أكدت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» رغبة أحمد عسيري، مدافع فريق الاتحاد، في السير على خطى زميله لاعب المحور سعود كريري، والرحيل عن النادي، نظرا للأوضاع غير المستقرة والأزمة المالية القابع فيها، مشيرة إلى أن هناك خلافا نشب بين الإدارة الاتحادية وعسيري تتعلق بمستحقاته المالية التي لم يتسلمها؛ مما دفع الإدارة إلى إعطاء الضوء الأخضر للاعب للإعارة في حال توافر عرض مجز يعود بالفائدة على الطرفين.
وكشفت المصادر عن تقدم الإدارة الشبابية لنظيرتها في نادي الاتحاد بعرض للاستفادة من خدمات عسيري بنظام الإعارة لموسم رياضي واحد؛ الأمر الذي أرجأته الإدارة الاتحادية للدراسة والنقاش، والتردد في اتخاذ أي قرار حياله؛ تجنبا لرد فعل جماهيري غير مسبوق بعد الانتقادات الواسعة التي طالتها، تزامنا مع رحيل سعود كريري عن الفريق، والغضب العارم الذي خيم على الجماهير الاتحادية.
بينما أصر زملاء اللاعبين على إقامة احتفالية بكريري في ملعب التدريبات غدا الاثنين، تزامنا مع بدء التدريبات عقب الإجازة التي منحها الجهاز الفني للاعبين لمدة يومين، تكريما لمشوار اللاعب الطويل مع الفريق، وليتسنى لهم توديعه؛ الأمر الذي نال ترحيب إدارة الكرة والجهاز الفني للفريق بالفكرة، ومن المتوقع أن يغادر كريري إلى مدينة الرياض خلال الساعات القليلة المقبلة لتوقيع عقد احتراف مع نادي الهلال يمتد لموسمين ونصف الموسم بمبلغ يقارب 6 ملايين ونصف المليون ريال في الموسم.
وأوضحت المصادر أن هناك تحركات لوكيل أعماله ناصر النعيمي؛ لرفع القيمة المالية للعقد تزامنا مع إبداء الفريق النصراوي رغبته في التوقيع مع اللاعب، ورفع سقف العرض المقدم لكريري؛ مما أوقع اللاعب في حيرة من أمره، خصوصا في ظل اتفاقه المسبق مع شخصية هلالية قبل المواجهة الماضية أمام الفيصلي، موضحا أن كريري بات على بعد خطوات من التوقيع رسميا لصفوف الفريق الأزرق وارتداء شعاره، تزامنا مع مواجهة الفريق الهلالي المقبلة أمام الاتفاق في الدوري، علما بأن الأهلي أسر لموثوقين برغبته في اللاعب.
من جهة أخرى، نفى المهاجم فهد المولد أن يكون حديث خالد المعجل، مدير الكرة بنادي الشباب، معه بشأن تقديم عرض له، منوها بأن الأمر لا يتجاوز توجيه النصح من المعجل، الأمر الذي فهم بطريقة خاطئة من قبل ناصر المحمادي، مدير الكرة بفريق الاتحاد. وكان المحمادي قد ظهر عبر وسائل الإعلام بعد المباراة، مستغربا تصرفات المعجل، ومساعد مدرب فريق الشباب، خلال حديثهما مع لاعبي فريقه فهد المولد وأحمد عسيري ومفاوضتهما، منوها بتقديم أحدهما عرضا لأحد اللاعبين، مطالبا بوقفة أعضاء الشرف بالنادي والإبقاء على نجوم الفريق.
في المقابل، قال المدافع أحمد عسيري إنه لاعب اتحادي يرتبط بعقد مع النادي يمتد إلى سنة وثمانية أشهر متبقية، مبينا أنه لا يلتفت إلى أي أحاديث تتعلق برحيله من عدمه، وتركيزه منصب حاليا داخل الملعب، وبقية الأمور يتم بحثها مع وكيل أعماله، الذي لم يتحدث معه في أي عرض لأي ناد، مشيرا إلى أن إدارة النادي هي التي تملك الخيار في استمراره أو رحيله. وأضاف «كنا كلاعبين نبحث عن الفوز في المواجهة التي جمعتنا بالشباب، من أجل إهداء الانتصار لسعود كريري لتكون وداعية له».
من جهة أخرى، تعتزم الإدارة الاتحادية الرفع للرئاسة العامة لرعاية الشباب خلال الساعات القليلة المقبلة الموعد المقترح لعقد الجمعية العمومية للنادي بعد تحديد الموعد الأنسب مع صناع القرار بالبيت الاتحادي، ومن المنتظر أن يكون في 7 أو 8 من شهر يناير (كانون الثاني) المقبل.
على صعيد منفصل، طالب عدد من شرفيي نادي الاتحاد بتدخل الرئيس العام لرعاية الشباب لوضع حد لتصرفات عادل جمجوم، الرئيس المكلف بإدارة النادي، والتجاوزات اللفظية خلال أحاديثه الإعلامية.
من جانب آخر، أعلن المستشار مدحت قاروب، عضو شرف النادي، أن مسألة ترشيح نفسه لرئاسة الاتحاد تعتمد على أمر واحد هو إيجاد الدعم المالي للنادي قبل التقدم بالترشيح، حيث قال إنه يسعى - حاليا - لإيجاد راع كبير للنادي لدعم مسألة ترشحه قبل الخوض في انتخابات الرئاسة، مشيرا إلى أن وضع الاتحاد الحالي صعب من نواح عدة مثل المالية، والإدارية، والفنية، ويمكن حل الأخيرتين؛ لكن الوضع المادي هو العقبة الكبرى أمام تسيير أمور النادي بشكل جيد. وأضاف «الإدارة الحالية برئاسة المكلف عادل جمجوم تبذل جهودا كبيرة من أجل مصلحة النادي؛ لكن العقبات التي واجهتها صعبت عليها تعديل الوضع في النادي».
وحول استغناء الإدارة الحالية عن عدد من نجوم الفريق الأول، قال «الأزمة المادية الصعبة أجبرتهم على ذلك؛ لكن يجب ألا تقف الإدارة مكتوفة الأيدي، ولا بد لها من البحث عن حل لعودة الفريق إلى ما كان عليه من خلال منافسته على البطولات».