أبى الهلال إلا أن يعكر مشروع احتفال كبير كان يعد له النصراويون في مباراة الديربي التي جمعتهما ضمن دوري المحترفين السعودي، وأسقطه بنتيجة كبيرة قوامها 4 أهداف مقابل هدفين، ليحرمه من الاحتفال بلقب الدوري ويفرض عليه جولة أخرى من التنافس على البطولة الكبرى بعد أن كان الأصفر قاب قوسين من الذهب.
ودخل النصر المواجهة وهو بحاجة إلى نقطة واحدة فقط من أجل الاحتفال باللقب أمام المنافس التقليدي، كونه كان يملك في رصيده 60 نقطة بينما يملك الهلال 51 نقطة، لكن فوز الأزرق بنقاط المباراة فرض على النصر البحث عن فوز وتعادل (4 نقاط) خلال الجولات الثلاث المتبقية كي يضمن إحراز اللقب برصيد (64 نقطة) كحد أدنى، كون الهلال بات بمقدوره الوصول إلى النقطة 63 إذا ما فاز في كل المباريات المتبقية.
وكان الهلال ثأر لنفسه من خلال هذا الفوز بعد خسارته للقبه المفضل (موسميا) كأس ولي العهد من النصر قبل أيام قليلة.
وحملت أهداف الهلال الأربعة توقيع كل من ياسر القحطاني (هدفين) وناصر الشمراني والبرازيلي نيفيز، فيما سجل أهداف النصر البرازيلي التون (هدفين) ومحمد السهلاوي، في المواجهة التي شهدت طرد مدرب النصر كارينيو للمرة الأولى هذا الموسم عقب احتجاجه على حكم المباراة مع نهاية الشوط الأول، فيما أشهر ذات الحكم البطاقة الحمراء للاعب الهلال سلمان الفرج مع الدقيقة 61.
وفي الدمام، نجح النهضة في اكتساح ضيفه الشباب برباعية مقابل هدف رفع على أثرها النهضة رصيده للنقطة 15 في حين تجمد رصيد الشباب عند النقطة 35 في المركز الرابع. وفي مكة المكرمة أعاد الرائد آماله بالبقاء بعدما نجح في الفوز على مضيفه الاتحاد بهدفين مقابل هدف، ورفع الرائد رصيده للنقطة 24 متقدما للمركز الثالث عشر في حين تجمد رصيد الاتحاد عند النقطة 29 بالمركز السادس. وأخيرا تعادل نجران مع ضيفه الفتح بهدف لمثله في المواجهة التي جمعت بين الطرفين في نجران ليرفع الأخير رصيده للنقطة 25 كما هو حال الفتح الذي رفع رصيده لذات النقاط.
وعودة إلى مجريات مواجهة النصر وغريمه التقليدي الهلال، حيث بدأت ملامح النوايا الهجومية المشتركة لمدربي الفريقين بعد دخولهما المباراة بتكتيك 2/4/4. ومع انطلاقة المباراة لم يمنح مهاجم الهلال ياسر القحطاني فرصة لالتقاط الأنفاس بعدما استقبل كرة قادمة من الحارس فايز السبيعي مع الدقيقة الثالثة حضن عليها وأعادها صوب الفرج الذي سدد الكرة لترتطم بحسين عبد الغني وتعود مجددا للقحطاني الذي سددها قوية ارتطمت بعمر هوساوي وسكنت شباك فريقه.
لم يمنح النصر غريمه التقليدي دقائق كبيرة للفرح بتقدمه بعدما سدد السهلاوي مع الدقيقة 7 كرة قوية تصدى لها السبيعي لتعود للبرازيلي إلتون الذي ركنها داخل الشباك الزرقاء كهدف تعديل. استمرت المباراة تحمل طابعا هجوميا من الطرفين دون أي تراجع نحو الدفاع. وأضاع البرازيلي إلتون مع الدقيقة 17 فرصة هدف محقق بعدما أرسل له الغامدي كرة ساقطة بعيدا عن أعين الدفاعات الهلالية إلا أن إلتون لعبها سريعا دون تركيز لتذهب هادئة بين يدي الحارس السبيعي. وتحصل النصر على عدد من الفرص المتتالية دون أن يتمكن من الاستفادة منها، ومع الدقيقة 28 تحصل الهلال على خطأ بالقرب من منطقة الجزاء انبرى له البرازيلي نيفيز وأرسل كرة ساقطة لدغها القحطاني برأسه لتسكن شباك العنزي كهدف ثان. وكاد الشمراني يضيف الثالث للهلال بعدما أرسل تسديدة قوية من على قوس منطقة الجزاء تصدى لها العنزي بصعوبة على دفعتين. وبدت خطوط النصر متباعدة تقابلها أفضلية هلالية استمرت حتى نهاية الشوط الأول.
ومع انطلاقة الشوط الثاني أنقذ الإكوادوري كاستيلو شباكه من هدف محقق بعدما غير مسار تسديدة البرازيلي إلتون مع الدقيقة 47 لتتجه لضربة ركنية لم تثمر عن أي نتيجة إيجابية لصالح النصر. استمرت أفضلية الهلال في وسط الميدان والذي شن هجماته بحثا عن تعزيز تقدمه بهدف ثالث.. ومع الدقيقة 57 بدأت لعبة المدربين بعدما زج النصر بيحيى الشهري بديلا لمحمد نور ليرد الهلال بإخراج ياسر القحطاني والزج بسالم الدوسري بديلا عنه باحثا في هذا التبديل عن مجاراة النصر الذي لجأ مدربه لتنشيط خط وسطه. وأشهر الإيطالي باولو تاغليا فينتو حكم المباراة البطاقة الحمراء لسلمان الفرج مع الدقيقة 60 بعد حصوله على بطاقة صفراء ثانية.
وأنقذ السبيعي رأسية خطيرة للبرازيلي إلتون مع الدقيقة 62. وتنازل الجابر عن قائد الفريق الشلهوب ليزج بالغنام لاعب المحور لرتق خط وسطه بعد طرد الفرج. ورغم نقصه تمكن الهلال من تعزيز تقدمه مع الدقيقة 65 بهجمة مرتدة ترجمها ناصر الشمراني داخل شباك النصر، قبل أن يعود الشمراني لإضاعة هدف التقدم الرابع مع الدقيقة 68 بعدما سدد كرته برعونة رغم تمركزه أمام شباك النصر. وبعدها بثلاث دقائق تمكن الهلال من إضافة الهدف الرابع بأقدام البرازيلي نيفيز، الأمر الذي أجبر كارينيو على الزج بمراد دلهوم على حساب حسين عبد الغني لترميم دفاع فريقه. وتصدى حارس الهلال السبيعي لهجمات نصراوية متعددة بعدما شن الأخير هجومه بحثا عن تعديل النتيجة أو تقليص الفارق قبل أن يتمكن السهلاوي من تسجيل هدف النصر الثاني مع الدقيقة 79.
من جهة أخرى، يبحث فريق الأهلي عن انفراده بالمركز الثالث في سلم ترتيب دوري عبد اللطيف جميل السعودي للمحترفين والمؤهل للمشاركة بمسابقة دوري أبطال آسيا النسخة القادمة، عندما يحل السبت ضيفا على نظيره التعاون في مواجهة تنافسية يأمل التعاونيون منها في عدم اتساع الفارق النقطي لصالح منافسهم صاحب المركز الثالث 37 نقطة في ظل وجوده بالمركز الخامس برصيد 31 نقطة.
يدخل الأهلي المواجهة منتشيا باستمرارية انتصاراته التي بدأها قبل أربع جولات قبل أن يتعثر في مواجهة واحدة بالتعادل ثم يعود لواجهة الانتصارات مجددا، وكان آخرها أمام الفتح برباعية شهدت تألق محترفه الأجنبي لويس ليال، فيما يفتقد الأهلي خدماته المدافع محمد أمان الموقوف بداعي حصوله على ثلاث بطاقات صفراء.
في المقابل، يدخل التعاون هذه المواجهة مدركا أهميتها في زف الفريق نحو المركز الثالث خاصة أنه يواجه منافسيه الأهلي ثم الشباب تباعا في الجولة الحالية، والتي بعدها، الأمر الذي جعل مسؤولي النادي التعاوني يلجأون لطلب طاقم تحكيم أجنبي يدير مواجهة هذا اليوم.
إلى جوار هذه المواجهة ستقام مباراتان في ختام هذه الجولة قبل فترة التوقف التي تستمر حتى 22 مارس (آذار) المقبل، حيث تخوض الفرق خلال هذه الفترة منافسات كأس الملك التي انطلقت الأسبوع المنصرم إلى جوار مسابقة دوري أبطال آسيا للفرق المشاركة فيها، علاوة على خوض المنتخب السعودي مباراته الأخيرة في التصفيات الآسيوية المؤهلة لبطولة آسيا 2015 والتي سيقابل فيها نظيره المنتخب الإندونيسي.
وفي الجوف، يلتقي العروبة بضيفه الاتفاق في مواجهة يبحث الطرفان عن الظفر بالنقاط الثلاث فيها والتقدم في لائحة ترتيب الدوري هربا من شبح الهبوط الذي بات ملازما للثنائي. العروبة يدخل المواجهة بنشوة انتصاره الأخير أمام الشعلة آملا في مواصلة هذه النشوة وإسقاط ضيفه الاتفاق الجريح. ويعتمد أبناء الشمال على المصري إبراهيم صلاح في وسط الميدان ورافع الرويلي في حراسة المرمى الذي يمثل مصدر قوة للفريق.
في المقابل، يدخل فارس الدهناء المواجهة باحثا عن الفوز ورفع رصيد النقطي، والتقدم في سلم ترتيب الدوري في ظل احتلاله المركز الـ12 برصيد 22 نقطة، وكانت الإدارة الاتفاقية قد رصدت مكافأة الفوز بواقع 15 ألف ريال لكل لاعب بحثا عن تحقيق طموحها بخطف نقاط المواجهة.
وأخيرا، يستضيف فريق الشعلة نظيره الفيصلي في مواجهة لا تقل صراعا بين الجانبين للهروب من شبح الهبوط. الشعلة الذي انطفأ توهجه وبات بعيدا عن أجواء الانتصارات على صعيد الدوري منذ جولتين ماضيتين مرورا بخروجه من كأس الملك على يد الزلفي (درجة ثانية) يأمل خلال هذه المواجهة في الظفر بنقاطها من أجل رفع رصيده النقطي بعد احتلاله المركز التاسع بـ24 نقطة. أما عن الضيف فريق الفيصلي فيأمل في مواصلة انتصاراته التي بدأها على الرائد بثلاثية قفزت به نحو المركز الحادي عشر بعدما رفع رصيده للنقطة 24. وفوز أي من الفريقين في هذه المواجهة سيكون بمثابة 6 نقاط على اعتبار أنه أمام فريق يبحث عن الهروب من شبح الهبوط.