الاتحاديون في المناظرة التاريخية.. وعود «ملايينية» طمعا في كرسي الرئيس

أحمد مسعود لـ «الشرق الأوسط» : لا أصدق أحدا.. وتسديد الديون «أولوية»

المرشحون لرئاسة الاتحاد أذهلوا الحضور بالوعود الملايينية قبل ساعات من انعقاد الجمعية العمومية (تصوير: سلمان مرزوقي)
TT

يدخل نادي الاتحاد، غدا الأحد، منعطفا تاريخيا بانتخابه رئيسا جديدا من بين المرشحين الخمسة، وهم: عدنان جستنية وإبراهيم البلوي وأحمد كعكي ومدحت قاروب وماهر بندقجي.

فيما علمت «الشرق الأوسط» أن المنافسة انحصرت على الأرجح بين كعكي والبلوي لتولي المهمة. وكشفت المصادر عن تحركات شرفية حتى ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، بهدف تقريب وجهات النظر بين المرشحين كعكي والبلوي، ليتولى الأخير منصب الرئيس، فيما يتولى الآخر مسؤولية كرة القدم بالنادي.

وفي سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى الأندية السعودية، شهد الاتحاديون مناظرة بين المرشحين الخمسة لتولي منصب رئيس النادي قبل انعقاد الجمعية العمومية. وكشف كعكي في البداية عن دعمه النادي بمبلغ 9.2 مليون ريال خلال الفترة الماضية، إلى جانب تكفله بمقدم عقد المدرب الجديد والبالغ 200 ألف دولار من أصل مليون دولار قيمة عقده لمدة سنة ونصف السنة. وأعلن أنه خلال الأيام العشرة المقبلة سيقوم بصرف عدد من الرواتب المتأخرة للعاملين في النادي.

وشدد كعكي على قدرته المالية بجانب الدعم الذي يحظى به من أشخاص محبين للنادي لا يرغبون في ذكر أسمائهم، معلنا خلال استعراضه برنامجه الانتخابي تكفله بالالتزامات المالية للنادي إلى نهاية الموسم، دون النظر إلى أمر وجود رعاة للنادي من عدمه. وأشار إلى أن الخطة التي سيعمل عليها في حال انتخابه رئيسا ستتضمن تدعيم صفوف الفريق برباعي أجنبي على مستوى عال للمرحلة الثانية من بطولة آسيا للأبطال، وذلك في ظل عدم وجود الوقت الكافي في الفترة الحالية للعمل على اختيار اللاعبين، بجانب العمل على تدعيم صفوف الفريق بلاعبين محليين.

في المقابل، أكد إبراهيم البلوي، المنافس الأقوى للمرشح الكعكي، تكفله بمبلغ يتراوح بين 30 و50 مليون ريال من جيبه الخاص. وقال إنه سيصرف رواتب 5 أشهر للعاملين واللاعبين من إجمالي المتأخرات، واعدا بسداد كل رواتب العاملين واللاعبين خلال الأشهر الأربعة التالية لانتخابه. وبيّن أن برنامجه الانتخابي يشمل ثمانية محاور رئيسة سيعمل عليها في حال توليه المنصب، وأهمها: ملفات مهمة وعاجلة تتضمن المساهمة العاجلة في حل قضايا النادي في الاتحاد الدولي، والعمل على إنهاء كل مستحقات العاملين بالنادي خلال 90 يوما، والعمل على رصد كل الديون والمستحقات وحسمها في أقرب وقت ممكن، وتوزيع الأدوار بين أعضاء المجلس لضمان الحضور والوجود في كل المباريات.

بينما حذر المرشح عدنان جستنية من الانسياق وراء الوعود الوهمية خلال انعقاد الجمعية العمومية بالنادي الأحد المقبل، مؤكدا ضرورة أن ينظر العضو بواقعية لمرشحه وللبقية، ويمنح صوته لمن يجد فيه الرجل المناسب لمستقبل ناديه. واستعرض جستنية خمسة محاور شملت أمورا تنظيمية ومالية واستثمارية وإدارية وإعلامية. في الوقت الذي اختصر فيه حديث مدحت قاروب، المرشح الرابع لتولي منصب الرئيس، في أنه سيدعم أيا من المرشحين في حالة عدم فوزه بالمنصب، مبينا أنه لن يزيد كثيرا على ما استعرضه الثلاثي الذي سبقه، الأمر الذي أرجعه البعض إلى أنه انسحاب مبكر واعتراف بعدم قدرته على مجاراة المرشحين الآخرين.

من جهته، أبدى ماهر بندقجي، المرشح الأخير لمنصب الرئيس، استغرابه من الرؤية قصيرة المدى للمرشحين، مطالبا بنظرة عامة مستقبلية للنادي تهدف لإيجاد مستثمر بعقد طويل الأجل يمتد لـ10 سنوات، مبينا خلال استعراضه برنامجه الانتخابي وجود شركتين عالميتين ترغبان في الاستثمار بالنادي لـ10 سنوات مقبلة بقيمة 250 مليون ريال في كل عام، في حال توليه منصب الرئيس، لكن بشرط فسخ جميع العقود والارتباطات مع الشركات الحالية التي ترعى النادي.

وبينما ظهر المرشحون الخمسة وكأنهم على وفاق أمام عدسات المصورين، كشفت المناظرة التاريخية عن تنافر جمع كلا من إبراهيم البلوي وعدنان جستنية، حين ذهب الأخير لإطلاق جملة من التحذيرات للاتحاديين لاختيار مرشحهم وفق أسس ومعايير واضحة وقياسا بمحبة الكيان، قبل أن يشرع في استعراض برنامجه الانتخابي ويدخل في نقاش حاد مع أحد الإعلاميين. في حين وصف البلوي خلافه مع أعضاء مجلس الإدارة «الحالية» بالأمر الطبيعي الذي يحدث بين الإخوة، وأن مصلحة الاتحاد هي التي دفعته للترشح، مشيرا إلى تواصله مع عادل جمجوم، الرئيس المكلف، مبينا أن الاختلاف قد يكون في وجهات النظر و«نجتمع معا في محبة الكيان».

من جانبه، استغرب أحمد مسعود، عضو شرف نادي الاتحاد، ظهور المرشحين الخمسة دون إلمامهم بالقوائم المالية المحددة لناديهم قياسا بالبرامج الانتخابية، من دون أن تكون هناك ميزانية محددة بالأرقام بناء على معطيات المرحلة التي يعرفها الجميع، في ظل وجود ميزانية واضحة تم استعراضها خلال انعقاد الجمعية العمومية الماضية في النادي، وكان بإمكان المرشحين العودة إليها وإعداد برامجهم الانتخابية في ضوئها وتكليف أنفسهم الحضور للنادي والاطلاع على كل الأمور المالية لمعرفة الحقيقة. وأبان أن فكرة المناظرة ممتازة وتحسب لنادي الاتحاد، مبديا تحفظه على المدة المتاحة للمرشحين وللحضور لتوجيه الأسئلة باعتبارها غير كافية، مشيرا إلى أن مرشحه سيكون عبر صناديق الاقتراح وليس إعلاميا، مختتما حديثه بمقولة «الاتحاد يمرض ولا يموت.. الاتحاد دوما ما يعود أقوى بعد كبوته، وهو ما عهدناه دوما كاتحاديين».

بدوره، أبدى عادل جمجوم، نائب رئيس نادي الاتحاد، سعادته بالمناظرة التي جرت بين مرشحي منصب الرئيس أول من أمس، مشيرا إلى أنه يقف على مسافة واحدة من الجميع، وليس له توجه بدعم مرشح عن آخر. وأعلن تحمله الخطأ الذي ارتكب في تسجيل المحترف السنغالي حبيب سوا، مشيرا إلى أن الخطأ وارد في العمل، وقال «لسنا معصومين عن الخطأ، ونحن في النهاية بشر قد نخطئ ونصيب، وكمجموعة الخطأ يتحمله الجميع ولا ينسب لشخص بذاته، وكمسؤول أعلن تحمل المسؤولية». وأشار إلى أن تعاقدهم مع السنغالي حبيب سوا لن يكون ملزما لنادي الاتحاد في حال فشلت محاولاتهم في تسجيل اللاعب، منوها بمخاطبتهم الاتحاد الدولي «فيفا» بهدف تسجيل اللاعب، مبديا تفاؤله بنسبة 50 في المائة بمشاركة اللاعب مع الفريق، مشددا على عدم تحمل النادي أي تبعات من التعاقد.

وأرجع جمجوم سبب إشادة إدارة ناديه المستمرة بالمرشح أحمد كعكي خلاف سواه إلى وجود الأخير بين أروقة النادي طوال فترة التسجيل الماضية وتكفّله بإحضار المدرب الأوروغواياني وإيجاد سيولة مالية أسهمت في حل كل الشكاوى المتعلقة باللاعبين، مبينا أن مساهمة المرشح إبراهيم البلوي في حل مشكلة النادي الكرواتي أمر يشكر عليه و«يقدر منا جميعا كاتحاديين»، منوها بأن المشكلة مع النادي الكرواتي ما زالت قائمة في ظل مطالبته بتسلم المبلغ كاملا، موجها شكره لمنصور وإبراهيم البلوي بإعلان تكفلهما بحل قضية شكوى النادي الكرواتي.