فوزي البنزرتي: الرجاء لن يعجز عن إيقاف بايرن ميونيخ غدا في نهائي مونديال الأندية

المدرب التونسي قال إن تسجيل 3 أهداف في أتليتكو مينيرو البرازيلي «إنجاز خارق»

لاعبو الرجاء المغربي خلال احتفالاتهم بالتأهل إلى نهائي مونديال الأندية (رويترز)
TT

أكد التونسي فوزي البنزرتي، مدرب الرجاء البيضاوي، أن بلوغ فريقه المباراة النهائية لكأس العالم للأندية لكرة القدم أول من أمس لم يكن مجرد صدفة، وذلك عقب فوزه «المستحق» على أتليتكو مينيرو البرازيلي بطل أميركا الجنوبية 1/3.

وقال البنزرتي، في مؤتمر صحافي عقب المباراة «أكدنا أن تأهلنا إلى نصف النهائي لم يكن صدفة. قدمنا مباراة ممتازة جدا في جميع النواحي خاصة الدفاعية، فأتليتكو مينيرو قوي وله لمسات برازيلية وبه لاعبون مميزون، وبالتالي كان من الضروري وضع الخطة المناسبة لإيقاف زحفه».

وكشف البنزرتي أن السر في فوز فريقه هو «التركيز القوي والمعنويات القوية والتكتل والتضامن والضغط على الفريق البرازيلي وحرمانه من تطوير أسلوب لعبه وعدم ترك المساحات. قدم اللاعبون الكثير وأنا سعيد بما قدموه وبتأهلهم إلى المباراة النهائية، وهو إنجاز رائع، علما بأننا خضنا 3 مباريات قوية في مدى 8 أيام». وأكد البنزرتي «ما حققناه شرف للكرة المغربية التي لم تعش مثل هذه الانتصارات منذ فترة طويلة. نحن قادرون على تحقيق الأفضل، فتسجيل ثلاثة أهداف في مرمى فريق كبير مثل أتليتكو مينيرو إنجاز خارق».

وأردف قائلا «كنت أؤمن بحظوظي وحظوظ فريقي عندما تسلمت المهمة، فالرجاء البيضاوي فريق كبير ويملك لاعبين كبارا، وبالتالي لم يكن لدي أي شك في قدرته على تقديم عروض جيدة وبلوغ المباراة النهائية، وأشكر الرجاء البيضاوي على منحي فرصة الوجود معه هنا في العرس العالمي». وتابع «حتى أكون صريحا لم أكن أفكر في المباراة النهائية لأنني بطبعي أخوض مباراة مباراة، ركزنا على المباراة الأولى وكسبنا، والأمر ذاته في الثانية، فيما كانت الثالثة أقوى ودخلناها بنفس العزيمة والطموح وتمكنا من الفوز أيضا». وأشار البنزرتي إلى أن هدفه هو إسعاد الجماهير التي يعود إليها الفضل أيضا في هذا الإنجاز، وقال «لا أفكر في نفسي، أفكر في الجماهير التي تبذل الغالي والنفيس من أجل مساندة الفريق».

وبخصوص المباراة النهائية أمام بايرن ميونيخ، قال البنزرتي «من المؤكد أننا سنبذل مجهودات أكبر، ولذلك يتعين علينا استعادة حيويتنا في اليومين المقبلين، فبايرن ميونيخ فريق كبير ليس مثل الفرق الأخرى، ويشرف على تدريبه مدرب كبير أصبحت بصماته واضحة على أداء الفريق البافاري الذي أصبح يلعب بنفس الأسلوب الذي كان يفرضه غوارديولا عندما كان يشرف على برشلونة». وتابع «سنبذل كل ما في وسعنا لإيقاف بايرن العملاق صاحب الرباعية الموسم الماضي، فالألمان لهم شخصيتهم ويلعبون بواقعية وقتالية، سنحاول حرمانهم من تهديد مرمانا طيلة الوقت وأن نشككهم في أنفسهم، ودائما لدينا الثقة في أنفسنا وفي لاعبينا».

من ناحيته، وصف مدرب أتليتكو مينيرو البرازيلي بطل أميركا الجنوبية كوكا خسارة فريقه أمام الرجاء البيضاوي المغربي 3/1 في نصف نهائي مونديال الأندية لكرة القدم، بـ«المخجلة». وقال كوكا «إنها خسارة مخجلة. لعبنا بطريقة سيئة وارتكبنا بعض الأخطاء وتحديدا في خط الهجوم، وفشلنا في الاحتفاظ بالكرة، وأهدرنا الكثير من الفرص»، مضيفا «أسعدنا الجماهير لمدة عامين، لكننا خيبنا آمالهم هذه المرة. لم نظهر بمستوى الفريق الذي توج بليبرتادورس، وهذا مخجل. وأتقدم بالاعتذار إلى جماهير النادي. نحن مطالبون بمصالحتهم في الدوري المحلي ودوري أبطال أميركا الجنوبية والعودة هنا مرة أخرى». وتابع «أحيانا لا يحترم اللاعبون التعليمات التي يأمر بها المدرب، وبالتالي نحصد الهزيمة. دخل مرمانا هدف من هجمة مرتدة، والثاني من ركلة جزاء، والثالث في الوقت الذي كنا نبحث فيه عن التعادل. أعتقد أننا لم نحسم النتيجة في الشوط الأول. شرحنا إلى اللاعبين ما يتعين عليهم فعله لكن الأمر كان مختلفا على أرضية الملعب». وقال «يجب أن نرفع رؤوسنا بسرعة. لا يزال ينتظرنا الكثير من العمل. كما يجب أن نضع في الاعتبار أن الفرق الجيدة لا تفوز دائما ولكن من الممكن أن تخسر أمام فرق من فئات أخرى، وقد فوجئ الجميع بالأهداف الثلاثة التي سجلها الرجاء البيضاوي».

وحقق الرجاء البيضاوي المغربي أحد أفضل الإنجازات في تاريخه وتاريخ كرة القدم المغربية، ببلوغه المباراة النهائية لكأس العالم للأندية التي تستضيفها بلاده حتى بعد غد السبت. صحيح أن الرجاء البيضاوي يملك سجلا ناصعا من الألقاب المحلية والقارية بينها ثلاث كؤوس في مسابقة دوري أبطال أفريقيا، إلا أن ما حققه حتى الآن في مونديال الأندية يعتبر إنجازا فريدا من نوعه بالنظر إلى الظروف التي كان يعاني منها قبل أسبوعين من انطلاق العرس العالمي وإلى الخصوم التي واجهها حتى الآن.

لم يكن أشد المتفائلين يتوقع بلوغ الرجاء البيضاوي المباراة النهائية سواء من الجماهير والمراقبين المحليين أو حتى الخبراء الدوليين. فالرجاء البيضاوي دخل البطولة في حالة مزرية بعد فشله في الفوز في 4 مباريات متتالية محلية خسر خلالها نهائي الكأس المحلية وأقيل مدربه محمد فاخر الذي يعود إليه الفضل في وجوده في المونديال كونه قاده في أول موسم له معه إلى لقب الدوري المحلي.

لكن «النسور الخضر»، مثلما يطلق عليهم في المغرب، أبلوا البلاء الحسن في المونديال «المصغر» ونالوا احترام وتقدير وإشادات العالم بأسره بفضل المستوى الرفيع الذي قدموه خلال هذه البطولة، فبعد أن أزاحوا أوكلاند سيتي النيوزيلندي صاحب الخبرة في العرس العالمي (5 مشاركات) بالفوز عليه 1/2، وقفوا ندا عنيدا أمام مونتيري المكسيكي بطل الكونكاكاف في الأعوام الثلاثة الأخيرة، وصاحب المركز الثالث في مونديال 2012، ثم أطاحوا بأتليتكو مينيرو البرازيلي بطل أميركا الجنوبية بنجومه المحنكين رونالدينهو وجو وجوسوي. وتأكيدا لتألق الرجاء، فقد اختير لاعبوه الأفضل في المباريات الثلاث التي خاضوها حتى الآن، وهم القائد محسن متولي في المباراة الأولى، وحارس المرمى خالد العسكري في الثانية، والمهاجم محسن ياجور في الثالثة.

وأعاد الرجاء البيضاوي إلى الأذهان تألق كرة القدم المغربية في مونديال 1986 عندما بلغ «أسود الأطلس» الدور الثاني كأول منتخب عربي وأفريقي يحقق هذا الإنجاز، قبل أن يخسروا أمام ألمانيا في الدور الثاني بهدف قاتل في الدقيقة 87 سجله لوثار ماتيوس، وكذلك إنجاز مونديال الشباب عام 2005 في هولندا عندما بلغوا دور الأربعة قبل أن ينهوه في المركز الرابع بخسارة أمام البرازيل 2/1. وبات الرجاء كذلك أول فريق غير بطل في قارته يبلغ النهائي. ودخل الرجاء البيضاوي التاريخ من بابه الواسع وبات أول فريق عربي يبلغ المباراة النهائية للعرس العالمي، علما بأنه يخوض غمار البطولة للمرة الثانية فقط، بعد الأولى في النسخة الأولى عام 2000 في البرازيل عندما مني بثلاث هزائم متتالية أمام كورينثيانز البرازيلي وريال مدريد الإسباني والنصر السعودي. كما أن الرجاء البيضاوي أصبح ثاني فريق يخرق السيطرة الأميركية الأوروبية على المباراة النهائية للعرس العالمي، وثاني فريق من القارة السمراء بالتحديد بعد مازيمبي الكونغولي الديمقراطي الذي أزاح فريقا برازيليا في نسخة عام 2010 هو إنترناسيونال 2/صفر، قبل أن يخسر أمام إنتر ميلان الإيطالي صفر/3 في المباراة النهائية.

كما أن الرجاء البيضاوي أصبح ثاني فريق يخرق السيطرة الأميركية الأوروبية على المباراة النهائية للعرس العالمي، وثاني فريق من القارة السمراء بالتحديد بعد مازيمبي الكونغولي الديمقراطي الذي ازاح فريقا برازيليا في نسخة عام 2010 هو انرتناسيونال 2-صفر، قبل أن يخسر أمام إنتر ميلان الإيطالي صفر-3 في المباراة النهائية. وهذا هو الفوز الثالث على التوالي للرجاء البيضاوي في 6 مباريات في البطولة حتى الآن، حيث عادل الرقم القياسي في عدد الانتصارات العربية التي حققها الأهلي المصري بطل أفريقيا في 12 مباراة في 5 مشاركات. وفي ما يخص مباراة تحديد المركزين الخامس والسادس، أكد مدرب الأهلي المصري بطل أفريقيا محمد يوسف أن فريقه يدفع ثمن توقف النشاط الكروي في مصر بعد الخسارتين المتتاليتين في النسخة العاشرة من مونديال الأندية لكرة القدم المقام حاليا في المغرب. وقال يوسف في مؤتمر صحافي عقب الخسارة المذلة لفريقه أمام مونتيري المكسيكي بطل الكونكاكاف 5/1 في مباراة تحديد المركز الخامس «ندفع فاتورة غياب توقف النشاط الكروي في مصر، بعدما دفع المنتخب المصري الفاتورة قبلنا» في إشارة إلى فشل المنتخب المصري في التأهل إلى مونديال البرازيل 2014 عقب الخسارة المذلة أيضا أمام غانا 6/1 في ذهاب الدور الحاسم من التصفيات الأفريقية. وأضاف «ما حققناه في الموسمين الأخيرين من خلال التتويج باللقب القاري يعتبر استثناء، لكن عيوبنا ظهرت في البطولة الحالية».

وفشل الأهلي المصري بطل أفريقيا في فك عقدة مونتيري المكسيكي بطل الكونكاكاف بخسارته المذلة أمامه 5/1 الأربعاء في مراكش، في مباراة تحديد المركز الخامس للنسخة العاشرة من مونديال الأندية لكرة القدم المقام حاليا في المغرب. وسجل الأرجنتينيان نيري كاردوزو (3) وسيزار دلغادو (22 و65) وليوباردو لوبيز (27) والتشيلي هومبرتو سوازو (45 من ركلة جزاء) أهداف مونتيري، وعماد متعب (8) هدف الأهلي.