ينهي الاتحاديون اليوم واحدة من أكثر مراحل ناديهم الإدارية جدلا على مر التاريخ، عندما يرشحون رئيسا جديدا هو الـ«38» في قائمة رؤساء النادي الثمانيني، وسط منافسة محتدمة بين كل من إبراهيم البلوي وأحمد كعكي ومدحت قاروب وماهر بندقجي (أعلن عدنان جستنية انسحابه أمس مع منح صوته لكعكي)، بعد أن بدأوا سباق الترشح منذ أيام لتولي المهمة خلفا للمهندس محمد الفايز الذي استقال بعد 16 شهرا من توليه سدة الرئاسة في النادي، على خلفية الأحداث التي صاحبت مواجهة فريقه أمام النصر في الجولة الـ11 لدوري المحترفين، التي خسرها بثلاثية نظيفة، حيث كان لرد الفعل الجماهيري الغاضب على خسارة الفريق الأثر الأكبر في تقديم الفايز استقالته، بعد قذفهم له بعبوات المياه الفارغة، وترديد أهازيج تطالبه بالرحيل.
كان الفايز قد عاش الليلة ذاتها التي شهدت الأحداث المؤسفة بين شد وجذب مع أسرته ومقربين منه، ليقرر في اليوم التالي الاستقالة نزولا عند رغبة والديه ولظروفه الصحية، وذلك عبر خطاب بعث به الفايز للأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب في 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ليتولى عادل جمجوم رئاسة النادي لمدة ثلاثة أشهر، لحين انعقاد الجمعية العمومية غير العادية لانتخاب رئيس، مع استمرار بقية أعضاء المجلس.
انقسامات جماهيرية وصراعات شرفية داخل البيت الاتحادي شهدتها الفترة الماضية، والآمال معقودة في انعقاد الجمعية والتوافق على رئيس بانتخاب الاتحاديين لديه القدرة المالية على تجاوز النادي الثمانيني لأزمته المالية.
التنافس ظل محصورا في الساعات الماضية بين المرشحين أحمد كعكي وإبراهيم البلوي دون الآخرين، وذلك وفق ترشيحات الجماهير الاتحادية عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة التي ارتكزت في ترشيحها على قدرة الثنائي المالية، قياسا بما تعانيه الخزينة الاتحادية.
وواصلت الجماهير انقسامها حيال المرشحين «كعكي والبلوي» حتى ساعة مبكرة من صباح اليوم، وسط مطالبات بدمجهما في إدارة واحدة ليتولى أحدهما منصب الرئيس والآخر المشرف على فريق الكرة.
البلوي، الذي يتكئ على خبرة رياضية، كعضو مجلس إدارة تولى في وقت سابق الإشراف على لعبة كرة السلة بالنادي، يبدو أثقل وزنا من منافسه الكعكي المتسلح بحيوية الشباب والرغبة في تحقيق منجز يدون في تاريخ النادي الثمانيني، ليتواصل الانقسام الجماهيري حيال المرشحين بنسب متفاوتة، في وقت حظي فيه البلوي بتأييد أكبر قياسا بسجله الرياضي والإنجازات التي حققها شقيقه منصور البلوي إبان ترؤسه النادي، وسط آمال منعقدة في حال توليه المنصب لعودة النادي للتوهج ولمنصات التتويج المحلية والقارية.
يذكر أن البلوي أعلن أمس تكفله بدفع خمسة رواتب للعاملين في النادي على الفور في حال توليه المنصب.
ساعات تفصل الجماهير الرياضية السعودية بانتماءاتها كافة عن معرفة الرئيس المنتخب لنادي الاتحاد لسنتين ونصف السنة «المدة المتبقية من إدارة الفايز»، وسط أمنيات اتحادية ببدء مرحلة جديدة تشهد عودة النادي لسابق عهده، في ظل ما خلفته الانقسامات طوال الفترة الماضية داخل البيت الاتحادي من مساوئ ألقت بظلالها على الكيان وعلى نتائج الفريق الأول الذي أصبح يتأرجح في منتصف سلم ترتيب الدوري، بعد أن كان أحد أهم الأندية الأربعة الكبار المنافسة على اللقب.
سيبدأ التصويت للرئيس الجديد من قبل حاملي البطاقة الشرفية وعضوية «عامل» في النادي من الساعة الثانية عشرة ظهرا وحتى السادسة والنصف مساء، فيما تبدأ جلسة الجمعية العمومية عند الساعة السادسة والنصف.
في المقابل، أوضح أحمد الروزي، مدير مكتب رعاية الشباب بجدة، أن كل الترتيبات الخاصة بإشرافهم على انعقاد الجمعية العمومية بنادي الاتحاد قد اكتملت، مشيرا إلى أن فتح باب تسديد رسوم تجديد العضوية الشرفية حق مشروع للشرفيين طوال أيام العام، وعادة ما يتم إغلاقه قبل يوم الانتخاب بعدة أيام.
وعن إغلاق باب التسديد في وقت سابق، قال الرزوي «نادي الاتحاد حدد موعد الجمعية العمومية، وهو إجراء متبع من ناحية إغلاق باب التسديد قبل موعد الانتخابات قبل أيام من انعقاد الجمعية، ولكن قبل أن يتم تأجيلها بعد ذلك، وإثر ذلك فتح المجال للأعضاء لسداد رسوم عضويتهم، قبل أن يحدد موعد نهائي لعقد الجمعية العمومية غدا الأحد، ولذلك أغلق باب السداد الخميس الماضي وهو إجراء نظامي.
من جهة أخرى، تمنى ناصر المحمادي، مدير الكرة بنادي الاتحاد، التوفيق للمرشحين لتولي منصب الرئيس خلال انعقاد الجمعية العمومية بالنادي مساء اليوم، مشيرا إلى أن الأهم لديه مصلحة الكيان في المقام الأول. وأبان المحمادي أن المرحلة المقبلة تتطلب عملا وتكاتفا من الجميع، جماهير وشرفيين، حول الكيان، فاللاعبون ينتظرون منهم الالتفاف حولهم ومؤازرتهم لتقديم ما يسعدهم وجماهيرهم من عطاءات فنية مميزة بإذن الله، متمنيا أن يكون الرئيس المقبل قادرا على تجاوز كل الإشكاليات المحيطة بالنادي والفريق. وأشار المحمادي إلى أنه تواصل مع مبروك زايد للعودة مجددا للتدريبات الجماعية لفريقه، مبينا أنه ما زال لاعبا اتحاديا ومقيدا في كشوفات الفريق، مشيرا إلى أنه اجتمع باللاعب الذي أبدى رغبته في مواصلة مشواره مع الفريق.
وأشار المحمادي إلى تعرض طلال العبسي لاعب فريقه لكدمة بسيطة في مواجهة فريقه الماضية أمام التعاون، لن تعوقه عن مشاركة زملائه التدريبات الجماعية، مبينا أن مدافع فريقه أسامة المولد ما زال يواصل برنامجه العلاجي في النادي، فيما يواصل أحمد الفريدي برنامجه التأهيلي في مارسيليا تمهيدا لعودته الجمعة المقبلة للانخراط في تدريبات فريقه الجماعية.
من جهة ثانية، استأنف الفريق الكروي الأول بنادي الاتحاد تحضيراته مساء اليوم على ملعب الأمير فيصل بن فهد بالنادي استعدادا لمواجهة الديربي المرتقبة أمام الأهلي الجمعة المقبلة، ضمن مواجهات الجولة الـ19 لدوري عبد اللطيف جميل للمحترفين بعد الراحة التي منحها الجهاز الفني للاعبين أول من أمس بعد عودتهم في وقت متأخر من القصيم، عقب تعادلهم مع فريق التعاون 1/1، وشمل المران جوانب فنية ولياقية بإشراف مدرب الفريق الأوروغواياني فيرزيري قبل تقسيم اللاعبين لمجموعتين، خاضتا مناورة كروية طبق من خلالها بعض الجمل التكتيكية.