الغياب عن دوري الأبطال يهدد لاعبي يونايتد بخفض رواتبهم 25 في المائة

تراجع النتائج يبعثرأوراق بطل إنجلترا.. وأزمة ثقة بالمدير الفني مويز

لاعبو يونايتد وخيبة الأمل على وجوههم في مشهد تكرر كثيرا هذا الموسم (أ.ب)
TT

أصبح لاعبو فريق مانشستر يونايتد تحت تهديد خفض رواتبهم بنسبة 25 في المائة في حال الفشل في التأهل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.

ويتعرض مانشستر يونايتد تحت قيادة مديره الفني الجديد ديفيد مويز لحالة من التراجع الغريب في النتائج هي الأسوأ للفريق منذ 13 عاما، رغم أنه تسلم المهام خلفا للسير أليكس فيرغسون والفريق متوج بطلا للدوري. ويحتل يونايتد حاليا المركز السابع في جدول الدوري متخلفا بفارق 11 نقطة عن آرسنال المتصدر، مما يعني أن آماله تلاشت في الاحتفاظ باللقب، كما خرج من كأس إنجلترا بسقوطه على أرضه أمام سوانزي سيتي 2/1 على أرضه السبت، قبل أن يخسر بنفس النتيجة مجددا أمام سندرلاند في ذهاب كأس المحترفين الإنجليزية قبل يومين.

وفي حال عدم قدرة يونايتد على احتلال مركز مؤهل لدوري الأبطال، وهو الهدف الذي بات الفريق يقاتل من اجله، سيخسر النادي الكثير من العوائد المالية التي كان يجنيها من المسابقة إضافة إلى محصلة بالملايين من تذاكر المباريات وشركات الرعاية. وتهدد خسائر النادي المالية بتقليص رواتب اللاعبين، وهو ما يعني الدخول في صدام جديد مع النجوم الكبار الذين قد يرحلون على الفريق في حال عدم موافقتهم على ذلك.

وما زال واين روني نجم هجوم الفريق وأفضل لاعبيه هذا الموسم يرفض التوقيع على تمديد عقده المتبقي منه 14 شهرا، بينما انتشرت شائعات عن وجود انشقاق بين لاعبي يونايتد وإعلان البعض سخطهم من الطرق التدريبية التي يعتمدها مويز وجهازه المعاون. وأشارت صحيفة «غارديان» البريطانية أمس إلى أن بعض لاعبي يونايتد بدأوا يفقدون الثقة في قدرات مديرهم الفني ديفيد مويز، خاصة بعد الخسارة الأخيرة أمام سندرلاند في كأس رابطة المحترفين.

وأوضحت الصحيفة أن المدافع الصربي فيديتش هو أكثر المستائين من العمل مع مويز، مما دفعه للتفكير في الرحيل خلال الانتقالات الصيفية نهاية الموسم، رغم تقديم يونايتد عرضا لتجديد التعاقد معه. وبعد أن كان فيديتش قائد الفريق هو رجل الدفاع الأول في عهد السير أليكس فيرغسون، بات يلعب مباراة ويغيب اثنتين في عهد مويز. ولم يكن فيديتش وحده هو الذي أعلن امتعاضه من سياسة مويز، بل أيضا المهاجم الشاب داني ويلبيك الذي اشتكى من التدريبات البدنية الإضافية التي يخضع لها في عهد مويز وإصابته هو وزملائه بالإرهاق قبل المباريات، بل وعرضت البعض لإصابات وأبرزهم الهولندي فان بيرسي هداف الفريق. وأعلن ويلبيك استغرابه من تدني مستوى الفريق بعد أن توج بلقب الدوري الإنجليزي للمرة العشرين العام الماضي.

وانتقد المدافع المخضرم ريو فيرديناند بدوره سياسة مويز في إعلان التشكيلة الأساسية قبيل المباريات مباشرة، وهو ما يؤثر على تركيز اللاعبين، كما نوهت الصحيفة بأزمة المدافع الأيسر باتريس إيفرا الذي بات يشعر بالقلق بعد أن أشار مويز إلى أنه يريد التعاقد مع مدافع إيفرتون لايتون بانيس الذي يلعب في نفس مركزه.

وأدت خسارة الفريق أمام سندرلاند إلى تفجير الموقف في يونايتد، حيث بات واضحا أن الفريق لم يعد يتمتع بقوته القديمة، حيث استسلم أمام منافس لم يفز سوى في ثلاث مباريات فقط في الدوري الممتاز طوال الموسم. وكان العزاء الوحيد لمويز هو وجود فرصة أخرى ليونايتد لإعادة التوازن من خلال مباراة الإياب للوصول إلى نهائي كأس رابطة الأندية، ولا يزال مويز قادرا على تغيير حظه والفوز بالكأس الأولى في مسيرته كمدير فني.

خلال الأعوام الـ11 التي تولى فيها المسؤولية في إيفرتون تفوق مويز في الناحية التكتيكية على عدد من المديرين الفنيين لسندرلاند. وربما تفسر تلك الذكريات السعيدة الطريقة المقنعة التي نظر بها إلى المدرجات وهو يرسم ابتسامة باهتة على وجهه قبل أن يجلس على مقعده. قبل ثوان من ذلك، صافح مويز بحرارة مدرب سندرلان غوس بويت، بعد أن أشار الأخير إلى أنه والمدير الفني لمانشستر يونايتد يعانيان من كابوس هذا الموسم. ويصارع كلا الرجلين إرثا ثقيلا. فإذا كانت الكأس التي ورثها مويز من السير أليكس فيرغسون لم تكن مسومة على وجه الدقة، فقد فشل الأخير في ضم لاعب خط وسط مؤثر لمدة ستة مواسم جعلت بعض أعضاء الإدارة ينظرون بنوع من التشاؤم بعد أن خسر الفريق ثلث مبارياته بشكل متتال.

ويميل فيرغسون إلى متابعة مباريات فريق مانشستر يونايتد في ملعب أولد ترافورد، لكن تصاعد الحديث عن الأزمة في أعقاب الهزيمة أمام سوانزي في كأس الاتحاد الإنجليزي والتي جاءت في أعقاب خسارة أخرى بالدوري أمام توتنهام جعله يفضل متابعتها من بعيد.

ويبدو مويز مثل مطارد بشبح فيرغسون، وأشبه بقائد سيارة جردت من مكوناتها الرئيسة، نظرا لإصابة روبن فان بيرسي وواين روني، أو مثل عجوز يقود سيارة عائلة متواضعة لا يستطيع قائدها تجاوز حدود السرعة إلا على الطريق السريع عندما يضغط بقدمه على دواسة الوقود.

ولسوء حظ مويز، فإن نجم الفريق الصاعد عدنان يانوزاي لم يحالفه التوفيق في تسجيل أهداف خلال المباريات الثلاث الأخيرة، رغم أنه ما زال علامة بارزة بين لاعبين تائهين. وخلال توجه مويز إلى غرفة تبديل الملابس في ملعب سندرلاند كان يتحدث مع مساعده ستيف راوند وهو عابس الوجه، وبدا واضحا أن تلك النظرة ستتواصل على مدى أيام. وما فاقم من ألم الخسارة أمام سندرلاند هو أن اثنين من لاعبي مانشستر يونايتد السابقين، ويست براون وفيل باردسلي، قد لعبا دورا محوريا في تسجيل الهدف الأول.

في النهاية كان مويز مضطربا في مقعده يتحدث إلى نفسه، ورغم العدد الكبير الذي كان يحيط به من لاعبين وإداريين فإنه بدا وكأنه يعيش في جزيرة منعزلة عن المحيطين به. وسيكون مويز على موعد مع اختبار صعب غدا بالدوري عندما يستضيف سوانزي للمرة الثانية في أسبوع.

وسيعود سوانزي لاستاد أولد ترافورد معقل اليونايتد منتشيا ولا شك بانتصاره هناك في الدور الثالث من كأس الاتحاد الإنجليزي، كما سيزيد طموحه وهو يرى معاناة مضيفه المتواصلة. وقال مدرب الفريق «أشعر بأن الأمور ستتحسن داخل الفريق.. هناك رغبة بين اللاعبين لبدء الكفاح من أجل تحسين موقعنا الحالي».

وأطلق مشجعو يونايتد صيحات استهجان ضد الفريق بعد الهزيمة في الكأس أمام سوانزي، لكن القصة كانت مختلفة أمام سندرلاند حين هتفت الجماهير باسم مويز ودعمت موقفه رغم الأداء الضعيف للفريق. ووصف مويز تشجيع الجمهور بأنه «استثنائي»، لكنه يدرك أيضا أن الأمر كله رهن تحقيق نتائج جيدة.