بايرن يحطم حلم الرجاء ويتوج عامه الأسطوري بكأس المونديال

غوارديولا ينتقد أداء لاعبيه رغم الثنائية.. والبنزرتي يهاجم نظام البطولة

جانب من تتويج بايرن ميونيخ بكأس العالم للأندية أول من أمس في المغرب
TT

انتقد الإسباني بيب غوارديولا مدرب بايرن ميونيخ الألماني لاعبيه رغم الفوز 2 - صفر على الرجاء البيضاوي المغربي في نهائي كأس العالم للأندية لكرة القدم أول من أمس. وأحرز بايرن بطل أوروبا هدفين مبكرين ليتقدم 2 - صفر في منتصف الشوط الأول لكن غوارديولا انتقد فريقه لعدم صنع المزيد من الفرص.

وقال غوارديولا الذي أحرز لقب كأس العالم للأندية مرتين سابقتين مع برشلونة الإسباني في 2009 و2011 «بدأنا اللقاء جيدا ولعبنا بشكل جيد جدا في أول نصف ساعة لكن بعد هذا نسي الفريق أن يهاجم». وأضاف: «ليس من السهل أن يلعب المرء أمام فريق لا يعرفه جيدا عندما يكون متقدما 2 - صفر». وتابع: «يجب أن نلعب حتى الدقيقة الأخيرة وهذا ما يتطلبه عملنا. مررنا الكرة جيدا لكن دون الكثير من التصميم على صنع فرص».

وأشاد غوارديولا بيوب هينكس المدرب السابق للفريق الذي قاد بايرن للفوز بلقبي الدوري والكأس في ألمانيا إضافة إلى دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي.

وقال المدرب الإسباني «هذا اللقب يخص يوب وفريقه بشكل أكبر منا». وهذا اللقب الخامس لبايرن في 2013 بعدما فاز الفريق أيضا بكأس السوبر الأوروبية على حساب تشيلسي الإنجليزي في أغسطس (آب) الماضي. كما استمرت هيمنة الأندية الأوروبية على كأس العالم للأندية بعدما أحرزت اللقب للمرة السادسة في آخر سبع بطولات بينما فاز بها كورنثيانز البرازيلي العام الماضي. وكان بايرن أحرز لقب كأس الإنتركونتيننتال مرتين من قبل عامي 1976 و2001.

أكد التونسي فوزي البنزرتي أن خسارة فريقه الرجاء البيضاوي بطل المغرب بهدفين نظيفين أمام بايرن ميونيخ الألماني في نهائي مونديال الأندية لكرة القدم مشرفة، مطالبا بإعادة النظر في نظام البطولة. وقال البنزرتي في مؤتمر صحافي عقب النهائي: «أعتقد بأن الخسارة بهدفين نظيفين أمام بايرن ميونيخ مشرفة، قلت دائما بأن بايرن ميونيخ هو أحد أفضل الفرق في العالم ولديه مدرب كبير (الإسباني جوزيب) غوارديولا، وبالتالي فإن الخسارة بهذه النتيجة تعتبر مشرفة وإيجابية بالنظر إلى الفوارق الكبيرة بين الفريقين وإلى العرض الذي قدمناه أمام بطل أوروبا خصوصا في الشوط الثاني».

وأضاف: «كنا نعرف بأن المهمة ستكون صعبة أمامه لكننا كنا دائما مؤمنين بإمكانياتنا وحظوظنا وقدراتنا، لم يحالفنا الحظ في حرمانهم من اللعب، نجحنا أحيانا ولم ننجح أحيانا أخرى، وللأسف دخل مرمانا هدف من كرة ثابتة رغم أنني تحدثت مع اللاعبين في هذه المسألة وطالبتهم بضرورة التركيز». وتابع: «لم يظهر اللاعبون بمستوى جيد في الشوط الأول، ولم يلعبوا بقتالية ولم يكونوا حاضرين في أرضية الملعب، كانوا مرتبكين ربما بسبب صعوبة الاختبار في مباراة نهائية أمام فريق عملاق وربما بسبب الجمهور الغفير وربما تواجد الملك»، في إشارة إلى حضور العاهل المغربي محمد السادس للمباراة.

وأردف قائلا: «كانت هناك نقاط سلبية كثيرة في الشوط الأول وعمدنا إلى تصحيحها في الاستراحة ولذلك ظهرنا بمستوى أفضل في الشوط الثاني ولعبنا بحدة أكثر وبقوة وقتالية، حاولنا بكل شيء حتى أنه كان بإمكاننا تقليص الفارق في أكثر من مناسبة. كنا نرغب أن نتوج باللقب ولكننا لم نقدر عليهم ولم ننجح». وأوضح البنزرتي أن بايرن ميونيخ يستحق الفوز باللقب لأنه الفريق الأفضل عالميا: «لكننا أثبتنا بأننا أقوى فريق عربي وأفريقي من خلال النتائج التي حققناها وهي نتائج مشرفة جدا». من جهة أخرى، طالب البنزرتي الاتحاد الدولي بإعادة النظر في نظام البطولة الذي يمنح الأفضلية إلى فرق أوروبا وأميركا اللاتينية. وقال: «ليس عدلا أن يلعب فريق مباريات أكثر من الفريق الآخر. نعرف بأن قرعة البطولة موجهة من أجل الفرجة والفرق الأفضل والتي تخوض نصف النهائي والنهائي فقط». وأضاف: «من غير المعقول أن يلعب فريق 4 مباريات في 10 أيام وفريق آخر مباراة واحدة» في إشارة إلى الرجاء البيضاوي الذي واجه أوكلاند سيتي النيوزيلندي في الدور الأول ومونتيري المكسيكي في ربع النهائي واتليتيكو مينيرو البرازيلي في نصف النهائي، فيما لعب بايرن ميونيخ مباراة واحدة أمام غوانغجو الصيني في نصف النهائي. وأشار إلى أن بايرن ميونيخ استفاد من يوم راحة إضافي مقارنة مع الرجاء البيضاوي، كون الفريق الألماني خاض دور الأربعة الثلاثاء الماضي، فيما لعب الرجاء الأربعاء، معربا عن أمله في مراجعة نظام البطولة وجعل حظوظ جميع الفرق متساوية. وبحسب نظام البطولة، يتأهل بطل كل من القارتين الأميركية الجنوبية والأوروبية إلى نصف النهائي مباشرة، فيما يلعب أبطال آسيا أفريقيا اعتبارا من ربع النهائي، ويخوض بطل أوقيانيا الدور الأول ضد ممثل البلد المضيف.

وتطرق البنزرتي إلى الرهان الذي ينتظر فريقه في الدوري المحلي حيث يحتل المركز التاسع مع مباراة مؤجلة، وقال: «يجب العودة إلى الأرض والاستيقاظ من الحلم، سنبذل كل ما في وسعنا من أجل تحضير اللاعبين للاستحقاقات المقبلة وخصوصا الدوري المحلي من أجل الفوز باللقب والتواجد في مونديال الأندية المقرر في المغرب أيضا العام المقبل».

وتوج بايرن ميونيخ الألماني عامه الأسطوري بلقب بطولة كأس العالم للأندية لكرة القدم إثر فوزه الثمين 2 - صفر على الرجاء البيضاوي المغربي أول من أمس السبت في المباراة النهائية للبطولة التي أسدل الستار على فعالياتها اليوم في مدينة مراكش المغربية. وانتزع بايرن لقبا جديدا ليكون ختاما رائعا لأفضل عام في تاريخ النادي البافاري كما توج بلقبه الأول في بطولات كأس العالم للأندية من خلال أول نسخة للبطولة تقام بالمغرب. وأنهى بايرن مغامرة الرجاء الذي حقق إنجازا تاريخيا ببلوغه المباراة النهائية للبطولة ليكون أول ناد عربي يحقق هذا الإنجاز وثاني ناد فقط من خارج أوروبا وأميركا الجنوبية يصل للمباراة النهائية في مونديال الأندية حيث سبقه فريق مازيمبي الكونغولي بطل أفريقيا السابق والذي بلغ النهائي أمام إنتر ميلان الإيطالي في 2010 وخسر صفر - 3 أمام إنتر. ولكن يظل الرجاء هو أول فريق يصل لنهائي البطولة رغم مشاركته كممثل للدولة المضيفة وليس كبطل لأحد الاتحادات القارية الستة. وحسم بايرن المباراة في شوطها الأول عبر هدفين سجلهما المدافع البرازيلي دانتي واللاعب الإسباني تياجو ألكانتارا في الدقيقتين السابعة و22. وأكد بايرن مكانته كأفضل أندية العالم في 2013 من خلال الفوز بلقب هذه البطولة ليكون الخامس له في عام 2013. وأحرز بايرن ثلاثيته التاريخية (دوري وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا) في الموسم الماضي بقيادة مديره الفني السابق يوب هاينكس الذي ترك الفريق واعتزل التدريب بنهاية الموسم الماضي ليخلفه الإسباني جوسيب غوارديولا الذي قاد بايرن للفوز بكأس السوبر الأوروبي وحافظ على سجل الفريق خاليا من الهزائم في الدوري الألماني (بوندسليجا) حتى الآن.

كما فاز غوارديولا بلقب مونديال الأندية اليوم ليكون الثالث له في تاريخ مشاركاته بالأندية حيث سبق له الفوز باللقب في عامي 2009 و2011 عندما كان مديرا فنيا لبرشلونة الإسباني. وأحرز غوارديولا أيضا اللقب الثاني له من ثلاثة ألقاب نافس عليها منذ توليه قيادة بايرن قبل بداية الموسم حيث توج من قبل بلقب كأس السوبر الأوروبي بالفوز على تشيلسي الإنجليزي ولكنه خسر كأس السوبر الألماني أمام بوروسيا دورتموند. كما رفع غوارديولا رصيده من الألقاب في مسيرته التدريبية إلى 16 لقبا حيث قاد برشلونة إلى 14 لقبا في مختلف البطولات التي خاضها على مدار أربع سنوات مع الفريق وكان لقبه أول من أمس هو الثاني مع بايرن. ولم يكن غريبا أن يتوج بايرن بلقب فريق العام في ألمانيا قبل خوض هذه البطولة بعد كل هذه الإنجازات في 2013 ولكنه يستحق الآن لقب أفضل فريق في العالم لعام 2013 بعد التتويج باللقب العالمي.

واصطدم بايرن بطموحات الرجاء الذي يشارك في مونديال الأندية للمرة الأولى بنظامها الحالي بعدما شارك في البطولة التي أقيمت عام 2000 والتي شهدت مشاركة فرق عدة لم تتوج باللقب في قاراتها. وخسر بايرن ثلاث مباريات رسمية فقط على مدار عام 2013 وكانت أمام آرسنال ومانشستر سيتي الإنجليزيين في دوري أبطال أوروبا وبوروسيا دورتموند في كأس السوبر الألماني بينما لم يتعرض الفريق لأي هزيمة في البوندسليغا. وفي المقابل، فجر الرجاء المفاجأة تلو الأخرى في طريقه إلى النهائي حيث عبر فريق أوكلاند سيتي في الدور الأول ثم فاز على مونتيري المكسيكي 2 - 1 في الدور الثاني وعلى أتلتيكو مينيرو في الدور قبل النهائي. وبدأت المباراة بضغط هجومي متوقع من بايرن ولكنه اصطدم في الدقائق الأولى بدفاع صلد ومنظم من الرجاء. واختير مهاجم بايرن ميونيخ الألماني بطل أوروبا الدولي الفرنسي فرانك ريبيري أفضل لاعب في النسخة العاشرة لمونديال الأندية لكرة القدم. وتألق ريبيري في مباراتي فريقه في البطولة وتحديدا في المباراة الأولى أمام غوانغجو الصيني بطل آسيا حيث سجل أحد الأهداف الثلاثة لفريقه.

ونال ريبيري الكرة الذهبية متقدما على زميله في الفريق البافاري القائد فيليب لام صاحب الكرة الفضية، فيما عادت الكرة البرونزية لمهاجم الرجاء البيضاوي المغربي محسن ياجور صاحب هدفين في البطولة. وعادت جائزة اللعب النظيف للفريق البافاري الذي توج بلقب البطولة.