الإصابات.. التحدي الأكبر لمشوار نادال الرياضي

خبراء التنس أجمعوا على إمكانية أن يصبح أحد أهم ثلاثة لاعبين في تاريخ اللعبة

نادال عانى من الإصابة في نهائي بطولة أستراليا (إ.ب.أ)
TT

ربما تكون إصابة الظهر التي تعرض لها النجم الإسباني رافاييل نادال «ليست خطيرة» على حد وصفه، ولكنها على الأقل باتت إشارة واضحة على أن جسم اللاعب يمكن اعتباره عقبة حقيقية أمام محاولاته لتحقيق إنجازات تاريخية جديدة في التنس. وصرح نادال لصحافيين في ملبورن يوم الاثنين الماضي قبل أن يطير عائدا إلى إسبانيا قائلا: «لم أحاول كثيرا أن أعرف ماهية الإصابة.. ولكنني واثق من أنها ليست خطيرة، لأن إحساسي بها يشبه إحساسي بإصابات أخرى سابقة ولكنها أكثر ضراوة قليلا هذه المرة».

ورغم ذلك، يبدو أن هذه الإصابة ما زالت الأكثر غرابة في مشوار المصنف الأول في العالم، فقد تعرض اللاعب لشد عضلي في ظهره في بداية المجموعة الثانية من نهائي بطولة أستراليا المفتوحة للتنس الذي خسره اللاعب الإسباني أمام السويسري ستانيسلاس فافرينكا بنتيجة 3 - 6 و2 - 6 و6 - 3 و3 - 6 الأحد وهو النهائي الذي كان يفترض به أن يكون تاريخيا. وليس من المعتاد أن تتسبب إصابة جسدية ضئيلة كما يبدو، بحيث يمكن التخلص منها خلال أيام معدودة، في إلحاق الأذى بنجم رياضي كبير مثل نادال على هذا النحو. فقبل ساعات من هذا النهائي، كان نجما التنس السابقين رود لافر وبيت سامبراس يقفان أمام استراحة اللاعبين يتناقشان في التاريخ والمستقبل ونادال وحدوده.

وكان لافر صرح لوكالة الأنباء الألمانية بمقولة تحمل طابعا تكهنيا قبل انطلاق منافسات ملبورن عندما قال: «لكي تكون ناجحا، عليك أن تتخلص تماما من الإصابات. فهذا أمر مهم.. إنني سعيد لأنني تمكنت من تحقيق كل إنجازاتي دون المعاناة من الإصابات». ونجح رود لافر في إحراز جميع ألقاب الغراند سلام الأربعة في عام واحد مرتين خلال مشواره الرياضي في عامي 1962 و1969. أما سامبراس فقد أحرز 14 لقبا ببطولات الغراند سلام، وهو الرقم الذي كان نادال يأمل في معادلته يوم الأحد. ويعتقد اللاعب الأميركي أن نادال (27 عاما) ما زال بوسعه إحراز 17 أو 18 لقبا بالبطولات الكبرى.

وكان ماتس فيلاندر وكارلوس مويا وجوران إيفانسفيتش وكريس إيفرت وفابريس سانتورو بين لاعبي التنس الكبار السابقين الذي أبدوا آراء مشابهة خلال أستراليا المفتوحة. وبدا نادال سعيدا بشكل ملحوظ خلال بطولة ملبورن التي انتهت أخيرا. ففي العام الماضي، أحرز اللاعب الإسباني عشرة ألقاب واستعاد صدارة التصنيف العالمي للاعبي التنس المحترفين وتعافى من إصابة في الركبة أبعدته عن الملاعب سبعة أشهر. وبتلقيه علاج الخلايا الجذعية، بدأت آلام نادال تزول وتحسنت معنوياته سواء داخل الملعب أو خارجه في جميع نواحي الحياة.

ولكنه بعدها لعب نهائي ملبورن عندما خذله ظهره في النهاية. فقد أصبحت خصائص نادال البدنية التي كثيرا ما جعلت منه خصما لا يقهر، هي نفسها السبب في إضعافه حاليا. ولدى مغادرة نادال أستراليا أول من أمس، أكد أن أهم أولوياته حاليا هي اكتشاف ما إذا كان يعاني من أي شيء آخر في الظهر من شأنه التسبب في مزيد من المشكلات له. ولكن نادال لديه أكثر من عامل قادر على جعل مشواره الاستثنائي بالفعل مع التنس أقرب إلى الأسطوري، أو أن يصبح مثلا أحد أهم ثلاثة أو أربعة لاعبين في التاريخ.

فهناك قناعة كبيرة في الدوري العالمي لبطولات الرابطة العالمية للاعبي التنس المحترفين أن نادال ما زال بوسعه إحراز لقب فرنسا المفتوحة عدة مرات، كما أن فرصه جيدة لإحراز لقبي أستراليا المفتوحة وأميركا المفتوحة مجددا. كما أن الرقم القياسي لعدد مرات الفوز بألقاب الغراند سلام والمسجل باسم السويسري روجيه فيدرر برصيد 17 لقبا ما زال في متناول يد نادال. وإن كان التشيكي توماس بيرديتش أشار إلى تفصيل مهم عندما قال: «لم يقل أحد إن روجيه توقف عند هذا الحد وأنه لن يحاول الفوز بمزيد من ألقاب الغراند سلام». ما زال السباق مفتوحا، وما حدث في ملبورن يؤكد أن هناك احتمالات أخرى كثيرة بخلاف الظاهر دوما. فقد قالها رود لافر، الذي يتمتع بخبرة طويلة في التنس، بوضوح: «النجاح لا يأتي إلا عندما تكون خاليا من الإصابات».