العالم ينتظر قرعة المونديال اليوم والبرازيل تستعرض معالمها

القواعد تنص على عدم وقوع أكثر من فريقين أوروبيين في مجموعة واحدة وتجنيب مواجهات منتخبات القارة الواحدة مبكرا

بلاتر رئيس الفيفا (يمين) في حوار جانبي مع سكرتير عام الفيفا خلال بروفة للقرعة (أ.ف.ب)
TT

سيكون منتجع كوستا دو ساويبي الساحلي الواقع في شمال شرقي البرازيل مسرحا للقرعة المنتظرة لكأس العالم البرازيل 2014 لكرة القدم اليوم حيث ينتظر 32 منتخبا معرفة مصيرهم في الحدث الرياضي الأكبر في العالم.

وتتطلع البرازيل إلى استعراض جمال سواحلها والتنوع الذي تتمتع به طبيعة مدنها، أيضا كفاءة ملاعبها من خلال الحفل الذي يشهد خطوة مهمة للغاية على طريق المونديال الذي تستضيفه البلاد عبر 12 مدينة مختلفة خلال الفترة من 12 يونيو (حزيران) إلى 13 يوليو (تموز) المقبلين.

واستثمر الفيفا نحو ثمانية ملايين دولار في حفل القرعة الذي سيبث تلفزيونيا حول العالم والذي يتضمن استعراضا لمدة 90 دقيقة يشارك فيه الكثير من نجوم الفن والموسيقى بالبرازيل.

وستقام القرعة على بعد ساعة من مدينة سالفادور في باهيا، والتي كانت تلقب بمدينة السعادة في البرازيل، ابتداء من الساعة 13 بالتوقيت المحلي (17 بتوقيت غرينتش). وتقع كوستا دو ساويبي في منطقة دوس كوكيروس التي تمتاز بموقعها الجغرافي المتميز في ساحل ولاية باهيا التي تقع على بعد 76 كيلومترا من شمال عاصمتها سلفادور.

لكن السعادة لم تكن واضحة في الحدث الأخير الذي استضافته البرازيل العام الماضي، عندما أشعلت مظاهرات عنيفة منددة بالنفقات العالية للاستضافة شوارع البرازيل بأكملها، خلال كأس القارات 2013.

واتهم المتظاهرون الحكومة بإهمال الأوليات لمصلحة استضافة كأس العالم وألعاب ريو دي جانيرو الأولمبية 2016 بتكلفة تقدر بـ26 مليار دولار أميركي.

وأضرت مشاهد العنف من قبل المشجعين وقوات الأمن بالصورة العامة للبرازيل رغم تأكيدات المنظمين على مساندة معظم البرازيليين لإقامة المونديال في بلادهم. لكن وزير الرياضة البرازيلي ألدو ريبيلو صرح مؤخرا بأنه لا يتوقع تكرار مثل هذه الاحتجاجات خلال استضافة البلاد للمونديال.

وقال ريبيلو: «أعتقد أن بطولة كأس العالم ستحظى بالحماية من خلال رغبة الشعب البرازيلي في مساندة هذا الحدث العظيم. الأجواء ستتسم بالطابع الاحتفالي وليس الاحتجاجي مع بدء توافد المنتخبات والسائحين إلى البرازيل».

وقبل الأهم في سحب القرعة، ستقدم عدة عروض فنية وغنائية من بينهم ألكسندر بيريس وفانيسا دي ماتا وفرقة رقص ديبراه كولكر، ومطرب الراب أميسيدا وألسيوني ومارغارث مينيزيس ومجموعة ألودوم الأفريقية البرازيلية.

لكن ذلك لم يمنع الادعاء العام في ساو باولو من فتح تحقيق بحقه على خلفية ادعاءات باستبعاد ممثلين من السود عن تقديم حفل القرعة.

وقرر مدعي عام ولاية ساو باولو كريستيانو سانتوس فتح تحقيق بحق الاتحاد الدولي ومنظمي حفل القرعة «تي في غلوبو» و«جي أي أو إيفينتوس» لمعرفة ما إذا تعمدوا تجاهل نجمي المسلسلات لازارو راموس وكاميلا بيتانغا بسبب بشرتهما السوداء والاعتماد على مقدم البرامج رودريغو هيلبرت وزوجته عارضة الأزياء الشهيرة فرناندا ليما.

وبعد انتهاء العروض الفنية، سيقوم أمين عام فيفا جيروم فالكه بإجراء مراسم القرعة وسيساعده بذلك ثمانية نجوم كرويين يمثلون ثماني دول سبق لها الفوز باللقب، وهم أليسيديس غيغيا (الاوروغواي) والسير جيف هيرست (إنجلترا) وماريو كيمبس (الأرجنتين) ولوثر ماتيوس (ألمانيا) وزين الدين زيدان (فرنسا) وكافو (البرازيل) وفابيو كانافارو (إيطاليا) وفرناندو هييرو (إسبانيا).

ومن بين كل هؤلاء، هناك أيقونة تلفت الانتباه بشكل كبير. إنه غيغيا، الوحيد من بين أبطال كأس العالم 1950 الذي ما زال على قيد الحياة. وبفضل هدف الفوز بنتيجة 2 - 1 الذي سجله في ذلك الوقت ضد البرازيل في مدينة ريو دي جانيرو بات نجم منتخب الأوروغواي السابق خالدا في الذاكرة إلى الأبد.

وكان ابن السادسة والثمانين قد أسكت الحاضرين في ملعب ماراكانا بعدما أضاع على البرازيليين فرصة الظفر باللقب العالمي على أرضهم. وقد أوضح غيغيا: «نهائيات كأس العالم التي ستقام في البرازيل أحيت لدي ذكريات كثيرة بخصوص عام 1950. ستكون النهائيات العالمية المقبلة بالبرازيل رائعة».

وقال فالكه سكرتير عام الاتحاد الدولي للعبة (فيفا): «الأمر السار هو أن اللعبة نفسها ونجومها سيجذبون إليهم الأضواء الآن بعدما كانت هذه الأضواء مسلطة على العمل الجاد والصعوبات وأحيانا على الانتقادات الخاطئة خلال فترة الاستعدادات للبطولة».

وأضاف: «أكبر البطولات والأحداث الرياضية تمثل منصة للفرص العظيمة للدول المضيفة ولكنها تجذب إعجاب مليارات المشجعين في جميع أنحاء العالم».

وسيشارك في القرعة نحو 1300 ضيف و2000 مثل لوسائل الإعلام.

وتنص قواعد القرعة على عدم وقوع أكثر من فريقين أوروبيين في مجموعة واحدة كما تنص على عدم وقوع أكثر من فريق واحد من كل اتحاد قاري آخر في مجموعة واحدة لتجنيب منتخبات القارة الواحدة من المواجهة المبكرة.

وترك الاتحاد الدولي آلية السحب المعتمدة طي الكتمان، لكن كل مجموعة ستضم منتخبا مصنفا إلى جانب البرازيل المضيفة.

والمنتخبات المصنفة في القبعة الأولى هي البرازيل، الأرجنتين، كولومبيا، الأوروغواي، إسبانيا حاملة اللقب، ألمانيا، بلجيكا، سويسرا.

وتضم القبعة الثانية 7 منتخبات راهنا هي تشيلي، الإكوادور، ساحل العاج، غانا، الجزائر، نيجيريا والكاميرون، أي باقي المنتخبات من أميركا الجنوبية والمنتخبات الأفريقية المتأهلة.

أما القبعة الثالثة فتضم الولايات المتحدة، المكسيك، كوستاريكا، هندوراس، اليابان، إيران، كوريا الجنوبية، أستراليا، أي منتخبات كونكاكاف وآسيا.

لكن الأنظار ستتركز على القبعة الرابعة التي تضم 9 منتخبات أوروبية غير مصنفة، هي هولندا، إيطاليا، إنجلترا، البرتغال، اليونان، البوسنة، كرواتيا، روسيا، فرنسا. وسيجري سحب أحدها لينضم إلى القبعة الثانية.

وستوزع المنتخبات الـ32 على 8 مجموعات من 4 منتخبات في الدور الأول، حيث يخوض كل منها ثلاث مباريات، يتأهل على أثرها بطل كل مجموعة ووصيفه إلى الدور الثاني الذي يقام بنظام خروج المغلوب وصولا إلى المباراة النهائية.

وستكون البرازيل في المجموعة الأولى بصفتها الدولة المضيفة.

وذكر الاتحاد الدولي أنه سيضع قبعة منفصلة فيها المنتخبات المصنفة في القبعة الأولى من أميركا الجنوبية، وأحدها سيواجه المنتخب الأوروبي الذي سيسحب اسمه من القبعة الثانية، كي لا تضم أي مجموعة ثلاثة منتخبات من أوروبا.

وأضاف فيفا أنه قد «يقفز» من مجموعة إلى أخرى تفاديا لمواجهة منتخبات من اتحاد قاري واحد (مثلا كي لا تقع تشيلي أو الإكوادور في مجموعة واحدة مع منتخب أميركي جنوبي مصنف).

وتتكاثر الترجيحات قبل القرعة بحثا عن مجموعة حديدية محتملة، قد تضم إحداها البرازيل وفرنسا وإنجلترا واليابان. واعتمد فيفا في تحديد المنتخبات المصنفة، أي البرازيل (البلد المضيف) والأرجنتين وكولومبيا والأوروغواي وبلجيكا وألمانيا وإسبانيا وسويسرا، على تصنيفه الشهري الصادر في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وتطورت القرعة النهائية وتغيرت بشكل كبير على مر العصور، بدءا من البطولة الأولى في عام 1930 بمشاركة 13 منتخبا في منافسة بنظام الجميع ضد الجميع ووصولا إلى الشكل الحالي الذي يشهد حضور 32 منتخبا في حدث كبير من الطراز الرفيع.

واستعان الفرنسي جول ريميه بصبي صغير لسحب قرعة كأس العالم 1938. أما قرعة نسخة 1950، فلم تكن سهلة على الإطلاق حيث اجتمعت السلطات المختصة للنظر في كيفية توزيع المنتخبات الـ13 المشاركة.