لجنة الحكام تطالب قضاة ملاعبها بإلغاء حسابات «تويتر»

المهنا كان حادا في نقاشاته.. والاستعانة بخبير قدرات نفسية

د. إبراهيم الربيع و الحكم مرعي العواجي في إحدى مداخلاته أمس
TT

لم يسفر الاجتماع الطارئ الذي عقدته لجنة الحكام بالاتحاد السعودي لكرة القدم برئاسة عمر المهنا يوم أمس عن اتخاذ قرارات يمكنها أن تسهم في تهدئة غليان الشارع الرياضي السعودي، حيث إن الاجتماع كان أقرب للمحاضرة الطويلة من كونه اجتماع مصارحة بين الحكام رغم حضور كبار القيادات التحكيمية في الكرة السعودية. واكتفت لجنة الحكام بإصدار قرار ملزم للحكام بعد الظهور الإعلامي بأي صورة من الصور حتى عبر الحسابات أو المواقع الخاصة للتواصل الاجتماعي، حيث جرى التشديد على العمل الفوري على إلغاء الحسابات وعدم فتح نوافذ للنقاش من خلالها مع أي طرف كان.

ومع أن الاجتماع استمر لأربع ساعات إلا أنه لم يكن كافيا لقول جميع الطواقم التحكيمية كل ما لديها، بينما أخذ النقاش حول حقوق الحكام حيزا واسعا، حيث أكد عدد من الحكام أن عدم تسلم المستحقات بشكل منتظم يؤثر على وضع الحكم، كما أن قيمة المكافآت ليست مجزية وتكفي لكي يوجد الطاقم التحكيمي في المدينة التي سيقود فيها مباراة مدة لا تقل عن 24 ساعة من أداء مهمته المكلف بها بقيادة مباراة في دوري عبد اللطيف جميل، وكما أن هناك من اشتكى من تأخر المستحقات فهناك من شكا من صعوبة الحصول على حجوزات طيران وخصوصا للمناطق البعيدة وتحديدا في نجران والجوف، على اعتبار أن التكليف للمباريات يكون قبل أيام معدودة من موعدها، وبالتالي تكون هناك صعوبة في الحصول على حجوزات. وبين مصدر لـ«الشرق الأوسط» أن المهنا شدد للحكام على أن تأخر المستحقات ليس عذرا لتراجع الأداء، مستشهدا بأحد الاتحادات الخليجية التي لا تصرف مكافآت حكامها بشكل سريع ومع ذلك لا توجد مشكلات تحكيمية في المنافسات الكروية لهذه الدولة.

ووعد رئيس لجنة الحكام عمر المهنا بحل جميع المشكلات التي يعاني منها الحكام ووعدهم بصرف مستحقاتهم قريبا جدا، وقد يكون خلال 24 ساعة من خلال الاتحاد السعودي لكرة القدم، خصوصا أن هناك رعاية للحكام من قبل إحدى الشركات، وتدفع هذه الشركات المخصصات بشكل منتظم حسب جدولة معينة متفق عليها، حيث إن هناك عملا مكثفا بدأ العمل فيه منذ أيام لحل هذه الإشكالية ودفع مستحقات الحكام من خلال حساباتهم البنكية.

ولم يحضر لاجتماع أمس رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد الذي عقد عدة اجتماعات مع المهنا في الأيام الأخيرة تمحورت حول وضع الحكام وأخطائهم المرتكبة التي أثرت بشكل واضح في تغيير نتائج مباريات في الدوري، وكذلك حقوقهم المالية المتأخرة، حيث إن عيد طمأن المهنا أن حقوقهم ستصرف قريبا، وهذا ما بشر به رئيس اللجنة الحكام في اجتماع أمس مما كان له الأثر الإيجابي على نفسياتهم، كما أن إعلان المهنا عن صرف مكافآت بشكل سريع في الجولات المتبقية من بطولة الدوري للحكام المميزين كان من أبرز الإيجابيات في الاجتماع بحسب رأي أحد الحكام الذين حضروا الاجتماع.

وبيّن المصدر الذي حضر للاجتماع أن التركيز كان على عدم التواصل مع وسائل الإعلام وأن من يخالف ذلك سيكون عرضة للعقاب الفوري بالإبعاد، حيث كلف مقرر اللجنة محمد سعد بخيت والمنسق الإعلامي أحمد البحراني بمراقبة الحسابات للحكام في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كان هذا القرار ضمن توصيات الدكتور إبراهيم الربيع الذي ألقى محاضرة لمدة ساعة حول إطلاق القدرات، وأوضح من خلالها الطرق المناسبة للتخلص من الضغوط قبل وأثناء المباريات.

وأشار المصدر إلى أن أبرز انتقادات المهنا للحكام كان على عدم وجود تعاون بين رجال الخطوط والساحة كما حصل في مباراة النصر والعروبة في الجولة قبل الماضية من دوري عبد اللطيف جميل، حيث إن أحد الحكام في تلك المباراة برر عدم تنبيه لحكم الساحة إلى خشيته من حصول قرار متضارب، ولكن هذا الكلام لم يقبله المهنا كمبرر لما حدث حيث كانت الإشارة إلى لمسة اليد للمدافع النصراوي في الدقائق الأخيرة من المباراة.

وأشار المصدر إلى أن المهنا كان منفعلا جدا في حديثه للحكام، وكان يوجه نقدا حادا لبعضهم، وخصوصا ممن ارتكب أخطاء فادحة في مباريات هامة كان طرفاها النصر والهلال، مما أثار الشارع الرياضي السعودي، ولكنه ركز على نقطة تتعلق بنفيه القاطع النية بالاستقالة من لجنة الحكام.

بقيت الإشارة إلى أن لجنة الحكام حددت الـ11 من فبراير (شباط) المقبل موعدا للاجتماع الشهري، وجرى التأكيد على منع وجود وسائل الإعلام على أن يجري تعويضهم بمؤتمر صحافي لرئيس اللجنة للإجابة على كل الاستفسارات.

بقيت الإشارة إلى أن 35 حكما حضروا الاجتماع بينما غاب البقية لأسباب تتعلق بعدم قدرتهم على إيجاد حجوزات للحضور أمس.

واستعانت لجنة الحكام بإخصائي قدرات ذاتية ونفسية، الدكتور إبراهيم الربيع، للحديث مع الحكام ومحاولة التأكيد على أن الأخطاء جزء من اللعبة، لكنها تتجاوزها في حال تزايدها والنصح بعدم قراءة الصحف أو متابعة البرامج الرياضية.