لجنة الحكام السعودية تناقش اليوم مع قضاة ملاعبها «أسباب تزايد الأخطاء»

إيقاف 15 حكما من أصل 27.. وعمر المهنا ينفي نية الاستقالة

عمر المهنا مهدد بالإبعاد من منصبه بسبب أخطاء التحكيم و اعتراضات لاعبي الأندية على قرارات الحكم أفسدت أجواء المنافسات السعودية
TT

تعقد لجنة الحكام بالاتحاد السعودي لكرة القدم برئاسة عمر المهنا ظهر اليوم اجتماعا عاصفا، لمناقشة الأخطاء التحكيمية الكارثية، والتوقف عند أسبابها، وإيجاد حلول لها، للخروج من هذا المأزق الذي تعيشه الكرة السعودية منذ سنوات طويلة.

ودعت لجنة الحكام قضاة ملاعبها الذين يديرون منافسات الدوري السعودي للمحترفين إلى اجتماع، الأحد الماضي، وطالبتهم بضرورة حضور الاجتماع والبحث عن حجوزات طيران لمن لا يستطيع، على أن يكون الاجتماع سريا دون أن تصل إليه وسائل الإعلام أو تحضره كما كانت تفعل غالبا.

ويتوقع أن يحضر في اجتماع اليوم رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد، من أجل الوقوف بنفسه على أبرز المشكلات التي يعاني منها التحكيم التي جعلته محل الانتقاد الكبير، وساهمت الأخطاء المرتكبة في عدد كبير من المباريات في تغيير نتائج استفادت منها فرق وتضررت منها أخرى، بل إن متابعين يرون أنها ساهمت في تزاحم الفرق على مراكز الوسط، ومحاولة الهروب من شبح الهبوط إلى دوري ركاء، إضافة إلى مساهمتها النسبية في انحسار المنافسة على لقب الدوري بين النصر والهلال مع أن الفريقين العاصميين هما الأفضل هذا الموسم بلا منافس.

وقال مصدر في لجنة الحكام إن اجتماع المصارحة لن يتمخض عنه استقالة رئيس لجنة الحكام عمر المهنا الذي نال اتهامات واسعة بالتسبب في الوضع المتدهور الذي وصل إليه حال التحكيم السعودي، إلا أنه لن يفوت أي فرصة للدفاع عن نفسه عن الاتهامات التي تطاله من أكثر من اتجاه، مما جعل لجنة الانضباط عاجزة عن إصدار عقوبات متواصلة على مسؤولين في بعض الأندية بسبب انتقاداتهم المتواصلة اللاذعة للتحكيم، لوجود قناعة على ما يبدو أن الأخطاء المرتكبة من التحكيم كانت مؤثرة إلى درجة لا يمكن تبريرها تحت أي عنوان.

وعقد المهنا ظهر أمس اجتماعا مغلقا مع أحمد عيد جرى خلاله مناقشة كثير من الأمور المتعلقة بالتحكيم ومشكلاته، وكذلك موضوع إسناد قيادة المباراة النهائية لكأس ولي العهد لحكم أجنبي يتوقع أن يكون من إيطاليا أو بولندا، كما تشير بعض المصادر, إلا أنه لم يجرِ الكشف عن نتائج هذا الاجتماع بشكل واضح من قبل المهنا أو عيد الذي اكتفى بوصف الاجتماع بـ«العادي»، ولا يتوجب أن يكون موجها لقضية معينة، وأن هناك اجتماعا لاتحاد الكرة يوم الجمعة المقبل، وأن الاجتماعات لا تهدف بالضرورة لتحقيق شيء معين، بل لمناقشة جميع القضايا على الساحة.

وبين المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن جميع الطواقم التحكيمية جرت دعوتها للحضور، بينما تأكد عدم حضور الحكم الدولي السابق خليل جلال الذي قرر الاعتزال، ولم تعد له أي صلة في الوقت الحالي بلجنة الحكام بالاتحاد السعودي.

وكانت الأخطاء التحكيمية الفادحة تسببت في إيقاف قرابة 15 حكما من مجموع 27 حكما، مما يعني أن عدد الحكام الذين تعرضوا للإيقاف يتجاوز النصف قبل ختام أي مسابقة سعودية حتى الآن، وهذا مؤشر يؤكد تراجع أو فداحة الأخطاء التحكيمية.

وكان من أبرز الحكام الذين جرى إيقافهم عبد الرحمن العمري ومرعي العواجي، وهما من حكام النخبة في السعودية ولهما حضور كبير في كثير من المنافسات الخارجية، خصوصا الإقليمية والقارية.

ولا يبلغ الحكم الموقوف بشكل خطي بقرار إيقافه، لكن يُكتفى بتجاهل تكليفه عن قيادة المباريات لمدة أسبوعين ليعرف حينها الحكم أنه موقوف، أو يتلقى القرار بشكل شفهي قبل أو أثناء القرار الذي يجري إصداره من لجنة الحكام الرئيسة.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة أن الدكتور إبراهيم الربيع المتخصص في مجال إطلاق القدرات اشترط الاجتماع مع الحكام دون حضور أي مسؤول تحكيمي، حيث يهدف الربيع إلى أن تكون هناك مكاشفة من جميع الحكام، دون أن مؤثرات يمكن أن يتسبب فيها وجود مسؤولين في لجنة الحكام.

وبينت المصادر ذاتها أن الربيع سيشدد على الحكام بضرورة الابتعاد عن الظهور الإعلامي بكل الصور، بما فيها مواقع التواصل الاجتماعي، كون ذلك سيؤثر عليهم بطريقة أو أخرى.

وفي هذا الشأن، كشف عمر المهنا رئيس لجنة الحكام الرئيسة بالاتحاد السعودي لكرة القدم، أنه ليس بالجبان لتحقيق أمنية بعض رؤساء الأندية الذين طالبوه بتقديم استقالته، نتيجة للأخطاء التحكيمية التي يرون أنها أثرت على نتائج فرقهم خلال منافسات دوري عبد اللطيف جميل، وقال: «عندما أقدم استقالتي، فسأقدمها وفق قناعة شخصية، وليس من أجل مطالبة الأندية»، مشيرا إلى أنه جرى شغل منصب رئاسة اللجنة بطريقة شرعية بعد فوزه بالانتخابات.

وأضاف: «يجب أن يعلم الجميع أن الأندية كلها على حد سواء تضررت واستفادت من الأخطاء التحكيمية»، دون تحديد أسماء هذه الأندية، مؤكدا أن اللجنة في أي حال من الأحوال لا تعلن اسم أي حكم عبر وسائل الإعلام في حال معاقبته مهما كانت الأسباب، ولكن اللجنة ستقوم بإيقاف الحكم سريا في حال إخفاقه تحكيميا، حتى إن الاتحاد الدولي عندما يريد معاقبة حكم تجري معاقبته دون الإعلان عن نوعية العقوبة ومدتها».

وأبدى المهنا ثقته بحكامه على الرغم من الأخطاء الفادحة التي وقعوا بها خلال منافسات دوري عبد اللطيف جميل، مؤكدا أن لديه العدد الكافي من الحكام الذين لديهم الكفاءة لقيادة جميع مباريات دوري عبد اللطيف جميل وكأس الأبطال وكأس ولي العهد، و«أنا على يقين بأن هناك من يحاول الانتقاد عندما أقول هذا الكلام، وينظرون إلى أن اللجنة لا تحسن الاختيار في عملية التكليف، ومتى ما ألغينا هذه الأمور من قاموس بعض مسؤولي الأندية فسيسير التحكيم بالطريق الصحيح وبالشكل الذي نتمناه، ونحن كلجنة والحكام أنفسهم لا (نزعل) من النقد البنّاء، لكن لا نسمح بالتشكيك أو التجريح، ويكفينا الاحتقان والغليان الحاصل في الشارع الرياضي، وعلينا أن نقف مع الحكم السعودي، والنقطة الأساسية هي مصلحة الحكم السعودي، ونحن لا نعترض على وجود الحكم الأجنبي، وأكرر أن كل فريق لديه ثلاث مباريات في دوري عبد اللطيف جميل وبإمكانه الاستعانة بالحكم الأجنبي، أما ما يتعلق بكأس الأبطال وكأس ولي العهد فاتحاد الكرة هو من يقرر وليس الأندية وعندنا الكفاءات، ولو عدنا إلى موضوع التشكيك فلن نجد حكاما سعوديين».

وعدّ المهنا أن مباريات الهلال والنصر من أسهل المباريات، حيث إن اللاعبين يتفرغون للكرة وليس لأمور أخرى، وبالتالي تجد الحكام يتفرغون لمتابعة اللعب دون أي ضغوط». وبين المهنا أنه دائما ما يبتعد عن إبراز أخطاء الحكام الأجانب في الاجتماع الشهري، «حتى لا يقولوا إن المهنا يتدخل. لكن للأمانة لو شاهدنا أقرب مباراة قادها حكام أجانب وكانت بين الأهلي والاتحاد، لشاهدنا الكثير من الأخطاء في هذه المباراة ولم نرَ أي إداري أو إعلامي يتحدث عن هذه الأخطاء، لكن لو كان الحكم محليا لشاهدنا الانتقادات لا تتوقف، وللأسف هناك من يديرون الحملة من أجل إسقاط المهنا، وهم حكام سابقون، وأعرف أن المقصود في هذا الموضوع هو عمر المهنا، ولا توجد أي مشكلة بالنسبة لي، وثقتي بالله ثم بالحكام لن تتزعزع، وأتمنى من الحكام أصحاب الخبرة القليلة أن لا يتأثروا بما يُقال أو يُكتب».

وفيما يخص حكام نهائي كأس ولي العهد، فسيكون القرار لدى اتحاد الكرة، فهو من يقرر سواء كان الحكام سعوديين أو أجانب، متمنيا لهم التوفيق، مؤكدا أن أي حكم يخطئ أخطاء غير مقبولة من المنطق أنه لن يكلف، فالأخطاء التحكيمية جزء من اللعبة.

واعترف المهنا بأنه دعا الحكام، اليوم (الأربعاء)، إلى اجتماع عاجل، وذلك من أجل مصلحة التحكيم ومصلحتهم، مشددا على أن الحكام لم يتقدموا بشكوى رسمية فيما يخص مستحقاتهم المتأخرة، واللجنة تعمل على قدم وساق من أجل تسليمها في أقرب وقت «ولو أن الحكام ينظرون إلى المادة فلن تجد حكاما سعوديون يقودون مباريات في الملعب في هذا الوقت». وتمنى المهنا أن يخرج اجتماع اليوم الذي سيعقد مع الحكام بنتائج إيجابية.