بطولة أستراليا المفتوحة للتنس تنطلق غدا.. والمفاجآت واردة

ديوكوفيتش يبحث عن اللقب الرابع على التوالي.. ونادال أقوى المرشحين لحصده.. وفيدرر يحلم باستعادة أمجاده

ديوكوفيتش المصنف الثاني (أ.ب)
TT

يستهل الإسباني رافائيل نادال، المصنف الأول عالميا بين لاعبي التنس المحترفين، مشواره في بطولة أستراليا المفتوحة للتنس، أولى بطولات الـ«غراند سلام» الأربع الكبرى التي تنطلق فعالياتها غدا، أمام الأسترالي برنارد توميتش. ويبدأ المصنف الثاني عالميا الصربي نوفاك ديوكوفيتش البطولة التي يحمل ألقاب نسخها الثلاث الأخيرة، أمام السلوفاكي لوكاس لاكو. وسيواجه السويسري روجيه فيدرر في أولى مبارياته الأسترالي جيمس دوكورث، بينما يلتقي الإسباني ديفيد فيرير مع الكولومبي أليخاندرو جونزاليز. ويستهل البريطاني آندي موراي مشواره بلقاء الياباني جو سايدا.

وفي منافسات السيدات، تستهل الأميركية سيرينا ويليامز المصنفة الأولى عالميا مشوارها بالبطولة بلقاء الأسترالية آشلي بارتي، فيما ستواجه البيلاروسية فيكتوريا أزارينكا السويدية يوهانا لارسون. وستواجه الروسية ماريا شارابوفا الأميركية بيثاني ماتيك ساندز، بينما ستبدأ البولندية أنييسكا رادفانسكا مشوارها بالبطولة أمام الكازاخية يوليا بوتينتسيفا.

وتُعد بطولة أستراليا المفتوحة هي بطولة الـ«غراند سلام» الوحيدة التي أحرز نادال لقبها مرة واحدة فقط، وإن كان هذا الأمر لا يشغله كثيرا. وقال نادال: «لم أكن محظوظا في هذه البطولة من قبل، ففي عام 2006 لم أشارك من الأساس. وفي 2010 انسحبت من مباراتي أمام آندي موراي. وأمام ديفيد فيرير عام 2011 قبل عامين لم أنسحب من مباراتي ولكنني أصبت بتهتك عضلي منذ الشوط الثاني للمباراة». وأضاف: «إنها حقا أكثر بطولة (غراند سلام) واجهت فيها مشكلات طوال مشواري الرياضي».

وتعود آخر هزيمة لديوكوفيتش في هذه البطولة إلى نحو أربع سنوات وإذا ما تمكن اللاعب الصربي من الحفاظ على سجله الخالي من الهزائم في 28 مباراة متتالية هذا العام، فإنه سيصبح أول لاعب في مرحلة الاحتراف يحرز اللقب خمس مرات. وقال ديوكوفيتش بعدما أوقعته القرعة أمس الجمعة في مواجهة لوكاس لاتسكو المصنف 90 عالميا في الدور الأول: «حققت أكبر نجاحاتي في البطولات الأربع الكبرى في أستراليا بكل تأكيد، وأستمتع بقضاء الوقت هنا»، وأضاف: «إنها بداية الموسم وأعتقد أن معظم اللاعبين لديهم هذا الرأي نفسه. نحب الأجواء والطاقة الإيجابية الموجودة هنا وكذلك بكل تأكيد العاطفة الجارفة نحو التنس».

وعلى الرغم من غياب نادال عن بطولة أستراليا في العام الماضي، فإنه انتفض وأحرز عشرة ألقاب في 2013 منها اللقب الـ12 والـ13 في البطولات الأربع الكبرى وانتزع صدارة التصنيف العالمي من ديوكوفيتش. وعلى الرغم من أنه لا يمكن استبعاد فرصة فيدرر الفائز باللقب أربع مرات واندي موراي بطل ويمبلدون ووصيف البطل ثلاث مرات في آخر أربع سنوات، فإن نادال يبدو هو المرشح الأكبر لإزعاج ديوكوفيتش.

وافتتح نادال العام الجديد بإحراز لقب في بطولة قطر، ولن تشعر معظم الجماهير بالإحباط بعد أسبوعين من انطلاق المسابقة غدا، إذا التقى اللاعب الإسباني مجددا مع ديوكوفيتش، كما حدث في نهائي 2012. وأوقعت القرعة نادال في مشوار صعب، إذ سيكون في طريقه الأسترالي برنارد توميتش أولا ثم من المحتمل أن يواجه القوي خوان مارتن ديل بوترو في دور الثمانية.

وفي الوقت الذي لم يتدرب فيه نادال إلا تحت قيادة عمه توني فإن ديوكوفيتش سار على خطى اللاعبين البارزين عندما استعان بلاعب شهير سابق ضمن الجهاز التدريبي وهو بوريس بيكر، الفائز بستة ألقاب في البطولات الأربع الكبرى. وقال بيكر أول من أمس: «هو (ديوكوفيتش) غير سعيد بألقابه الستة في البطولات الأربع الكبرى على الرغم من أن هذا يعد رقما رائعا في حد ذاته. إنه يريد الفوز بالمزيد».

وبدأ البريطاني موراي انتهاج هذه السياسة، عندما تعاقد مع المخضرم إيفان ليندل وفعل فيدرر الأمر ذاته بالارتباط بالنجم السابق شتيفان إدبرج. ويتطلع فيدرر (32 عاما) إلى الاستفادة من مدربه السويدي الجديد على أمل تعويض إخفاقه الكبير في العام الماضي عندما فشل في الوصول إلى دور الثمانية في بطولتين متتاليتين بالبطولات الأربع الكبرى لأول مرة منذ 2003.

وكشف فيدرر عن حلمه الذي يصبو إلى تحقيقه قبل اعتزال اللعب، مؤكدا أنه يتمنى استعادة صدارة التصنيف العالمي لمحترفي التنس. وقال فيدرر، في مقابلة نشرتها صحيفة «ذي إدج» الأسترالية: «حلمي هو استعادة المركز الأول (في التصنيف العالمي)، لأن تحقيق هذا المركز يعني أنني بحاجة لإحراز ألقاب ثماني بطولات، وأن بعض هذه الألقاب يجب أن تكون في بطولات غراند سلام الأربع الكبرى».

ويدرك فيدرر أن تحقيق هذا الحلم أمر صعب للغاية على الرغم من أن صدارة التصنيف كانت بحوزته حتى قبل 14 شهرا فحسب. وعلى مدار 2013، لم يحرز فيدرر سوى لقب وحيد في بطولة صغيرة وتراجع ترتيبه في التصنيف العالمي إلى المركز السادس. وأوضح فيدرر: «أحتاج أولا إلى استعادة مستواي وطريقي، والشهور المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة لي. أحتاج للمحافظة على ليقاتي وسلامتي وتقديم موسم أسترالي جيد». ويستحوذ فيدرر على الرقم القياسي لعدد ألقاب الغراند سلام التي يحرزها أي لاعب في مسيرته الرياضية برصيد 17 لقبا ولكن آخر هذه الألقاب كان في بطولة إنجلترا المفتوحة (ويمبلدون) عام 2012.

ويبدو موراي في مرحلة العودة بعد غيابه لنحو أربعة أشهر بسبب خضوعه لعملية جراحية في ظهره، وربما يعاني اللاعب في ظل امتداد بعض المباريات إلى خمس مجموعات. ويواجه موراي المصنف رابع عالميا قرعة صعبة في البطولة. ووقع موراي في النصف الذي يضم نادال وفيدرر وديل بوترو. ويبدأ حامل لقب بطولة ويمبلدون حملته في أستراليا بلقاء سهل أمام الياباني جو سايدا، إلا أنه من المتوقع مواجهة السويسري فيدرر حامل لقب البطولة أربع مرات في الدور ربع النهائي.

وفي حالة تخطي فيدرر، فإن موراي، الذي وصل للنهائي ثلاث مرات من قبل ولم يسبق له الحصول على البطولة، من المحتمل جدا مواجهة المصنف الأول نادال. وباستثناء الرباعي الكبير السابق ذكره لا تضم البطولة سوى لاعبين اثنين من الفائزين بالبطولات الأربع الكبرى وهما ديل بوترو وليتون هيويت. ولم يقدم ديل بوترو أداء منتظما تقريبا منذ معاناته من إصابة في معصمه كادت تنهي مشواره في 2010. ويحتل ديل بوترو الذي يبلغ 25 عاما فقط المركز الخامس في تصنيف البطولة بعدما قدم في الموسم الماضي بعض الملامح التي تشير إلى دخوله دائرة المرشحين للفوز بالألقاب عندما أحرز أربعة ألقاب وبلغ الدور النهائي في بطولتي شنغهاي وانديان ويلز للأساتذة.

وبلغ ديفيد فيرير المصنف الثالث الدور قبل النهائي مرتين في آخر ثلاث سنوات، لكن القرعة لم تضعه في طريق سهل، كما حدث في 2013. وسيكون توماس برديتش وستانيسلاس فافرينكا وجو ويلفريد تسونغا وصيف بطل 2008 من المرشحين لتحقيق بعض المفاجآت في البطولة على الرغم من أن التوقعات في النهاية تصب في صالح ديوكوفيتش ونادال.

وعلى الرغم من فوز نادال على ديوكوفيتش في بطولة الولايات المتحدة المفتوحة الماضية فإن اللاعب الصربي أعلن خطوبته على صديقته ايلينا ريستيتش مباشرة بعد البطولة، ولم يتعرض لأي خسارة منذ ذلك الوقت. وقال ديوكوفيتش الذي حقق عدة انتصارات متتالية في نهاية العام الماضي منها الفوز على نادال في البطولة الختامية للموسم في لندن: «منذ خطبتي لم أخسر أي مباراة، ولذلك يفترض أن أقيم حفل زفافي قريبا».