تبدأ بطولات كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم عهدا جديدا اليوم عندما تجرى قرعة التصفيات المؤهلة للنسخة الخامسة عشرة من البطولة (يورو 2016) التي تستضيفها فرنسا في منتصف عام 2016.
ووسط حالة الترقب في كل أنحاء العالم لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل التي تنطلق فعالياتها في 12 يونيو (حزيران) المقبل، تجتذب مدينة نيس الفرنسية اليوم أنظار عشاق الساحرة المستديرة حول العالم عندما تشهد سحب قرعة تصفيات يورو 2016.
وعلى الرغم من القلق الذي يساور كثيرين من مستوى المواجهات في هذه التصفيات وأيضا مستوى البطولة نفسها بعد تمديد حجم البطولة للمرة الأولى في التاريخ لتشمل 24 منتخبا في النهائيات بدلا من 16 منذ 1996 علما بأن نسخة 1984 والتي استضافتها فرنسا أيضا ضمت 8 منتخبات فقط، يترقب البعض أن تسفر القرعة عن بعض المواجهات المثيرة في ظل الارتقاء بمستوى اللعبة بشكل كبير في القارة الأوروبية خلال السنوات الماضية.
كما يضع الجميع أملا كبيرا على اشتعال الصراع بين المنتخبات متوسطة المستوى والمنتخبات المتواضعة على بطاقات التأهل بجوار المنتخبات الكبيرة مما يعني أن الصراع الحقيقي في التصفيات لن يكون على صدارة المجموعات فحسب وإنما سيمتد للمنافسة على المراكز التالية بعد توسيع قاعدة التأهل للنهائيات. ويشارك في التصفيات هذه المرة 53 منتخبا ستوزع على تسع مجموعات لتضم كل منها ستة منتخبات باستثناء مجموعة واحدة ستضم خمسة منتخبات لكن هذه المجموعة ستشهد أيضا انضمام المنتخب الفرنسي مستضيف البطولة الذي ضمن التأهل مباشرة للنهائيات، وستكون مشاركته في التصفيات دون حساب لنتائجه.
وقرر الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) بقيادة رئيسه الفرنسي ميشال بلاتيني وضع المنتخب المضيف في هذه المجموعة ليلتقي مع الفريق الذي يحصل على راحة من التصفيات الرسمية في كل جولة وذلك ليضمن مباريات ودية استعدادا للبطولة بعدما واجه المنتخب المضيف في الماضي صعوبات في الاتفاق على مباريات خلال فترة التصفيات. لكن نتائج المنتخب الفرنسي مع المنتخبات الخمسة في المجموعة لن تحتسب على الإطلاق ضمن جدول المجموعة. ولن يكون بالإمكان أن تقع أذربيجان وأرمينيا في مجموعة واحدة، وإسبانيا مع الوافد الجديد جبل طارق لأسباب سياسية.
وكان منتخب جبل طارق قد حصل على موافقة اليويفا في المشاركة كعضو كامل في المسابقات الرسمية منذ مايو (أيار) 2013.
وخاض منتخب جبل طارق أول مباراة رسمية له في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عندما تعادل سلبيا مع المنتخب السلوفاكي.
وتبلغ مساحة جبل طارق 6 كيلومترات مربعة وعدد سكانها 30 ألف نسمة، ويتوقع أن تكون في المستوى السادس الأخير.
وعلق ألن بولا مدرب جبل طارق: «يقول الناس إن مشاركتنا غير واقعية ومجنونة، لكني أريد أن يحترم جبل طارق، ليختنشتاين بلد صغيرة ومحترم من الجميع وهذا هو هدفي». وفي ظل تأهل بطل ووصيف كل مجموعة وصاحب أفضل مركز ثالث بين المجموعات التسع، فيما تخوض المنتخبات الثمانية الأخرى التي حلت ثالثة مواجهتين فاصلتين بينها في نوفمبر 2015 من أجل تحديد هوية المنتخبات الأربعة الأخرى التي ستكمل عقد النهائيات، يستبعد أن يغيب أحد المنتخبات الكبرى عن النهائيات.
وربما هذا ما يريده الاتحاد القاري، لعدم استبعاد أي قوة كبرى على غرار إنجلترا في 2008 ما يحدث تأثيرا سلبيا من الناحية التسويقية. كما ستكون الفرصة متاحة لمنتخبات الصف الثاني أو الثالث لبلوغ النهائيات ومواجهة المنتخبات الكبرى. مثال على ذلك اسكوتلندا التي شاركت آخر مرة في مسابقة كبرى عام 1998 في فرنسا، وهي تأمل استعادة مشاركاتها السابقة تحت إشراف مدربها غوردون ستراكان الذي أعطى رأيه بقرعة ستضعه في المستوى الرابع: «أنا متحمس لذلك. لا أحب التخطيط كثيرا. أخطط للحصص التدريبية فقط». وصنف اليويفا المنتخبات الـ53 إلى ستة مستويات طبقا لتصنيف «المعامل» الذي يتبعه اليويفا والذي يختلف تماما عن تصنيف الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) حيث يعتمد على نتائج تصفيات ونهائيات بطولتي كأس العالم 2010 ويورو 2012 ونتائج تصفيات مونديال 2014 بأكملها. ومن القيود التي تشترطها القرعة أيضا ضرورة أن تكون منتخبات إنجلترا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا على رؤوس مجموعات تضم كل منها ستة منتخبات وذلك لأسباب تتعلق بحقوق البث التلفزيوني. ولن تكون زيادة عدد الفرق في التصفيات والنهائيات هي الأمر الوحيد الجديد في هذه البطولة بل ستقدم يورو 2016 من خلال التصفيات نظاما ومبدأ جديدا يعرف بـ«أسبوع كرة القدم» حيث تقام فيه مباريات التصفيات على مدار الأيام من الخميس إلى الثلاثاء التالي.
وعندما تشهد التصفيات جولتين متتاليتين تخوض المنتخبات مبارياتها في يومي الخميس والأحد أو الجمعة والاثنين أو السبت والثلاثاء. ويضمن هذا النظام الجديد أن تقام في كل يوم ما بين ثماني وعشر مباريات فقط. وتنطلق فعاليات التصفيات في السابع من سبتمبر (أيلول) المقبل وتستمر حتى 13 أكتوبر (تشرين الأول) 2015 على أن تقام مباريات الملحق الفاصل في نوفمبر 2015.
وفيما يلي المستويات بحسب تصنيف الاتحاد الأوروبي:
* المستوى الأول: إسبانيا حاملة اللقب وبطلة العالم وإيطاليا وألمانيا وهولندا وإنجلترا والبرتغال واليونان وروسيا والبوسنة.
* المستوى الثاني: أوكرانيا وكرواتيا والسويد والدنمارك وسويسرا وبلجيكا وتشيكيا والمجر وجمهورية آيرلندا.
* المستوى الثالث: صربيا وتركيا وسلوفينيا وإسرائيل والنرويج وسلوفاكيا ورومانيا والنمسا وبولندا.
* المستوى الرابع: مونتينيغرو وأرمينيا واسكوتلندا وفنلندا ولاتفيا وويلز وبلغاريا وإستونيا وبيلاوسيا.
*المستوى الخامس: آيسلندا وآيرلندا الشمالية وألبانيا وليتوانيا ومولدافيا ومقدونيا وأذربيجان وجورجيا وقبرص.
* المستوى السادس: لوكسمبورغ وكازاخستان وليختنشتاين وجزر فارو ومالطا وأندورا وسان مارينو وجبل طارق.