جاسم مندي: «تقارير فنية» أبعدت السعودي خليل جلال عن إدارة مباريات كأس العالم 2014

خبير التحكيم الدولي كشف لـ «الشرق الأوسط» تفاصيل مثيرة عن آلية اختيار الطواقم

جاسم مندي
TT

دافع البحريني جاسم مندي، عضو الخبرة الحالي وعضو لجنة الحكام السابق بالاتحاد الدولي، عن نفسه وعن مواطنه المقيم للحكام الآسيويين عبد الرحمن عبد الخالق، من الاتهامات التي طالتهما بشأن تسببهما في إبعاد الحكم الدولي السعودي خليل جلال عن دائرة الاختيار لإدارة مباريات في نهائيات كأس العالم 2014، المقررة في البرازيل الصيف المقبل، ودعم مواطنهما الحكم البحريني الصاعد نواف شكر الله للوجود في المحفل العالمي الأكبر للعبة كرة القدم.

وقال جاسم مندي في تصريح خص به الـ«الشرق الأوسط» إن الاتهامات التي تعرضا لها من قبل البعض بكونهما ظلما خليل جلال في التقييم من أجل أن يفسحا الطريق لنواف شكر الله تفتقد إلى المنطقية والمصداقية، على اعتبار أن هناك أرقاما ومواقف تثبت براءتهما من هذه التهم وتجعل الحكم خليل جلال هو المسؤول الأول عن فقدان حلم المشاركة في النهائيات للمرة الثالثة على التوالي.

وأضاف مندي: «الجميع يعلم أن خليل جلال، وهو أخ عزيز وحكم كبير، إذا ما كان هناك مجال للحديث عن القدرات التي يمتلكها، ولكنه أخفق في الاختبار الذي أجري له في دبي، وأنا شخصيا تابعت موضوعه وحصلت على موافقة من الاتحاد الدولي لكرة القدم من أجل إعادة الاختبار له في الدوحة، واتفقنا على هذا الأساس، ولكنه فاجأني برسالة بعد صلاة الفجر باعتذاره عن الحضور بحجة انه قاد مباراة عربية قبل الموعد بساعات وهذا ليس من مسؤوليتنا بل أننا نصحناه بأخذ وقته كاملا من الراحة والاستعداد وعدم قيادة مباريات قبل موعد الاختبار بفترة لا تقل عن أسبوعين لأن الوجود في المونديال حلم كبير وتذوق جلال نفسه حلاوة ذلك من خلال الوجود في مونديالي 2006و2010 وحتى بعد أن وصلتني الرسالة بادرت بالسعي للتواصل معه من أجل إقناعه بالاختبار حتى فترة الظهر من يوم الاختبار ولكنه لم يتجاوب، فكيف أكون أنا أو عبد الرحمن عبد الخالق السبب؟ علما بأن عمر المهنا رئيس لجنة الحكام السعودية ومحمد السويل عضو لجنة الحكام الآسيوية السابق وعلي الطريفي العضو الحالي في لجنة الحكام الآسيوية جميعهم لديهم علم بما جرى بعد الرسالة الشهيرة من خليل جلال».

وأشار إلى أنه بلغه أن خليل جلال أساء لهما بطريقة أو بأخرى ووجه اللوم إليهما بالتسبب في عدم الوجود في المونديال القادم، مع أنه وزميله عبد الرحمن عبد الخالق بذلا جهودا كبيرة من أجل أن يوجد جلال في المونديال، «وتمت استضافته في إحدى المناسبات في البحرين وكانت العلاقة قوية والثقة متبادلة، وإذا صدقت الأقوال بأن خليل أساء إلينا أو شكك في نزاهتنا فلا نقول إلا سامحه الله ويشهد الله أننا لم نتسبب في إبعاده».

وبين أن «تقصد خليل جلال كحكم سعودي يعني تقصد السعوديين بشكل عام، وهذا من المستحيل أن يكون، خصوصا أنه يذكر الأفضال والدعم الذي منحه إياه رمز الرياضة السعودية والعربية الأمير الراحل فيصل بن فهد، حيث ساهم في وصوله إلى أعلى المستويات والوجود في كبرى المناسبات، كما أن السعوديين والبحرينيين أشقاء وعلاقتهم لا يمكن أن تهزها لعبة كرة قدم. كما أن جلال يعلم أن الراحل البحريني أحمد جاسم كان من أبرز الداعمين له للوجود في نهائيات كأس العالم، ولذا لا مجال للتصيد في مثل هذه الأمور».

وعن الحديث عن أن نواف شكر الله تم اختياره للوجود في مونديال البرازيل كنوع من المجاملة لرئيس الاتحاد الآسيوي الشيخ سلمان بن إبراهيم، قال مندي: «نواف وجد ضمن حكام النخبة قبل أن ينتخب الشيخ سلمان بعامين على الأقل، حيث إن نواف كان ضمن 14 حكما مرشحا نصفهم أساسيون والباقي احتياطيون. وللعلم، الأرقام والنتائج هي من تحكم وليس المجاملات».

وشدد على أن الاتحاد الدولي بات يفضل دعم الحكام الشباب على أصحاب الخبرة ممن شارفت أعمارهم على الدخول في سن 44، ومن بينهم جلال، حيث إن الهدف هو التجهيز المبكر للحكام لمونديال 2018 ولا يمكن لأحد يشكك أن جلال من أفضل الحكام الذين أنجبتهم الملاعب الآسيوية، والدليل الحضور لأكثر من مرة في المونديال والبطولات الكبرى».

وأشار إلى أن مستوى خليل تراجع في الفترة الأخيرة، والدليل أن تقيمه في نهائيات كأس العالم للناشئين التي أقيمت مؤخرا في دولة الإمارات كان أقل من الحكم القطري عبد الرحمن عبده، الذي واصل للدور الثاني من النهائيات، والجميع يعلم أن من يتولى تقييم الحكام في هذه البطولات الاتحاد الدولي ولا مجال للمجاملات والمحاباة.

أما نواف شكر الله فوجد في نهائيات كأس العالم للشباب في تركيا، وهي أعلى درجة من حيث التقييم.

وأشار مندي إلى أن الاتحاد الدولي لكرة القدم هو من اختار حكام النخبة في آسيا، وهو من أشرف على تكاليف مبارياتهم وتقييمهم من خلال تكليفه للمراقبين والمقيمين ومتابعة كل صغيرة وكبيرة، وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يعمل بالتنسيق في هذا الجانب لتسهيل عملية إجراءات التكاليف والتقييم والمتابعة.

وتمنى مندى في ختام حديثه أن يكون هناك ارتقاء أكبر في التفكير وإبداء النيات الحسنة قبل التشكيك في الذمم والنيات، لأن ذلك يعكر الأجواء الرياضية ويخلق أجواء سلبية، ونواف وصل بجداره كحال الأوزبكي رافشان والإيراني علي فاجاني والأسترالي بنيامين والياباني نيشمورا والتغيير سنة الحياة في كل المجالات.

من جانبه، قال المقيم والمحاضر الدولي وعضو لجنة تطوير التحكيم في الاتحاد الآسيوي الحكم الدولي السعودي السابق علي الطريفي إنه لم تكن هناك أي مجاملات لاختيار الحكم نواف شكر الله على حساب السعودي خليل جلال للوجود في مونديال البرازيل، حيث إن نواف حصل على فرصة الوجود في المونديال القادم بكل جدارة واستحقاق كما أن خليل يستحق وله تجربة مميزة في المونديالين الماضيين.

وبين الطريفي صاحب جائزة أفضل رجل راية آسيوي عام 2002 أن نواف شكر الله اجتهد كثيرا في الموسمين الأخيرين وتطور بشكل كبير وتجاوز اختبار دبي، ثم وجد في البرازيل حيث المعسكر هناك في الوقت الذي لم ينجح خليل جلال في تجاوز اختبار اللياقة في دبي، وبالتالي لم يوجد في البرازيل بعد أن وجد الحكمان معا مع مجموعة من حكام النخبة في التجمع الذي أقيم في زيوريخ بسويسرا.

وبين أن وجود نواف في مونديال الشباب بتركيا أسهم في تعزيز حظوظه، كما لا يمكن التقليل من مشاركة خليل جلال في مونديال الناشئين، والحقيقة أن نواف يستحق الوجود، كما أن خليل يستحق ونال الفرصة، وهو يستحقها في مونديال ألمانيا وجنوب أفريقيا.

وشدد الطريفي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» على أن موضوع المجاملات لا يمكن أن يحصل في مثل هذه المنافسات، خصوصا أن أنظار العالم تتجه صوب المونديال بكونه يضم أبرز حكام النخبة على الكرة الأرضية.