ديوكوفيتش يستهل مشوار الدفاع عن اللقب بمواجهة لاسكو ونادال أمام توميتش

بطولة أستراليا المفتوحة للتنس تنطلق اليوم.. وسيرينا مرشحة لحفر اسمها بين العمالقة

سيرينا مرشحة لحصد البطولة رقم 18 بالجراند سلام (أ.ف.ب) و فيدرر يأمل في استعادة بريقه في 2014
TT

سيحاول الصربي نوفاك ديوكوفيتش المصنف الثاني عالميا والأميركية سيرينا ويليامز الأولى في العالم حفر اسميهما بحروف من ذهب في تاريخ بطولة أستراليا المفتوحة للتنس أولى البطولات الأربع الكبرى التي تنطلق اليوم على ملاعب ملبورن.

وإذا كان على ديوكوفيتش أن يخشى جانب الإسباني رافائيل نادال الأول عالميا الذي غاب عن بطولة العام الماضي بداعي الإصابة، فلا أحد يمكن أن يوقف سيرينا حتى البيلاروسية فيكتوريا أزارنكا المصنفة الثانية وبطلة النسختين الأخيرتين.

ويفتتح ديوكوفيتش، 26 عاما، والذي لم يهزم في ملبورن منذ 2011 مشوار الدفاع عن لقبه للمرة الرابعة على التوالي بمواجهة السلوفاكي لوكاس لاسكو غير المصنف في الجولة الأولى نحو اعتلاء المنصة للمرة الخامسة بعد أن دشنها لأول مرة عام 2008.

ويعد وجود الثلاثي ديوكوفيتش ونادال والسويسري روجيه فيدرر قاتلا بالنسبة إلى المشاركين الآخرين كونهم أحرزوا اللقب 9 مرات في السنوات العشر الأخيرة موزعة بنسبة أربعة ألقاب لكل من الصربي والسويسري ومرة للإسباني (2009)، فيما كان اللقب العاشر من نصيب الروسي العملاق مارات سافين (2005).

وسيواجه نادال، 27 عاما، خصما عنيدا مسنودا بجمهور كبير من الأستراليين عندما يستهل مشواره في البطولة بلقاء النجم المحلي برنارد توميتش البالغ من العمر، 21 عاما.

وفضل ديوكوفيتس بعد تتويجه في بطولة الماسترز ثم في دورة أبوظبي الاستعراضية نهاية الموسم الماضي، الإخلاد للراحة وعدم المشاركة في أي دورة مطلع هذا العام لتكريس وقته للاستعدادات لبطولة أستراليا المفتوحة.

وتبدو كفة ديوكوفيتش الأرجح للفوز باللقب، وكانت هزيمته الأخيرة في ملبورن على يد الفرنسي جو ويلفريد تسونغا عام 2010 في ربع النهائي، وإذا ما نجح في مهمته سيكون ثاني لاعب يحرز اللقب أربع مرات متتالية بعد الأسترالي روي إيمرسون الذي توج بدوره ست مرات (1961 و1963 و1964 و1965 و1966 و1967).

ولم يعرف ديوكوفيتش طعم الهزيمة بعد خسارته في نهائي فلاشينغ ميدوز الأميركية، آخر البطولات الأربع الكبرى، أمام نادال بالذات في سبتمبر (أيلول)، وقد كانت القرعة أكثر رحمة معه من الإسباني الذي يتعين عليه تجاوز عدد من المطبات اعتبارا من الدور الأول حيث سيواجه الأسترالي برنارد.

وتتدرج مهمة نادال، 27 عاما، بعيدا عن المفاجآت، صعوبة في الأدوار الأربعة الأولى مع مواجهة الفرنسي غايل مونفيس الـ25 ثم الياباني كي نيشيكوري الـ16 وأخيرا الأرجنتيني خوان مانويل دل بوترو الخامس.

وعلاوة على ذلك، على نادال أن يحذر أيضا من أرضية الملاعب هذا العام لأنها أسرع من السنوات الماضية.

وحقق نادال في 2013 موسما رائعا منذ عودته إلى الملاعب في فبراير (شباط) فأحرز 10 ألقاب بينها لقبان كبيران (رولان غاروس الفرنسية وفلاشينغ ميدوز رافعا رصيده إلى 13 لقبا كبيرا)، وفاز في 75 مباراة مقابل سبع هزائم، وخاض 14 نهائيا في 17 دورة وبطولة شارك فيها.

وفي مطلع الموسم الحالي، أحرز لقب بطل دورة الدوحة القطرية لأول مرة بعد أن هزم في النهائي الفرنسي مونفيس وثأر بالتالي لهزيمته أمامه في نصف النهائي عام 2012.

وبعد نادال وديوكوفيتش، يكمل البريطاني آندي موراي، 26 عاما، الرابع وفيدرر، 32 عاما، السادس قائمة الأربعة الكبار في ملبورن، لكنهما حاليا في مستوى أقل عما كانت عليه الحال في السنوات الماضية.

وكانت ملبورن إحدى البطولات المفضلة لفيدرر، بطل 2004 و2006 و2007 و2010 الذي خرج من موسم أسود لم يحقق فيه إلا لقبا واحدا في دورة هاله الألمانية، وبدأ الموسم الجديد بفشل جديد أيضا بعد أن خسر نهائي دورة بريزبين أمام الأسترالي ليتون هويت. وسيلتقي فيدرر مع لاعب أسترالي آخر هو جيمس داكوورث في بداية مشواره.

من جانبه، لم يستعد البريطاني، وصيف بطل 2010 و2011 و2013 المستوى الذي أهله لاعتلاء منصة التتويج في ويمبلدون بين أنصاره، بعد العملية في ظهره وقد بدا ذلك واضحا من خسارته في الدور الأول في أبوظبي والدور الثاني في الدوحة، وهو ما يخفف من طموحاته وآماله على صعيد المنافسة. ويستهل موراي مشواره بمواجهة الياباني غو سويدا.

وفي منافسات السيدات تتطلع سيرينا التي قهرت في 2013 جميع منافساتها خصوصا بين المصنفات العشر الأول فأحرزت 11 لقبا (بينها لقبان كبيران في رولان غاروس وفلاشينغ ميدوز فرفعت رصيدها من الألقاب الكبيرة إلى 17 وعادلت رقم فيدرر)، وخاضت 82 مباراة لم تخسر إلا في أربعة منها.

وتبدو سيرينا وهي في الـ32 في أرقى مستوى لها وتتميز أكثر من أي وقت مضى بالقوة والسرعة والتفوق البدني والذهني على زميلاتها، ولهذا وضع لها مدربها الفرنسي باتريك مراد أوغلو هدفا في 2014 هو حصد الألقاب الأربعة الكبيرة لتكون أول لاعبة تحقق هذا الإنجاز بعد الألمانية شتيفي غراف عام 1988.

وقال أوغلو في تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «مع سيرينا كل شيء ممكن، يكفي النظر إلى المستوى الذي تلعب به حاليا. لقد تغلبت على المصنفات العشر الأول عدة مرات». وتوقعت مواطنتها مارتينا نافراتيلوفا أن تعادل سيرينا رقمها ورقم مواطنتها الأخرى كريس إيفرت في الألقاب الكبيرة (18 لقبا) في ملبورن وأن تقترب من غراف صاحبة الرقم القياسي (22 لقبا).

وتهدف سيرينا التي بدأت موسمها بقوة من خلال الاحتفاظ بلقبها في بريزبين بعد أن تخطت الروسية ماريا شارابوفا الثالثة في نصف النهائي ثم هزمت أزارنكا في النهائي، إلى إحراز اللقب السادس في ملبورن بعد أن توجت أعوام 2003 و2005 و2007 و2009 و2010.

ومن الصعب التصور أن تقف لاعبة في وجهها في الأدوار الأربعة الأولى حيث تستهل مشوارها بلقاء مع الأسترالية أشلي بارتي غير المصنفة. ومن المحتمل أن تلاقي سيرينا الأسترالية سامنتا ستوسور الـ17 والصربية آنا إيفانوفيتش الـ14 في أدوار متقدمة، والخطر قد يأتي من جانب الصينية نا لي الرابعة ووصيفة بطلة 2011 و2013 أو التشيكية بترا كفيتوفا السادسة في نصف النهائي.

لكن تبقى المفاجآت حاضرة في بطولة أستراليا بالنسبة إلى سيرينا التي خرجت من ثمن النهائي عام 2012 على يد الروسية إيكاترينا ماكاروفا، ومن ربع نهائي 2013 أمام مواطنتها سلوان ستيفنز.

من جانبها، لم تتوصل أزارنكا، 24 عاما، إلى فك اللغز الذي يمكنها من قهر الأميركية باستمرار إذ لم تتمكن من الفوز عليها الا 3 مرات مقابل 14 هزيمة آخرها قبل أيام قليلة في بريزبين. ويتوجب على أزارنكا التي تبدأ مشوارها بلقاء السويدية يوهانا لارسون، أن تعرف كيف تجتاز طريقها المليئة بالحفر والمطبات إذ ستواجه نظريا الأميركية ستيفنز الـ13 في ثمن النهائي ثم البولندية أنييسكا رادفانسكا الخامسة في ربع النهائي وأخيرا شارابوفا الثالثة في نصف النهائي.