المغرب يستقبل أبطال القارات استعدادا لإطلاق كأس العالم للأندية غدا

تنظيم البطولة لعامين متتاليتين خطوة لتأكيد أحقيته باستضافة مونديال 2026

TT

يستضيف المغرب النسخة العاشرة من كأس العالم للأندية لكرة القدم بداية من غدا الأربعاء وحتى 21 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

ويشارك في البطولة أبطال القارات بايرن ميونيخ الألماني بطل أوروبا وأتلتيكو مينيرو البرازيلي بطل أميركا اللاتينية ومونتيري المكسيكي بطل الكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) والأهلي المصري بطل أفريقيا، وغوانغتشو الصيني بطل آسيا وأوكلاند النيوزيلندي بطل أوقيانيا، بالإضافة إلى الرجاء البيضاوي بطل الدوري المغربي صاحب الضيافة.

وعلى الرغم من حداثتها، تكتسي البطولة أهمية كبيرة على الصعيد العالمي كونها تسمح لأبطال القارات الست بالمنافسة على اللقب العالمي بعدما كانت المنافسة تقتصر على بطلي أوروبا وأميركا اللاتينية فيما كان يسمى سابقا الكأس القارية أو الإنتركونتيننتال.

من هنا حرص الاتحاد الدولي على منح الفرصة لأبطال القارات الأخرى لمقارعة بطلي أوروبا وأميركا الجنوبية وعدم الاقتصار على ثنائية المنافسة وإن كانت هذه الثنائية لا تزال قائمة بحكم الامتياز التي يتمتع به بطلا أوروبا وأميركا الجنوبية حيث يستهلان المشوار اعتبارا من دور الأربعة.

ونظمت البطولة للمرة الأولى عام 2000 في البرازيل، بيد أنه لم يكتب لها الاستمرار حيث تمت العودة إلى النظام القديم كأس الإنتركونتيننتال في الأعوام الأربعة التالية قبل أن يعود الفيفا لتنظيم كأس العالم للأندية اعتبارا من عام 2005 وتسلسل في تنظيمها حتى الآن.

وحظيت اليابان بالنصيب الأكبر من الاستضافة حيث نظمت 6 نسخ أعوام 2005 و2006 و2007 و2008 و2011 و2012 ونظمتها الإمارات مرتين عامي 2009 و2010 والبرازيل مرة واحدة عام 2000 وسينظمها المغرب مرتين عامي 2013 و2014.

وفرضت أندية أوروبا وأميركا الجنوبية نفسها في التتويج بالألقاب حيث نالته الأولى 5 مرات مقابل 4 مرات للثانية، ولم ينجح أي فريق من القارات الأخرى في تهديد هذه الأفضلية سوى مازيمبي الكونغولي الديمقراطي الذي لعب نهائي عام 2010 وخسر أمام إنترميلان الإيطالي.

وستكون البطولة فرصة للمغرب لإبراز مؤهلاته قبل التقدم بحملة استضافته لكأس العالم عام 2026.

ويعقد المغرب آمالا كبيرة على مونديال الأندية الذي ستقام مبارياته في مدينتي أغادير ومراكش، لتأكيد أحقيته باستضافة العرس العالمي الذي فشل في استضافته 4 مرات أعوام 1994 و1998 و2006 و2010.

وإذا كان المغرب خسر رهان تنظيم المونديال في المرات الأربع السابقة كون ملف ترشيحه كان يعاب عليه أنه على الورق فقط بالإضافة إلى أن الدول التي حظيت بالشرف على حسابه كانت أفضل منه ناحية البنى التحتية والخبرة في استضافة التظاهرات الرياضية الكبرى (الولايات المتحدة 1994 وفرنسا 1998 وألمانيا 2006 وجنوب أفريقيا 2010)، فإنه في الوقت الحالي يملك نسبة مئوية كبيرة من البنى التحتية اللازمة لاستضافة المنتخبات العالمية، في مقدمتها أربعة ملاعب جديدة من الطراز الرفيع في مدن طنجة وفاس ومراكش وأغادير فضلا عن الملعب الكبير المقرر بناؤه قريبا في مدينة الدار البيضاء دون نسيان ملاعب أخرى تحتاج إلى التجديد فقط في كل من الرباط ووجدة والعيون وسطات والجديدة ومكناس.

واقتصرت خبرة المغرب في السابق في تنظيم البطولات الكبرى على المسابقات القارية من قبيل كأس الأمم الأفريقية عام 1988 وكأس أفريقيا للشباب عام 1997 وكأس أمم أفريقيا للمنتخبات الأولمبية العام الماضي وكأس أمم أفريقيا للناشئين هذا العام، لكنه حولها إلى العالمية من خلال تقدمه بطلب استضافة مونديال الأندية حيث حظي بشرف استضافة النسختين العاشرة والحادية عشرة ليصبح ثاني بلد عربي يستضيف هذا الحدث بعد الإمارات التي نظمته في العاصمة أبوظبي عامي 2009 و2010 وتوج باللقب برشلونة الإسباني وإنترميلان الإيطالي على التوالي.

وكان رئيس الاتحاد الدولي السويسري جوزيف بلاتر قد أعلن بشكل واضح الشهر الماضي أن هذه البطولة «تشكل اختبارا حقيقيا لقدرات المغرب على تنظيم بطولة كأس العالم».

وقال بلاتر «أفريقيا تنتظر دورها عام 2026 بعد كأس العالم في البرازيل 2014 وروسيا 2018 وقطر عام 2022، وآمل أن يكون المغرب أيضا مرشحا لهذا العرس الكروي».

وأوضح بلاتر أنه يحيي في المغرب شجاعته بتقديم طلب تنظيم كأس العالم للأندية عامي 2013 و2014 «لأنه يستحق استضافة تظاهرة عالمية من حجم كبير» بعدما لم يوفق في احتضان كأس العالم للمنتخبات أربع مرات.

من جهته أكد وزير الشباب والرياضة المغربي محمد أوزين أن المغرب سيشهد قفزة نوعية وانتعاشة مهمة خاصة في المجال الرياضي بتنظيمه لمونديال الأندية، وقال: «أكيد أن كأس العالم للأندية التي حظي المغرب بشرف تنظيمها لسنتين متتاليتين ستساهم بشكل كبير في إنعاش الممارسة الرياضية بالبلاد، بل ستكون داعما قويا للمنافسة على تنظيم الأحداث الرياضية العالمية الكبيرة».