتاحية».

وما هو مؤكد أن الوضع تغير في ما يخص الكرة المستعملة، إذ كانت آخر ما يفكر به المشجعون واللاعبون على حد سواء، لكن الأمور لم تعد كما كانت عليه سابقا، ففي التاريخ المعاصر يجهد المهندسون من أجل تقديم الكرة المثالية، أي تلك التي بإمكانها أن تخدع حراس المرمى وترفع نسبة الأهداف المسجلة في أي بطولة، وخصوصا العرس الكروي العالمي.

وأطلقت شركة «أديداس» الكرة الرسمية الأولى من تصنيعها عام 1970 باسم «تيلستار»، ثم اتبعتها بـ10 نسخ أخرى، آخرها «جابولاني» وما معناه «الاحتفال» بلغة ايسيزولو في مونديال جنوب أفريقيا 2010.

ومنذ صنع كرة «تيلستار» التي اعتمدت كرة رسمية لنهائيات المكسيك 1970، دأبت «أديداس» على تطوير تكنولوجيا كرة القدم عاما بعد عام، إذ شرعت في الإبداع والابتكار.

وكانت كرة «تيلستار» تتألف من 32 قطعة جلدية باللونين الأبيض والأسود، مما جعلها الكرة الأكثر دائرية في عهدها. كما كانت كرة «تانغو» التي جرت بها نهائيات الأرجنتين 1978 قمة في الإبداع والابتكار آنذاك، مما مهد الطريق نحو كرات أفضل في نهائيات كأس العالم اللاحقة.