«صراع الديكة» و«منح الحقوق» تثيران المشاركين في ملتقى الإعلام الرياضي

باريان قال إنه لن يسمح لقنواته أن تكون للإثارة.. وجاسم: «الريموت» هو الحل!

TT

تأهب واستعداد لتوجيه سهام النقد للناقل الحصري للدوري السعودي ممثلة في القناة الرياضية السعودية من جانب المتحدثين في ملتقى الإعلام الرياضي الذي أقامته ديوانية الرياضية السعودية أول من أمس لمناقشة مستقبل البث الفضائي الرياضي وقضية احتكار القنوات الرياضية السعودية لمنافسات دوري عبد اللطيف جميل للمحترفين بحضور الدكتور محمد باريان مدير عام القنوات الرياضية السعودية ومحمد النويصر مدير رابطة دوري المحترفين والمذيع خالد جاسم مدير برنامج المجلس على قناة الدوري والكأس.

وخرج الملتقى بتوصية تتمثل في منح القنوات السعودية الحق الحصري في بث جميع مباريات دوري عبد اللطيف جميل للمحترفين على مدار السنوات المقبلة، وعدم السماح لأي قنوات خارجية باحتكار الدوري الأقوى عربيا وحرمان المشاهد المحلي من الاستمتاع باللعبة الشعبية الأولى التي تعد العشق الأول لكل السعوديين فيما رأى محمد النويصر أنه مع مزايدة عامة تطرح للقنوات التي يملكها سعوديون ليكون الرابح الأكبر حينها الدوري السعودي وذلك بعد مزايدة مالية يفوز بها الأكثر تقديما للمال لشراء الحقوق التلفزيونية للمنافسات الأقوى عربيا.

وأجمع المشاركون في النسخة الرابعة للديوانية التي جرت بمركز جدة الدولي لتنمية الأعمال في مقر الغرفة التجارية الصناعية بجدة على أهمية الرفع للجهات المختصة في البلاد لدعم القنوات الرياضية ومساعدتها على مواصلة بثها للبطولات المحلية، ودعم قناة الوطن لتقديم تغطية احترافية مهنية راقية توازي ما تقدمه أبرز القنوات العالمية، والحفاظ على خصوصية الدوري السعودي، وأهمية أن تبقى كرة القدم مثل الهواء الذي يستنشقه الجميع دون قيود أو احتكار، وغلق الباب أمام بعض القنوات التي تسعى للتحكم في المسابقة السعودية.

وأبدى الدكتور راشد بن زومه رئيس مجلس إدارة ديوانية الرياضية السعودية تخوفه كمستثمر من دخول الوسط الرياضي في ظل عدم توفر البيئة الرياضية المساعدة للاستثمار، مطالبا بمنح القنوات الرياضية فترتها كاملة قبل إصدار الأحكام عليها، مشيرا إلى التطور الذي شهدته القناة في الموسم الحالي منوها على ضرورة تحمل المشاهد جزءا من التكلفة أسوة بالجميع.

وعلى الرغم من المحاولات التي ذهب إليها غالبية الموجودين في الملتقي الإعلامي لأن تكون القناة السعودية الرياضية هي الناقل الحصري في العقد المقبل طالب محمد النويصر بضرورة طرح التنافس بين الجميع من قنوات يملكها سعوديون على اعتبار أن الكرة في العالم تعتمد في مداخيلها على إيرادات النقل التلفزيوني وهو حق مشروع لكافة الأندية السعودية.

واستشهد النويصر بالدوري الإنجليزي وما يحققه من عائد فقط بالنقل التلفزيوني يبلغ 33 مليار ريال سعودي على مدار 3 سنوات، مشيدا بالقفزات التي حققتها رابطة الدوري المحترفين على صعيد رعاية الدوري حيث بلغ قرابة 125 مليون ريال سنويا.

وانتقد النويصر حالة التباين الذي يشهده قيمة الإعلان في التلفزيون السعودي المنخفض والذي لا يتجاوز مبلغ 5 ملايين في العام قياسا بارتفاع قيمة اللوحات الإعلانية بالملاعب وعلى قمصان اللاعبين، الأمر الذي عارضه باريان في الطرح، مؤكدا أن قيمة الإعلان تجاوزت ذلك، مستشهدا بعدد من المباريات التي تبلغ قيمة الإعلان بها في مباراة واحدة 2 مليون ونصفا، مشيرا أن الواقع لا بد أن يتغير باعتبار أن المأمول أكبر منه، متمنيا الوصول إلى تطلعات الجميع.

وأكد باريان أن النقل التلفزيوني للدوري السعودي يستحق أكبر من القيمة المالية الحالية له، مبينا أن من حق القناة الرياضية كتلفزيون حكومي أن تملك حقوق النقل تحقيقا لعدة أهداف سامية، مشيرا إلى أن القناة مخولة ببث رسائل هادفة ولها دور مهم في حماية أمن الشباب وتهذيب الذوق العام مع تجاوز الحرية غير المحسوبة.

وشدد على أن نقل القنوات السعودية للدوري سيكون من منطلق منظور وطني هام لتوجيه الشباب وبث الرسائل الوطنية من خلال البرامج التي تسخر للشباب، منوها أنه ليس هدف القناة الإثارة والتناحر، بل بث رسائل هادفة، معرجا على قلة الحضور الجماهيري في الملاعب قياسا بالمنشآت غير المهيأة التي تأتي من أولويات عمل رابطة دوري المحترفين.

ووصف مدير قنوات الرياضة السعودية ما يجري في برنامج «المجلس» الذي تبثه قناة الدوري والكأس القطرية بصراع «الديكة» وأن ما يحدث فيه يعكس طابعا مسيئا للشخصية الإعلامية السعودية وأن القناة تركز على ذلك لأهداف غير رياضية بل تنطلق من أهداف أبرزها «الإثارة» وهو أمر يرفض أن يوجد في قنوات السعودية الرسمية.

وبدا باريان منزعجا مما يقال عنه، حيث أشار إلى أنهم قالوا عنه «مسالم» لكنه أضاف: «سأواصل ذلك لأنني لا أريد قنواتنا أن تنزلق إلى أبعد مما رسم لها».

ووسط شدة وقسوة وحدة ما طرحه تدارك باريان ما قاله ليقدم اعتذاره للضيف القطري الإعلامي خالد جاسم الذي يدير دفة «المجلس» عبر قناة الدوري والكأس.

وحاول خالد جاسم مدير برنامج المجلس على قناة الدوري والكأس إخفاء انزعاجه قبل أن تظهره انتقاداته تجاه ظهور الإعلانات أثناء سير المباريات في الدوري السعودي على شاشة القناة الرسمية وبأنها لا تتجاوز حرمان المتابع من حق مشاهدة المباراة دون أي منغصات.

ونوه الجاسم بقيمة الدوري السعودي العالية لما يشهده من متابعة جماهيرية كبيرة، مشددا على تخصيص الوقت الأكبر في البرنامج للدوري السعودي وذلك لما يحظى به من متابعة جماهيرية على صعيد كافة الوطن العربي.

واعترف الجاسم بحبه للإثارة، مشيرا إلى أنه لم يحضر ضيفا ليتحدث عن الدوري السعودي من خارج الوطن بل هو سعودي في الأصل والمنشأ ولا يستطيع أن يحجم أحاديثه ويملي عليه من يقول، مطالبا باريان باحتوائهم في القناة الرياضية مشيرا إلى أنه ليس من المعقول أن تحتفظ القناة السعودية بحقوق النقل التلفزيوني باعتبار أنها تفضل أن توجه رسائل للشباب من خلالها.

وأضاف الجاسم: التلفزيون ليس مقاما لتقويم الشباب.. ولا بد أن ألتفت لمن يريد أن يخدم في ظل الأزمة المالية التي تعانيها الأندية السعودية وذلك بخلق فرص استثمارية ومداخيل لها عن طريق بيع المنتجات والنقل التلفزيوني وما شابه ذلك.

وشدد الجاسم على أن الإعلامي مطالب بأن يتأثر لا يؤثر، مشيرا إلى أن الإثارة مطلب للمشاهد، مبينا أنه عبر برنامجه لا يخلق الإثارة غير الجيدة ومن الطبيعي أن يستقطب في مباراة شخصين متنافسين لكل منهما ميوله تجاه فريق كي يثري الحلقة من خلالهما لمعرفة كل منهما خبايا ناديه، مبينا أن ما يطرح ليس به إساءات توجه وهي آراء تخص قائلها، مشيرا إلى أن برنامجه يناقش الأحداث وليس برنامجا تحليليا والمشاهد له حرية الحكم ولا يستطيع شخص أن ينهي التعصب الرياضي كونه موجودا داخل كل من الجماهير ومن المنتسبين داخل الوسط الرياضي ولا يستطيع أحد تجاهل ذلك، وللجمهور حرية الحكم فيما يتابع ويستطيع إذا رأى ذلك في برنامج ما لا يرضي طموحاته أن يغير «القناة» إلى أخرى عبر جهاز «الريموت كنترول».