الجزائر تفرض سيطرتها على «يد أفريقيا» بعد غياب 18 عاما

الرئيس بوتفليقة هنأ أعضاء المنتخب.. وفرحة جماهيرية تعم البلاد

جانب من مباراة الجزائر وتونس في نهائي كأس أفريقيا لليد
TT

هنأ الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أعضاء منتخب كرة اليد وجهازه الإداري إثر تتويجه بكأس أمم أفريقيا لكرة اليد عندما تغلب على نظيره التونسي 25 - 21 في المباراة النهائية التي جمعتهما أول من أمس السبت.

وقال بوتفليقة في برقية التهنئة: «لقد غمرني السرور والابتهاج على أثر فوزكم المستحق في المقابلة النهائية لبطولة أمم أفريقيا لكرة اليد على شقيقكم التونسي. إنها فرحة قاسمكم فيها جمهوركم الرياضي ومحبو الكرة الصغيرة وكافة الشعب الجزائري بنيلكم عن جدارة واستحقاق الكأس القارية وتأهلكم لنهائيات كاس العالم». وأضاف: «لقد أبديتم كما عهدناكم من قبل إرادة فاعلة وموحدة لبلوغ هذا التتويج الباهر الذي أظهر إمكاناتكم وأبرز قدراتكم الرياضية والفنية ومدى تألقكم الذي ينم عن حب الوطن ورفرفة العلم الوطني».

من جهته، كشف وزير الشباب والرياضة الجزائري محمد تهمي، أمس الأحد، أن الاتحاد الجزائري لكرة اليد تقدم بطلب استضافة بطولة العالم تحت 21 عاما المقررة عام 2017. وأكد تهمي، على قدرة بلاده على تنظيم هذا الحدث العالمي، مشيرا إلى الشروع في بناء صالة جديدة بطاقة استيعاب تصل إلى 17 ألف مقعد بمنطقة الخروبة في وسط العاصمة الجزائر، وصالتين أخريين ببلدتي براقي والدويرة بسعة خمسة آلاف مقعد لكليهما، وصالة جديدة بمدينة سكيكدة شرق البلاد بسعة ثلاثة آلاف مقعد بداية من العام الحالي. إلى جانب تحديث قصر الرياضات بمدينة وهران غرب الجزائر.

وأشار تهمي في حديثه للإذاعة الجزائرية، أن هذه المشاريع ستسمح للجزائر باستضافة بطولة العالم لكرة اليد تحت 21 عاما دون أي مشكلة.

وكان رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد المصري حسن مصطفى، أكد دعمه لمسعى الجزائر لاستضافة بطولات عالمية خلال استقباله من طرف تهمي، الأربعاء الماضي بالجزائر على هامش حضوره بعض فعاليات الدورة 21 لبطولة كاس أمم أفريقيا التي اختتمت السبت، حيث لمح إلى التوصل لاتفاق يقضي بترشيح الجزائر لاستضافة بطولات الناشئين والشباب.

في المقابل، عد البوسني حسن أفنديتش المدير الفني للمنتخب التونسي لكرة اليد للرجال، أن المجهود البدني الكبير الذي بذله اللاعبون في مباراة نصف النهائي كان سبب الخسارة أمام الجزائر في نهائي البطولة السبت الماضي. وجرد المنتخب الجزائري نظيره التونسي من اللقب الذي فاز به قبل عامين بالمغرب، عندما تغلب عليه 25 - 21. وقال أفنديتش بعد نهاية المباراة: «افتقدنا التركيز المطلوب، كما أن اللاعبين لم يكونوا جاهزين بدنيا بعد المجهودات التي بذلوها في مباراة نصف النهائي أمام مصر، وهو ما سمح بتقدم المنتخب الجزائري الذي لم يلعب مباريات كبيرة في الأدوار السابقة». واعترف أفنديتش، بأن الجمهور الجزائري لعب دورا مهما في تتويج منتخب بلاده باللقب، مشيدا بإصرار الجزائريين على الفوز، خاصة أن الدورة أقيمت على أرضهم. وانتقد أفنديتش ضمنيا نظام البطولة المعتمد من قبل الاتحاد الأفريقي للعبة، غير أنه شدد على أن «الخضر» يستحقون الكأس.

ودعا أفنديتش إلى تقبل الخسارة، لافتا أنه يستهدف تحقيق أفضل النتائج في مونديال قطر المقرر العام المقبل، وبعدها سيفكر في بطولة أمم أفريقيا التي تستضيفها مصر في 2016.

من جانبه، أبدى رضا زجيلي، المدير الفني للمنتخب الجزائري لكرة اليد للرجال، سعادة كبيرة بتتويج الفريق بلقب الدورة 21 لبطولة أمم أفريقيا بعدما تغلب في المباراة النهائية السبت الماضي على نظيره التونسي 25 - 21.

وقال زجيلي في تصريحات بعد نهاية المباراة، إن التتويج جاء بعد عناء كبير، وإنه لم يكن من السهل هزيمة فريق كتونس استعد جيدا للبطولة مقارنة بالمنتخب الجزائري. وأشار إلى أنه نجح في تحقيق الهدف وهو التتويج باللقب والتأهل إلى مونديال قطر 2015، مشيدا بالتضحيات التي بذلها اللاعبون طيلة الدورة وبالدعم الجماهيري الكبير. وتولى زجيلي تدريب منتخب الجزائر في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقال زجيلي إنه «متعود على الألقاب.. لقد فزت بـ78 لقبا مع النادي الذي أدربه مولودية الجزائر قبل أن تتحول تسميته إلى المجمع النفطي، لذلك لم أكن متخوفا من الفشل في رفع التحدي رغم المشكلات التي عرفتها كرة اليد الجزائرية سابقا». وتابع: «استشرت بعض الفنيين في الجزائر وخارجها وعبروا لي عن تشاؤمهم بمدى قدرتي على النجاح بالنظر لضيق الوقت والنقص في مستوى التحضير، لكن قبلت التحدي، وأعتقد أنني نجحت في ذلك». وذكر زجيلي، أنه لا يعرف إن كان سيستمر في تدريب منتخب بلاده أم لا، تاركا الانطباع بأنه سيتحدث إلى مسؤولي اتحاد الكرة قبل اتخاذ القرار النهائي.

ونجح المنتخب المصري لكرة اليد في مصالحة الجماهير الجزائرية بعد «خصومة» كبيرة في الأيام التي سبقت مراسم توزيع الميداليات والكؤوس الخاصة ببطولة الأمم الأفريقية التي اختتمت بالجزائر.

ورفع لاعبو وإداريو المنتخب المصري بقيادة خالد حمودة رئيس اتحاد كرة اليد العلم الجزائري وتبادلوا مع بعض المشجعين الورود بعد تسلمهم الميداليات البرونزية، فيما قابلتهم الجماهير الجزائرية الحاضرة بالصالة بالهتاف باسم «مصر.. مصر» ممزوجا بتصفيق متواصل. الموقف النبيل للجماهير الجزائرية، جعل خالد حمودة يطلب شريط فيديو للعلاقة الحميمية بين «الفراعنة» والجماهير الجزائرية ليحتفظ به للذكرى وإبرازه لتوطيد العلاقات بين الشعبين الجزائري والمصري.

وكان اللاعبون والجهاز الفني للمنتخب المصري عبروا عن استيائهم من التصرفات «العدائية» لبعض جماهير صالة «حرشة حسان» في المباريات ضد تونس (الدور الأول ونصف النهائي) وضد أنجولا في مباراة تحديد المركز الثالث.

وكانت الجزائر قد فازت بلقب الدورة 21 لبطولة كأس أمم أفريقيا لكرة اليد للرجال عقب تغلبها على تونس حاملة اللقب 25 - 21 في المباراة النهائية التي جمعتهما أول من أمس السبت بصالة «حرشة حسان» بوسط العاصمة الجزائرية.

واللقب هو الأول من نوعه للمنتخب الجزائري منذ 1996، والسابع في تاريخ مشاركاته بالبطولة الأفريقية. وتقدم المنتخب الجزائري في الشوط الأول بنتيجة 12 - 11، وزاد تألق حارسه المخضرم عبد المالك سلاحجي، وتشجيع الجماهير الكبيرة، في توسيع الفارق خلال الشوط الثاني للمباراة.