بات النصر فريقا لا يقهر؛ سبعة انتصارات متتالية على صعيد دوري عبد اللطيف جميل السعودي للمحترفين، منها أربعة على فرق: الهلال والشباب والاتحاد والأهلي.. سجلاته نظيفة من الخسارة. ثلاثة تعادلات اعترت مسيرته في مبارياته الـ15 التي خاضها حتى الآن، وحقق فيها 13 انتصارا قادته لاعتلاء صدارة الدوري وبفارق أربع نقاط عن أقرب منافسيه (الهلال).
«النصر» القادم للمنافسة بقوة على لقب الدوري بعد سنوات من الغياب والابتعاد جاوزت 15 عاما منذ تحقيقه لقبه الأخير في موسم 1994 / 1995؛ ظهر هذا الموسم بصورة فنية مغايرة.
«الشرق الأوسط» تقدم فريق النصر عبر ميزانها الفني بصحبة خبراء فنيين أكدوا اختلاف حال فريق النصر من فريق منكسر ومهزوز إلى فريق بات يعشق الانتصار ويتقن لغة الفوز ويكره مسمى الخسارة.
البداية كانت مع تركي السلطان، المدرب السعودي والمحلل الفني التلفزيوني في القناة الرياضية السعودية، الذي قال: «فريق النصر يسير بخطوات جيدة فنيا ونتائجيا وعلى مستوى العناصر والاستعداد لمواجهة الظروف القادمة في الدوري من خلال الإصابات أو الإيقافات أو التعرض لمشكلات فنية على صعيد اللاعبين؛ فكل هذه الظروف، بات النصر مستعدا لها من خلال كثير من المباريات التي لعبها، خصوصا المباريات التي يكون فيها متأخرا ثم يعود لتحقيق الفوز، كمباراتي الشباب والأهلي. أيضا الإصابات شاهدنا النصر يغيب عنه العنزي وحسين وغالب وعطيف وعبد الغني وشراحيلي وإلتون ورفاقه البرازيليون، ومع ذلك تجاوز النصر مباريات مهمة وقدم فيها المستوى والنتيجة»، مضيفا: «فيما يخص نسبة تحقيقه الدوري، أعتقد أن الفارق النقطي ليس كبيرا جدا في عالم النقاط الثلاث، وبالنسبة لي تحقيق النصر بطولة الدوري مع نسبة تحقيق الهلال للبطولة أراها متساوية، خصوصا أننا في الجولة الـ15، فإمكانية التعثر لكل فريق واردة، لكن ما زال النصر يسير بالطريق الصحيح».
وعن ظهور النصر هذا الموسم بشكل مختلف وهل يعود ذلك للإدارة أم المدرب، قال السلطان: «كلاهما، فالمدرب يملك فكرا فنيا عاليا استطاع معرفة جميع القدرات الموجودة للاعبين، ورفع قدرات اللاعبين أصحاب القدرات المتوسطة، وحافظ على نجومية عناصره. كارينيو جعل النصر يستفيد من كافة لاعبيه. أيضا الإدارة أسهمت في جلب كثير من اللاعبين، مثل يحيى الشهري ومحمد نور وعبده عطيف وحسن الراهب وعبد الرحيم جيزاوي، وحتى على مستوى الأجانب محمد حسين وإلتون والآن عماد الحوسني؛ فكل هذه أمور تحسب للإدارة التي وفرت كل الإمكانات للمدرب الذي استغلها بصورة جيدة وتمكن من اللعب بأكثر من تكتيك وتشكيلة». وفيما يخص تبعثر أوراق النصر في حال تعرضه لخسارة قادمة، قال السلطان: «لا أعتقد ذلك، ليس بالضرورة أن الأوراق ستتبعثر في حال خسارة الفريق؛ لأنه أولا لم يجرب هذه الحالة هذا الموسم حتى نستطيع الحكم بذلك، وإن تعثر لا بد من أن نشاهد الفريق بعد ذلك، لكن كل المؤشرات الفنية الأولية تؤكد أنه لا يوجد ارتباط بين خسارة وتعثر؛ لأن نوعية اللاعبين في النصر قادرة على التعامل مع كل الظروف بخبرتهم، مثل عبد الغني ومحمد حسين ونور وعطيف والعنزي وغالب».
وأضاف: «بالتأكيد الإدارة والمدرب لديهم كل الاحتمالات، لكن ثقافة الفوز وإمكانات اللاعبين ومدربهم أعتقد أنها تخفض من أي تعثر للنصر لو تعرض لخسارة». وعن الضغوط القادمة وهل الهلال قادر على ملاحقة النصر، قال السلطان: «الضغط موجود منذ أن بدأت ملامح المنافسة بين الفريقين، والدليل مواقع التواصل الاجتماعي قبل كل مباراة، وهذا أمر طبيعي جدا لأن يكون الضغط بين لاعبي الفريقين أيضا؛ لأننا نتكلم عن منافسة دوري وبين غريمين تقليديين، أما بالنسبة لعودة الهلال للمنافسة فهذا أيضا أمر وارد جدا».
من جهته، قال نايف العنزي، المدير الفني السعودي: «إن نسبة تحقيق النصر للدوري هي 95 في المائة بالنسبة للفرق الأخرى، لكن بالنسبة للهلال فأعتقد أن التنافس ما زال قائما والحظوظ متساوية. الآن بطولة الدوري محصورة بين نصر وهلال مع الاحترام لكل الفرق، نتكلم عن 10 جولات متبقية فيها مزيد من الإثارة بين الفريقين، وأيضا وجود مواجهة تجمع الطرفين»، مضيفا: «النصر بقيادة كارينيو يسير بالطريق الصحيح، فاللاعب البديل كالأساسي، والمدرب يعرف إمكانات لاعبيه جيدا، وبات للنصر شكل واضح والانضباط سمة بارزة في الفريق، كذلك الهلال حسن وضعه بضم كريري وكواك وكذلك المدافع البرازيلي، فنحن قادمون على (طحن) ولا أتصور أن أيا من الطرفين سينفرد بالصدارة بسهولة»، مواصلا حديثه: «أعتقد أن الحسم سيكون في الجولات الأخيرة في ظل الحالة الفنية الجيدة للفريقين، فلا يمكن أن تقول إن هناك فريقا مرشحا عن الثاني لخطف البطولة».
وعن السبب الرئيس لظهور النصر بهذا المستوى هذا الموسم، قال العنزي: «المدرب والإدارة واللاعبون ثلاثة عناصر تقف خلف ذلك؛ الإدارة جلبت عناصر جيدة ووفرت كل الظروف، أما كارينيو فقلت وأعود إنه مدرب رائع جدا رغم التشكيك الذي واجهه والمطالبات التي كانت تتكلم عن تغييره، لكنه استطاع أن يتعامل بمهارة مع النجوم في الفريق، والتعامل مع أكثر من نجم يبعثر أي مدرب، ولا يستطيع التعامل مع هذه الظروف إلا قائد محنك ومدرب فذ، كارينيو استطاع التعامل دون أي مشكلات رغم وجود اختلافات في الشارع النصراوي عن من يمثل الفريق، إلا أن كارينيو جعلنا نشاهد تارة عوض خميس وتارة محمد نور وكذلك الشهري أو نور، فهناك مجموعة ثابتة والبقية متحركون»، مضيفا: «وهذا يدل على أن المدرب يعرف ماذا يريد في كل مباراة، ويعرف الأسلوب المناسب لكل فريق، أعتقد أنه مدرب يعرف إمكانات الفريق بشكل رائع ويعمل على كل الأسماء، فالنصر فيه 18 لاعبا جاهزا والبديل بمستوى الأساسي».
وعن حدوث مشكلات فنية للنصر في حال تعثره بالخسارة في قادم الجولات، قال العنزي: «كرة القدم فيها كل شيء، لكن المنافسة لن تتغير، حتى لو تعثر النصر ولحقه الهلال سيعدل النصر وضعه، وأنا أقول ماراثون التنافس سيستمر لآخر جولة، فالخسارة واردة لكل فريق، لكن السباق مستمر».
وفيما يخص الضغوطات على النصر في الجولات القادمة وهل الهلال قادر على اللحاق به، قال: «الضغط موجود الآن، شاهدت مباراة النصر والأهلي وقبلها الهلال والاتفاق، فالملاحقة مستمرة، إذا تعثر الهلال سيتسع الفارق لسبع نقاط، وإذا تعثر النصر سيتقلص الفارق لنقطة واحدة، الآن الجماهير أصبحت تترقب مباريات الهلال والعكس لأجل السباق والتنافس بين الطرفين».