المدلج: الخليجيون «شطار» في «الاحتراف الوهمي».. وحان وقت «النشاط العائلي الرياضي»

طالب بتحويل مؤسسات الرياضة والشباب إلى وزارات.. واستبعد رفع العائدات لأندية آسيا

حافظ المدلج خلال الندوة الرياضية في الدوحة
TT

قال الدكتور حافظ المدلج، عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد الآسيوي، إن المعايير التي تطبّقها الأندية الخليجية للدخول في منافسات دوري أبطال آسيا، تبدو «وهمية»؛ لأنه لا يوجد ناد محترف 100 في المائة، والاتحاد القاري لا يمكن أن يتابع كل صغيرة وكبيرة في عملية تحول أندية الخليج إلى كيانات تجارية متطابقة مع متطلبات ومعايير لجنة دوري أبطال آسيا التي تصل إلى 11 معيارا رئيسا.

وأشار المدلج في ندوة رياضية في العاصمة القطرية الدوحة، صباح أمس، على هامش منتدى أهداف الدوحة؛ إلى أن الاحتراف «الورقي» هو الواقع المؤسف لكرة الأندية في الخليج، بدليل أن اللاعبين، خاصة السعوديين منهم، حينما يستلمون الملايين من الريالات جراء توقيعهم عقودا احترافية، ينصدمون «حضاريا»، ويبدأ مسلسل التراجع الأدائي بالنسبة لهم وعدم الاهتمام بقدراتهم وإمكاناتهم، ليعودوا إلى أسوأ نقطة فيما يخص مستواهم الفني. وبيّن أن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لا يمكنه رفع العائدات المالية للأندية الآسيوية المشاركة في بطولاته، وكذلك الحال للمنتخبات القارية التي تنافس في التصفيات والبطولات، مؤكدا أن الاتحاد القاري يحصل على 600 مليون دولار صافي العقد الذي وقعه مع الشركة الراعية، فيما يذهب نحو 150 مليونا كعمولة للشركة المسوقة، و250 مليون دولار تكلفة تشغيل.

وأكد أن 80 في المائة من مداخيل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم من بطولات الأندية تأتي من دوري أبطال آسيا، و15 في المائة من كأس الاتحاد، و3 في المائة من بطولة كأس رئيس الاتحاد، و2 في المائة من بطولة كأس الصالات للأندية. أما على صعيد المنتخبات، فإن المداخيل الخاصة بالاتحاد القاري تأتي 38 في المائة من تصفيات كأس العالم، و32 في المائة من بطولة كأس الأمم الآسيوية، و15 في المائة من بطولة كأس آسيا تحت سن 22 عاما، و5 في المائة من بطولة كأس آسيا للشباب تحت سن 19 عاما، و3 في المائة من بطولة كأس آسيا للناشئين، و3 في المائة من بطولة كأس آسيا للسيدات، و4 في المائة من بطولات مختلفة للفئات السنية للسيدات، و1 في المائة لكرة الصالات.

وأوضح أن مداخيل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بدأت بـ20 مليون دولار في الفترة ما بين 1993 و1997، وارتفعت إلى 60 مليون دولار في الفترة ما بين 1997 و2000، وارتفع العائد إلى 80 مليون دولار في الفترة من 2001 حتى 2004، قبل أن يرتفع إلى 175 مليون دولار في الفترة ما بين 2005 و2008، فيما ارتفع إلى مليار دولار في الفترة من عام 2013 حتى عام 2020.

وكشف عضو لجنة التسويق في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، عن أن الأخير سيحتفل في الفلبين العام المقبل بمناسبة مرور 60 عاما على تأسيسه، وأنه اختار مانيلا؛ لأنها هي من أسست الاتحاد الآسيوي لإقامته فيها في تلك الفترة.

وبيّن أن هناك رغبة جادة من قبل الآسيويين لتطوير كرة القدم وتحسين أداء اللعب للأندية والمنتخبات الآسيوية، وذلك بعد دراسات أكدت أن لعب كرة القدم الحقيقي داخل الملعب لا يتجاوز 52 دقيقة، فيما يلعب الأوروبيون نحو 68 دقيقة في المباراة من أصل 90 دقيقة، وهو رقم يصعب الوصول إليه إلا بعد تطوير وتحسين وتطبيق الاحتراف.

ورأى المدلج أن كرة القدم في منطقة الخليج بحاجة إلى «أسباير» في كل دولة، بل إن السعودية كمثال تحتاج إلى عشرات من الأكاديميات على مستوى «أكاديمية أسباير»؛ كون ذلك سيعزز من صناعة اللاعب السعودي وسيرتقي به وسيكون سببا في تطوير الرياضة السعودية بشكل عام وليس كرة القدم؛ كون «أسباير» ليست كرة قدم فقط بل تضم كافة الألعاب.

وشدد على أنه ليس من المعقول أن يكون في السعودية بمكانتها وقيمتها وحجمها في القارة أكاديمية واحدة للعبة واحدة، وهي تلك الحاضرة في النادي الأهلي، مبينا أن الرياض التي يقطنها نحو 6 ملايين نسمة بحاجة إلى نحو 15 أكاديمية لصقل اللاعبين والارتقاء بهم وتطوير إمكاناتهم، ليكونوا لاعبين مؤهلين وجاهزين حيثما يذهبون.

وطالب عضو المكتب التنفيذي بضرورة تحويل مؤسسات الشباب والرياضة في الخليج إلى وزارات، خاصة في السعودية، مؤكدا أن ذلك هو السبيل لتعزيز الاهتمام وتوفير الدعم المالي الكافي من أجل تحسين وتطوير الرياضة في البلاد.

وأشار إلى أنه حان الوقت لتحويل الملاعب في الخليج إلى أن تكون «نشاطا عائليا»، وليس للأفراد فقط، مؤكدا أن ارتقاء الرياضة وكرة القدم تحديدا في أوروبا يعود إلى أن الملاعب تحوّلت إلى أنشطة عائلية جاذبة وليست طاردة كما يحدث في بعض دول الخليج.

وبيّن أن الاتحاد الآسيوي عبر اجتماع مكتبه التنفيذي في مسقط الشهر المقبل، سيحسم أمر الروزنامة القارية، مشددا على أن المجاملات السياسية تفرض على كرة القدم في كل دولة خليجية إقامة بطولات باتت غير مفيدة، بل إنها مزعجة للروزنامة الخليجية، فضلا عن البطولات العربية وبطولات التضامن الإسلامي وغيرها.