الأمير نواف بن فيصل: سأحمي العقود الاستثمارية في قطاع الرياضة.. والتعصب «أبعد» المصارف عن الأندية

قال خلال «ملتقى المسؤولية الاجتماعية» إن مكتبه يغص بمئات الشكاوى ضد الإعلام

الأمير نواف بن فيصل يسلم الزميل عبد العزيز الغيامة درع تكريم «الشرق الأوسط»
TT

كشف الأمير نواف بن فيصل بن فهد، الرئيس العام لرعاية الشباب، خلال حفل ملتقى المسؤولية الاجتماعية الذي رعاه أول من أمس في العاصمة الرياض عن اهتمامه شخصيا بحماية العقود التي ترغب الشركات الاستثمارية في توقيعها مع الأندية السعودية أو الاتحادات الرياضية بهدف الشراكة الاستثمارية من الجانبين، مشددا على أنه مستعد ليكون شاهدا على كل عقد يوقع في حال أرادوا ذلك.

وأشار الأمير نواف بن فيصل، خلال حديثه أثناء الملتقى، إلى أن «التعصب» أسهم في ابتعاد المصارف البنكية عن الاستثمار في الأندية السعودية، مدللا على ذلك بقصة كان شاهدا عليها حينما كان مسؤولا عن إدارة الاستثمار والخصخصة في الرئاسة العامة لرعاية الشباب قبل سنوات، حيث «اقترب مصرف سعودي من الاستثمار في ناد جماهيري، وحينما لم يبق سوى التوقيع بدأ هذا المصرف في المماطلة في التوقيع، قبل أن يبلغنا والمسؤولين عن النادي بأنه سيتراجع عن توقيع العقد بسبب تهديدات من كبار العملاء بسحب أموالهم من حساباتهم في هذا المصرف في حال وقعوا عقودا مع النادي الذي لا ينتمون إليه».

وبين الرئيس العام لرعاية الشباب أن السبب في ذلك يعود إلى الفكرة السلبية السائدة لدى بعض المتعصبين حتى لو كانوا أثرياء، مشددا على أن الإعلام الرياضي وانتقاداته اللاذعة السبب في تزايد التعصب والاحتقان الحاضر من المشجعين. وأضاف «لا يمكن لأي شركة استثمارية ترغب في وضع أموالها في صندوق الرياضة للاستثمار أن تفعل ذلك ما دام بإمكان أي ناقد توجيه التهم والشكوك وسوء الظن ضد المستثمرين في ظل أنه لا رادع لهؤلاء النقاد.

وشدد الأمير نواف بن فيصل على أنه ليس من المنطق أن تستمر بعض القضايا الإعلامية محل نظر لأكثر من عامين في حال تقدم أحد بشكاوى رسمية ضد مؤسسات إعلامية أو نقاد تجاوزوا الخطوط الحمراء. وكشف الأمير نواف بن فيصل عن أنه يحتفظ في مكتبه بمئات الشكاوى المقدمة من مسؤولين وعاملين في الشركات المستثمرة في الرياضة ضد إعلاميين ومؤسسات، وأن هروب الشركات الاستثمارية كان بسبب البيئة الرياضية الطاردة جراء التجاوزات الإعلامية الواضحة أخيرا.

وأعلن الرئيس العام لرعاية الشباب عن استحداث إدارة مستقلة في رعاية الشباب باسم إدارة المسؤولية الاجتماعية، وذلك بهدف التنسيق والمتابعة وتنظيم وتفعيل كل ما يخص هذا الشأن مستقبلا ليكون مساعدا للاتحادات الرياضية السعودية وللأندية في طرق أبواب جديدة وواسعة مستقبلا.

وكانت جلسات الملتقى قد تواصلت خلال يومين ماضيين في مجمع الأمير فيصل بن فهد الأولمبي بالرياض والغرفة التجارية، حيث ناقشت الجلسة الثالثة موضوع قطاع الأعمال والمسؤولية الاجتماعية تجاه الشباب، وتحدث فيها رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالرياض الدكتور عبد الرحمن الزامل، ورئيس لجنة شباب وشابات الأعمال بغرفة مكة المكرمة هشام كعكي، ونائب المدير العام لبرامج المواطنة بشركة «مايكروسوفت العربية» الدكتور ممدوح نجا، وأدار الحوار رئيس دائرة المسؤولية الاجتماعية بالبنك الأهلي التجاري المهندس محمود تركستاني.

بينما ركزت الجلسة الرابعة على موضوع قطاع الإعلام والمسؤولية الاجتماعية، وأدارها المستشار الإعلامي والأستاذ المشارك بقسم الإعلام في كلية الآداب بجامعة الملك سعود الدكتور حمزة بيت المال، وتحدث فيها كل من رئيس الجمعية السعودية للإعلام والاتصال الدكتور فهد الطياش، وأستاذ كرسي اليونيسكو للإعلام المجتمعي الدكتور عبد الله الحمود، والمستشار الإعلامي بوزارة التربية والتعليم الدكتور عبد الله الطاير، حيث أشار الطياش أولا خلال ورقة العمل التي قدمها إلى تعريفات المسؤولية الاجتماعية والقراءة الإعلامية لها وتطرق إلى مجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة للمسؤولية الاجتماعية، مشددا على أهمية الالتزام المستمر من شركات الأعمال بالتصرف أخلاقيا والمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والعمل على تحسين نوعية الظروف المعيشية للقوى العاملة وعائلاتهم والمجتمع المحلي والمجتمع ككل. فيما أوضح الدكتور عبد الله الطاير أن هناك عددا كبيرا من التعريفات للمسؤولية الاجتماعية، مستعرضا العديد من الأمثلة في ما يخص دور الإعلام في المسؤولية الاجتماعية وكيفية توجيهه في العديد من المواقف للمصلحة العامة والعكس.

وقدم الطاير إحصائيات خاصة حول الشبكات الاجتماعية «تويتر» و«فيس بوك» كعدد المستخدمين والمواقع الأكثر زيارة في كلا الجانبين وأكثر الصفحات انتشارا، مؤكدا أن الحسابات الموجودة في «تويتر» قد تكون وهمية، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنها جزء من اللعبة وأن هناك من يديرها بشكل احترافي.