سعدون حمود: لاعبو الاتفاق بلا ولاء ولن يسكبوا دمعة واحدة لو هبط الفريق للأولى

شرفيون ونجوم سابقون يرفضون تحميل الدوسري وحده مسؤولية الإخفاقات

لاعبو الاتفاق ظهروا بمستويات متدنية في الدوري السعودي هذا الموسم
TT

رفض عدد من كبار الشرفيين وكذلك اللاعبين السابقين بنادي الاتفاق وضع اللوم بشأن تدهور مستوى الفريق الكروي في الآونة الأخيرة، على إدارة النادي برئاسة عبد العزيز الدوسري وتحميلها مسؤولية النتائج التي تعرض لها الفريق في دوري المحترفين السعودي، مما وضعه في مأزق احتمالية الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى. ولكنهم حملوها «أي الإدارة» جزءا من المشكلة كونها هي من اتخذت القرارات الحاسمة في شأن بيع عقود اللاعبين المميزين وجلب لاعبين أقل مستوى.

فيما اتهم سعدون حمود، اللاعب التاريخي لنادي الاتفاق في تصريح لـ«الشرق الأوسط» معظم لاعبي الاتفاق بعدم الولاء للنادي، مشيرا إلى أن كل ما يهمهم هو المكسب المادي البحت «والسبب أنهم محترفون جاءوا من عدة أندية ولن يسكبوا دمعة واحدة في حال تعرض الفريق للهبوط إلى دوري (ركاء)».

وواصل: «من هنا يتوجب على الإدارة أن تكون صارمة في مبدأ الثواب والعقاب، ثم تقوم بتجديد الاعتماد على أبناء النادي من اللاعبين الصاعدين، حيث إنه لا يمكن لأحد أن يلوم الإدارة لو أن أبناء النادي هم من يتعرضون لهذه الهزة، بل العكس سيقف الجميع متعاطفا وداعما لهم، لكن المؤسف أن هناك أسماء مستهلكة باتت تفضل على أبناء النادي في تمثيل الفريق وهي ليست أكفأ فنيا».

وعرج سعدون على الإدارة بالقول: «عبد العزيز الدوسري رئيس ذهبي وتاريخي للاتفاق ولا يمكن لأحد أن يقلل من شأنه، ولكن مشكلته أنه ترك أشخاصا من غير أبناء النادي الحقيقيين يبرزون على حساب الاتفاق، حيث منحهم فرصة لا يستحقونها بل الأحق بها أبناء النادي المخلصون. ومن هنا يتوجب على الدوسري أن يعيد حساباته ويعرف نقاط الضعف في إدارته ويعالجها بشكل عاجل، كما يتوجب أن يتم اتخاذ خطوات صارمة تجاه اللاعبين الذين يثبت عبثهم بتاريخ الكيان».

وأشار حمود إلى أنه حصل على كثير من الألقاب ومنها هداف العرب ومع ذلك فقد كان يقبل الحصول على ألفي ريال مكافأة، فيما ينال لاعبون حاليون الملايين ولا يظهر عليهم أي نوع من الإخلاص للشعار الذي يرتدونه.

وأكد أن المدربين وتحديدا بوكير وغوران بريئون مما يحصل في الاتفاق لكنهم كانوا كبش فداء وتحملوا أخطاء اللاعبين وإدارة النادي، ولكن يتوجب الآن أن يقف الاتفاقون صفا واحدا وبعد نهاية الموسم تكون هناك مراجعة شاملة للوضع.

وأكد حمد الدبيخي، المحلل الرياضي ولاعب الاتفاق سابقا، أن المشكلة والمسؤولية الأكبر تقع على عاتق اللاعبين أكثر من الجهاز الفني أو المدرب تحديدا. وأضاف: «في الأندية يكون للاعب الدور الأكبر فيما لو حدث أي إخفاق، بعكس الوضع في المنتخب، وفي الاتفاق تكمن المشكلة في عدم وجود استقرار في القائمة، ففي كل موسم يتم التعاقد مع لاعبين بعضهم، إن لم يكن غالبيتهم أقل من التطلعات، وحينما يأتي المدرب لا يجد أمامه العناصر القادرة على تحقيق شيء، ومن هنا يجب الاعتراف أن المشكلة ليست في المدربين، وهناك مثال يتجسد في فريق الفتح، الذي ظهر بشكل أقل من الموسم الماضي ولكن روح الفريق المتجانس موجودة في الظروف الصعبة نتيجة الاحتفاظ بالمدرب وأغلب اللاعبين البارزين.

وعن نسبة تحمل الإدارة لما يحصل، قال الدبيخي: «بكل تأكيد تتحمل نسبة فيما يحصل، فهي المسؤولة عن التعاقد مع اللاعبين وكذلك بيع عقود آخرين ولكن الحديث عن ضرورة الرحيل الفوري للإدارة لا يمكن تأييده في هذه الفترة، بل يتوجب أن يتم تأجيل مثل هذه الأمور نهاية الموسم، كما أن توجيه اللوم لعبد العزيز الدوسري وحده دون سواه من الأعضاء غير منصف، فالإدارة بالمجمل تتحمل الإخفاق، كما يجير لها أي إنجاز وعلى الإدارة إبعاد من ترى أن وجودهم يمثل عاملا سلبيا أكثر مما هو إيجابي.

واعتبر أن الحديث مع لاعبين لم يولدوا من «أرحام اتفاقية»، أو بالأحرى ليسوا من أبناء النادي، عن تاريخ الكيان مضيعة للوقت، لأنهم لاعبون يلعبون للنادي مقابل عقود مالية وقد لا يكون همهم سوى مستقبلهم الاحترافي، فالاتفاق حقق الكثير من الإنجازات من خلال أبنائه المخلصين في وقت لا توجد في النادي موارد مالية مثل الحالية.

من جانبه أشار عدنان المسحل، عضو الشرف البارز أن الوقت لم يحن لوضع اللوم على أحد فيما يحصل، بل يتوجب أن يلتف جميع الاتفاقين حول ناديهم ويؤكدون وقوفهم بجانب الإدارة والجهازين الإداري والفني واللاعبين وبعد نهاية الموسم يمكن أن يحصل نقاش شرفي صريح مع الإدارة حتى لا تتكرر الأخطاء ويتم تلافيها في الفترة القادمة، أما الحديث الانفعالي وتحميل الإدارة كل شيء ومطالبتها بالرحيل الفوري فهذا غير منطقي وليس في مصلحة الاتفاق.

وشدد المسحل في تصريحه لـ«الشرق الأوسط» أن المهم أن يحضر أعضاء الشرف للتدريبات ويحفزون اللاعبين بالمكافآت في حال الفوز في المباريات القادمة وتحقيق هدف البقاء بين الكبار.

وبين أن أعضاء الشرف يدعمون الكيان في أي وقت يطلب منهمإ بل إن هناك مبادرات تحصل منهم كأعضاء شرف دون طلب الإدارة في كثير من الأحيان، كاشفا أن الشرفيين اجتمعوا بعد خسارة النهضة مع اللاعبين وبحضور الإدارة والجهازين الإداري والفني وكانت هناك مصارحة من اللاعبين وتحدث نيابة عنهم سلطان البرقان، ووعد بأن الوضع سيتحسن لكن ما حصل في مباراة الاتحاد لا يؤكد استفادة اللاعبين من أخطاء الماضي «ولكن يبقى الأمل في المستقبل وسنواصل وقوفنا معهم لأن الوقت ليس للحساب».

ومن جهته، أكد رئيس هيئة أعضاء الشرف عبد الرحمن الراشد أن الشرفيين لم ولن يقصروا في دعم النادي والوقوف جانبه وقد أثبتوا ذلك في أحلك الظروف وستكون لهم وقفة مع الفريق حتى يغادر وضعه الخطر وفي نهاية الموسم يجب أن يكون هناك مراجعة للوضع بشكل عام حتى لا يتكرر السيناريو.

وبين الراشد لـ«الشرق الأوسط» أن هناك قناعة تامة أن المدربين لا يتحملون الجزء الأكبر من مسؤولية الإخفاق، ولكن كان يتوجب حصول هزة بالفريق حتى تؤثر إيجابيا، خصوصا في الفترة القادمة الحاسمة والتي سيتحدد على إثرها مستقبل الفريق الكروي الأول، مشددا على أن النادي لم يكن يمر بعجز مالي يكون له أثر في جلب الإدارة للاعبين على مستوى فني يمكن أن يفيد الفريق وليس لاعبين أقل من الطموحات.

وجدد تأكيده أن هذا الوقت ليس وقت تصفية الحسابات، بل وقت الوقوف مع الكيان حتى ينجو من خطر الهبوط للأولى.

يذكر أن إدارة الاتفاق تعاقدت مع المدرب الروماني إيوان أندوني لقيادة الفريق في بقية مبارياته في الدوري خلفا للمقال غوران، وسبق لأندوني أن قاد الفريق قبل أربع سنوات وتحديدا في عام 2009 وحقق معه نتائج جيدة. في الوقت الذي أدلى عبد العزيز الدوسري رئيس النادي بتصريح قال فيه إنه لا يكترث للحملة المطالبة برحيله، واتهم أحد المحسوبين على النادي من الشرفيين تحديدا بالوقوف وراء هذه الحملة، مشيرا إلى أنه يثق في فريقه وقدرته على تجاوز الأزمة، واستبعد الدوسري مسألة رحيله نهاية هذا الموسم إلا في حالة واحدة تتمثل في تقدم شخص قادر على قيادة النادي وأنه مستعد للتنازل عن الرئاسة بشكل فوري. وأشار إلى أن النادي يعيش وضعا ماليا مستقرا وتم تسديد رواتب ومقدمات عقود للاعبين بالأموال التي دخلت الخزينة من بيع عقد يحيى الشهري للنصر.

يذكر أن الاتفاق يأتي في المركز العاشر في سلم الترتيب برصيد 22 نقطة ولا يفصله عن الرائد صاحب المركز الـ13 إلا نقطة واحدة إذا ما علمنا أن صاحب المركز الأخير النهضة يحمل في رصيده 12 نقطة. وسيلعب الاتفاق مع النصر يوم الجمعة المقبل في منافسات الجولة الـ22.