بن زيد: ارتفاع مستوى المنافسة بين الأندية أدى إلى تكاثر أخطاء الحكام

خبير تحكيمي لـ «الشرق الأوسط» : يؤكد أن الحكام «بشر» وجزء من المنظومة الرياضية

الحكم السعودي بات يعيش واحدة من أسوأ مراحله في تاريخ الكرة السعودية
TT

طالب عبد الرحمن الزيد، خبير التحكيم السعودي، بوجود الحكم الأجنبي في المباريات النهائية السعودية في حال وصول الهلال والنصر إلى نهائي كأس ولي العهد، وكذلك الحال لنهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، من أجل الحفاظ على مستقبل التحكيم السعودي، في ظل الضغوط التي تواجه حكام كرة القدم في الفترة الحالية.

وقال الزيد الذي أدار مباراة المركزين الثالث والرابع في نهائيات كأس العالم 1998 بفرنسا في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نتمنى وجود الحكم السعودي في جميع المباريات النهائية، وهذا حق من حقوقه، ولكن ارتفاع حدة المنافسة بين الفرق كان له دور كبير ومؤثر في انخفاض مستواه، خاصة في مباريات الديربي والكلاسيكو، وحتى لا يهدم المهنا وزملاؤه ما جرى بناؤه منذ توليهم الإشراف على لجنة الحكام، أتمنى أن تسند المباراة النهائية لحكام أجانب، خاصة إذا كان طرفاها الهلال والنصر، على اعتبار أن الضغوط تكون في أقصى درجاتها، وهو ما يجعل الحكم المحلي غير حاضر على الصعيد الذهني».

واعترف الزيد بأن أغلب الحكام لا يتعدى تقييم أدائهم في مباريات هذا الموسم ما بين مقبول إلى جيد، وفي حالات قليلة يصل إلى جيد جدا، متمنيا في ظل هذه الأخطاء أن يستعيد الحكم ثقته بنفسه فيما تبقى من الجزء الأخير من مباريات الدوري، بحيث تكون الأخطاء التحكيمية غير مؤثرة، خاصة أن الجولات المتبقية تعد حاسمة لجميع الفرق، سواء تلك التي تبحث عن المنافسة في المراكز المتقدمة، أو تلك التي تسعى للابتعاد عن شبح الهبوط.

وأشار إلى أن ارتفاع مستوى المنافسة بين الأندية كبيرها وصغيرها، تسبب في تزايد الضغوط على الحكام، وأدى إلى تكاثر الأخطاء، فضلا عن أن الجماهير ومعهم في ذلك الإعلام، أسهموا فيما يحدث، على اعتبار أن هذا الموسم فيه تركيز كبير على أخطاء الحكام، وهو الأمر الطبيعي في رأيي، حتى لو كانت تغير في نتيجة المباراة.

وعاد الزيد للحديث عن حضور الحكم السعودي في المباريات النهائية، مؤكدا أنه قادر على النجاح إذا كانت تجمع مثلا الفتح والنصر، أو الفتح والشباب، بحيث يجري إسنادها إلى حكم سعودي مثلما حدث في الموسم الماضي، عندما قاد الحكم الدولي مرعي عواجي نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين بين الاتحاد والشباب، حيث قدم مستوى أكثر من رائع، نتيجة لعدم وجود ضغوط، كما هي الحال في هذا الموسم، حيث اختلف الأداء التحكيمي وتراجع بشكل كبير.

وأضاف قائلا: «سبق أن أشرت في بداية الموسم في أحد البرامج الرياضية التلفزيونية، وكان إلى جانبي حينها عمر المهنا رئيس لجنة الحكام، إلى أن الحكم السعودي سيختلف أداؤه نتيجة لارتفاع قوة المنافسة بين الأندية من خلال متابعتي لاستعدادات الفرق، وهو أحد الأسباب التي أدت إلى تكاثر الأخطاء التحكيمية التي تعد جزءا من اللعبة، وهي تحدث في جميع الدوريات العالمية».

وشدد على أنه كلما ارتفعت وتيرة المنافسات الكروية السعودية، ازدادت أخطاء الحكام وتكاثرت نظير الضغوط التي يعانونها.

وقال: «يجب أن نعترف بأن الحكام بشر، وهم جزء من المنظومة الرياضية، ولو لاحظنا في هذا الموسم شراسة المنافسة بين جميع الأندية من المتصدر وحتى آخر فريق في المسابقة، حتى الفرق المهددة بالهبوط، تجدها تصارع من أجل الفوز بالنقاط الثلاث، وهذا بلا شك يرفع من حدة المنافسة، وبالتالي تزداد الضغوط على الحكام، ومع ذلك فالحكام يتحملون جزءا من هذه الأخطاء».

واستبعد الزيد أن تكون هنالك تصفية حسابات بين الحكام ورئيس اللجنة، ولو جزءا من المليون، كون الحكم لا يمكن أن يتعمد إسقاط لجنة المهنا، على اعتبار أنه يسعى لفشله، ولكن «من وجهة نظري، أجد أن اللجنة في بعض الأحيان لا تحسن اختيار الحكم المناسب في المباراة المناسبة». وأضاف: «شاهدنا في هذا الموسم أخطاء على مستوى أكبر من الموسم الماضي، وأكرر أن الأخطاء التحكيمية لن تتوقف، وهي من أيام عبد الرحمن الدهام وحتى وقتنا هذا، ولكن في هذا الموسم ربما قوة المنافسة والبحث عن مراكز متقدمة في سلم الدوري لضمان المشاركة في البطولات الخارجية، انعكس سلبا على أداء الأخطاء التي ظهرت بشكل كبير، حيث لا تمر جولة من دوري جميل إلا وفيها أخطاء تغير فيها النتائج، وأصبحت المباريات تحت مجهر الإعلام، ولكن للأسف حتى المباريات العادية، وعلى سبيل المثال مباراة النهضة والرائد مع احترامي للناديين، لا يوجد فيها ضغط إعلامي، حتى الجمهور لم يتعد حضوره أكثر من 100 مشجع، ومع ذلك نرى الحكم يخطئ أخطاء فادحة، ويؤثر على نتيجة المباراة، وهذا يؤكد أنه لم يجهز نفسه للمباراة، وبالتالي لا يمكن قبول مثل هذه الأخطاء».

واعتبر الزيد أن «قاعدة الحكام ضعيفة وهشة، فالعدد الحالي 850 حكما لا يخدم 153 ناديا، خاصة إذا عرفنا أن مساحة البلاد والتعداد السكاني لا تقارن بالدول المجاورة، مع احترمي لها، فالتحركات والتنقلات والسفر في ظل العدد الحالي من الحكام لا تساعد على نجاح العدد الحالي، خاصة إذا عرفنا أن 80 حكما فقط هم من يستطيعون التحكيم في مباريات دوري جميل ودوري ركاء، أضف إلى ذلك وجود 300 حكم من أصل 800 هم من يقودون مباريات دوري الدرجة الثانية والناشئين والشباب، وأكثر من 500 حكم فقط لا يتعدون دوري المناطق فقط، لذلك أطالب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد ورئيس لجنة الحكام بتوسيع قاعدة الحكام خلال السنوات الثلاث المقبلة، بحيث لا تقل عن 6000 حكم».

وأضاف: «يجب ألا ننسى الحوافز المشجعة وتسليم المكافآت أولا بأول حتى نقضي على العزوف الذي بدأ يشكل خطرا كبيرا على القاعدة التحكيمية، ولا يمكن أن نقارن أنفسنا بحكام أوروبا، حيث تجد في إنجلترا وألمانيا أكثر من 40 ألف حكم عامل، فهذا الكم الهائل من الحكام يساعد أي لجنة على النجاح».

وبشأن استبعاد الحكم الدولي خليل جلال من دائرة الحكام المرشحين لإدارة مباريات كأس العالم 2014 بالبرازيل، أكد الزيد أن السبب في رأيه يعود إلى التقييم الذي حصل عليه من قبل المقيمين في فيفا والاتحاد الآسيوي، فضلا عن أن جلال لم يحظ بالدعم المطلوب من قبل اتحاد الكرة ولجنة الحكام الرئيسية.